يوم خمسة اكتوبر الف تسعمية وتسعين كان الجندي أيمن محمد حسن في نوبة خدمته على الحدود المصرية وتحديدا برأس النقب بسهل وادي القمر الملاصقة تماما مع حدود دولة الاحتلال الإسرائيلي واثناء نوبة الحراسة تفاجأ بجندي أسرائيلي أمامه مباشرة فتح باب عربيته طلع علم مصر ومسح به جزمته اليوم ده كان خمسة اكتوبر الف تسعمية وتسعين المتزامن مع بداية الاحتفالات باعياد اكتوبر المجيدة الجندي الإسرائيلي لما عمل كده كان بيوصل رسالة استفزازية لأيمن عايز يقول له أنت وبلدك وعلم بلدك على الجزمة أيمن لما شاف المنظر راح على القائد بتاعه بلغه باللي حصل رد القائد عليه وقال له خلاص يا أيمن أنت بلغتني وأنا هبلغ القيادة وأكيد هنتصرف في الموضوع ده بعد واقعة العلم بتلات أيام وتحديدا يوم تمانية اكتوبر الف تسعمية وتسعين تحصل مذبحة المسجد الأقصى اللي راح ضحيتها واحد وعشرين شهيد فلسطيني وإصابة مية وخمسين على ايد جيش الاحتلال الإسرائيلي كل ده وأيمن في إنتظار الرد من القائد بتاعه ييجي يقول له خلاص يا أيمن إحنا اتصرفنا أو جبنا حق العلم لكن للإسف ولحد اللحظة دي ما كانش فيه أي رد من القيادة بتاعته ويوم تسعة أكتوبر ألف تسعمية وتسعين واثناء وجود أيمن بنوبة حراسته تفاجأ بنفس الجندي الإسرائيلي جاي وقدام أيمن مباشرة فتح باب عربيته نزلت منها جندية اسرائيلية وفرش علم مصر على الأرض ومارسوا الرذيلة على العلم أيمن لما شاف المنظر ده قال نصا وحرفا طلبت موتك يا عجل ومن اللحظة دي قرر أيمن الإنتقام من العجل الإسرائيلي في حلقة النهاردة هاكلمك عن إبن مركز فاقوس الشرقية هكلمك عن بطل عملية رأس النقب البطل أيمن محمد حسن في البداية أيمن كان واخد قراره إنه يتخلص من الجندي الاسرائيلي ده لوحده ولكن ردا على إهانة العلم المصري للمرة التانية وثأرا لشهدائنا الفلسطينيين قرر أيمن أنها تكون عملية انتقامية على أوسع نطاق عشان يقدر يتخلص من أكبر عدد من جنود الاحتلال وطبعا عملية بالشكل ده كانت محتاجة منه ترتيبات كتيرة جدا وخصوصا إنه هيقوم بالعملية لوحده وبدون علم قياداته ولكن قابلت أيمن مجموعة من المشاكل كان واجب عليه يحلها عشان يعرف يقوم بالعملية المشكلة الأولى كانت لياقته البدنية لأن ايمن في الفترة دي كان لسة خارج من عملية جراحية وكان القائد بتاعه حطه في النقطة دي بالذات عشان يرتاح من التدريبات يعني معنى كده إن أيمن لياقته البدنية في الوقت ده تقريبا كانت صفر المشكلة التانية هي توفير السلاح والذخيرة لإن الذخيرة المتواجدة معه لا يمكن تكفي العملية اللي هيقوم بها المشكلة التالتة إن أيمن ما كانش ينفع يروح ينفذ العملية بشكل عشوائي وخلاص وإلا كان هيموت مع أول خطوة يخطيها جوه الحدود وكان لأزم أنه يعمل رصد واستطلاع ومراقبة لحركة الدوريات والاتوبيسات والأهم من ده كله أنه يرصد مواعيد خدمة واجازات الجندي الإسرائيلي العجل اللي رايح ينفذ العملية مخصوص عشانه بعد ما أيمن حدد مشكلات بخطته بدأ في التنفيذ فورا وأول حاجة بدأ ينفذها هي رفع لياقته البدنية لدرجة إنه كان بيجري كل يوم خمستاشر كيلو كاملين وعلى مدار خمسة وأربعين يوم كاملين أيمن بيراقب كل تحركاتهم وتحركات الجندي الإسرائيلي والدوريات والاتوبيسات لدرجة أنه جاب كشكول وعمله بالظبط زي دفتر الأحوال وبقى بيكتب تحركاتهم بالساعة والدقيقة والثانية عشان يضمن أن وقت تنفيذ العملية كل حاجة تبقى صح والأهم أن الجندي المطلوب يكون موجود في الخدمة مش إجازة وقبل معاد التنفيذ أيمن أخد إجازة ونزل سلم على أهله كلهم واحد واحد وسدد كل ديونه وكتب جواب لأبوه قال له فيه احتسبني شهيدا عند الله لحد ما جه يوم التنفيذ ولحد اللحظة دي أيمن ما كانش لسه جهز السلاح والذخيرة اللي هيستخدمهم في العملية وهنا أيمن كان واخد القرار بحاجة من اتنين القرار الأول إنه يتسلل لغرفة السلاح ويأخذ منها السلاح والذخيرة اللي هو عايزهم من غير ما أي حد يشوفه ولكن المشكلة أن دايما غرفة السلاح فيها أفراد أمن وحراسة من زمايله ساعتها أيمن كان هيلجأ للقرار التاني وهو أنه يثبت زمايله بالسلاح وياخد الذخيرة اللي هو عايزها ويمشي وهنا كانت هتحصل كارثة وأن طبعا زمايله هيضطروا أنهم يدافعوا عن السلاح وأكيد كان هيحصل اشتباك بينهم وده اللي للأسف كانت هتبقى نتيجته أن واحد منهم هيقع ولكن أيمن كان في معية الله وبالفعل ييجي الفرج من عند ربنا سبحانه وتعالى أيمن وهو واقف وعينه على غرفة السلاح سمع صوت القائد وهو بينده على واحد من العساكر ييجي يشغل التليفزيون ويركب البطاريات عشان فيه ماتش مهم جدا لمصر وبالفعل يشغلوا التليفزيون والقائد ينده على كل العساكر ويلتفوا حواليه وحوالين التليفزيون وتفضى غرفة السلاح تماما ساعتها أيمن دخل بسرعة لغرفة السلاح أخد منها بالظبط خمستاشر خزنة بمعدل ربعمية واحد وعشرين طلقة واخد حزامين لفهم حوالين وسطه وسمى الله وتوكل على الله وحانت ساعة التنفيذ كانت الدنيا ليلت تماما أيمن تسلل من وحدته و نزل التبة عدى السلك الشايك أصبح داخل حدود دولة الاحتلال ودخل أيمن الحدود واختبأ في نقطة كان سبق حددها قبل كده في خطته النقطة دي بلغة الجيش بيقولوا عليها النقطة العميا أو النقطة الميتة وهي عبارة عن تجويف جبلي مغطى بالصخور عشان وهو مستخبي جوه أي دورية معدية ما حدش يشوفه تماما النقطة العمياء دي أيمن اختارها بمنتهى الذكاء لأنها كانت موجودة عند ملف في طريق صخري كل العربيات لأزم تعدي من الملف ده إجباري هتبقى في مرمى التصويب المباشر مع بندقية أيمن حسن وكانت خطة ايمن أنه يرقد في مكانه تيجي الدورية أو الأتوبيس عشان يلفوا من عند الملف الصخري الإجباري فيبدأ أيمن يتعامل مع السواق يموته الأتوبيس طبعا ما يلفش يلبس في الصخر يتقلب يقوم ايمن جري يروح على الأتوبيس وقبل ما يفوقوا من الصدمة يتعامل معهم بضرب النار يموتهم كلهم ولكن اثناء الاختباء أيمن يحس أن الأحزمة الملفوفة حوالين وسطه واللي شايل فيها خزن الذخيرة أنها مدايقاه ومش عارف يقعد منها قام يحاول يعدل أحزمة حوالين وسطه ولكن في نفس اللحظة بتمر أول عربية إسرائيلية قدام أيمن السواق الإسرائيلي شافه وهو مختبئ حاول إنه يزود سرعة العربية لكن أيمن وفي منتهى السرعة قام من ورا الصخرة وفرغ فيه تلات دفعات خلص علي في العربية وهنا بتحصل الصدفة والمفاجأة اللي أيمن ما كانش عامل حسابه عليها ولا رصدها اثناء فترة المراقبة ظهرت عربية اسرائيلية عليها اتنين جهاز ومدفع فيكرز وطلعت إنها تبع المخابرات الإسرائيلية ساعتها بقى أيمن وارت بدون اي تخطيط مسبق ايمن جري اخد حاجة اسمها وضع خمسة واربعين في خمسة واربعين عشان يسهل عليه يعمل حاجة اسمها كمين واغارة وتطهير وبالفعل قرب منهم فرغ فيهم دفعة كاملة خلص عليهم المفاجأة بقى أن اللي كان جوة العربية عميد في المخابرات الإسرائيلية وإسرائيل نفسها بعد كده لما أعلنت عن العملية قالت أن واحد من ضمن خمس قيادات في مفاعل ديمونة ما فيش دقيقتين وظهر اول اتوبيس خاص بالعساكر أيمن هنا نفذ خطته خطة الكمين والأغارة والتطهير لكن المرة دي كانت اغارة أمامية مش من الخلف ساعتها فرغ الخزنة في السواق واللي جنبه فالاتوبيس ما وقفش لبس في الصخر اتقلب جري ايمن على الأتوبيس فرغ فيهم خزنتين مات اللي مات واتصاب اللي اتصاب ما فيش دقايق وظهر أتوبيس الضباط اللي هم أصلا كانوا سمع صوت ضرب النار سواق الأتوبيس شاف الأتوبيس التاني قدامه وهو مقلوب بدأ أنه يقلل سرعته ساعتها أيمن تأكد أن الضباط لو نزلوا من العربية هيعملوا انتشار ومليون في المية مش هيعرف يسيطر على الوضع عشان كده كان كل هدف أيمن يخليهم كلهم متجمعين في مكان واحد عشان يعرف يتعامل معهم في اللحظة دي وعشان تعرف إن ايمن كان في معية الله لجأ لحيلة في منتهى الذكاء استغل أن الدنيا ليل وعمل نفسه كأنه مصاب وداخل على الاتوبيس استغل ان الدنيا ليل ومش هيعرفوا يميزوا الملابس هو لابسها هل هي ملابس مصرية ولا ملابس اسرائيلية واول ما الأتوبيس قرب من أيمن وحس خلاص أنهم هيميزوه فتح النار عليهم وبدأ بالسواق واللي جنبه عشان يشل حركة الأتوبيس تماما مات السواق ومات اللي جنبه اشتبك ايمن مع سبع ظباط كانوا موجودين في الأتوبيس وكان توفيق ربنا سبحانه وتعالى أنه قدر يصفيهم بالكامل بعد ما استهلكوا معه سبع خزن كاملين خلص ايمن عليهم وتفاجأ قدامه بمين? بالعسكري الإسرائيلي العجل اللي رايح عشانه مخصوص بينه وبينه مسافة عشرة متر أيمن سلاحه وحرفيا غربله لدرجة ان تقرير الصفة التشريحية بعد كده قال ان العسكري ده أخد ستاشر طلقة في منطقة الصدر فقط منهم حداشر طلقة في منطقة القلب وانتهت العملية وكانت النتيجة مقتل واحد زابط وجندي اسرائيلي واصابة عشرين اخرين خلصت العملية وهنا ظهرت قدام ايمن مشكلة تانية خالص أيمن هيرجع أزاي? أيمن لما خطط للعملية خطط للسلاح للذخيرة واللياقة المراقبة والرصد والتنفيذ لكن حاجة واحدة ما كانش مخطط لها أنه هيرجع أصلا لأنه كان عامل حسابه أنه رايح مش راجع ولكن إرادة ربنا سبحانه وتعالى فوق كل شيء أيمن ما زال على قيد الحياة ودلوقتي المفروض منه أنه يرجع تاني للحدود هيتصرف أزاي في لحظات التفكير بعد ما ايمن خلص وبيخلي مكان العملية ظهرت طيارة هليكوبتر وعربيات للدوريات الإسرائيلية طبعا جايين عشان يشوفوا إيه اللي بيحصل أيمن جري بمنتهى السرعة باسلوب حاجة اسمها المسطرة المتدرج بين الصخور أيمن لما جري ما كانش همه أنه ما يموتش كان كل همه أنه لو اتصاب أو استشهد يستشهد جوه الحدود المصرية عشان الاسرائيليين ما ياخدوش جثته ايمن اثناء الهروب الطيارة الهليكوبتر وسيارات الدوريات ضربوا عليه ما يقرب من تسعمية وخمسين طلقة كان مستخبي ورا صخرة كبيرة اثناء اختباءه ورا الصخرة ايمن خلاص ايقن إنه هيموت هيموت رفع راسه لفوق وبص على مكان الوحدة بتاعته كان خلاص كإنه بيبص عليها بنظرة الوداع وهو بيبص عليها حس ب قناص بتعدي من قدام عينيه لدرجة إنه قال أنا حسيت بهوا الرصاصة وهو معدي من قدام عيني ولكن ولانه في معية الله فربنا سبحانه وتعالى نجاه قام أيمن بسرعة وكمل جري لحد ما دخل الحدود هنا الطيارة الهليكوبتر رجعت وسيارات الدوريات الإسرائيلية رجعت وصل ايمن الحدود وسلم نفسه للقيادات المصرية وهنا أصبح أيمن قدام أمرين الأمر الأول وهو ما وراء القانون أو وما وراء الكواليس القادة والضباط كانوا بيحتفوا بايمن وبيسلموا عليه بمنتهى الحرارة لإنه أصبح أيقونة للبطولة بالنسبة لهم تفاجأ أيمن بأن قائد المنطقة المركزية بالكامل داخل عليه وبيسلم عليه بمنتهى الحفاوة والحرارة وجايب معه كاميرا وبيقول له يا أيمن أنا عايز اتصور معك عشان في يوم من الأيام اتباهى واتفاخر بالصور دي قدام أولادي واحفادي وأقول لهم إني شرفت برئاسة وقيادة هذا الجندي البطل اللي شرف مصر كلها الأمر التاني أن أيمن في نظرنا بطل وفي نزر كل مصر على ارض مصر هو بطل وكلنا نفسنا نعمل زيه لكن للأسف ايمن في نظر القانون مخالف لأن أيمن في نظر القانون يعتبر إنه متسبب في خرق لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل والحاجة التانية أيمن عشان ينفذ العملية اضطر يتسلل لغرفة السلاح واخد منها سلاح وذخيرة بدون علم قياداته وده في حد ذاته مخالف للاعراف والقوانين العسكرية واثناء المحاكمة كانت المحكمة بالكامل بتتصور مع أيمن وكل الضباط والقيادات كانوا حاسين بالشرف والفخر وأيمن واقف في وسطهم حتى أن القاضي لما سأل الضابط القائد المسئول عن أيمن وعن الفعل اللي قام به أيمن رد الضابط عليه وقال له يا فندم اللي عمله أيمن ده عمل بطولي وأنا شخصيا أتمنى إني أكون مكانه أو أعمل زيه ولكن في النهاية تم انفاذ القانون والحكم على أيمن بالسجن اتناشر سنة البطل أيمن محمد حسن هو حي يرزق وما زال عايش في وسطنا ربنا يدي له الصحة والعمر الطويل