في يناير الف تسعمية وسبعين أستلمت المخابرات العامة المصرية معلومة مؤكدة المعلومة دي بتقول ان في شركة اسرائيلية اسمها ميدبار الشركة دي اتعاقدت مع شركة تانية ايطالية اسمها شركة ايني على تشغيل حفار عملاق اسمه واتفقت مع الشركة دي على تشغيل الحفار ده داخل مصر والسؤال دلوقتي هي اسرائيل اصلا عايزة حفار عملاق داخل مصر تعمل به ايه? الحقيقة ان الموضوع ده كان له سببين او هدفين الهدف الاول والاساسي كان هدفه معنوي بحت وهو ازلال مصر قدام العالم كله اسرائيل عايزة تقول للعالم كله ان خليج السويس بقى تحت سيطرتنا ونقدر نحفر فيه او ننقب فيه عن البترول زي ما احنا عايزين وكمان تقليب الشعب على قياداته وفقد الثقة ما بين الشعب وبين الجيش لان الجيش لا منه بيحارب ولا منه قادر يحمي البلد والهدف التاني كان هدف مادي وهو استكمال لاستنزاف الثروات البترولية داخل مصر بمجرد وصول المعلومة للمخابرات العامة المصرية بقيادة السيد أمين الهويدي مدير المخابرات العامة تم عرض الأمر مباشرة على الزعيم جمال عبدالناصر كان القرار واضح وصريح ومباشر من الرئيس جمال عبدالناصر وهو أننا لأزم نخلص منه وبأي تمن إما عن الخطة المعروضة من السيد أمين الهويدي على الرئيس جمال عبدالناصر فكانت بتتضمن سيناريوهين السيناريو الأول هو ضرب الحفار بمجرد وصوله البحر الاحمر أو خليج السويس ولكن الموضوع ده كان شبه مستحيل لأن إسرائيل أختارت الحفار ده بعناية شديدة جدا واختارته بذكاء شديد جدا لأن الحفار ده كان مصبوغ بصبغة دولية ومملوك لخمس دول الدول دي هي أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وكندا وهولندا يعني حضرتك لما تروح تضرب الحفار ده داخل المياه الإقليمية المصرية فأنت ما بتعاديش إسرائيل لوحدها ده أنت بتعادي خمس دول من أكبر دول العالم السيناريو التاني وده اللي تمت الموافقة عليه أنه يتم ضرب الحفار خارج مصر وخارج البحر الأحمر تماما بس عشان نعمل ده لأزم نبقى عارفين خط سير الحفار هيطلع منين ويمشي أزاي? خط سير الحفار كان هيطلع من كندا ويمشي في المحيط الاطلنطي وبعد كده يأخد طريق رأس الرجاء الصالح ويلتف حوالين أفريقيا يمشي بمحازات الساحل الأفريقي الغربي وبعدين يدخل البحر الأحمر ومنه لخليج السويس الحفار ده أسمه الحقيقي كنتينج وان ولكن ملف العملية أو الأسم الكودي داخل جهاز المخابرات هي عملية الحجز بدأت المخابرات العامة في إختيار الفريق اللي هينفذ العملية و العملية كان مقسم لتلات فرق فرقة التخطيط وفرقة المعلومات وفرقة التنفيذ والعمليات وبناء عليه تم أختيار أسماء الأبطال اللي هينفذوا العملية الرائد خليفة جودة قائد لمجموعة الضفادع الملازم أول حسن الشراكي ضابط عمليات الملازم محمود سعد ضابط بالعمليات ضابط صف أحمد المصري والمجموعة كلها تحت قيادة البطل الملقب بقلب الأسد محمد نسيم العملية كانت سرية للغاية لدرجة أن عناصر التنفيذ أنفسهم ما حدش بلغهم بحقيقة العملية كل المعلومة اللي اتقالت لهم أنتم رايحين تلغموا سفينة تجارية إسرائيلية جهاز المخابرات كان كل تركيزه في التوقيت ده على نجاح العملية دي بالذات لإنها بتمثل انقاذ لكرامة الدولة كلها وبدأوا يسخروا كل حاجة لطاقم العملية وبدأوا في جمع المعلومات وزرع العملاء في أفريقيا وفي أوروبا عشان يجمعوا أكبر قدر من المعلومات عن الحفار وخط سيره بعد التدريبات اللازمة أصبح الفريق جاهز للتنفيذ ولكن باقي حاجة مهمة جدا الألغام دي لما هتتزرع في الحفار هتتزرع فين بالظبط? لأن الحفار ده حاجة عملاقة جدا ومش معقول أنك هتروح تزرع الألغام بطريقة عشوائية وخلاص أنت محتاج تزرعها في أماكن حيوية وحساسة في الحفار بحيث أنك تدمره تدمير تام وتخرجه برة الخدمة نهائي والحل كان متمثل في ظابط مخابرات تنكر في شخصية مهندس و المهندس ده كان عايز يعمل رسالة ماجستير في الحفارات العملاقة وراح لشركة اسو للبترول اللي موجود عندنا في مصر بدأ يتكلم مع مدير الشركة ويقول له أنا مهندس وعاوز أعمل رسالة الماجستير عن الحفارات العملاقة ومحتاج أي معلومات موجودة عندكم عشان تخدمني في الرسالة بتاعتي لحسن الحظ أن كان موجود في الشركة مدير إنجليزي المدير ده كان معه مجموعة من الكتب والأبحاث بتتكلم عن الحفارات العملاقة ولحسن حظنا وتوفيق ربنا سبحانه وتعالى معنا أن كان المدير الأنجليزي ده معه بحث يخص الحفار ده بالذات وبالتالي كان توفيق أن الحمد لله جات لنا المعلومات بمنتهى السهولة وبعد دراسة الحفار تم إختيار النقاط الحيوية والحساسة اللي هيتم زراعة الألغام فيها وهي أن هيتم زراعة الألغام كلها على خط واحد بجنب واحد بحيث أنهم لما ينفجروا كلهم فالحفار يميل على جنب واحد فتتخللوا الماية فيغرق كده أحنا بقينا واقفين على التنفيذ ولكن في نقطة حابب الفت نظر حضرتك لها وهي أن العملية دي كانت من اخطر العمليات اللي قامت بها البحرية المصرية لأن الحفار ده كان حاجة عملاقة جدا ومملوك لخمس المية اللي هنفذ فيها العملية عمرنا ما عومنا فيها لأنها مية المحيط الأطلسي وكمان الحفار ده ما كانش متساب كده وخلاص ده كان عليه عناصر وحماية وقوات خاصة من الموساد الإسرائيلي ويوم عشرة فبراير ألف تسعمية وسبعين وصلت معلومة مهم لقائد العملية البطل محمد نسيم بأن الحفار هيوصل السنغال عصر يوم الإتنين اتناشر فبراير ألف تسعمية وسبعين بمجرد ما وصلت المعلومة لمحمد نسيم خد بعضه وسافر على السنغال مباشرة ولأن ما فيش خطوط مباشرة ما بين مصر والسنغال فأضطر إنه يسافر عن طريق باريس ومن باريس على السنغال وأول ما وصل هناك بدأ يجمع معلومات ويعمل استطلاعاته واتأكد بالفعل أن الحفار وصل السنغال على طول بعت رسالة مشفرة للقيادة في مصر باستدعاء عناصر تنفيذ العملية اللي مباشرة سافروا من مصر على باريس ومن باريس على السنغال وكانوا في إنتظار تنفيذ الأوامر ولكن حصلت المشكلة وهي أن الحفار كان واقف في منطقة كلها دوريات ولانشات ونقاط حراسة مشددة جدا جدا يعني ما فيش واحد فيهم يقدر يحط رجله في الماية المشكلة الأكبر كمان أنه الحفار اتحرك من مكانه وبدأ يكمل خط سيره كده المشكلة كبرت أكتر وأصبح تنفيذ العملية مستحيل عشان كده القائد محمد نسيم أصدر اوامره لعناصر التنفيذ بالعودة مباشرة للقاهرة ولغى العملية تماما ،بعد العودة للقاهرة وعدم تنفيذ العملية الوضع اتوترت أكتر الوقت عمال يضيق القلق كله أن الحفار يوصل البحر الأحمر قبل تدميره وخصوصا كمان أن إثر القاطرة اللي بتقطر الحفار أختفي تماما في المحيط الأطلسي وما فيش أى معلومة بتيجي للمخابرات المصرية عنه فده زاد القلق والتوتر بدأ يزيد أكتر وأكثر لحد ما جه فرج ربنا سبحانه وتعالى ووصلت معلومة للمخابرات العامة المصرية من واحد من البحارة الأفارقة المتعاونين معنا بلغهم فيها أن القاطرة اثناء وجودها في السنغال حصل فيها عطل مفاجئ ما كانش ينفع أنها تتصلح في السنغال لأن قطع الغيار كانت غير متوفرة وعشان كده البحارة وغصب عنهم لأزم يقفوا في ميناء ابيدجان بكوت ديفوار وهناك هيتم الإصلاح بمجرد وصول المعلومة الروح المعنوية اترفعت للسما وبمنتهى السرعة محمد نسيم سافر على كوت ديفوار هناك وبدأ يجمع معلوماته واستطلاعاته وبالفعل يوم أتنين مارس ألف تسعمية وسبعين وصل الحفار لميناء ابيدجان وسبحان الله ربنا كان واقف معنا في العملية دي بشكل غير طبيعي في نفس يوم وصول فريق العمل كان هو هو نفس يوم وصول رواد فضاء أمريكان لكوت ديفوار وفي نفس اليوم ده برضو كان يوم المرأة العالمي أو إحتفال بيوم المرأة العالمي فالبلد كانت مرتبكة والشرطة كانت مشغولة بتأمين رواد الفضاء واحتفالات المرأة فاكر لما قلت لك أن الحفار ده عليه عناصر من الموساد الإسرائيلي وقوات خاصة إسرائيلية بتحميه طيب نعمل إيه بقى عشان نلهي القوات الخاصة دي وقت تنفيذ العملية? القائد محمد نسيم لما وصل هناك وبدأ يسكن في الفندق اتعرف على زوجين من النرويج الزوجين دول كانوا كبار في السن واتجوزوا وعشان كده ومن فرحتهم بجوازتهم راحوا يقضوا شهر العسل في ساحل العاج القائد محمد نسيم لما اتعرف عليهم صمم على الإحتفال بهم وقال لهم أن الإحتفال بكم هيكون النهاردة وعلى حسابي الشخصي وفي نفس الوقت القائد محمد نسيم راح اتفق مع مجموعة من الصيادين الأفارقة هناك على أنهم يعملوا إحتفال بالعروسين اشتري لهم أربع صناديق ألعاب نارية واختار مكان قريب من تنفيذ العملية وقال لهم أن إحنا هنحتفل بالعروسين ونبدأ في إطلاق الألعاب النارية الساعة اتناشر بالليل بالظبط وأول ما جت الساعة اتناشر بالليل بدأوا الإحتفال والصيادين أطلقوا الألعاب النارية بكثافة عناصر الموساد الإسرائيلي لما سمعوا صوت ضرب النار بالشكل ده نزلوا من على الحفار ركبوا المراكب المطاطية وراحوا يشوفوا السبب إيه ودي كانت خطة التمويه عشان يبعدوا عناصر عن الحفار في نفس الوقت اللي اتحركوا فيه من الحفار كانوا رجالتنا نزلوا الماية مباشرة ومن حسن حظنا وتوفيق ربنا سبحانه وتعالى أن الحفار كان واقف على مسافة لا تزيد عن خمسمية متر من الشط يعني السباحة له رايح جاي مش هتاخد معهم وقت خالص وبالفعل وصلوا هناك وزرعوا الألغام حسب الخطة المتفق عليها ورجعوا مباشرة قبل عناصر الموساد ما ترجع للحفار الرجالة أول ما خرجوا من الماية كانوا مجهزين جوازات سفرهم وتذاكر الطيران خرجوا من المية على الفندق وهناك لموا لبسهم وطلعوا على المطار مباشرة وهم في طريقهم للمطار كوت ديفوار بالكامل صحيت على صوت لانفجار المدوي الحفار بالكامل اتحول لقطع من الخردة حاولت إسرائيل أنها تدخله صيانة ولكن كان الموضوع مستحيل واتباع بعد كده خردة في ساحل بس دلوقتي ناقص حاجة إحنا خلاص نفذنا العملية والحمد لله عايزين بقى دلوقتي العالم كله يعرف أن إحنا اللي نفذناها بس ما حدش يمسك علينا حاجة الحل إيه? الرجالة هناك وبعد تنفيذ العملية وعشان نعرف العالم كله أن إحنا اللي عملناها سابوا بعض المعدات الخاصة بهم سابوا هناك زعانف إيطالية ونضارات ألمانية وجهاز لاسلكي ياباني وكمان تلات كشافات مكتوب عليهم صناعة إنجليزية الأهم بقى أنهم جوة الكشافات دي كان موجود تلات بطاريات كل بطارية مكتوب عليها صنع في مصر ساعتها العالم كله عرف واتأكد أن اللي عمل العملية دي هي مصر ولكن ما حدش قدر يمسك عليك أي دليل حتى أنهم هناك لما استدعوا السفير المصري عشان يسألوه على موضوع البطاريات اللي لقوها مكتوب عليها صنع في مصر واتهموه أن المصريين اللي عملوا الموضوع ده قال لهم طيب ما أنتم لقيتم هناك زعانف إيطالية ولقيته نضارات ألمانية وجهاز لاسلكي ياباني وكمان الكشافات مكتوب عليها صناعة إنجليزية ليه لازقينها في مصر يعني ما تسألوا بقية الدول اللي كانت حاجتها برضو موجودة معنا وساعتها كده كما يقال تفرق دمه بين القبائل وأول ما رجعوا الرجالة لمصر كان في استقبالهم أمين الهويدي مدير المخابرات المصرية وتم تكريمهم بصفة شخصية من السيد جمال عبدالناصر رئيس الجمهورية وخد بالك بعد العملية دي أن نظرة العالم كله اتغيرت لمصر واتغيرت كمان لجهاز المخابرات العامة المصرية لأن العملية تعتبر عملية مخابرات من الطراز الأول