كل انواع الحكايات مرتبطة بالزمان والمكان
فبيقول لك كان يا مكان في زمن من الأزمان لكن حكايتنا النهارده ما لهاش زمان ولا مكان لأنها بتبدأ من حيث اللا زمان واللا مكان
الله قبل كل شيء قبل خلق أي شيء وحده فوق عرشه
يقول كن فكان كل شيء وبداية الزمان والمكان
أخبر الله سبحانه وتعالى الملائكة بأنه سيخلق بشرا سيكون خليفته في الأرض
فتعجبت الملائكة وسألت اتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك? فقال خالق الكون رب العالمين اني أعلم ما لا تعلمون
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
والحقيقة أن الملائكة ما قالتش كده على وجه الإعتراض
فالملائكة لا تعصي الله عز وجل بل عباد مكرمون ويفعلون ما يؤمرون دون جدال أو غضب أو تساؤل
ولكنهم قالوا كده على وجه الإستفسار والتعجب بعد ما شافوا عمايل الجن في الأرض
عشان كده خافت الملائكة من أن يفسد في الأرض البشر زي ما عمل الجن
المهم أثار ذلك الإعلان الفضول في ذات إبليس
ففي يوم من الأيام بالملكوت تطلع للوح المحفوظ
وعشان تفهم اللوح المحفوظ ده زي كتاب كتب فيه كل ما سيكون وكان ويكون
وهناك قرأ ابليس عن كائن سيتم خلقه لخلافة الله على الأرض أدم وأن الله سيأمر الملائكة بالسجود فيسجد الجميع ما عدا إبليس
اللي سيأبى ويتكبر ويكون من الخاسرين
هنا إبليس نفسه بيسأل الملائكة عن مين إبليس ده? وبيكون مش عارف أن هو نفسه اللي هيأبى ويتكبر
فيقول المولى
إبليس ابى واستكبر وكان من الكافر والواضح ان في خلاف كبير على ماهية إبليس أصلا
فمثلا ذكر الحسن البصري أن إبليس لم يكن من الملائكة قط
وقال شهر بن حوشب كان من الجن فلما أفسدوا في الأرض بعث الله إليهم الملائكة فقتلهم واجلوهم إلى جزائر البحار
وكان إبليس ممن أسر فاخذوه معهم إلى السماء فكان هناك
وكان ده تفسير لرفض إبليس السجود لأدم
وقال إبن مسعود وابن عباس وجماعة من الصحابة وسعيد بن المسيب وغيرهم
كان إبليس رئيس الملائكة سماء الدنيا
ووضح ابن عباس وكان اسمه عزازيل
وكان من حي من الملائكة يقال لهما الجن وكانوا خزان الجنان
وكان من أشرفهم وأكثرهم علما وعبادة
وكان من أولى الأجنحة الأربعة فمسخه الله شيطانا رجميا
وده كان تفسير ليه إبليس ما رضاش يسجد لأنه كان شايف أنه أفضل في كل شيء المهم أمر الله ملائكته أن تنزل للأرض وتقتطع من تربتها طينا وتصعد به إليه وبدأت عملية خلق أدم خلق الله أدم وصوره في الجنة لكن دون أن ينفخ فيه الروح فكان تماما كالصلصال الأجوف
وسابه في مكان واسع عشان تعدي عليه الملائكة وتشوفه كل شوية
فزاد الفضول وسطهم عشان يتسلل المغرور إبليس للكائن الصلصالي ده يدخل له من فمه ويخرج من دبره
ويضربه على جسده فيصدر صوتا فارغا
فكان أجوف من الداخل
فتأكد إبليس أنه ضعيف
فخرج إلى الملائكة وكأنه المنقذ المحمل بخبر عظيم
فقال لهم أن ذلك الكائن الذي اشغلكم ويثير فضولكم هو مخلوق ضعيف واستطيع اسقاطه بطرفة عين
وتمر الأيام وينفخ الله في أدم الروح
وعلم الله أدم الأسماء كلها
وجمع الله الملائكة وقال انبئوني بأسماء هؤلاء فقالوا سبحانك ما علم لنا إلا ما علمتنا
فقال أنبأهم باسمائهم يا ادم فقال بأسماء ما عرض على الملائكة فقال الله عز وجل الم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض
واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون
ادم عليه السلام كان عارف كل الأسماء
ولما انبأ الملائكة بالاسماء ده أثار غيظ أبليس
فقال الخالق اسجدوا لأدم فسجد الجميع مباشرة عدا واحد بس كان بيبص ويدور حواليه على الشخص المذكورة في اللوح المحفوظ
واللي المفروض أنه الوحيد اللي مش هيسجد وهيكون من الخاسرين
إبليس
فضل يبص ويدور لحد ما ايقن الحقيقة
هو إبليس ذات نفسه
سأله الله عز وجل ما منعك من السجود إذا أمرتك فوقف متحججا قائلا خلقتني من نار وخلقته من طين
يعني ما كانش شايف أصلا أن السجود لأدم بالنسبة له منطقي ورافض المبدأ ومتكبر
يعني هو ميز نفسه على خلق من خلائق الله وكمان أفترض افضليته عليه من تلقاء نفسه كده وتوقع أن الأمر مش له أصلا
فغضب الله غضبا شديد وأمره بالهبوط من الملكوت
فطلب إبليس من الله وقال انظرني إلى يوم يبعثون
فقال الخالق أنك لمن المنظرين
يعني الخالق عز وجل لبى طلب إبليس على الرغم من الحادث وفي لحظة سقط من الملكوت
وقال تعالى (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ (18))
وعايش أدم في الجنة وحيدا يأكل منها ما شاء ويشرب مما شاء
متخيل! متخيل مدى السعادة والمتعة اللي كان عايش فيها سيدنا ادم بدايات عمره انا عايزك تتخيل لما يضيع منك حاجة غالية ومدى تأثير ده عليك من حسرة وندم ما بالك لما تضيع من الجنة خد بالك لا تضيعها تاني ولكن خلينا نضيف هنا حاجة مهمة الحقيقة أن في رأيين أو تفسيرين للجنة اللي كان عايش فيها سيدنا أدم
الأول بيقول أن الجنة دي بالفعل هي اللي في السماء
الجنة الموعودة ذات النعيم والخلد
وبيستند الرأي ده على قوله تعالى اهبطا منها جميعا
والتاني بيقول أنها في الأرض لأنه امتحنه فيها بالنهي عن الأكل من الشجرة اللي نهيا عنها دون غيرها
في تفسيره وحكي على الجمهور الأول وأبو القاسم الراغب والقاضي المواردي في تفسيره فقال واختلف في الجنة التي اسكناها
يعني أدم وحواء على قولين أحدهما أنها ليس جنة الخلد وأنما هى جنة اعدها الله وجعلها دار ابتلاء
وليست جنة الخلد التي جعلها دار جزاء
وبلغ سيدنا أدم من الوحدة ما بلغ
مش عارفين عاش كم سنة لوحده
لحد اما قرر الله سبحانه وتعالى أن يخلق له زوجته حواء
كان سيدنا أدم نايم ولما فاق لقى جنبه حواء فسألها من أنت؟ فقالت إمرأة فقال لما خلقت؟ قالت
لتسكنوا إلي
فسأل الملائكة أدم ما إسمها؟ فقال حواء قالوا لما سميت حواء؟ قال لأنها خلقت من شيء حي
ولتفسير أن السيدة حواء اللي كانت أجمل النساء خلقت من ضلع سيدنا أدم
كان استنادا على الآية الكريمة اللي بتقول( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً)
وفي الصحيحين من حديث زائدة عن ميسرة الاشجعي عن حازم عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (انه قال استوصوا بالنساء خيرا فان المرأة خلقت من ضلع
وان اعوج شيء في الضلع اعلاه
فان ذهبت تقيمه كسرته
وان تركته لم يزل اعوج
فاستوصوا بالنساء خير ) لفظ البخاري فحواء تأويك وهي لك الحياة
ونرجع لمرجوعنا السيدة حواء عاشت مع أدم عليه السلام في الجنة والله تعالى قال لهم أسكن أنت وزوجك الجنة
والسكون هنا من الهدوء والاستقرار وحرم الله تعالى على أدم وحواء أنهم ياكلوا من شجرة معينة بالجنة
وكان إبليس بعد طرده من الملكوت كان يحمل ضغينة رهيبة ضد أدم وحواء
وكان مطرود مش قادر يدخل الجنة
وبحسب المصادر في علماء الاثر مختلفين في أمر ازاي إجتمع إبليس مع أدم وحواء بالجنة? ولكن في هذا أقوال كتير
يقال انه دخل في بطن حية أو خلافه من الطرق اللي عرضت في ذلك الأمر وعليه نذهب بالجنة وحيث سكن أدم وحواء متنعمين في رغد ونعيم لم تشغلهما تلك الشجرة أبدا حتى ذلك اليوم حيث يجلس أدم اقتحم إبليس عليه المكان وتودد إليه فقال هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى أبدا? فتقول الاية
( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ)
فقال لهم دي شجرة ثمارها الخلد وملك وترف أكثر لا ينقضي أبدا
ودلهم على الشجرة المحرمة فامتنع عنها أدم
فقال إبليس ما الذي نهاكما عن أكل هذه الشجرة? إلا تريدون أن تصيروا مثل الملائكة? وإن تكونا من الخالدين?
وفضل ابليس يوسوس لهم ويغويهم حتى اقتطف ادم وحواء من الشجرة واكلا منها
و بدت لهما سواتهما
فهرعا يجريان يغطيان اجسادهما بأوراق الشجر من الجنة
وخدعهما الشيطان كما يخدعك بكل مرة وانت تنخدع وتقع فى الذنب
وجاء صوت الله معاتبا لهم ينادي عليهما يقول الم انهاكما عن تلك الشجرة? الم اقل لكما أن الشيطان عدو مبين?ردوا وقالوا : ظلمنا أنفسنا وأن لم تغفر لنا يا الله نكون من الخاسرين
وتاب الله عليهم
ولكن حكم رب العالمين أن يهبطوا بعضهم لبعض عدو
وكل هذا ذكر في القرآن
فيقول الله سبحانه (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ )(وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين * قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)
وبدأت الحرب ووجد في عرف البشر ما سمي خيرا ومقابله ما يسمى شرا
تحددت خيوط الخير والشر
وهبط أدم وحواء من الجنة للأرض ولكن بعيدين عن بعض
فقد هبط كلا منهما في بقعة مختلفة
ولأول مرة حواء وحيدة في أرض غريبة حتى اجتمعت بزوجها فوق جبل الصفا بمكة وقيل بجبل آخر بالهند وقيل غير ذلك واجتمعا ليبدأ سويا رحلة جديدة تزوجا بالأرض ووضعت قابيل وأخته وهابيل وأخته
فاستنى مقال عن أبناء سيدنا ادم وبداية إنتشار الخلق