رأفت الهجان أسم مشهور أرتبطت بحكايته أجيال كان في نظرها البطل الهمام اللي ما لوش مثال وبسببه أصبح حلم كتير من الشباب العرب أنهم يدخلوا عالم الجاسوسية الساحر والمخيف في الوقت نفسه لكن من فترة قريب خرجت بعض المصادر الإعلامية الإسرائيلية بتحقيق جديد بتدعي فيه أن مخابراتهم أكتشفت حقيقة العميل رأفت الهجان أو رفعت الجمال وده بعد فترة قصيرة من وجوده في إسرائيل وأنها حولته لعميل مزدوج وفي الحقيقة اخلاصه كان لإسرائيل لوحدها
التصريحات اللي ظهرت هزت معتقدات ناس كتير
وبدأوا يفكروا ويدوروا من أول وجديد
وعايزين يعرفوا الحقيقة فين
وده اللي هنحاول نعمله مع بعض النهاردة وهنعرض الحقيقة زي ما هي مهما كانت التبعات
رفعت علي سليمان الجمال اتولد في مدينة دمياط
في واحد يوليو سنة ١٩٢٧
والده كان بيشتغل في تجارة الفحم
أما والدته فكانت ربة منزل بتنتمي لأسرة مرموقة
وكانت والدته بتجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية
وكان عنده أخين هم لبيب ونزيه
بالإضافة أخ غير شقيق وهو سامي وبعدها بسنوات تحديدا سنة
١٩٣٦ اتوفى علي سليمان الجمال والد رفعت الجمال وأصبح سامي الأخ الغير الشقيق لرأفت هو المسئول الوحيد عن البيت وكانت مكانة سامي الرفيعة وشغله كمدرس لغ إنجليزية لاخو الملكة فريدة عامل مساعد له على تحمل المسئولية
وبعدها إنتقلت الأسرة بالكامل للقاهرة
علشان يبدأ فصل جديد من حياة رفعت اللي عاش في الضل وبردو مات في الضل
ففي بداية حياته ما كانش رفعت شخصية مسؤولة
كان مستهتر جدا ومش مهتم قوي بدراسته
وبرغم محاولات أخوه سامي أنه يعمل منه راجل محترم ومستقيم رفعت كان على النقيض من اخوه
فكان ميال للسهر والخروجات والمسرح والسينما
وقدر إنه يقنع الممثل الكبير بشارة وكيم بموهبته
ومثل معه بالفعل في تلت أفلام لكن اخواته شافو إنه ضروري يكمل تعليمه فدخلوه غصب عنه مدرسة التجارة المتوسطة وفي المدرسة بدأت عيون رفعت تتفتح على البريطانيين وانبهر بطرق كفاحهم المستميت ضد الزحف النازي واتعلم الإنجليزية بجدارة وكمان بقى يتكلم باللكنة البريطانية ده غير الفرنسية اللي بقى يتكلمها بلكنة أهل باريس
اتخرج رفعت سنة ١٩٤٦ وقدم طلب عشان يشتغل كمحاسب في شركة بترول أجنبية موجودة في البحر الأحمر
واختارته الشركة فعلا برغم العدد للمتقدمين
غالبا بسبب اتقانه الإنجليزية والفرنسية بلكنة جيدة جدا
لكنه بعد فترة اتطرد من وظيفته بتهمة اختلاس الأموال
واتنقل بعدها رفعت من شغل لشغل واشتغل كمساعد حسابات على سفينة الشحن
حورس وبعد أسبوعين من ترك مصر لأول مرة في حياته على متن السفينة اللي إنتقلت به بين المواني
فراح نابوليه وجنوا ومارسيليا وبرشلونة وجبل طارق وطنجة
وفي النهاية رسيت السفينة في ميناء ليفربول الإنجليزي
علشان يعملوا فيها بعض الإصلاحات
وبعدها تتجه بعد كده لبومباي الهندية لكن هناك في ليفربول قابل رفعت عرض مغري للعمل في شركة سياحية أسمها سيلتيكتورز وبعد شغله لفترة مع الشركة سافر على أمريكا لكن من غير تأشيرة دخول أو جرين كارد وبدأت إدارة الهجرة تطارده فاضطر ساعتها لمغادرة أمريكا لكندا ومنها لألمانيا
وفي ألمانيا اتهمه القنصل المصري ببيع جواز سفره
ورفض يدي له وثيقة سفر بدل الجواز اللي فقده
والقت الشرطة الألمانية القبض عليه وحبسته وبعدها تم ترحيله قصرا لمصر
مع رجوع رفعت لمصر بدون وظيفة أو جواز سفر مع تقرير سابق عن قبض الشرطة الألمانية عليه وشكوك حوالين اللي عملوه في جواز سفره كان صعب يلاقي فرصة جديدة وبقت الصورة قدامه سودا لدرجة محبطة جدا وده دفعه لحالة من اليأس ما انتهتش الإ مع ظهور فرصة للعمل في شركة قناة السويس
ولكن الفرصة الجديدة كانت محتاجة لوثايق وأوراق رسمية
وهنا بدأ رفعت يقتحم العالم السفلي واتعرف على مزور بارع أدى له جواز سفر بأسم علي مصطفى
فيه صورته بدل صورة صاحبه الأصلي
وبالاسم الجديد أشتغل رفعت في شركة قناة السويس وأخيرا بدأ الاستقرار يزهر في حياته الملخبطة لكن قامت ثورة يوليو سنة ١٩٥٢وبدأ البريطانيين يقلقوا من المرحلة الجاية وحسوا أن المصريين متعاطفين مع النظام الجديد فبدأوا يراجعوا وثايق هوياتهم
وبدأ رفعت يحس بالقلق
ويخاف من أنه يتكشف
فقرر يسيب الشغل في شركة قناة السويس ورجع لنفس المزور وخد منه جواز سفر جديد لصحفي سويسري أسمه تشارلز دينون
وبقى ينتقل من شخصية لشخصية بالطريقة دي
عشان يخبي حقيقة تزويره للأوراق
ولكن في النهاية اتقبض عليه من ظابط بريطاني أثناء سفره لليبيا
ورجعوه لمصر مرة تانية
واللافت في الموضوع أنه بعد ما اتمسك كان معه جواز سفر بريطاني
ولكن الضابط البريطاني شك في إنه يهودي
وتم تسليمه للمخابرات المصرية اللي بدأت في التحقيق معه على إنه شخصية يهودية
بيقول رفعت الجمال في مذكراته إنه قابل يهود كتير خلال فترة شغله في استديوهات السينما المصرية
اللي كانت مليانة باليهود وقتها
ومن أشهرهم راية ابراهيم وكاميليا واستيفان روستي
وقدر يعرف كتير عن سلوكياتهم وعادات من منطلق الأهتمام بأنه يكون ممثل واستنادا لوثايق المخابرات المصرية كانت التهمة الرئيسية للهجان بعد رجوعه لمصر هي أنه ظابط يهودي واسمه ديفيد ارمسون وكان الهجان شايل جواز سفر بريطاني بإسم دانيال كالدويل في نفس الوقت لاقوا معه شيكات موقعة بإسم رفعت الجمال وكان بيتكلم اللغة العربية بطلاقة واحتار المصريين في أمره يا ترى هو مصري ولا يهودي ولا بريطاني ولا جنسيته أيه بالظبط وكان الضابط حسن حسني من البوليس السري المصري هو المسئول عن استجواب الهجان بعد فترة أعترف رفعت بهويته الحقيقية وكشف كل اللي مر بيه من أحداث واندماجه مع الجاليات اليهودية لحد ما أصبح جزء منهم ودخوله للمجتمع البريطاني والفرنسي وقام الضابط حسن بعمل أختبارات للهجان ودس مخبرين في سجنه عشان يتأكد مدى اندماجه مع اليهود في معتقله وظهر إن اليهود ما قدروش يشكوا ولو للحظة بأنه مش يهودي زيهم
وأخيرا تم التأكد من هوية الهجان الحقيقية
وبعد محاولات كتيرة بالشدة واللين من ظابط البوليس السري حسن حسني أتعرض خيارين على الهجان
وهما إما السجن أو مسح ماضيه كله بما فيه شخصيته الحقيقية وبداية مرحلة جديدة بهوية جديدة ودور جديد شديد الأهمية والخطورة والعمل لصالح المخابرات المصرية الحديثة الإنشاء وافق ساعتها الهجان أو رفعت الجمال فورا لأنه ما عنده إختيار تاني
وبدأت عمليات تدريب طويلة ليه وشرحوا له أهداف الثورة وعلم الإقتصاد وسر نجاح الشركات متعددة القوميات واساليب إخفاء الحقايق لمستحقي الضرايب ووسائل تهريب الأموال بالإضافة لعادات وسلوكيات وتاريخ وديانة اليهود واتعلم إزاي يميز بين اليهود الاشنكاز واليهود السفارد واليهود السفارد وغيرهم من اليهود وبعدها تم تدريبه على القتال في حالات الاشتباك المتلاحم والكر والفر والتصوير بكاميرات وآلات تصوير دقيقة جدا وتحميض الأفلام وحل رسايل أجهزة الاستخبارات والكتابة بالحبر السري
وكمان خد دراسة سريعة عن تشغيل الراديو وفروع وانماط أجهزة المخابرات والرتب والشارات العسكرية
ده غير أنه أتعلم إستخدام الأسلحة الصغيرة وصناعة القنابل والقنابل الموقوتة
وبعد ما إنتهى التدريب مات رفعت الجمال واتولد جاك بيتون
اللي أوراقه بتقول أنه من أب فرنسي وأم ايطالية
وديانته يهودي اشنكازي
وأصبح له جواز سفر إسرائيلي برقم ١٤٦٧٤٢صادر من تل ابيب
وانتقل للمعيشة في أحد إحياء اسكندرية واللي بتتركز فيه أغلب الطايفة اليهودية
حصل هناك على وظيفة مرموقة في واحدة من شركات التأمين وانخرط في الوسط اليهودي واتعايش معهم
وأصبح كان واحد منهم وفي جدل حوالين الضابط المسئول عن تجنيد الهجان وزراعته داخل اسرائيل فبعض المصادر بتشير لأن هو حسن حلمي بلبل وهو واحد من الرجالة اللي انشأوا المخابرات المصرية العامة وكان بيرمز ليه في مسلسل رأفت الهجان باسم حسن صقر وكان عبدالمحسن فايق مساعد ليه وظهر في المسلسل بأسم محسن ممتاز وبيشوف الأخر أن المسئول الحقيقي عن تجنيد الهجان كان اللواء عبدالعزيز الطودي وهو واحد من ظباط المخابرات المصرية العامة واللي كان شايل أسم عزيز الجبالي في مسلسل رأفت الهجان وهو اللي كان مسؤول عن الإتصال وشغل رفعت الجمال جوه إسرائيل في حين كان رأي الأغلب أن العملية كلها كانت مجهود جماعي وما كانتش حكر على حد
في مذكراته كشف رفعت الجمال إنه أنضم أثناء وجوده في إسكندرية للوحدة اليهودية ١٣١
اللي انشأها الكولونيل اليهودي ابراهام دار لحساب المخابرات الحربية الإسرائيلية
واللي كان أفراد ها بيقوموا بعمليات تخريبية ضد بعض المنشآت الأمريكية والاجنبية على نحو يخليها تبان كأنها من صنع بعض المنظمات التحتية المصرية واللي أتعرف بعدها باسم فضيحة لافون نسبة لبنحاس لافون وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها وفي الوحدة ١٣١ كان رفعت الجمال زميل لعدد من الأسماء اللي أصبحت فيما بعد شديدة الأهمية زي مارسيل نينو وماكس بينت وايلي كوهين اللي كان جاسوس خطير وقرب إنه يحتل منصب شديد الحساسية والخطورة بعدها بعدد من السنين في سوريا واثناء رحلة الجمال الطويلة في مشوار عمله الجاسوسي والاستخباري اتنقل بين عدد من المحطات المهمة عشان يوصل لهدفه وكان أهمها فرنسا وايطاليا والعراق اللي زارها بمهمة رسمية سنة ١٩٦٥ على عهد الرئيس العراقي الراحل عبدالسلام عارف ضمن إتفاق الوحدة الثلاثية بين مصر والعراق وسوريا
واتفقت وقتها الحكومات التلاتة على اخد خطوات لتفعيل الإجراءات الخاصة بالوحدة ما بينهم
من خلال تنفيذ خطة التبادل الاستراتيجي للدفاع المشترك بانتشار القطع العسكرية للدول على أراضي بعضها
وتم أرسال بعض وحدات المشاة واسراب الطائرات العراقية لمصر وسوريا
وتم إستقبال وحدات مصر وسوريا في العراق
ومن ضمنها كتيبة من القوات الخاصة المصرية ومجموعة من عناصر جهاز المخابرات المصري العامل ضد اسرائيل
وكان من ضمنهم رفعت الجمال
ونرجع مرة تانية لقصة الهجان الأصلية
لما أنهى تدريبه وبدأت المخابرات تقرر إرساله فعليا لإسرائيل
لقى الجمال نفسه واقف عند نقطة تحول خطيرة في حياته
ففكرة الدخول لقلب عرين الأسد إسرائيل كانت مرعبة
فما كانش فيه أي مكان ممكن يستخبى فيه جوه ولو أتكشف أو اتقبض عليه هناك فهتكون دي نهايته
وهيسدل الستار عليه نهائيا
والمعروف كمان أن إسرائيل ما بتضيعش وقت مع العملاء الأجانب
فهما بيستجوبوهم وبعدها على طول بيقتلوهم
ولكن في المرحلة دي ما كنش في مجال للتراجع
فاستلم الجمال مبلغ ٣ تلاف دولار امريكي من المخابرات المصرية عشان يبدأ شغله وحياته فى إسرائيل وفي يونيو سنة ١٩٥٦ خد سفينة متجهة لنابولي ومنها انطلق على أرض الميعاد أو إسرائيل وهناك أسس الهجان شركة سفر صغيرة باس سيتور في شارع برنر في تل أبيب وكان الهجان مشهور بمغامراته النسائية مش في إسرائيل بس ولكن في أوروبا كمان لكن في أكتوبر سنة ١٩٦٣ اتعرف الهجان على الي فالفورد وهي سيدة المانية مطلقة وعندها طفلة أسمها اندريا عمرها أربع سنين وخلته يبعد عن مغامراته ويقرر يتجوزها
من أهم إنجازات الهجان خلال فترة تجنيده هي تزويد مصر بميعاد العدوان الثلاثي قبلها بفترة مناسبة
وتبليغ السلطات المصرية بميعاد الهجوم عليها في نكسة سبعة وستين
ولكن للإسف ما تمش أخد المعلومات دي بجدية
وده عشان كان فيه معلومات تانية بتقول أن الهجوم هيكون منصب على سوريا لوحدها
وكمان كان مسئول عن تبليغ مصر باعتزام اسرائيل إجراء تجارب نووية
واختبار بعض الأسلحة التكنولوجية الحديثة
والأهم من كل ده أن الهجان ساعد بمعلومات كتيرة كان ليها الدور بعد كده في الانتصار في حرب أكتوبر فالهجان كان قدر يتغلغل وسط الصفوف الإسرائيلية لدرجة أنه كان ليه علاقة صداقة وطيدة بينه وبين موشي ديان وعازر رويزمان وشواب وبين جوريون قرر الهجان الاعتزال بعد ما حقق لمصر اللي كانت محتاجاه في إنتصار أكتوبر لأن الحياة المزدوجة والوجود في قلب إسرائيل كان أصبح مرهق ليه بشكل كبير فحصل على امتياز التنقيب عن البترول المصري وفي سنة ١٩٧٥رجع اخيرا لمصر واسس شركة ايجيبتو وأمنه رئيس انور السادات ومن تعليماته لوزير البترول بأنه يهتم بالهجان من دون ما يفصح عن شخصيته الحقيقية
وشدد على أهمية مساعدته وتقديم كل المساعدة له
لكن وزارة البترول ما قدمتش ليه أكتر من بير مليحة المهجور بعد ما سابته شركة فيلبس بسبب عدم وجود فايدة حقيقية منه ورفضت هيئة البترول السماح ليه بنقل النفط من البير في الصحراء الغربية بالتنكات واصرت على نقله بانابيب النفط وده اللي مقدرش الهجان يعمله بسبب تكلفته المادية العالية فلجأ مرة تانية للرئيس السادات اللي قرر تعليماته بمساعدة الهجان وتقديم كل التسهيلات الممكنة له لكن التعنت الحكومي أستمر وما حدش أهتم به
فساءت حالة شركته وعانى بعد كده الهجان من مرض سرطان الرئة واتوفى بسببه سنة الف تسعمية اتنين وتمانين في مدينة دارمشتات القريبة من فرانكفورت في المانيا واتدفن هناك
بعد وفاته اتصرفت بيتون في شركة البترول وباعتها لشركة دانسون الكندية
وخلال الفترة اللي عاشها الهجان ما كنتش زوجته الألمانية تعرف حاجة عن حياته السرية تماما
ولكن قبل وفاته قرر الهجان أنه يكتب مذكراته وسابها أمانة عند محاميه ووصاه يسلمها زوجته بعد وفاته بتلت سنين بحيث تكون قدرت تتماسك وتتفهم حقيقة جوزها اللي عاش معاها طول السنين دي لكن الزوجة عرفت الحقيقة بعد وفاته مباشرة فبعد الوفاة أجرت الزوجة عدد من الإتصالات باصدقاؤه عشان تبلغهم بالخبر وكان من إتصال بمحمد الجمال اللي جه فورا وطلب منها أنه ينفرد بها لدقايق وقال لها على المفاجأة المذهلة وأن زوجها مش أسمه جاك بيتون
لكن رفعت علي سليمان الجمال وقال لها إنه عمه وأن هو مش يهودي وإنه كان عميل سري لجهاز المخابرات المصرية
زرعه في قلب إسرائيل وده اللي حكيته زوجة الهجان بنفسها في كتاب تمنتاشر عاما خداعا لإسرائيل
واللي صدر عن مؤسسة الأهرام في القاهرة
واحتوى الكتاب على نص الرسالة الطويلة اللي سابها الجمال عند محامي الأسرة
وفيها كشف عن حقيقته
وبعدها سعت بيتون للإتصال بجهاز المخابرات العامة المصرية للتأكد من الحقيقة والاتصال ساعتها تم من خلال طرف تالت كان على صلة وثيقة بالطرفين وبعد مدة وجيزة من الإتصال غير المباشر تم التواصل المباشر مع زوجة الهجان وزارت مصر وتم تكريمها بشكل لائق والقيادة السياسية وقتها وافقوا على كل مطالبها بإستثناء طلبها منح الجنسية المصرية لها ولأبنها
وده ما كانش تقصير من مصر أو تقاعس
ولكن هي كانت حملة للجنسية الألمانية اللي بتمنع التجنس بجنسية تانية
فاتخيرت زوجة الهجان بين الجنسية المصرية أو الألمانية
ولكن فضلت بجنسية وطنها الأصلي و لرفعت الجمال إبن واحد من زوجته الألمانية أصبح على علم بقصة بطولة والده واتكلم عنها لكن بعد سنين طويلة من عرض مسلسل رأفت الهجان لأول مرة وبالتحديد سنة ٢٠١١ خرجت صحيفة هارتس الإسرائيلية بادعاء إن الهجان كان عميل مزدوج وكتب معلق الشئون الأمنية في هارتس يوسي ميليمان أن الهجان كان جزء من أقوى عمليات الخداع الأنجح في تاريخ إسرائيل
وقالت صحيفة هارتس إن المصريين جهزوا عملهم بشكل كويس وخلوه يختلط بالتجمعات اليهودية في إيطاليا قبل ما يتم إرساله إلى أرض الميعاد تحت أسم جاك بيتون
وهناك اشترى حصة في وكالة سياحية في شارع برنر في تل ابيب
لكن رحلات رأفت الهجان الكتيرة لأوروبا أثارت شكوك شريكه التجاري أميري فريد
وهو رجل استخبارات سابق
وده خلاه يشتكي الهجان لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي واسمه الشاباك ويستفسر عن مصدر أموال شريكه اللي بيسافر بإستمرار لأوروبا
رغم أن مشروعهم التجاري ما حققش أي أرباح
واسترعى انتباه أجهزة الأمن الإسرائيلية أن الهجان كان بيتكلم الفرنسية بطلاقة صعب يتكلم بها يهودي من مواليد مصر
فقام وقتها الموساد بمراقبة جاك بتون في أوروبا واكتشف أنه بيجتمع بمندوبين من المخابرات المصرية فقاموا بتفتيش بيته ولقوا حبر سري وكتاب شفرات لالتقاط بث إذاعي فتم أعتقاله في المطار بمجرد عودته واتخير ساعتها بين السجن أو إنه يبقى عميل مزدوج فأختار ساعتها التعاون مع الإسرائيلي بحسب القصة المزعومة وكان الإسم الكودي للعملية يتيد ومعناها الوتد وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن الموساد عشان يخدع المصريين أرسلوا ليهم عن طريق الهجان صور لقواعد من الجيش الاسرائيلي ومرافق عسكرية وده رفع اسهمه عند رؤساءه وخلاه بطل في عيونهم
وبحسب السيناريو الإسرائيلي فتم تسريب خبر حرب سبعة وستين مع الهجان
ولكن مع الادعاء بأن الهجوم هيكون بري
فبلع المصريين الطعم وسابوا طياراتهم الحربية في العراء
وده ساعد في تدمير معظمها بعد تلات ساعات بس من بداية نكسة سبعة وستين وبعد الحرب عرضت إسرائيل على رفعت الجمال مكافأة مادية
لكن قيمتها ما عجبتهوش
وطالب بمبلغ وصل لملايين الدولارات مقابل خدماته
بالإضافة لأنه بعد حرب سبعة وستين شافت إسرائيل إنه ما عدش فيه أحتياج للهجان
بالإضافة لتعبه واحساسه بالتوتر بسبب عمله السري
فساءت العلاقات بينه وبين إسرائيل واستقر الرأي على قطع الصلة به وإعادة تأهيله ودبرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية دخوله في شراكة مع رجل أعمال إيطالي للتنقيب عن النفط في سينا واللي كانت تحت السيطرة الإسرائيلية لكن ده ما كانش كافي ليه فساءت علاقته أكتر بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية وبعد مرض الهجان بالسرطان رفض العلاج في تل أبيب لإنه خاف أنهم يحاولوا تسميمه
فطلب نقله للعلاج في أوروبا
وهناك مات في مستشفى في ألمانيا
ونقلت الصحيفة سخرية رئيس الموساد ايسر هرقل في مطلع التسعينات من الرواية المصرية
والحقيقة القصة اللي حكيتها الصحيفة الاسرائيلية منقولة عن كتاب صدر في إسرائيل سنة الفين واتنين أسمه الجواسيس من تأليف الصحفي ايتان هابر اللي أشتغل سنين طويلة جنب رئيس الحكومة الراحل ايزاك رابين واتولى مسؤولية مدير ديوانه وحكى الكتاب قصة أكتر من عشرين جاسوس ومن بينهم رفعت الجمال
والحقيقة إن الرواية الإسرائيلية رغم إنها تبان في البداية محكمة لكنها مليانة بثغرات كتيرة
أهم الثغرات دي هو إزاي إسرائيل هتعتبر إن دور رأفت الهجان إنتهى بعد حرب سبعة وستين
وهي فعليا كانت في حرب مع مصر
وده خلال فترة حرب الاستنزاف
فالرواية الإسرائيلية أسقطت فترة حرب تلاتة وسبعين تماما من الحسبان
وادعت أن الهجان تقاعد خلال الفترة دي لأسباب مش منطقية
زي أن اعصابه تعبت من شغل الجاسوسية
رغم أنه كان جوه إسرائيل وتحت حمايتهم ورعايتهم
والمفروض أنه عميل لهم
القصة الإسرائيلية استنت السنين دي كلها عشان تظهر ولا الحقيقة إنها استنت موت الشهود الأساسيين على الواقعة وإذا كان الهجان بالفعل عميل إسرائيلي فليه إسرائيل ما استفادتش من وجوده في مصر خلال فترة عمله في البترول? كمان الرواية المصرية بيأيدها مذكرات الهجان نفسه وشهادة زوجته اللي محاولتش إسرائيل تتكلم عنهم أو تتصل بيهم بعد وفاته ده غير أن الادعاءات وتزييف الحقايق من الجانب الإسرائيلي معروفة ومشهورة لدرجة أنها وصلت لمحاولة المتحدث بأسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعاي قلب الحقايق وادعاء أن إسرائيل هي اللي انتصرت في حرب أكتوبر تلاتة وسبعين وما بين الروايتين المتناقضتين فيه قاسم واحد مشترك وهو أن رأفت الهجان ما كانش شخصية خيالية اخترعها مؤلف المسلسل لكنه موجود بالفعل على أرض الواقع أما الإجابة بكل الأدلة عن السؤال اللي بيقول هل هو بطل مصري فعلا ولا عميل فهي محفوظة في إدراج المخابرات العامة المصرية
ويمكن في يوم من الآيام تظهر للنور كل الأدلة وبالمستندات