دايما بنشوف في جميع دول العالم أن عندها جهاز مخابرات الهدف منه هو التجسس لصالح حكومتهم على حكومات الدول التانية بعض الدول بترفض الاستعانة بالنساء لتنفيذ المهام الاستخباراتية مهما كانت أهميتها لأنها وسيلة وضيعة لا تليق بأسم الدولة أو بتتعارض مع ديانتها والبعض الأخر مؤمن بأنها أفضل طريقة لتنفيذ أي مهمة لأن الشهوة الجنسية هي المحرك الأساسي لأي إنسان وفقا لنظريات عالم النفس سيجمون فرويد فتجنيد النساء للقيام بالمهام دي بيكون دايما بموافقتهم لدرجة إنهم بيعتبروها وظيفة وطنية بيتلقوا عليها أجر محترم ومن وجهة نظرهم فهي لا تقل أهمية أو شرف عن وظيفة الجندي في ميدان المعركة ودي كانت نفس وجهة نظر اللواء صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية لكن قرر انه يضيف عليها رؤيته الخاصة وهي إنه لأزم يكون التجنيد إجباري فانحرف جهاز المخابرات في عهده لغاية ما أصبح شبيه بجهاز أمن الدولة
ونحصر دوره بشكل أو بأخر في تصوير وتسجيل الأفلام الجنسية لكبار الشخصيات والمشاهير
وده طبعا عن طريق الاستعانة بنجمات السينما والغناء سواء بارادتهم أو رغما عنهم لغاية ما استفحل الأمر في منتصف الستينيات
وتدهورت أحوال المواطنين في الدولة فحصلت ساعتها أكبر فضيحة دولية بعد النكسة لكن لو عايز تعرف أكتر عنه
أسمه بالكامل صلاح الدين محمد نصر السيد أحمد النجومي هلال السويخ
اتولد في ٨ أكتوبر ١٩٢٠سنة بقرية سنتماي مركز ميت غمر محافظة وكان مستوى التعليم في القرية دي كان ضعيف جدا ويكاد يكون منعدم إلا إن والده نجح في الوصول إلى التعليم العالي
وكان أول أفراد القرية اللي يحصل على شهادة جامعية
فاصر أنه يعلم أولاده عشان مستقبلهم يكون أفضل من باقي شباب القرية
إيمانا منه بأن التعليم شيء ضروري واساسي
فلتحق صلاح الدين بمدرسة طنطا والحقيقة أنه كان طفل مجتهد جدا ومطيع لوالده ووالدته لأقصى درجة
وده جعل والده فخور به طبعا لدرجة أنه أهداه كاميرا نورتون قيمتها ١٢ قرش
بالرغم إن عمره ساعتها كان سبع سنين فقط
والحقيقة أن ده كان مبلغ كبير جدا ساعتها خاصة أنها كانت كاميرا متطورة
تنقل صلاح الدين بين عدد من المدارس في المرحلة الثانوية
فالتحق بأحد مدارس طنطا الثانوية
وبعد كده تركها في العام الدراسي الأول والتحق بمدرسة ثانوية في قنا
لكن للأسف ما كملش فيها وانتقل إلى القاهرة عشان يكون طالب في مدرسة بمباقادم الثانوية
وده لأن فرصتها هتكون أعلى في الالتحاق بالكليات والجامعات المرموقة والحقيقة أن والده هو اللي كان بيخطط لكل ده عشان كان بيحلم يشوف إبنه الكبير صلاح نصر دكتور مشهور
في عام ١٩٣٥كان صلاح مصر مقيم لفترة مؤقتة في محافظة قنا
وفي الوقت ده كان حريص على التنقل بين محافظات الصعيد عشان يتعرف على ثقافات الأهالي هناك ف زار أسوان والاقصر ودندرة وادفو وكوم امبو وبهارته الحياة الصعيدية لأقصى درجة
وبعدها بعام واحد إنتقل إلى القاهرة عشان ينهي دراسته الثانوية
ويلتحق بالكلية الحربية ضد رغبة والده اللي كان عايزه يدخل كلية الطب
وبسبب اضطراب الأوضاع السياسية في مصر وتأثرها بالحرب العالمية التانية اللي كانت بدأت تدور أحداثها في التوقيت ده
بالإضافة إلى تشكيل وزارة ائتلافية وبعدها وزارة حسين باشا سري
وبعدها إقالة وزارة النحاس واغتيال احمد ماهر
وغيرها كتير من الأحداث بدأت ثقافة ووعي صلاح نصر تتشكل ويكون لها ايدولوجياتها الخاصة لكن مع الأزمات بالذات بعد تقسيم فلسطين وحرب١٩٤٨ وعودة الوفد للحكم
ودي كلها أوضاع جعلت كتير من الشباب يكون ثائر بشكل ملحوظ
فتعرف صلاح نصر أثناء وجوده في الكلية الحربية على عبدالحكيم عامر
وساعتها أقترح عليه إنه ينضم معه إلى حركة الضباط الاحرار اسسها جمال عبدالناصر أستاذهم في مادة الشئون الإدارية في الكلية الحربية
وطبعا صلاح مصر رحب جدا بالعرض ده ووافق فورا
وليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ هو اللي قاد بنفسه الكتيبة رقم ١٣ اللي كان فيها أغلب الضباط الأحرار
وعشان كده عينه جمال عبدالناصر في ٢٣ اكتوبر كنائب رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية
وبالرغم من إن علي صبري كان هو مدير الجهاز إلا إن زكريا محي الدين كان هو المشرف الحقيقي على جميع مهامها
والمحرك الفعلي لجميع الضباط فيها
وده لأنشغال علي صبري بإدارة أعمال مكتب الرئيس جمال لكن للأسف وفقا لأغلب التقارير المذكورة في عدد كبير من المصادر فأحب أقول لك إن صلاح نصر وزكريا محي الدين كانوا على خلاف دائم بسبب إختلاف توجهاتهم الفكرية في إدارة جهاز المخابرات وبمعنى أصح كان زكريا محي الدين فاهم دماغ الزعيم جمال عبدالناصر وعارف أنه جهاز مخابرات حقيقي يكون هدفه التخابر على الدول وحكوماتها
زي أي جهاز مخابرات في العالم
إلا أن صلاح نصر كان مكلف الجهاز بمهام لها علاقة بأمن الدولة من خلال الرقابة على المواطنين المصريين
وعشان كده اضطر عبدالناصر بعدها بسنة ويفصل ما بين الأتنين
فعين صلاح نصر كرئيس جهاز المخابرات واسند إليه مهمة بناءه اداريا ووظيفيا وعين زكريا محيي الدين وزير للداخلية
وفي نفس الوقت عين علي صبري وزير للدولة وده مجرد منصب شرفي
وهنا بدأ صلاح نصر ينفرد بإدارة جهاز المخابرات وغير أهدافه تماما من جهاز وظيفته التجسس على حكومات الدول وشعوبها لجهاز داخلي مكلف بمراقبة المواطنين المصريين والتجسس عليهم للحفاظ على أمن الدولة وسلامتها
ودي طبعا كانت وظيفة وزارة الداخلية مش جهاز المخابرات العامة نهائيا
عملية بناء جهاز المخابرات من أعداد وتدريب الضباط والحصول على معدات فنية عملية بتكلف مبالغ ضخمة جدا وبتحتاج إلى دقة متناهية
خوفا من اختراق الجهاز لحظة انشاؤه
وصلاح نصر كان مدرك ده كويس جدا
وعشان كده توصل إلى طريقة تساعده في الحصول على مصدر ثابت للاموال
واتجه إلى الزعيم جمال عبدالناصر عشان يعرض عليه الفكرة
الزعيم طبعا رحب جدا بالموضوع ده
وقرر إنه يضاعف رأس مال الشركة ويساهم بمبلغ مئة ألف جنيه من خزينة رئاسة الجمهورية
وأمر المشير عبدالحكيم عامر بإعتباره وزير الدفاع أنه يساهم هو كمان بمبلغ مساوي من خزينة الجيش
وفي المقابل يتم توزيع أرباح الشركة على الجهات التلاتة
تاني تحدي أمام اللواء صلاح نصر كان خاص بتدريب بشكل احترافي من خلال التواصل مع عدد من أجهزة المخابرات العالمية
وكان المقرر في الأول إنه يتم ارسالهم جميعا إلى الخارج على هيئة دفعات عشان يتلقوا دورات تدريبية في عدد من الدول
لكن صلاح نصر خاف إن الحركة دي تتسبب في عدم فرض الرقابة على الضباط
ويتم تجنيدهم من مخابرات الأجنبية وعشان كده اكتفى بإرسال عناصر من كبار الشخصيات داخل الجهاز بإعداد قليلة جدا عشان يتلقوا الخبرات من الخارج
ولما يرجعوا يقوموا بنقل الخبرات دي إلى العاملين في الجهاز
وبعد ما إنتهى صلاح مصر من بناء جهاز المخابرات على الوجه المطلوب
أهتم بمتابعة الأوضاع الدولية لتصدي لأجهزة المخابرات المعادية خاصة جهاز المخابرات الإسرائيلي المعروف بأسم الموساد
ووفقا لأغلب التقارير فجهاز المخابرات المصرية نجح بشكل ملحوظ في تسديد عدد من الضربات لجهاز المخابرات الإسرائيلي
وكان من أهمها عملية القبض على الجاسوس الألماني الإسرائيلي فولف جان وأحب أقول لك إن العملية دي الحقيقة مليئة بالملابسات والتفاصيل المعقدة جدا
اللي بتؤكد إن المخابرات المصرية كانت على أعلى مستوى ساعتها
لدرجة أنها بيتم تدريسها حتى الأن في معهد المخابرات الدولية
في عام ١٩٦٢حصلت خلافات جسيمة بين الزعيم جمال عبد الناصر والمشير عبدالحكيم عامر بسبب حرب اليمن
وبالرغم من أن اللواء صلاح نصر لعب دور حمامة السلام بين الطرفين
واستمات لتوفيق الأوضاع السياسية ما بينهم
إلا إنه قدم استقالته من جهاز المخابرات تأيدا لموقف صديقه المقرب عبدالحكيم عامر
لكن لما رجع لمنصبه في جهاز المخابرات مرة تانية بدأت انحرافات الجهاز تظهر بشكل واضح
وأصبح مصطلح زوار الفجر بيتم تداوله على آلسنة المصريين بإستمرار
وده مصطلح اطلقوه على رجال الأمن اللي كانوا بيتعمدوا يقتحموا البيوت بعد منتصف الليل بغرض القبض على الرجال والنساء الموجودين فيها بحجة أنهم خطر على الأمن العام وفقا لاعترافات زوجته بالإكراه إعتماد خروشيد المذكورة في كتابها شاهدة على انحرافات صلاح نصر واللي تم نشره عام ١٩٨٨
فشعبية الزعيم نفسه بدأت تقل بسبب انحرافات جهاز المخابرات العامة المصرية على يد اللواء صلاح نصر على سبيل المثال فاللواء صلاح نصر هو اللي أمر زوجها أحمد خورشيد بتطليقها عشان يتزوجها هو بدل منه
بالإضافة لحرصه على تسجيل وتصوير أدق أسرار الشخصيات العامة عشان يستخدمها ضدهم بعد كده
ده غير انه قام بتجنيد عدد كبير من الفنانات ضد رغبتهم للايقاع بكبار رجال السياسة والدولة
وكان بيعمل ده من خلال تصويرهم في أوضاع مخلة بغرف النوم عشان يبقى دليل جنسي ضدهم مدى الحياة
وبعد نكسة ١٩٦٧اتجهت زوجته مع عدد كبير من الفنانات إلى مكتب رئيس الجمهورية جمال عبدالناصر عشان يشهدوا ضد صلاح نصر فيما عرف بعد كده بأسم محاكمات الثورة
وده جعلهم مكروهين جدا من المسؤولين اللي انتهجوا نفس السياسة بعد إنتهاء المحاكمات دي زي صفوت الشريف
الغريبة إن اللواء صلاح نصر كلف كتير من ضباط المخابرات المصرية عشان يستدرج الفنانة إعتماد خورشيد
باعتبارها من العائلة المالكة ويقيم معها علاقة جنسية كاملة
وبعد فشل ضباط المخابرات في تحقيق الهدف ده تزوجها صلاح نصر وكلفها بمهام جنسية قذرة
للايقاع بالمصريين المشهورين ورجال مال وسياسة عرب
أما الفنانة برلنتي عبد الحميد فربطتها علاقة عاطفية بالمشير عبدالحكيم عامر
تطورت بعد كده لزواج عرفي
وكان المشير عامر والرئيس عبدالناصر حريصين إن المعلومة دي ما توصلش للصحفيين والاعلاميين
وكان دور صلاح نصر ساعتها هو توفير مكان يلتقوا فيه ببعض
وتأمينه على أعلى مستوى عشان ما حدش يشوفهم
ده غير أنه بعد فترة بدأ يراقب الفنانة برلنتي عبدالحميد خوفا من أنها تكون جاسوسة بتستغل علاقتها بالمشير لنقل أخبار الدولة الحكومات المعادية وفقا لما تم تسريبه من معلومات موجودة في أوراق القضية فاللواء صلاح نصر أمر بتشكيل وحدة خاصة داخل جهاز المخابرات أسمها فتيات السيطرة وكانت بتخضع بشكل مباشر لاوامر المقدم صفوت الشريف اللي أصبح وزير الإعلام في عهد الرئيس محمد حسني مبارك الهدف من الوحدة دي هو استدراج وتجنيد الفنانات زي سعاد حسني ومريم فخري الدين ونادية لطفي
عشان يتم استغلالهم في أعمال جنسية قذرة للضغط على شخصيات بعينهم
على سبيل المثال ضابط المخابرات محمد كمال
انتحل شخصية شاب فرنسي ونجح في أنه يقيم علاقة جنسية مع السندريلا سعاد حسني وطبعا تم تصوير العلاقة بالكامل من خلال الضباط حسن عليش ويسري جزار عشان يتم تهديد الفنانة بيه وبالفعل اجبروا الفنانة على القيام باستدراج رجال مشهورين وإقامة علاقات جنسية كاملة معاهم وكالعادة كان بيتم تصوير العلاقات دي عشان يستخدموها ضد هم والحركة دي كانت معروفة داخل الجهاز بأسم عمليات الكنترول
وبالرغم من أن ده مش دور جهاز المخابرات العامة أصلا ولا يصح إطلاقا إنه يكون دور أي جهاز في الدولة
إلا إن اللواء صلاح نصر كان محترف في القيام بالدور ده
وتحول جهاز المخابرات في الستينيات من جهاز هدفه التجسس على حكومات الدول المعادية لجهاز سيادي مهتم له أغراض خفية لفرض سيطرته ونفوذه على المواطنين وغيرهم
وأستمر الوضع المتردي لجهاز المخابرات على يد صلاح نصر لغاية ١٩٦٧
وبعدها بشهرين تقريبا تعرض اللواء صلاح نصر للإصابة بجلطة دموية شديدة في الشريان التاجي
وده حصل أثناء وجوده في مكتبه بجهاز المخابرات والاصابة دي تسببت في وجود ازمة نفسية هائلة داخل نفسيته
لأنه شعر بضعفه على الرغم من جبروته ساعتها
وبعدها بشهرين انتحر المشير عبدالحكيم عامر أو قتل
فتوافد عدد كبير من الفنانات إلى مكتب رئيس الجمهورية جمال عبدالناصر
يشتكوا من سوء الأوضاع في جهاز المخابرات بصفة عامة
ويصارحوه بحقيقة المجرم البشع صلاح نصر
فأمر الرئيس بفتح التحقيق مع عدد كبير من ضباط الجهاز
وعلى رأسهم صلاح نصر
واتعرفت التحقيقات دي بعد كده بأسم محاكمات الثورة
وانتهت بالحكم على اللواء صلاح نصر بالسجن المؤبد
و تم الافراج عنه في أعياد اكتوبر عام ١٩٦٧بواسطة الرئيس محمد انور السادات وبعد خروجهم من السجن فضل ملازم بيته في صراع مع المرض إلى أن توفي في ٥مارس ١٩٨٢ عن عمر يناهز واحد وستين سنة وده بعد ما نجح في تأليف عدد كبير من الكتب واشهرها تاريخ المخابرات حرب العقل والمعرفة وعملاء الخيانة وحديث الافك
وبموته إنتهت أسطورة شيطان جهاز المخابرات اللي كان كابوس لكل المصريين في فترة الستينيات ايه رأيك في تجنيد النساء في اعمال المخابرات وهل شايفها مهمة وطنية اكتب لنا رأي في التعليقات