وانقذت خيرات مصر أهل المدينة في عام الرماد
وكتب الخليفة الفاروق رسالته الشهيرة لعمرو بن العاص
من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص سلام
أما بعد فلا عمري يا عمرو ما تبالي إذا شبعت أنت ومن معك أن أهلك أنا ومن معي
فيا غوثاء ثم يا غوثاء فكتب إليه عمرو بن العاص لعبدالله عمر أمير المؤمنين من عمرو بن العاص
أما بعد فيا لبيك ثم يا لبيك قد بعثت إليك بعيرا أولها عندك وآخرها عندي
والسلام عليك ورحمة الله
وأرسل عمرو قوافل من خيرات مصر وزع سيدنا عمر بيها على أهل المدينة وفك بيها كرب ضاق بهم لمدة سنة ،يا ترى عمرو بن العاص عمل أيه عشان يفتح مصر المقال ده هنتعرف عن الصحابي اللي أشتهر بالمكر والدهاء والحيلة وكان صاحب بديهة سريعة جدا وذهن متوقد
اتقال في مدحه ما ليس بالقليل كان داهية العرب رأيا وحزما وعقلا ولسانا
تعالوا نعرف حكاية عمرو بن العاص من الأول
كان عمرو بن العاص أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم ببضعة أعوام
ولكن المؤرخين اختلفوا في تاريخ ميلاده
وحسب أقوال المؤرخين فهو اتولد ما بين عام( ٥٧٥ و ٦٥٧ )ميلاديا ومن الثابت أنه كان أكبر من عمر بن الخطاب ومن اتراب الرسول صلى الله عليه وسلم أي مقاربا له في السن أبوه العاص بن وائل السهمي زعيم من زعماء قريش وكان سيد بني سهم واللي هي فرع من القبيلة الأم قريش وكان من زعماء المشاركين في حرب الفجار وشارك كمان في بناء الكعبة ورفع الحجر الأسود
أمه أسمها سلمى بنت حرملة من قبيلة بني عنزة وكانت ملقبة بالنابغة ووقعت في الأسر واتباعت في سوق عكاظ الموجود في مكة فاشتراها إبن المغيرة ثم اشتراها منه عبدالله بن جدعان ثم وصلت عند العاص بن وائل وولدت عمرو
أتفق أغلب المؤرخين أن عمرو بن العاص تعلم القراءة والكتابة لما كبر من خلال معاملاته التجارية واتشهر عمرو من صغره بحضور الذهن والذكاء الحاد
وسعة الحيلة وبالاتقان الشديد جدا لمهارات القتال والنزال
فكان يجيد الضرب بالسيف والرمي بالقوس والطعن بالرمح
واتعلم الفروسية
واشتهر بالشجاعة والجرأة في القتال
أشتغل في بداية حياته فى التجارة
وحسب أقوال المؤرخين فإن عمرو كان زار مصر في الجاهلية
عمرو بن العاص وتزوج واحدة من قومه في قريش وهي رايطة بنت منبه بن الحجاج السهمي
واللي خلفت له إبنه عبدالله بن عمرو أكبر أولاده
وأسلم عبدالله قبل والده عمرو
ولما النبي ابتدى يدعو أهل مكة للإسلام وترك الأصنام
حاربوا إشراف قريش
ومنهم العاص بن وائل وأبنه عمرو اللي كان عمره وقتها سبعة وتلاتين سنة
ومن شدة عدائهم للدين واللي اتبعوه لما أسلم هشام بن العاص أخوه عمرو ما سلمش من التعذيب
لحد ما هاجر الهجرة التانية للحبشة في السر بعد ما أشتد الأمر على النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه
ولما أجتمع قريش وفيهم عمرو بن العاص في دار الندوة اختاروا عمرو للخروج للحبشة عشان يرد المسلمين من عند النجاشي
تعالوا نعرف بقى إزاي أسلم عمرو
فى غزوة الخندق لما اتجمعت قبائل العرب في أحزاب وتحالفوا مع اليهود عشان يخلصوا على المسلمين مستغلين اللي حصل في غزوة أحد? عمرو العاص بعد غزوة الخندق كان مجتمع مع أصحابه اللي بيقدروه وبيسمعوا منه وقال لهم تعلمون والله إني لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوا منكرا
وأني قد رأيت رأيا فيما ترون فيه
قالوا وماذا رأيت? قال رأيت أن نلحق بالنجاشي
إن نكن تحت يده أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد
وأن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا
فلن يأتينا منهم إلا خير
ووافق أصحابه على كلامه واستحسنوه وجمعوا مع عمرو للنجاشي الهدايا المحببة له من أرض العرب
وهي الجلود
وراحوا له وهو هناك وصل واحد من الصحابة أسمه عمرو بن امية الضمري
وده كان سفير النبي صلى الله عليه وسلم أرسله للنجاشي عشان يكلمه في طلب جعفر رضي الله عنه وأصحابه
دخل عمرو بن امية الضمري وقابل النجاشي وكلمه ومشي من عنده
عمرو بن العاص شافه وهو ماشي من عند النجاشي فقال لأصحابه انه لو دخل عند النجاشي وطلب منه الراجل ده ووافق يسلمه له فهو هيقتله
ولو قتله هيكون نصر قريش على محمد
لأن محمد هيعرف أن قريش أذيديها طايلة المسلمين اللي في الحبشة كمان
وفي نفس الوقت هيكون نجح أنه يعمل وقيعة بين محمد والنجاشي لما يقتل مبعوث محمد في أرض النجاشي
ودخل عمرو على النجاشي وسلم عليه وقدم له الهدايا
ولما عمرو أطمن أن الهدايا عجبته ابتدى يتخابث
عشان يوصل للهدف الجديد اللي فكر فيه
وقال للنجاشي أيها الملك
أني قد رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول عدو لنا فأعطينيه لأقتله
فإنه قد أصاب من اشرافنا وخيارنا
وقتها غضب النجاشي وضرب أنفه ضربة شديدة ظن أنها كسرته
وفي لحظة أتمنى عمرو لو أنشقت تحته الأرض من خوفه من النجاشي
وقال أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتك
فقال النجاشي اتسألني إن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي عيسي لتقتله
قال النجاشي ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده
فقال لعمرو فتبايعني له على الإسلام ،فقال له : نعم ؛فبسط النجاشي إيده فعاهده عمرو على الإسلام وخرج لأصحابه بعد ما أتبدل حاله ورجع في خطته ولكنه كتم عنهم إسلامه
وعلشان كده كان عمرو بن العاص هو الصحابي العربي الوحيد اللي أسلم على يد رجل من غير العرب
وكان ده في العام السابع بعد الهجرة وعمره كان سبعة وخمسين سنة
وخرج عمرو العاص قاصد محمد رسول الله ليسلم
فلقى خالد بن الوليد خارج من مكة فقلت له: إلى أين يا أبا سليمان? قال ابن الوليد :والله لقد استقام المنسم وأن الرجل لنبي سأذهب إليه وأسلم
قلت :والله ما جئت إلا لأسلم ،وبيحكي عمرو بن العاص انه لما دخل هو وخالد بن الوليد رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم إن النبي تهلل وجهه وقال لأصحابه هذه مكة قد رمتكم بأفلاظ كبدها تقديرا منه لمكانته في مكة وبيحكي كمان عمرو بن العاص وبيقول لما القى الله عز وجل في قلبي الإسلام أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعني
فبسط يده إلى فقلت لا أبايعك يا رسول الله حتى تغفر لي ما تقدم من ذنبي
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمرو
أما علمت أن الأسلام يجب ما كان قبله من الذنوب? يا عمرو أما علمت أن الهجرة تجب ما كان قبله من الذنوب
وبعد إسلام عمرو وخالد قامت غزوة مؤتة ضد الروم
واتقتل فيها قادة الجيش التلاتة زيد بن حارثة وجعفر بن بي طالب و عبدالله بن رواحة، عرف النبي صلى الله عليه وسلم بعد عودة الجيش من مؤتة موقف القبائل العربية اللي في الشمال
قبيلة قضاعة ومتفرع منها قبيلة بلي وبنو القين وعذرا في الشام
واختيارهم محالفة الروم على المسلمين
وكانت قضاعة متجمعة عشان تقرب من أطراف المدينة وبلغ النبي عليه الصلاة والسلام الأمر
وكان عمرو له قرابة من ناحية أمه بالقبائل اللي هيمر عليهم في طريقه
واللي هم بلي وعذرا وبنو القين
فاراد النبي أنه يتألفهم
يعني يكسبهم في صفه
وطالما الأمر فيه سياسة وحوار يبقى عمرو بن العاص هو المناسب جدا لذلك ،
وفى يوم طلب النبي عليه الصلاة والسلام عمرو وقال له أيا عمرو أني أريد أن ابعثك على جيش فيغنمك الله ويسلمك وأرغب لك رغبة من المال صالحة فقال عمرو يا رسول الله أني لم أسلم رغبة في المال ولكني أسلمت رغبة في الإسلام وأن أكون مع رسول الله
فقال له النبي يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح
في شهر جمادى الآخرة سنة تمانية هجريا بعت النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص قائدا للجيش المكون من ٣٠٠ مقاتل من المهاجرين والانصار في سرية ذات السلاسل
وهناك عرف عمرو بن العاص أن جموع العدو كبيرة جدا
فنزل بجيش قريب منهم بالليل
وكانوا في الشتاء
ورغم كده منع جنوده أنهم يولعوا أي نار رغم المشقة
وشدد على أي حد يعترض
عشان ما يظهروش للعدو ويعرفوا وقتها فيبدأوا المعركة قبل وصول المدد
وأرسل له الرسول صلى الله عليه وسلم كتيبة من ٢٠٠ مقاتل كمدد لجيشه
وكان أميرها أبو عبيدة بن الجراح
وفيها أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضوان الله عليهم
فاراد أبو عبيدة أن يؤم الناس ويتقدم على عمرو
فقال له عمرو أنما قدمت علي وليس لك ان تؤمنني وأنا الأمير
وإنما أرسلك النبي صلى الله عليه وسلم إلى مددا
وكان أبو عبيدة حسن الخلق ولين
فقال لتطمئن يا عمرو وتعلمن إن أخر ما عهد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قال إذا قدمت على صاحبك فتطاوعاه ولا تختلفا
وأنك والله أن عصيتني لأطيعنك وأطاعه أبو عبيدة المعروف بحكمته وبحلمه
وفضل عمرو هو اللي بيصلي بالناس
ولما أجتمع ٥٠٠ مقاتل تحت قيادة عمرو بن العاص دخل بهم بلاد قضاعة دورة التانية بدون قتال يذكر واستقر فيها أيام قبل ما يرجع للمدينة
وبعد السارية ذات السلاسل ومن بعدها فتح مكة ابتدت مهمة تانية لعمرو بن العاص مع خالد بن الوليد وسعد بن زيد الاشهلي
لما كلفهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يقودوا السرايا اللي هتهدم الأصنام
وبعت عمرو بن العاص لهدم صنم سواع واللي كانت بتعبده قبيلة هذيل
وبعدها كلفه بمهمة تانية جديدة
وهي لما أرسله النبي بكتاب لدعوة جيفر ملك عمان والبحرين
وأخوه الأصغر للدخول في الإسلام
كان من ذكاء عمرو بن العاص أنه بدأ بالأخ الأصغر لأن الأخ الأصغر كان ألينهم واحسنهم خلقا
فسأله عن دعوته فقال له عمرو أدعوك إلى الله وحده لا شريك له وتخلع ما عبد من دونه
وتشهد أن محمدا عبده ورسوله
فقال عبد يا عمرو أنك بن سيد قومك
ف كيف صنع أبوك فإن لنا فيه قدوة? فقال عمرو مات ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ووددت أنه كان أسلم وصدق به وقد كنت أنا على مثل رأيه حتى هداني الله للإسلام
فسأل عبد عمرو بن العاص عن إسلامه كان أمتى فحكى له عمرو عن النجاشي وأسلامه على إيده
فسأله عن حال النجاشي مع الملك وشعبه والأساقفة
وعرف منه أنهم اقروه واتبعوه
فقال أنظر يا عمر ما تقول أنه ليس من خصلة في رجل أفضح له من كذب
فقال عمرو ما كذبت وما نستحله في ديننا
وفضل بن العاص يكلمه عن الدين ويرد على اسئلته عن النبي وبيأمر اتباعه بإيه? فقال له انه يأمر بطاعة الله عز وجل وينهي عن معصيته ويأمر بالبر وصلة الرحم وينهى عن الظلم والعدوان وعن الزنا وشرب الخمر وعن عبادة الحجر والوثن والصليب
فقال ما أحسن هذا الذي يدعو إليه لو كان أخي يتابعني لركبنا حتى نؤمن بمحمد ونصدق به
ولكن أخي يظن بملكه ما أن يدعه ويصير ذنبا
فبشره عمرو وقال أنه أن اسلم ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه
فأخذ الصدقة من غنيهم فردها على فقيرهم فقال أن هذا الخلق حسن ،عبد بقى هو اللي بيدخل عمرو بن العاص على جيفر أخوه ويتوسط له لما يرفض دخوله وفضل عنده مدة يبشره مرة ويخوفه مرة لحد أما شاف الشعوب المحيطة كلها أسلمت وسلمت فدخل هو في الإسلام بدون أراقة قطرة دم واحدة في قتال ولأن
انشرح قلبه للدين
ولما رجع عمرو بن العاص يبشر النبي بإسلام ملك عمان والبحرين
ولاه النبي صلى الله عليه وسلم جمع الزكاة من عمان
وكان بيعلم الناس هناك قواعد الأسلام
وفضل في مكانه ده لحد ما سيدنا محمد مات ولما مات النبي عليه الصلاة والسلام وتمت مبايعة أبى بكر بالخلافة وقتها اللي حصل أن قبايل من اللي بايعت في عام الوفود ارتدت بكاملها وقبايل تانية رفضت تدفع الزكاة وقبايل اتمردوا على أبى بكر الصديق رضي الله عنه مدعي النبوة زي مسيلمة الكذاب
كان من القبايل اللي أرتدت قبيلة قضاعة اللي سبق وراح لهم عمرو بن العاص في موقعة ذات السلاسل
فجهز أبو بكر الصديق رضي الله عنها حداشر لواء من الجيش لحروب المرتدين
وكان عمرو بن العاص أميرا على أحد الالوية دي
فقام بمهامه خير قيام في غزو القضاعيين وردهم للإسلام تاني من جديد
وأخد منهم الزكاة
وبعد ما نجح أبو بكر رضي الله عنه أنه يجمع العرب تاني في حروب الردة وفتح البلدان إنتبه أكتر للخطر اللي بيهددهم من ناحية الشام اللي هو الروم
وجهز الخليفة الصديق أربع جيوش وكان لكل جيش محطة محددة هيدخلها في الشام
واتخذ لكل جيش أميرا من خيرة الفرسان
كان عمرو بن العاص أميرا على الجيش المتجه لفلسطين فسار في جيش فيه س٧٥٠٠ مقاتل
واوصاه أبو بكر وهو خارج وصية طويلة منها
اتق في سرك وعلى نيتك وإستحيه في خلواتك فإنه يراك في عملك
وقد رأيت تقدمتي لك على من هو أقدم منك سابقة وأقدم حرمة فكن من عمال الآخرة
وارد بعملك وجه الله وكن والدا لمن معك وارفق بهم في السير
عيونك ياتونك بأخبار أبى عبيدة فإن كان ظافرا بعدوه فكن أنت لقتال من في فلسطين
وأن كان يريد عسكرا فانفذ إليه جيشا في أثر جيش
وإياك والوهن أن تقول أجعلني بن أبى قحافة في نحر العدو ولا لي وأعلم يا عمرو أن معك المهاجرين والأنصار من أهل بدر فأكرمهم وأعرف حقهم ولا تتطاول عليهم بسلطانك ولا تداخلك نجدة الشيطان فتقول أنما ولني أبو بكر لأني خيرهم وإياك وخداع النفس وكن كأحد وشاورهم فيما تريد من أمرك وأطل الجلوس بالليل على أصحابك
وأقم بينهم وأجلس معهم ولا تكشف استار الناس
واتق الله اذا لاقيت العدو
وإذا وعظت أصحابك فاوجز
وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك
دخل عمرو بن العاص فلسطين وكتب لأبى عبيدة بسم الله الرحمن الرحيم من عمرو بن العاص الى آمين الأمة
أما بعد فأني أحمد الله الذي لا آله إلا هو وأصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
وأني قد وصلت إلى أرض فلسطين عساكر الروم مع بطريق يقال له روبس في مائة الف فارس فمن الله بالنصر وقتل من الروم خمسة عشر ألف فارس
وفتح الله على يدي فلسطين بعد إن قتل من المسلمين مائة وثلاثون رجلا
فأذا احتجت صرت إليك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
لكن الجيوش الأربعة لما دخلت الشام لقوا الروم جمعوا جيوش ضخمة زادت عن مائة ألف
فقرروا يتجمعوا كلهم قرب اليرموك في جيش واحد كبير
كان جيش المسلمين فيه حوالي ستة وتلاتين ألف وقصاده جي الروم اللي كان حوالي متين وأربعين الف
وقاد عمرو بن العاص ميمنة الجيش تحت إمارة خالد بن الوليد
وقدروا أنهم يحققوا النصر للمسلمين
واتقتل في ودور قائد الجيش البيزنطي
وانتهت معركة اليرموك بانتصار المسلمين
رغم فرق العدد الكبير بين الجيشين الإمبراطورية الرومانية وبعد ما أنتهت معركة اليرموك وصلهم في الشام خبر موت أبو بكر الصديق ومبايعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالخلافة وأمر سيدنا عمر بن الخطاب بإكمال فتح فلسطين عشان تتأمن حدود المسلمين من الشمال وكمل عمرو بن العاص فعلا في إتجاه فلسطين وكان الجيش اللي قاده عمرو بن العاص ٨٠٠٠ ألف جندي دخل الجيش فلسطين وفتح سواحلها كلها
وكان كل ما يفتح مدينة يسيب جزء من الجيش فيها يحميها عشان ما تقعش في أيد الروم من تاني
وفتح عمرو بن العاص بجيشه نابلس والليد ويبنى وعماواس ورفح وغزة فبعت الحاكم الروماني لعمرو بن العاص وقال له أرسل لنا رجلا نكلمه
فتهيأ له وهو عارف أن ما فيش في جيشه سفير أحسن منه
وقرر يروح يكلمهم من غير ما يعرفوا أن هو الأمير
ولما قابل ابن العاص الحاكم الروماني نجح إنه يبهره بحسن كلامه وبراعة ردوده
لكن كان الحاكم الروماني بيدي له الجايزة وهو في نفس الوقت منبه البواب لو مر عليك وهو راجع أقتله وخد الهدايا والجايزة اللي معه
ورجع عمرو بن العاص وهو راجع قابل واحد من نصارى غسان وكان يعرف عمرو
فقال له يا عمرو قدرت الدخول فأحسن الخروج
ففهم سيدنا عمرو بن العاص أن الراجل ده بيحذره من مكيدة بتتدبر له
فرجع لحاكم الروم تاني قبل ما يوصل للبوابة وقال له أنه عجبته الهدية
لكن مش هتكفي أبناء أعمامه العشرة
وطلب إنه ياخد هديته يوريها لهم ويرجع له بإبناء عمومته اللي معه عشان ياخدوا نصيبهم بنفسهم ويشكروا الحاكم ويوالوه
وكان الحاكم الروماني الارطبون معجب بلباقة عمرو في الكلام
فقال له عمرو ان أبناء اعمامه أكثر لباقة منه ووعده أنه هيسمع منهم الأفضل وانخدع حاكم الروم
ولقاها فرصة يخلص من عشر مرة واحدة ونبه بواب غزة أنه يسيبه يمشي
وهو خرج عمرو بن العاص فعلا بالهدايا
والأهم بمكسبه في فهم عدو أكتر ومعرفة غدره
وقرر عمرو بن العاص أنه ما فيش مجال للمعاهدات مع غادر
وأنه هيفتح غزة بالحرب ويأدب الحاكم الرومي على فعلته دي
وفعلا قدر أنه يفتح غزة وهرب الحاكم الروماني إلى مصر
وما بقاش فاضل غير بيت المقدس
وتبقى الشام بأكملها دولة إسلامية
وبعد ما إنتهى إبن العاص من فتح غزة أتوجه إلى بيت المقدس اللي اتسابت في أيد القديس صفرونيوس
وبعد أما حاصرها جيش عمرو أربع شهور
طلب القديس فتح سلميا وكتب عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب أني اعالج عدوا شديدا وبلادا قد ادخرت لك
وفعلا حضر عمر بن الخطاب واستقبله القسيس وطلب منه الأمان والعهد والذمة
وعهد عمر على عدم هدم كنايسهم والسماح بإقامة شعائرهم والأمن والحماية مقابل الجزية
وتم فتح بيت المقدس بدون قتال
وبعد ما استقر الأمر بفتح بلاد الشام كلها شاف عمرو ان الخطوة اللي جاية لأزم تكون من مصر اللي هرب لها الارطبون من القدس
وأكيد هتبتدي الحرب على المسلمين من هناك
فطلب الأذن من عمر بن الخطاب إنه يسمح له بفتح مصر ونشر الإسلام فيها
لكن سيدنا عمر بن الخطاب في البداية تردد خوفا على أرواح المسلمين
وخصوصا بعد طاعون عمواس في الشام
فضل عمرو يلح بالفكرة لحد أما قدر يقنعه أنه لو فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونا لهم
وأنها في الوقت ده أكتر الأرض أموالا واعجزها عن القتال والحرب
وغير كده مكانها بيشكل خطر على المدينة المنورة من بقايا الروم
يقال أن عمرو توجه من نفسه لمصر ووصله كتاب من عمر بن الخطاب لما سمع بالخطوة دي هو الاحتمال ده إلى حد كبير مستبعد في ظل الحزم لخلافة عمر ولو كان أتصرف من نفسه كده بدون إذن عمر فهيكون أبعد وأبعد أنه يفضل على ولاية مصر بعدها
فالحكاية الأقرب هي أن سيدنا عمر بن الخطاب قال لعمرو بن العاص يمشي وأنه هيستخير في أمره وهيرسل له رسالة
فلو وصلت الرسالة دي وما كانش وصل مصر بالجيش يرجع عن الفتح ولو وصلت له وكان بدأ خط الفتوحات في مصر يكمل رحلته ويفتح مصر
أتحرك عمرو بن العاص حوالي تلت تلاف وخمسمية لأربع تلاف جندي من فلسطين لمصر وأغلبهم من الفرسان وأول مدينة دخلها كانت العريش
واستولى عليها بدون مقاومة وقتها كان دخل عيد الأضحى عشرة من ذي الحجة سنة ١٨هجريا
فقضى عمرو وجيشه العيد في العريش
أول ما بدأ عمرو بن العاص وجيشه في التحرك إلى مصر
استخار عمر بن الخطاب رضي الله عنه الله
فكأنه تخوف على المسلمين
فكتب إلى عمرو بن العاص ينصرف بمن معه من المسلمين
الرسالة وصلت لعمرو بن العاص وهو في رفح
فتخوف عمرو بن العاص أنه لو اخد الكتاب وفتحه أن يلقى فيه الانصراف كما عهد إليه عمر
فابطأ فتح الكتاب واستعجل زي ما هو
لحد ما نزل قرية بين رفح والعريش
فسأل عنها قالوا أنها من مصر فدعا بالكتاب فقرأوا على المسلمين
فقال لهم عمرو ألستم تعلمون إن هذه القرية من مصر? فإن أمير المؤمنين عهد إلى وأمرني أن لحقني كتابه ولم أدخل أرض مصر إن أرجع ولم يلحقني كتابه حتى دخلنا أرض مصر فسيروا وامضوا على بركة الله
وبعد فتح العريش غادروها ووصلوا لمدينة بلوز أو بلوظ يوم المعروفة بالفارما بورسعيد
واللي كانت مفتاح مصر من الشمال الشرقي وكان لها يمين على البحر وحصل فيها أول قتال مع الروم واستمرت فيها لمدة شهر وكان بالفارما حصن للبيزنطيين فحاربهم عمرو بن العاص وهزمهم في عام عشرين هجريا
كان أسقف الاقباط في الإسكندرية وقتها أسمه أبو بنيامين
فلما عرف قدوم عمرو بن العاص إلى مصر أمر القبط بتلقي عمرو وكتب لهم إنه لن تكون للروم دولة وأن ملكهم إنتهى من مصر
فيقال إن القبط اللي كانوا في الفارما كان وقتها اعوان لعمرو
ولما شاف القبط جيش عمرو سأل أحدهم إلا تعجبون من هؤلاء القوم? يقدمون على جموع الروم وهم في قلة
فإجابه رجل أخر منهم
هؤلاء القوم لا يتوجهون إلى إحد إلا ظهروا عليه حتى يقتلوا آخرهم
لما وصل عمرو إلى بلبيس حاصرها لمدة شهر
وكان الارطبون حاكم الروم مستخبي فيها خلف واحد من حصونه المنيعة
ولكن عمرو انتصر ودخل المدينة اللي كانت على رأس الدلتا في ٩جمادى الأول سنة ٢٠ هجريا
ثم أكمل مسيره وفي الطريق وصل جيش عمرو لمكان قريب من النيل على حدود الصحراء
وكان أسمه عين شمس واخده كمقر له
وبعد ما أطمن على قاعدته العسكرية في عين شمس أستمر عمرو بن العاص في خط سيره قاصدا حصن بابليون المطل على الساحل الشرقي لنهر النيل
وموقعه الحالي بحي مصر القديمة
وأخيرا قرب يوصل جيش عمرو بن العاص لحصن بابليون حتى وصل إلى إم دنين
اللي هي ميدان رمسيس حاليا
وكان الروم خندقه حول حصونهم خندقا
وخلوا له أبواب ونثروا خوازيق أمام الخنادق والحصون حتى لا يتمكن جيش المسلمين من الوصول إليهم
وكان جيش عمرو بن العاص قليل العدد وأمام حصن حصين
فكان إبن العاص يقسم أصحابه عشان يوهم الروم أنهم أكتر عددا
فلما بلغ ابن العاص خندقهم نادوه الروم من فوق الحصن وقالوا له قد رأينا ما تفعل يا عمرو وانما معك من أصحابك كذا وكذا فلم يخطئ برجل واحد
وتوقف عمرو أمام الحصن يقاتل الروم قتالا شديدا فقاتلوه فيها قتالا شديدا وابطأ عليه الفتح
فكتب إلى عمر يستمده فامد بأربعة آلاف فاكتمل جيش عمرو بن العاص ثمانية الاف
وكان على رأس الامدادات اربعة من خيرة الصحابة
وهم الزبير بن العوام وعبادة بن الصامت والمقداد بن الأسود ومسلمة بن مخلد
ومعهم رسالة من عمر بن الخطاب مكتوب فيها
أني امددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل مقام الألف
ولا يغلب ثني عشر ألفا من قلة وحاصر المسلمين حصن بابليون وكان عليه جماعة من أكابر القبط وعلى رأسهم المقوقس وحاصر المسلمين الحصن ده لمدة شهر
ولما المقوقس شاف إصرار جيش المسلمين على أقتحام الحصن
خرج هو وجماعة من أكابر القبط من الباب القبلي للقصر
واتجهوا لجزيرة الروضة وسابوا فيه جماعة بتقاتل المسلمين
وطلب المقوقس الإجتماع بقائد جنود العرب
علشان يفاوضوه
ولم وصل المقوقس لجزيرة الروضة بعت لعمرو بن العاص جماعة كان من ضمنهم أسقف حصن بابليون
اكرمهم عمرو وعاملهم بالإحسان
فابتدوا بتخويف عمرو بن العاص ثم عرضوا عليه المال
وقالوا له أنت دخلت بلادنا وعندك إلحاح في قتالنا
وطالت مدة قعدتكم عندنا
في الأول والأخر عصبة صغيرة والروم محاوطينكم
وهيجي لنا مدد قريب بالعدة والسلاح
والنيل كمان محاصركم وهتكونوا قريب أسرى في أيدينا
فأختار وفد من عندك ييجي عندنا نتفاوض أحسن بدل إختيار السلاح
عمرو بن العاص ما ردش على كلامهم خالص ولا أبلغهم برسالة يوصلوها للمقوقس
لكن عمل حاجة غريبة جدا
أبقى رسل المقوقس عنده يومين وخلاهم يشوفوا المسلمين في قتالهم وتدريباتهم وصبرهم وشجاعتهم
وسابهم يشوفوا معسكر المسلمين كله من حيث أماكن القتال والتسليح
وما خباش عنهم أي حاجة ورجع الرسل برسالة من عمرو بن العاص إلى المقوقس أنه ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال
أما إن دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا وكان لكم ما لنا وأن ابيتم فاعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون
وأما إن بالصبر والقتال حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين
وهو بالحركة دي بيبعت رد ضمني للمقوقس
ولما رسل المقوقس رجعوا له قالوا له رأينا اقوامنا الموت إليهم أحب من الحياة
والتواضع أحب إليهم من الرفعة
ليس لاحدهم في الدنيا رغبة ولا نهم
إنما جلوسهم على التراب وأكلهم على ركبهم وأميرهم واحد منهم
ما يعرف رفيعهم من وضيعهم
ولا السيد من العبد
وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد يغسلون اطرافهم بالماء ويخشعون صلاتهم
قرر المقوقس أنه يطلب من عمرو بن العاص أنه يبعت له وفد له من جنوده
يمكن يوصل لحل سلمي
المرة دي وافق عمرو يبعت له وفد من الصحابة
وكان الوفد مكون من عشر رجال بيقودهم عبادة بن الصامت وعبادة رضي الله عنه كان لون بشرته أسود شديد وفعلا راح عبادة بن الصامت
ولما جه يتكلم إهانه المقوقس وقال لهم نحو عني هذا الأسود وقدموا غيره
فالموجودين من العرب قالوا للمقوقس هو سيدنا وخيرنا والمقدم علينا
وإنما نرجع جميعا إلى قوله ورأيه
وقد الأمير دوننا بما أمره به وليس ينكر السواد فينا
فاستسلم المقوقس وتكلم مع عبادة رضي الله عنه
فلما سمع المقوقس منه قال لمن حوله هل سمعتم مثل كلام هذا الرجل قط? لقد هبت منظره
وإن قوله لاهيب عندي من منظره ورد عليه وعلى المسلمين أيها الرجل الصالح قد سمعت مقالتك وما ذكرت عنك وعن أصحابك ولعمري ما بلغتم ما بلغتم إلا بما ذكرت وما ظهرتم على من ظهرتم عليه إلا لحبهم الدنيا ورغبتهم فيها
وقد توجه لقتالكم من جمع الروم ما لا يحصى عدده
قوم معروفون بالنجدة والشدة ما يبالي أحدهم من لقي ولا من قاتل
وأنا لنعلم أنكم لا طاقة لكم عليهم ولن تطيقوهم لضعفكم وقلتكم
وقد اقمتم بين اظهرنا اشهرا في ضيق وشدة من معاشكم وحالكم
ونحن نرق عليكم لضعفكم وقلتكم وقلة ما بايديكم
ونحن تطيب أنفسنا أن نصالحكم على أن نفرض لكل رجل منكم دينارين دينارين ولاميركم ما أتى دينار
ولخليفتكم ألف دينار فتقبضونها وتنصرفون إلى بلادكم قبل أن يغشاكم ما لا قوام لكم به
ورفض عبادة شروط الروم ورفض الروم شروط المسلمين أو الصلح على الجزية
وغضب الروم وقطعوا الجسر بين الفسطاط والجيزة
وأرسل المقوقس إلى عمرو بن العاص أني لم أزل حريصا على إجابتك إلى خصلة من تلك الخصال التي أرسلت إلى بها
فابى ذلك علي من حضرني من الروم والقبط
فلم يكن لي أن افتات عليهم في أموالهم
وقد عرفوا نصحي لهم وحبي صلاحهم
ورجعوا إلى قولي فا أمانا اجتمع أنا وأنت في نفر من أصحابي وأنت في نفر من أصحابك
فإن استقام الأمر بيننا تم ذلك لنا جميعا
وأن لم يتم رجعنا إلى ما كنا عليه
فاستشار عمرو أصحابه في ذلك فقالوا لا نجيبهم إلى شيء من الصلح ولا الجزية حتى يفتح الله علينا وتصير الأرض كلها لنا فيئا وغنيمة كما صار لنا القصر وما فيه
فقال عمرو قد علمتم ما عهد إلى أمير المؤمنين في عهده فأن اجابوا إلى خصلة من الخصال الثلاثة التي عهد إلى فيها اجبتهم إليه وقبلت منهم فاجتمعوا على عهد بينهم واصطلحوا على ان يفرض على جميع من بمصر أعلاها وأسفلها الموجودين من القبط ديناران ديناران عن كل نفس شريفهم ووضيعهم ومن بلغ الحلم منهم ليس على الشيخ الفاني ولا على الذي لم يبلغ الحلم ولا على النساء شيء
ولهم أرضهم وأموالهم لا يؤخذ منها شيء
وشرط المقوقس للروم أن يخيروا
فمن أحب منهم أن يقيم على مثل هذا أقام على ذلك لازما له
ومن أراد الخروج منها إلى أرض الروم خرج
وتوجه المقوقس الإسكندرية عشان يقابل هرقل ملك الروم
وبعت له رسالة بيعتذر له فيها ويقول له الحاجة خلتني لجأت لعرض الصلح مع العرب عشان احمى الناس من ويلات الحرب
وكان رد هرقل والله أني أخرج مما دخلت فيه ولا صالحت العرب عليه
وأني لا أنكم سترجعون غدا إلى رأي وقولي وتتمنون إن لو كنتم اطعتموني وذلك أني قد عاينت ورأيت وعرفت ما لم يعاين الملك ولم يرى ولم يعرفه ويحكم أما يرضى أحدكم أن يكون آمنا في دهره على نفسه وماله و بدينارين في السنة وقال لعمرو بن العاص قد تم صلح القبط فيما بينك وبينهم ولم يأتي من قبلهم نقد وأنا متم لك على نفسي والقبط متمون لك على الصلح الذي صالحتهم عليه وعاهدتهم وأما الروم فأنا منهم بريء وأنا أطلب إليك
أن تعطيني ثلاث خصال
فقال عمرو ما هن? قال لا تنقض بالقبط وادخلني معهم والزمني ما لزمهم
وقد اجتمعت كلمتي وكلمتهم على ما عاهدتك عليه
فهم يتمون لك على ما تحب
وأما أن سألك الروم بعد اليوم أن تصالحهم فلا تصالحهم حتى تجعلهم فيئا وعبيدا
فإنهم أهل ذلك لأني نصحتهم فاستغشوني
ونظرت لهم فاتهموني أطلب إليك أن أنا مت أن تأمرهم يدفنونني في كنيستي أبى يوحنس بالا إسكندرية قال عمرو هذه اهونهن علينا
نفذ عمرو للمقوقس طلباته في مقابل أنه يضمن له الجسرين ويقيمه الاضياف والانزال والأسواق والجسور ما بين الفسطاط والاسكندرية
وطبعا الخبر وصل للروم بالصلح ده فبعتت قواتها على مراكب كتيرة من أرض الروم بالعدة والسلاح
فخرج إليهم عمرو بن العاص من الفسطاط متوجه إلى الإسكندرية
وحصار حصن بابليون مستمر على الروم بعد ما خرج المقوقس
لحد ما الزبير بن العوام طلع على الحصن في القصة المشهورة اللي حكيناها في قصته
ووصل عمرو بن العاص لأخر حصن من سلاسل حصون الروم وهو حصن الكاريون
في الوقت ده كان فيه تطورات خطيرة جدا بتحصل في امبراطورية الروم
مات هرقل سنة عشرين هجريا
وجه من بعده إبنه قسطنطين
وقبل ما يرسل أي امدادات كان مرض بمرض خطير ومات قسطنطين بعد فترة حكم ١٠٠ يوم فقط وأنتهى الأمر بمناصفة الحكم بين هرقلينوس وإبن قسطنطين اللي كان أسمه قسطنظ
يعني العم وإبن اخوه بقوا شركاء حكم
لكن هرقلينوس قبل ما يتشارك الحكم مع إبن أخوه كان أستعد لإعادة المقوقس لمصر
وسافر فعلا مع مجموعة من القساوسة سمح لهم هرقلينوس بمصالحة العرب
وراح المقوقس لحصن بابليون وقابل عمرو بن العاص
فاكرم وفادته وأحسن إليه
واتعقد صلح الإسكندرية في نوفمبر سنة ٦٤١ ميلاديا
كان فتح مصر بالفعل قوة وعون للمسلمين
وخيرات مصر أنقذت أهل المدينة في عام الرماد وكتب الخليفة الفاروق رسالته الشهيرة لعمرو بن العاص من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص سلام
إما بعد فلا عمري يا عمرو ما تبالي أذا شبعت أنت ومن معك إن أهلك أنا ومن معي
فيا غوثاء ثم يا غوثاء فكتب إليه عمرو بن العاص لعبدالله عمر أمير المؤمنين من عمرو بن العاص
إما بعد فيا لبيك ثم يا لبيك قد بعثت اليك بعيرا أولها عندك وآخرها عندي
والسلام عليك ورحمة الله وأرسل عمرو قوافل من خيرات مصر وسع عمر بها على الناس في المدينة
كمل عمرو بن العاص بعدها في تأمين مصر وضم المناطق اللي كانت بتتبعها اداريا لحد أما وصل على أعتاب تونس
فأرسل للخليفة أن الله قد فتح علينا طرابلس وليس بينها وبين إلا تسعة أيام
فإن رأى أمير المؤمنين أن يغزوها ويفتحها الله على يديه فعل
لكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اعترض ورفض
وبعت رده إلى عمرو بن العاص? لا
أنها ليست بافريقية ولكنها المفرقة غادرة مغدور بها لا يغزوها أحد ما بقيت
والمرة دي أثر عمرو بن العاص السلامة وعمل زي ما طلب منه عمر بن الخطاب
ورجع واستقر في مصر بعد ما ساب قائده المقرب عقبة بن نافع الفهري في برقة
واللي بقت بعد كده قاعدة ومستوطن لكل الجيوش الإسلامية متجهة لبلاد المغرب وخط دفاع أول عن مصر ومن بعدها الشام من ناحية الغرب
وفضل عمرو بن العاص في مصر حاكما عليها وساب النصارى في عباداتهم وكنايسهم في حماية المسلمين
واليهود عايشين في الإسكندرية
وبنى أول مسجد في مصر وإلى ألان موجود ويحمل أسمه
جامع عمرو بن العاص واتخذ من مدينة الفسطاط عاصمة لمصر وفضل في منصبه لحد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وتولى عثمان رضي الله عنه الخلافة من بعد الفاروق
عثمان بن عفان عزل عمرو بن العاص عن مصر بعد أربع سنين
وولى مكانه الله بن ابي الصرح اللي كان أخوه في الرضاعة
فأنتقل عمرو لفلسطين وعاش فيها لحد ما خرجت الفتنة
وقتل عثمان بن عفان
وجاءت زوجته تطالب معاوية بن أبي سفيان بالثأر لدم عثمان
وخرج معاوية على خلافة علي
وقتها شاور عمرو بن العاص ولاده الأتنين محمد وعبدالله و يتصرف إزاي ويقف مع مين بعد قتل عثمان وواقعة الجمل
فاشار عليه عبدالله أنه يقعد في بيته ويعتزل الفتنة
لكن أشار عليه محمد انه يخرج لمعاوية ويطلب الإمارة ومال عمرو لرأي محمد وخرج لمعاوية وكتبوا بينهم كتاب على التعاون والتناصح واشترط لنفسه ولاية مصر بعد وصولهم للحكم وانكر بعض المؤرخين أن عمرو بن العاص خرج على بيعة الإمام علي علشان إمارة مصر وقالوا أنه طالب فقط بدم عثمان رضي الله عنه
وعموما لو كان طلب الإمارة فلعله رأى في نفسه الأهلية لما وهبه الله تعالى من قوة في الرأي والعزيمة
ولما له من التجربة في الإمارة فقد ولاه النبي صلى الله عليه وسلم الإمارة وولاه الخلفاء الراشدون من بعده
وفي صفين كان عمرو بن العاص على خيلي دمشق وكان بيباشر القتال في القلب بنفسه
فلما رأى عمرو أن أمر أهل العراق قد أشتد خاف من الهلاك
قال لمعاوية هل لك في أمر أعرضه عليك? لا يزيدنا إلا اجتماعا ولا يزيدهم إلا فرقة نرفع المصاحف ثم نقول لما فيها
هذا حكم بيننا وبينكم
فإن بعضهم إن يقبلها وجدت فيهم من يقول ينبغي لنا أن نقبل
فتكون فرقة بينهم
وأن قبلوا ما فيها رفعنا القتال عنا إلى أجل
وعملوا كده فعلا وحصل زي ما قال واختلف جيش العراق بينهم
وأراد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إن الأمر ينتهي في يومها وتخضع الشام بعد ما أوشكت
ولكنه لما لقى الجيش تحته تخاذل عن الحرب قبل بالتحكيم عن غير رضا
أختار أهل الشام عمرو بن العاص حكما منهم
وطلبت جماعة من العراق أبا موسى الأشعري
فقال علي قد عصيتموني في أول الأمر فلا تعصوني الآن لا أرى إن أولى أبا موسى
فقال الاشعث وزيد بن حصين ومشعر بن فدكي
أنا لا نرضى إلا به فإنه قد حذرنا ما وقعنا فيه
وقال علي فأنه ليس لي برضا وقد فارقني وخذل الناس ثم هرب حتى امنته بعد أشهر ولكن هذا ابن عباس أوليه ذلك
قالوا والله ما نبالي اكنت أنت أو إبن عباس ولا نريد إلا رجلا وهو منك ومن معاوية سواء
وليس إلى واحد منكما بادنى من الآخر
قال علي فأني أجعل الاشتر
قالوا وهل سعر الارض غير الاشتر? فقال قد ابيتم إلا أبا موسى? قالوا نعم
قال فاصنعوا ما أردتم
ونجحت الخطوة الأولى من خطة عمرو بن العاص وحضر عمرو بن العاص عند علي عشان يكتب الأتفاق بحضوره فكتبه بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين
فقال عمرو أكتب أسمه واسم أبيه هو أميركم وأما أميرنا فلا
فقال الأشعث بن قيس لا تمحو أسم أمارة المؤمنين
فأني إن محوتها إن لا ترجع إليك أبدا
لا تمحوها وأن قتل الناس بعضهم بعضا
فابى ذلك علي جزءا من النهار
ثم قال الأشعث بن قيس أمحوا هذا الإسم فمحي
فقال علي الله أكبر
سنة بسنة والله أني لكاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية فكتبت محمد رسول الله
وقالوا لست برسول الله ولكن أكتب إسمك وأسم أبيك
فامرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحوه
فقلت لا أستطيع
فقال ارنيه فمحاه بيده وقال أنك ستدعى إلى مثلها فتجيب
وكتب الكتاب هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبى سفيان
قضى علي على أهل الكوفة ومن معهم وقاضى معاوية على أهل الشام ومن معهم
إننا ننزل عند حكم الله وكتابه وأن لا يجمع بيننا غيره
وأن كتاب الله بيننا من فاتحته إلى خاتمته
نحيي ما أحيا ونميت ما أمات
فما وجد الحكمان في كتاب الله وهما أبو موسى عبدالله بن قيس وعمرو بن العاص عملا به
لم يجداه في كتاب الله فالسنة العادلة الجامعة غير المفرقة
واخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين من العهود والمواثيق أنهما آمنان على أنفسهما واهليهما
والأمة لهما أنصار على الذي يتقاضيان عليه
وعلى عبدالله بن قيس وعمرو بن العاص عهد الله وميثاقه أن يحكما بين هذه الأمة لا يردها في حرب ولا فرقة حتى يعصيا
وأجل القضاء إلى رمضان وأن احبا إن يؤخرا ذلك اخراه
وإنما كان قضيتهما مكان عدل بين أهل الكوفة وأهل الشام وقيل لعلي إن الاشطر لا يقر بما في الصحيفة ولا يرى إلا قتال القوم
فقال علي وأنا والله ما رضيت ولا أحببت إن ترضوا
فأذا ابيتم إلا أن ترضوا فقد رضيت
وإذا رضيت فلا يصلح الرجوع الرضا ولا التبديل بعد الإقرار إلا أن يعصى الله ويتعدى كتابه
فقاتلوا من ترك أمر الله
وإما الذي ذكرتم من تركه أمري وما أنا عليه فلست أخاف على ذلك
يا ليت فيكم مثله إثنين
إذا لخفتوا علي مؤنتكم إن يستقيم لي بعض اودكم وقد نهيتكم فعصيتموني
وانقسم بعدها جيش أمير المؤمنين وخرجت منه الخوارج
فكأنه قبول التحكيم كان أول الهزيمة الفعلية وبداية نزول الحكم لدولة بني أمية
في واحد من أهم منعطفات تاريخ ونظر إبن عباس المحكمة فقال الخوارج أما ما جعل الله حكمه إلى الناس وأمرهم بالنظر فيه فهو إليهم
وما حكم فامضاه فليس للعباد إن ينظروا
وقال إبن عباس فأن الله تعالى يقول يحكم به ذوا عدل من وقالوا له أعدل عندك إبن العاص وهو بالأمس يقاتلنا فأن كان عدلا فلسنا بعدول وقد حكمتم في أمر الله الرجال وقد أمضى الله حكمه في معاوية
ولما وصل لهم الإمام علي قال قد اشترطت على الحكمين أن يحيي أحيا القرآن ويميتا ما أمات القرآن
فإن حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالف
وإن ابياه فنحن عن حكمهما براء
وأرسل معاوية عمرو بن العاص للتحكيم ومعاه ربعمية من أهل الشام
لحد ما وصلوا دومة الجندل باذره
وبعد مشاورات كتيرة ومحاورات واختلاف في الرأي على أساس القضية
فكان أبو موسى الاشعري يؤيد علي بن ابي طالب رضي الله عنه فإن تجب له البيعة من معاوية
ومن معه وبعد إن تستقر الأمور يؤخذ الثأر من قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه
ولك لكن عمرو بن العاص طالب بقتلهم أولا أو تسليمهم إليهم ليقتلوهم
وبعدها يبايعون
فلما تحدثا في هذا الأمر كثيرا ولم يصلا إلى شيء
اتفقا على إن يترك أمر تحديد الخلافة إلى مجموعة من الصحابة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وهم أعيان وكبار الصحابة وفيهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه لإنه من السابقين الأولين ولا يكون فيهم معاوية بن ابي سفيان ولا عمرو بن العاص رضي الله عنهما لانهما ليس من السابقين ويستعان بر ان رأى القوم ان يستعينوا برأيهما وان لم يروا فلا يستعينوا برأيهما
ويحكي عمرو بن العاص عندما سأله احدهم فيما بعد عن هذا الموقف? فرد عليه قائلا قال الناس ولا والله ما كان
قالوا ولكن لما اجتمعت أنا وأبو موسى? قلت له ما ترى في هذا الأمر قال أرى أنه في النفر الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فقلت أين تجعلني من هذا الأمر إنا ومعاوية? قال إن يستعن بكما ففيكما معاوية وأن يستغنى عنكما ما استغنى أمر الله عنكما واتفقوا بحضور الشهود على أن يكون هذا الإجتماع في العام المقبل في دومة الجندل
وذلك بعد إن يذهب هؤلاء الاعيان ويتباحثون في الأمر ويرون الأولى به
وقد يكون الأولى به علي بن ابي طالب رضي الله عنه وهو الأقرب إلى الاحتمال خاصة وإن هذه المجموعة هي التي اختارت عليا رضي الله عنه ابتداءا وليس عندهم إعتراض على شخصيته
ولكن عمرو بن العاص رأى أنه تغيرت الآراء بعد ما جرى من أحداث
وإلى أن يحين موعد هذا الإجتماع يحكم كل من علي بن ابي طالب رضي الله عنه ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه ما تحت يده في الدولة الإسلامية
وبعد تعيين الخليفة الجديد على الجميع أن يطيع الخليفة الجديد
سواء رأى قتلة عثمان أولا أو رأى تأخير ذلك
وتفرق المسلمون على هذا الأمر وهم راضون تماما حتى يجتمع كبار الصحابة لتحديد الخليفة
ولما وصل الأمر إلى علي بن ابي طالب رضي الله عنه رضي به
وكذلك عندما وصل إلى معاوية رضي الله عنه
ثم خرج أهل الشام يسلمون على معاوية الخلافة فعند ذلك جمع معاوية أمراء ومنهم عمرو بن العاص فاستشارهم في المسير إلى مصر فاستجابوا له وقالوا سر حيث شئت فنحن معك وجهز معاوية عمرو بن العاص في ستة آلاف وخرج معه مودعا واوصاه تقوى الله والرفق وأن يقتل من يقاتل ويعفو عن من أدبر وإن يدعو الناس إلى الصلح والجماعة
ووصل عمرو بن العاص إلى مصر واخدها من محمد بن أبى بكر اللي ولاه علي بن ابي طالب عليها
وقتل محمد بن ابي بكر .
و ظل فى حكم مصر ما يقرب من سنوات لحد ما تجاوز التمانين من العمر ومرض مرض الموت
وساعتها استدار بوجهه للحائط وبكى
وأبنه بيقول له يا ابتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا? فاقبل بوجهه فقال إن أفضل نعد شهادة إن لا آله الا الله وأن محمدا رسول الله أني قد كنت على أطباق ثلاث لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلت فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار
فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أبسط يمينك فلابايعك
فبسط صلى الله عليه وسلم يمينه فقبضت يدي
فقال ما لك عمرو فقلت أردت إن أشترط قال تشترط بماذا? قلت إن يغفر لي قال أما علمت إن الأسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله وما كان أحد أحب إلى من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن املأ عيني منه اجلالا له
ولو سئلت إن اصفه ما اطقت لأني لم أكن املأ عيني منه ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون أهل الجنة ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها
فإذا إنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار
فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا
ثم اقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها
حتى استأن نسبكم وانظر بماذا أراجع به رسل ربي
اللهم أنك امرتنا فاضعنا ونهيتنا فركبنا
فلا بريء فاعتذر ولا عزيز فانتصر
ولكن لا آله إلا إنت
وفضل يرددها حتى قبضت روحه
وكل ده ليلة عيد الفطر سنة تلاتة واربعين هجريا
واتدفن في مقابر بجوار جبل المقطم في القاهرة
رحم الله عمرو بن العاص رضي الله عنه القائد الفارس والسياسي النبيه والمؤمن التائب