أول لما شاف عمر بن الخطاب أن الدين قسم مكة إلى قسمين
المؤمن به والمحارب له
والوضع ده استمر ست سنوات وقريش بتعاني قصاده
ولأن من طبعه الحسم وعدم التردد
وكان سفير قريش وقائد من قادتها
فحس أن هيضيعها فقرر أنه ينهي الموقف ويخلص نفسه ويخلص مكة كلها من أصل البدعة دي
فقرر يقوم باللي فكر فيه كتير من المشركين قبل كده ويقتل الرسول صلى الله عليه وسلم
فقام سن سيفه وخرج من بيته وقصد النبي محمد صلى الله عليه عشان يقتله وفي الطريق قبل نعيم بن عبدالله العدوي وكان من المسلمين اللي اخفوا اسلامهم
فقال له نعيم ماذا تريد يا عمر? فرد علي عمر أريد محمدا هذا الصبأ الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب وسب آلهتها فاقتله
ودي كانت اللحظة اللي قرر فيها عمر بن الخطاب أنه يقتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
عشان يمنع أنتشار الأسلام واستمرار الوثنية
إزاي أصبح أعظم قادة المسلمين? وليه كان الشيطان بيهرب من ضله? تعالوا نعرف مين هو عمر بن الخطاب
هو عمر بن الخط بن نفيل بن عبدالعزيز اتولد في مكة بعد عام الفيل
وكان بيته في الجاهلية من أصل الجبل اللي بيتقال عليه دلوقتي جبل عمر
أنما كان أسمه العاقر وقت الجاهلية
وكان من حسن حظ عمر رضي الله عنه في طفولته أنه أتعلم القراءة والكتابة
ودي حاجة قليل جدا من أبناء قريش كان بيجدها حتى أنه اتقال أن قريش كلها ما كانش فيها غير ١٧قارئ وكاتب
ولما شاب أشتغل في رعي أبل أبوه واجاد المصارعة والفروسية والرمي
وده غير حبه واجادته للشعر
فكان بيحضر أسواق العرب وسوق عكاظ وسوق ماجنة وسوق ذي المجاز
أتعلم فيهم التجارة اللي ربح منها وبقى من أغنياء مكة
فهنلاقيه في الصيف مسافر لبلاد الشام ولليمن في الشتا
كان عمر بيمتلك جسم قوي ممتلئ من غير بدانة مفتول العضلات
سريع الماشية طويل الأقامة عريض المنكبين
وكان اعسر يعني بيستعمل الشمال كانت بشرته بيضاء فيها حمرة وكان حسن الملامح اصلع الرأس مقدمة لحيته طويلة وبتخف عند الجانبين وكان بيعتني بيها ويصبغها بالحنة أما شاربه فاتقال انه كان طويل من أطرافه وكان لما يغضب يفتلو وينفخ جدو نفيل كان أحد قضاة قريش في الجاهلية
أمه هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومية
وأبوه الخطاب كان سيد بني عدي
كان من عبدة الاوثان
وهو إبن عم زيد بن عمرو بن نفيل الموحد على دين الخليل ابراهيم
وكان عمر بيمنعه من الاختلاط بالناس عشان ما يفسدش لهم دينهم
وأخوه زيد بن الخطاب واللي سبق عمر للإسلام
أتعرف سيدنا عمر بشدته وغلظته ومهابته في قومه وكان ذكي وشجاع وجريء
وفارس من فرسان العرب شارك في كتير من الحروب والمعارك
وكان على رأس بني عدي في حرب الفجار ومعروف عنه إنه اتجوز عدد كبير من النساء وخلف كتير من الأبناء
ولما جه الإسلام وبدأت دعوة التوحيد تنتشر كان المسلمين بيتعرضوا للاذى الشديد من أهل مكة عشان يردوهم عن دينهم
وكان عمر نفسه بيحارب الإسلام والمسلمين ومن اشدهم عداء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
وابتدى يفكر يفهم أيه أسباب أنتشار الدين وإزاي الناس بتسيب ديانات أهلها اللي اتربوا عليها وبيخسروا أي حاجة بدخولهم في الدين الجديد وشغل عقل عمر التفكير في محمد صلى الله عليه وسلم وبدأ يستعيد في ذهنه أن المعروف عن محمد صلى الله عليه وسلم أن مفيش عليه أي شبهه من الشبهات فهو الصادق الأمين باعتراف أعداء القرشيين قبل المؤمنين به وبرسالته
خصوصا مع إسلام شخصيات متزنة وحميمة ولها مكانة بارزة في قريش زي أبو بكر وعثمان بن عفان وحمزة بن عبدالمطلب وغيرهم
فبدأت جواه تساؤلات حوالين الدين الجديد
ولما شاف بعينه بأهله بيهاجرو بدينهم مكانتش دي مجرد لحظة رأفة بيهم كاشخاص ولكن لحظة تعاطف مع الدين الجديد اللي شاغل تفكيره وهنا كان بيواجه أزمة مع نفسه لإن حمية الجاهلية ودين آبائهم ما زالوا متمكنين منه ولكن في الوقت نفسه ابتدى انجذابه لفهم أيه اللي خلي الناس تستحمل العذاب ويسيبوا كل حياتهم واموالهم عشان يهربوا بدينهم الجديد
حتى أنه شاف إن قريش بدأ عدد كبير منها يدخل الأسلام برغم التضييق عليهم وكمان تعذيبهم وأن في ناس هاجرت فخاف على قريش من التشتت وفكر أنه يقتل النبي صلى الله عليه وسلم
فتكون قريش تخلصت من خطر الدين الجديد
فنس سيفه وخرج من بيته وقاصد النبي محمد صلى الله عليه وسلم عشان يقتله
وفي الطريق قابله نعيم بن عبدالله العدوي وأخبره أنه هيقتل محمد صلى الله عليه وسلم ويقضي على دينه
فلما عرف نعيم مقصده حذره من بني عبد مناف وأنهم هيقضوا ومش هيسيبوه يخطي خطوة على الأرض لو مس محمد صلى الله عليه وسلم بسوء
وطلب منه يرجع لأهل بيته وعرفه أن إبن عمه سعيد بن زيد بن عمرو وأخته فاطمة بنت الخطاب أسلموا واتبعوا دين محمد صلى الله عليه وسلم
وبسرعة انطلق عمر وكله غضب وفي نيته أنه يقضي عليهم
أن ما رجعوش عن دين محمد صلى الله عليه وسلم وكان وقتها الصحابي خباب بن الأرت بيجلس معهم ويقرأ عليهم سورة طه فلما سمعوا صوت عمر بن الخطاب اختبأ خباب واخفت فاطمة الصحيفة فدخل عمر عليهم وكان قد سمع همهمات قرائتهم فدخل وهو في قمة الغضب وقام على زيد فضربه وأخته فاطمة لطمها لطمة فادمي وجهها لدرجة طيرت حلقها من ودنها
واتسببت في سيلان الدم على مصحفها
سألهم عن الهمهمة اللي كان سمعها من بره
وسألهم اذا كانت من كلام محمد صلى الله عليه وسلم
ووقتها ردت عليه أخته بكل شجاعة وقالت
كلام محمد
جت عينه على الصحيفة اللي مكتوب فيها أيات قرآنية وطلب أنه يقراها رفضت أخته في البداية
إلا إنه أصر ومع اصراره زاد اصرارها وطلبت منه إنه يدخل يغتسل الأول
أستغرب عمر لكن الفضول خلاه يوافق
وفعلا أغتسل ومسك الصحيفة وقرأ ما فيها وكانت سورة طه بصوت خاشع ومتوتر وفرحان في نفس الوقت عشان القرآن لمس قلبه
قال تعالى (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
الا تذكرة لمن يخشى تنزيلا خلق الأرض والسماوات العلى
الرحمن على العرش استوى
له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى)
وتهتز نفس عمر واعترف أن استحالة يكون كلام بشر
فخرج خباب من مخبأه وقال له يا عمر والله أني لارجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه فأني سمعته أمس وهو يقول اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك عمرو بن هشام(أبو جهل ) أو بعمر بن الخطاب فالله الله يا عمر الله الله يا عمر
فقال له فدلني يا خباب على محمد حتى أتيه فأسلم
خرج عمر إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه في دار الأرقم بن أبى الأرقم
وهو مكان إجتماع النبي محمد صلى الله عليه وسلم باصحابه
لما دخل عليهم اندهشوا وكان بينهم حمزة اللي كان مستعد لقتله لو مس الرسول صلى الله عليه وسلم بأي سوء
ولكن خرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابه ودفعه
وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك يا بن الخطاب والله ما رأيت ان تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة
فقال عمر يا رسول الله جئتك لاؤمن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله
فكبر أهل الدار وقال عمر يا رسول الله ألسنا على الحق وان حيينا؟ فقال له رسول الله بلى والذي نفسي بيده أنكم على الحق أن متم وأن حييتم
قال عمر ففيما الخفية والذي بعثك بالحق لنخرجن وفعلا كان أول مسلم جهر في مكة باسلامه وما حد قدر منهم يتعرض له
وقتها خرج المسلمين في صفين يكبروا ويهللوا صف على رأس عمر بن الخطاب وصف على رأسه حمزة بن عبدالمطلب وبينهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم
لحد ما وصلوا عند الكعبة
لما شافتهم قريش وشافت عمر بن الخطاب وحمزة حسوا بالغضب والاحباط
وده كان أول ظهور للمسلمين على المشركين
وفرح المسلمين لأن ربنا أستجاب لدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لما قال اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين
لأن المسلمين قبل إسلام عمر وحمزة كانوا بيخفوا إيمانهم خوفا من تعرضهم للاذى
أما بعد إسلام عمر وحمزة فبقى لهم اللي يدافع عنهم ويحميهم
وهم من أشد الرجال في قريش
فبيقول الصحابي عبدالله بن مسعود ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب
فلما اسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة
وصلينا معه وده معناه التمكين لجماعة المسلمين الأولى ومعناه فرحة تسري عن قلب النبي صلى الله عليه وسلم واللي معه
وكمان حصل زيادة في أعداد المقبلين على الإسلام نتيجة صلاة المسلمين عند الكعبة
عشان كده ما كانش أبن مسعود رضي الله عنه بيبالغ لما قال إن اسلام عمر كان فتحا
كان إسلامه بداية طريق جديد في الدعوة إلى الله تعالى في الجهر والعلن
وجه للنبي صلى الله عليه وسلم وفد من أهل يثرب وعاهدوه على الأمان ووجهوا له دعوة ليسكن مدينتهم بعد ما أمن بدعوته أغلب أبنائها فأمر النبي صلى الله عليه وسلم اتباعه بالهجرة إلى يثرب
وصل عمر يثرب اللي بقى أسمها المدينة المنورة فيما بعد
وكان معه حوالي عشرين شخص من أهله وقومه
منهم أخوه زيد بن الخطاب وعمرو عبدالله أولاد سراقة بن المعتمر وخميس بن حذافة السهمي القرشي جوز بنته حفصة وبن عمه سعيد بن زيد أحد المبشرين بالجنة لما وصلوا نزلوا في قباء عند عمرو بن عوف وزي ما إحنا عارفين أن في المدينة المنورة كان الرسول صلى الله عليه وسلم بيأخي بين المهاجرين والانصار فقيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخى بينه وبين أبو بكر واتقال عويم بن سعدة الاوسي وعتبان بن ملك الخزرجي ومعاذ بن عفراء الخزرجي
والحقيقة أن تعدد الروايات كده ممكن يدلنا أن الناس كانوا بيبحثوا عن الفخر بوجود دور لهم في حياة الفاروق
المسلمين عاشوا في المدينة بأمان سنة تقريبا قبل ما تحشد قريش الجيش لقتالهم وفي العام التاني للهجرة لما وجد الرسول صلى الله عليه وسلم أن المسلمين مدفوعين لحرب غير متكافئة لا من حيث العدد ولا من حيث العدة
فما كان منه إلا إنه جمع أصحابه ويستشيرهم وكان من بينهم عمر
لأن المعركة مع قريش قوية وهم أصحاب الزعامة بكل المقاييس والأمر كان خطير فعلا
فاستشار النبي صلى الله وسلم أصحابه وكان عمر تاني واحد رد بعد سيدنا أبو بكر فكان لعمر بن الخطاب دور كبير في رفع معنويات جيش المسلمين وتقوية عزيمتهم للقتال وفي المعركة أثبت شجاعة وإخلاص حتى أنه قتل خاله العاصي بن هشام بن المغيرة وسميت بغزوة بدر دي كانت أول غزوات المسلمين وكان مشارك فيها الفاروق
وتبدأ بعدها سلسلة من المعارك للمسلمين
كان لعمر رضي الله عنه دور ومكانة متميزة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
فكان مستشار للنبي صلى الله عليه وسلم
وكان من كتاب الوحي ولأنه كان سفير قريش فكان النبي صلى الله عليه وسلم بيبعته يبلغ عنه رسالاته
وكمان كان من أهل الفتوى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومن قضاته
وشارك بنفسه في بناء مسجد قباء ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم
يذكر لعمر أنه عند نزول الآية الكريمة
يسأل عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير كان دور كبير حيث سأل عمر الله عز وجل وقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافي فنزلت آية آخرى لتحريم الخمر
وبكده كان التحريم لشرب الخمر على المسلمين
كمان حفظ الفاروق القرآن كله وأسباب ألايات اللي نزلت بعد إسلامه
وفي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم رواه الترمذي
أن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
أما في عام تلاتة هجريا حدثت غزوة أحد
وكان عمر من الأشخاص اللي اعتقدوا أن النبي صلى الله عليه وسلم اتقتل في المعركة ولكن لما عرف أنه لسه على قيد الحياة وأنه محتمي بالجبل أسرع إليه ووقف يدافع عنه وعن المسلمين ضد اللي بيحاول يوصل ليهم من القرشيين وبعد إصابة المسلمين ومحاصرتهم أقبل إليهم أبو سفيان فقال أفي القوم محمد وسؤاله ده على شماتة وحقد كبير
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه
فسأل أبو سفيان
أفي القوم إبن أبى قحافة? قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه
فقال أبي سفيان أفي القوم إبن الخطاب? هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لاجابوا
ما قدرش عمر يمسك نفسه فقال كذبت والله يا عدو الله إن الذين أعددت لإحياء كلهم وقد بقي لك ما يسوؤك
وفي عام أربعة هجريا بعد ما يهود بني النضير بدأوا أشتباك لما عمرو بن أمية الضمري قتل أتنين من بني عامر
واللي كان فيه تحالف وعهد بينهم وبين بني النضير
فلما راح النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منهم العون فدية القتيلين دول
قالوا له نعينك على ما تحب
وبعدين اضمروا في نفسهم شر
وهم أنهم يخلوا النبي صلى الله عليه وسلم يقعد جنب جدار من بيوتهم ويطلع حد منهم يرمي صخرة كبيرة فوق النبي صلى الله عليه وسلم
فتتسبب في موته
وفعلا اختاروا واحد أسمه عمرو بن جحاش يطلع فوق البيت
والله عز وجل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما ينتظره من اليهود
وكان معه أبو بكر وعمر فرجع المدينة وبعدها أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتجهيز لحرب بنو النضير وتأديبهم وأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم مهلة عشر أيام عشان يسيبوا المدينة لكنهم رفضوا واتحصنوا بحصن لهم
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع النخيل وايقاد الحرائق حول الحصون
فحاصرهم النبي الله عليه وسلم ١٥ يوم وبعدين أجلاهم عن المدينة فحملوا النساء والصبيان على ٦٠٠ جمل فلحقوا بخيبر وغنم المسلمين من أموالهم اللي سابوها وراهم وسميت بغزوة بني النضير وشارك فيها عمر
وفي نفس الوقت بعد هزيمة يهود بني النضير قرر اليهود ينتقموا من المسلمين
وبدأوا يحرضوا القبائل العربية على غزو المدينة المنورة
وأستجاب لهم من العرب قبيلة قريش وحلفائها قبيلة كنانة الاحابيش وقبيلة غضفان في زارة وبنو مرة واشجع وقبيلة بنو أسد وبنو سليم وغيرها
وانضم ليهم يهود بني قريظة وبالفعل قامت (غزوةالخندق أو الاحزاب) كانت بين المسلمين بقيادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والأحزاب اللي هما مجموعة من القبائل العربية المختلفة اللي اجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين والدولة الإسلامية اتصدى سيدنا محمد صلى الله عليه المسلمين للاحزاب وده عن طريق فكرة سلمان الفارسي بحفر الخندق شمال المدينة المنورة عشان يمنعوا الإحزاب من دخولها
ولما وصل الأحزاب حدود المدينة المنورة عجزوا عن دخولها وحاصروا المدينة لمدة تلات أسابيع
الحصار ده خلى المسلمين يحسوا بالاذى والمشقة والجوع
وانتهت الغزوة بانسحاب الأحزاب وده بعد ما اتعرضوا لريح باردة شديدة
وزلزل الله قلوب الأحزاب ودخل الرعب جوه قلوبهم وانتهت المعركة بانسحابهم
وسميت بغزوة الخندق اللي اتسمت برضو بغزوة الأحزاب وشارك فيها الفاروق عمر
بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من غزوة الخندق مباشرة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتوجه لقتال بني قريظة لتعاونهم مع يهود بني النضير واللي كان بينهم وبين المسلمين عهود ومواثيق
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أن الله أرسل جبريل يزلزل حصونهم ويقذف الرعب في قلوبهم
وراح النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وحاصروا بنو قريظة خمسة وعشرين ليلة
وأشتد عليهم الحصار وطلب وحكم بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم
فأرسل لهم النبي صلى الله عليه وسلم أبو لبابة بن عبدالمنذر
عشان ياخدوا مشورته وطلب منه أنه ما يظهرش لهم نية النبي صلى الله عليه وسلم تجاههم
ولما سألوه عن نية النبي تجاههم شاور على رقبته بعلامة الدبح في إشارة أن حد الخيانة والغدر هو القتل
غضب من نفسه جدا أبو لبابة وشاف نفسه أنه خان النبي صلى الله عليه وسلم وقفش سره
فراح وربط نفسه في عمود في مسجد المدينة وفضل يبكي من الندم وقال أنه مش هيفك نفسه لحد ما النبي صلى الله عليه وسلم يسامحه
فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أمره قال للصحابة دعوه حتى يتوب الله عليه
وفعلا ربنا قبل توبته وفك النبي صلى الله عليه وسلم وثاقه
لكن اليهود ما عجبهمش يكون الحكم لأبوه لبابة
وطلبه حكم تاني واختاروه سيدنا سعد بن معاذ
وطبعا اتحرج سيدنا سعد معاذ إزاي هيحكم في قضية النبي صلى الله عليه وسلم طرف نزاع فيها
فالنبي صلى الله عليه وسلم طلب منه يحكم بحكم الله ورسوله ودعى له بالصواب والتسديد
وفعلا حكم سعد بن معاذ بقتل المحاربين منهم وأسر الذرية والنساء وتقسيم أموالهم على المسلمين
وهذا جزاءخيانتهم وكان سعد بن معاذ قد جرح في معركة الخندق من بني قريظة
وتمنى نيل الشهادة فرفع نظره للسماء وخاطب ربنا وقال له اللهم أن كنت ابقيت من حرب قريش شيئا فابقني لها
وأن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة
يعني لو فيه حرب قادمة على النبي صلى الله عليه وسلم من بني قريظة فابقني بينهم ولو رضيت عن حكمي اقبضني إليك
ومات سعد بن معاذ بعدها وتم تنفيذ الحكم في ٤٠٠ نفس من اليهود والعفو عمن هم البلوغ وانتهت باستسلام بني قريظة وشارك فيها عمر بن الخطاب
في العام السادس الهجري حضر الفاروق صلح الحديبية
والصلح ده اتعقد قريب من مكة في منطقة الحديبية اللي بتسمى دلوقتي الشميسي
وكان بين المسلمين ومشركي قريش
واتعاقدت بين الطرفين اللي كانت مدتها عشر سنين
وكان صفته شاهد على الصلح
وفي رواية البخاري أن عمر راح للنبي صلى الله عليه وسلم غضبان عند كتابة الصلح
لأنه شاف شروطها مجحفة بحق المسلمين
قال فاتيت نبي الله
فقال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم ألست نبي الله حقا
قال النبي صلى الله عليه وسلم بلى
قال عمر ألسنا على الحق وعدونا على الباطل? قال النبي صلى الله عليه وسلم بلى
قال عمر فلم نعطي الدنية في ديننا إذا? قال النبي صلى الله عليه وسلم أني رسول الله ولست أعصيه وهو نصري
قال عمر أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به? قال النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتك أنا نأتيه العام? قال عمر
لا
قال نبي
فإنك أتيه ومطوف به
وراح عمر لأبو بكر وقال له زي ما قال للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال له أبو بكر وما هديتش نفس عمر إلا بنزول القرآن مبشرا بفتح مكة
في نفس السنة شارك عمر في غزوة خيبر وبعدين إنضم هو وأبو بكر وكان معه ٢٠٠ صحابي تحت قيادة أبو عبيدة بن الجراح للصحابي عمرو بن العاص اللي كان بيقاتل القبائل العربية الموالية للروم في شمال شبه الجزيرة العربية
وده بعد ما طلب المدد من الرسول صلى الله عليه وسلم فهزموا الأعداء هزيمة قاسية
وفي العام التامن هجريا بالرغم من إستسلام القبائل في الجزيرة العربية وتسليمها بالأمر الواقع أمام قوة المسلمين
إلا إن بعض القبائل القوية زي هوازن وثقيف ونصر وجوشم وقبائل سعد بن بكر قرروا إعلان الحرب على المسلمين وكان قائدهم مالك بن عوف النصري وهو شاب عمره تلاتين سنة و شارك فيه عمر وانتصر المسلمين وكانت تجربة عظيمة للمسلمين أمام أعدائهم وسمي غزوة حنين لوقوعها في وادي حنين الموجود بين مكة والطايف
وما ننساش غزوة تبوك أو غزوة العسرة
وهي الغزوة اللي خرج لها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رجب سنة تسعة هجريا
بعد ما رجع من حصار الطائف بعد حوالي ست شهور وتعتبر غزوة تبوك هي آخر الغزوات اللي دخلها الرسول صلى الله عليه وسلم
اتميز عمر بن الخطاب بقدر كبير من الإيمان والشفافية واتعرف عنه وغيرته الشديدة على الإسلام وجرأته في الحق
اتوصف بالعقل والحكمة وحسن الرأي ويحكي لنا عمر بن الخطاب عن موقف مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام
فقال صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا آله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت أن استطعت إليه سبيلا
الرجل صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال الرجل فاخبرني عن الإيمان
فقال صلى الله عليه وسلم أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره
قال الرجل صدقت فاخبرني عن الإحسان فقال صلى الله عليه وسلم الإحسان إن تعبد الله كأنك تراه
فان لم تكن تراه فإنه يراك
قال الرجل فاخبرني عن الساعة
فقال صلى الله عليه وسلم ما المسئول عنها باعلم من السائل? قال الرجل فاخبرني عن اماراتها
قال صلى الله عليه وسلم إن تلد الامة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ثم انطلق فلبث مليا
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر أتدري من السائل? قلت الله ورسوله أعلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فان جبريل اتاكم يعلمكم دينكم
أدى عمر الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع
في السنة العاشرة من الهجرة
ونيجي لاصعب يوم في حياة إبن الخطاب
وهو يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
لما شاع الخبر اضطرب المسلمين وجالهم ذهول لدرجة إن كتير منهم ما كانش مصدق ومنهم عمر بن الخطاب اللي أصابه حالة من الحزن وعدم تصديق موت النبي صلى الله عليه وسلم من شدة تعلقه به فظن أن غياب الرسول صلى الله عليه وسلم هيكون زي سيدنا موسى بن عمران عليه السلام لما غاب عن قومه أربعين وبعدين رجع لهم بعد ما اتقال عنه أنه مات
فضل المسلمين على الحالة دي بيتمنوا صدق كلام عمر
لحد ما جه أبو بكر وسمع كلام عمر وقسمه على أن النبي صلى الله عليه وسلم ما ماتش
فقال له أبو بكر
أجلس يا عمر
وقرأ عليه الاية الكريمة
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله رسل
ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا
وسيجز وأكمل أبو بكر كلامه
أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات
ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
لما سمع عمر كلام أبو بكر أتأكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات
وسبحان الله عمر بقوة شخصيته وعقلانيته يكون وقتها في منتهى الضعف
لدرجة أنه يسقط بركبته على الأرض ويبكي عند نعي الرسول صلى الله عليه وسلم
في الوقت اللي تمالك فيه أبو بكر المعروف عنه برقة نفسه
بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم أجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة عشان يبايعوا سعد بن عبادة خليفة للرسول
فلما سمع عمر بن الخطاب الخبر راح فورا لأبو بكر وهو في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم
وبلغه الخبر وأخده للسقيفة وانضم لهم أبو عبيدة بن الجراح وراحوا هناك عشان يتفقوا أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه يكون الخليفة الأول
وهناك قال عمر لأبو بكر أبسط يدك لابايعك
وقال يومها للانصار
يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله أمر أبا بكر يؤم بالناس فايكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر? بمعنى إنه يبايعه بالخلافة
ولما فتح أبو بكر إيده فبايعه عمر بن الخطاب وبيعوه الناس زي سيدنا عمر
ما كانش الكل راضي عن القرار
وهنا كان لعمر بن الخطاب دور كبير في معونة أبو بكر في بداية خلافته في تنظيم أمور وتثبيت الحكم أول وأكبر التحديات اللي واجهت أبو بكر في خلافته حروب الردة
وسبحان الله عمر المعروف بشدته كان رأيه عدم دخول الحرب معهم
والتنازل عن امتناعهم عن الزكاة فترة لحد ما يثبت أسلامهم
وكمان مكنش في قوة عسكرية بتحمل مدينة من الهجمات لكن أبو بكر أصر موقفه بشدة وانتهت حروب الردة بمعركة اليمامة
كانت سنة ١١هجريا وكانت بسبب ارتداد بني حنيفة بقيادة مسيلمة الكذاب اللي ادعى النبوة وهزم فيها الجيش التاني بقيادة عكرمة بن أبى جهل
والجيش التالت بقيادة شرحبيل بن حسنة لعدم سماعهم كلام أبو بكر الصديق
ثم ذهب خالد بن الوليد إلى اليمامة وقدر أنه يهزم مسيلمة أشر الهزيمة
ولكن في الحرب اتقتل كتير من الصحابة ومن بينهم مئات من حفظة القرآن
اتفزع عمر بن الخطاب لما سمع عددهم وخاف أنه يضيع شيء من القرآن
فقال أبو بكر مخاوفه وطلب منه يأمر بجمع القرآن
لكن أبو بكر اتخوف من الأمر وقال كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله? وصمم وفضل يحاوره لحد ما أقنعه وتم تكليف زيد بن ثابت الأنصاري أنه يتولى المهمة وجمع القرآن في مصحف واحد فضل المصحف عند عمر بعد موت أبو بكر وبعدين إنتقل إلى بنته حفصة كان فيه خلاف بين عمر وبين خالد بن الوليد عشان كان خالد له أستقلالية ورافض للتبعية الكاملة في إتخاذ القرار وبياخد بعض القرارات من غير الرجوع للخليفة أبو بكر ويعمل اللي شايفه مناسب من غير ما يقول له زي مثلا توزيعه للاموال على أهل الغنائم وعدم رفع حساب بيها أبو بكر كان عمر مش عاجبه التصرفات دي وشايف أنها من واجب الوالي إنه يستأذن الخليفة ويرجع له في كل أمر ووقتها نصح عمر بعزل خالد لكن أبو بكر رفض لما أشتد المرض على أبو بكر وقبل ما يموت طلبوا منه المسلمين إنه يقترح عليهم خليفة من بعده فاستدعى عبدالرحمن بن عوف عثمان بن عفان كل واحد على حدة وسألهم عن عمر بن الخطاب وطلب من عثمان أنه يكتب بأن أبو بكر استخلف عليهم عمر بن الخطاب كل ده كان عمر مش على علم به بل أنه كان بيوصي الناس بقبول أي واحد هيوصي أبو بكر إنه يكون خليفة من بعده لحد ما طلبه أبو بكر وقال له أنه أستخلفه على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ووصاه بتقوى الله وخطب فيه خطبة قدم له فيها الوصايا والنصايح
والجدير بالذكر إنه عمر كان زاهد في الخلافة ورفضها لما عرفه بها أبو بكر
وبسبب أن أبو بكر هدده بالسيف خوفا على مصلحة المسلمين من بعده فاضطر إنه يقبلها
ومات بعدها أبو بكر بأيام سنة ١٣ هجريا
اتولى عمر الخلافة الإسلامية من بعده
وبعد ما اتولى الخلافة صعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المنبر وندى في الناس
الصلاة جامعة
فاتجمع الناس فقال يا أيها الناس كنت صغيرا أرعى الغنم لأهل مكة وأرعى لخالاتي بمكة الغنم فكنت أخذ الغنم فأسقيها واحلبها وأنظف من تحتها
ويعطونني أجرى على حفنة من التمر يضعونها بين يدي
فإن كنتم لا تعلمون أني كنت أفعل ذلك
فاعلموا ثم نزل من المنبر فقال له سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا أمير المؤمنين والله ما أراك إلا أهنت نفسك بهذا الحديث فقال عمر ذلك ما أردت
حدثتني نفسي أني أمير المؤمنين فأردت أن اؤدبها وأعرف قدرها
بعد معاشرة عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحضور الغزوات والتعلم منه ومن صحبته
وكذلك الأمر مع أبو بكر الصديق أصبح مؤهل لقيادة أمة المسلمين
ومن أفضل الخلفاء الراشدين
ومن هنا ابتدت مهام الفاروق الجسيمة اللي خلته نموذج فريد لحاكم اللي حاسس بمسؤوليته قدام ربنا وقدام الأمة
كان عمر عفيف مترفع عن أموال المسلمين لدرجة أنه جعل نفقته ونفقة عياله كل يوم درهمين في الوقت اللي كان بيأتيه الخراج بوفرة فيفرقه على المسلمين وما ياخدش لنفسه حاجة وكان بيقول أني أنزلت نفسي من لله منزلة مال اليتيم
أن استغنيت استعففت، وأن افتقرت أكلت بالمعروف
وفي يوم وقف على المنبر وكان بيشتكي ألم في بطنه وأنه موصوف له العسل وكان في بيت المال آنية منه فقام يستأذن الرعية وقال لهم أن أذنتم لي فيها أخذ وإلا فإنها علي حرام
فأذن له فيها
كان خالد بن الوليد في وسط معارك الشام مع البيزنطيين وبعت عمر إلى خالد بن الوليد بيأمره بإلا يعطي شاة أو بعير إلا بأمره
فرفض خالد واجابوا بقوله أما أن تدعني وعملي وإلا فشأنك وعملك
فخد عمر أغرب قرار بالنسبة للمسلمين
وهو عزل القائد العظيم خالد بن الوليد من قيادة جيوش المسلمين
وولى مكانه أبو عبيدة عامر بن الجراح
مع إن خالد كان معروف أنه القائد ما اتهزمش في أي معركة
وكمان الروم كانوا خلاص عرفوا إمكانياته القتالية بس كان فيه حكمة وراء العزل في الوقت ده بالذات
والحقيقة كان فيه أكتر من سبب
أولا عدم تناسب شدة عمر مع شدة خالد
فمن المعروف عن عمر قوته وحزمه وشدته في الأمور
وكمان خالد شديد وصارم في بعض الأمور
فكان من الأنسب لعمر أنه يولي أبو عبيدة لأنه كان رجل لين رفيق ومش شديد زي خالد
وبكده يكون لين أبو عبيدة مناسب لشدة عمر زي ما كانت
إما تاني سبب لو أخدنا بالنا من تفسير سيدنا عمر الفاروق نفسه لما قال ما عزلته عن خيانة
ولكن خشيت أن يقال أنه النصر أو خشية أن يفتن الناس به
والسبب ده أن خالد زي ما قلنا أنه ما انهزمش في أي معركة خاضها لا في الجاهلية ولا في الإسلام
ولا عمر أبو عبيدة عنه القيادة وهو آمين الأمة وشجاعته ومكانته معروفة وهو أقدم أسلام من خالد وأقدم هجرة وفعلا ما خابتش فراسة عمر فيه
فكان عمر موفق في أختياره له
نلاحظ بقى هنا حاجة مهمة جدا ودرس كبير
خالد فضل حاضر في الحرب تحت قيادة أبو عبيدة ما غضبشي وترك الجهاد
وكذلك كان أبو عبيدة عارف كويس قوي مكانة خالد
فكان بيستعين برأيه ويوليه من المهام اللي شايف أنه أولى بها
كان سيدنا عمر رضي الله عنه بيحب أخوه زيد
وكان زيد اتقتل في حروب الردة
وفي يوم بسوق المدينة قابل الفاروق وجها بوجه بقاتل أخوه زيد
وكان قد أسلم وأصبح فرضا في رعيته
فقال له الفاروق غاضبا والله لا أحبك حتى تحب الأرض الدم المسفوح
فيسأل الأعرابي متوجس
وهل سينقص ذاك من حقوقي يا أمير المؤمنين? ويطمئنوا سيدنا عمر ويقول له لا
فيمشي الأعرابي بمنتهى اللامبالاة ويقول أنما تأسى على الحب النساء
بمعنى ما لي أنا وحبك إذ ليس بيني وبينك غير الحقوق والواجبات
ما اغضبش أمير المؤمنين ولا رماه في السجن
لكن كظم غضبه على جرأة الأعرابي وسخريته ووصل التجوال
وما عملش كده إلا إيمانا بحق هذا الأعرابي في التعبير
وبكظم الغضب وهو في قمة السلطة
ما حدش يقدر ينكر أن الفاروق عمر أسس اعظم إمبراطورية في التاريخ
بعد سقوط امبراطوريتين لهم تاريخ طويل
اللي هم الفرس والروم
وكان من أهم المعارك التاريخية في بداية الدولة دي معركتين
القادسية واليرموك
القادسية من المعارك الفارقة في تاريخ العالم هي اللي انفتحت على أثرها أبواب الشرق
وتم فتح تكريت والموصل واللي وراء العراق من بلاد فارس
وفي القادسية كسر المسلمين شوكة الفرس
وبعد النصر قعد القائد سعد بن أبي وقاص شهرين يتأكد من استقرار الأمور لحكم الدولة الإسلامية الجديد وبعدين أتوجه إلى المدائن ودخلها وهزم الفرس وأخد سعد بن أبي وقاص قصر كسرى ملك الفرس مصلى ودخله وهو بيقرا قول الله تعالى
وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك واورثناها قوما آخرين صدق الله العظيم وصلى فيها صلاة الفتح ٨ ركعات
وبعت بتك كسرى وثيابه المنسوجة بالدهب وحليه وسيفه وجواهره إلى الفاروق عمر
عشان يوريها للمسلمين ويفرحهم ويوزعها على الأمة
عمر كان دائم الرقابة لله في عماله وفي رعيته وعارف أنه مسئول حتى عن البهائم فكان بيقول لو أن جملا هلك بشط الفرات لخشيت أن يسألني الله عنه
لما إنتهى أبو عبيدة بن الجراح من فتح دمشق كتب لأهل ايلياء اللي هي القدس بيدعوهم إلى الإسلام
فرفضوا يجيبوا دعوته فما كم منه إلا أنه يروح لهم مع جنوده ويحاصر بيت المقدس وطلب من أهلها الصلح ولكنهم رفضوا ولما أشتد الحصار عليهم وافقوا على الصلح ولكن أشترط البطريرك صفر نيوز قدوم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بنفسه ممكن نتخيل الموقف لو بيحصل دلوقتي هل رئيس دولة كبري منتصرة هيروح بناء على طلب المهزومين الضعفاء بس اللي حصل وقتها كان عظيم جدا لأن فعلا قرر عمر يروح عشان يتسلم مفاتيح القدس وكان ده بعد ما شاور أصحابه لأنه زي ما عارفينه كان دايما مؤمن بالشورى بدأ رحلته إلى القدس لحد ما وصل ومعاه غلامه اللي كان يتناوب معه على ركوب الدابة هو مرة وغلامه مرة ويسيبوها ترتاح مرة
وبالقرب من القدس قابلتهم أرض مبتلة من المطر والسيل في وادي عمواس
وقتها قال الصحابي أبو عبيدة بن الجراح للفاروق
يا أمير المؤمنين أانت تفعل هذا? تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاض ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك
لكن سيدنا عمر ما أهتمش باللي قاله كمان رد عليه لو قالها غيرك يا أبا عبيدة جعلته مكانا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
أنا كنا أذل قوم فمن الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
بعد ما تسلم عمر بن الخطاب مفاتيح بيت المقدس خر ساجد لله وقضى ليلته يبكي
وأستلم مفاتيح بيت المقدس وأعطى المسيحيين الأمان والحرية في عبادتهم وشعائرهم الدينية
تم الأتفاق على صلح القدس
دخل عمر المسجد من نفس الباب اللي دخل منه الرسول صلى الله عليه وسلم وصلى تحية المسجد بمحراب داود عليه السلام
وكتب عمر بن الخطاب العهدة العمرية
وفيما يلي نص العهدة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل اليلياء من الأمان
اعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبرئها وسائر ملتها
إنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم ولا يكرهون على دينهم
ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بايلياء معهم أحد من اليهود
وعلى أهل اليلياء إن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص
فمن خرج منهم فإنه أمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم
ومن أقام منهم فهو أمن وعليه مثل ما على لاليلياء من الجزية
ومن أحب من أهل اليلياء إن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم
ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل اليلياء من الجزية
ومن جاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم
على ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين
إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية
شاهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبدالرحمن بن عوف ومعاوية بن أبى سفيان
وبكده يكون الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد فتح بنفسه بيت المقدس
ويحكي أبن خلدون بعدها دعوة صفرينوس لعمر بن الخطاب لتفقد كنيسة القيامة
فلبى دعوته وجه وقت الصلاة وهو فيها
فسأل عمر بن الخطاب يصلي فين? فقال له السفرنيوس يصلي مكانه
لكن عمر خاف أنه يصلي فيها فيقوم المسلمين من بعده يأخدوها مسجد
فقال عمر جملته المشهورة ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدا
وبعد عنها مسافة رمية حجر وفرش عبايته وصلى وبعد كده وفي البقعة صلى فيها عمر تم بناء مسجد عمر
يذكر لعمر أن هو اللي سني صلاة التراويح في عهده وكان قبلها النبي صلى الله عليه وسلم ما صلهاش جماعة في جميع ليالي شهر رمضان
لكن صلاها في بعضها وبعدين وقف خوفا أنها تفرض على المسلمين
وأستمر الحال كده لحد خلافة عمر اللي راح المسجد في ليلة من ليالي رمضان فلقى الناس متفرقين أو حد بيصلي لوحده وناس تانية بتصلي في جامعات صغيرة فقال أني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل
فعزم أمر جمعهم واقرها الصحابة وما فيش حد عارضه
تمت أول مرة فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم
كان عمر حاسس بخطورة الحكم والمسئولية فكان لما يجي له متخاصمين يبرك على ركبته ويقول اللهم أعني عليهما فان كل واحد منهما يريدني عن ديني
وبلغ من شدة عدل عمر وورعه أنه يعلن الحد على أحد أبنائه لما قال ذكر لي أن عبيد الله وأصحابه شربوا شرابا بالشام وأنا سائل عنه فإن كان مسكرا جلدتهم
وذات يوم اشتكى له الناس أن في مجموعة من بياعين اللبن بيقوموا بخلط اللبن عشان يزداد حجمه ويكسبه فيه أضعاف
وفورا أصدر قرار بمعاقبة كل غشاش عقاب شديد ومرة وقف أستريح جنب جدار بيت فسمع واحدة بتقول لبنتها تخلط اللبن بالماء فردت البنت إن أمير المؤمنين أمر بمنع خلط اللبن بالماء
فقالت الأم لبنتها إحنا بالليل وأمير المؤمنين لا يرانا فكان البنت والله يا أماه ما كنت أطيعه في العلن وأعصيه في الخفاء
وأن كان عمر لا يرانا فرب عمر يرانا
عمر قام حط علامة على البيت وفي الصبح سأل عن البنت
وأن كان لها زوج ولا لأ? فلما عرف أن البنت هي أم عمارة بنت سفيان بن عبدالله بن ربيعة الثقفي
وبتعيش مع أمها العجوز وليس لها زوج فزوجها لعاصم إبنه وأتى من نسلهما عمر بن عبدالعزيز واللي بيعتبروه المؤرخين المسلمين خامس الخلفاء الراشدين
في سنة ١٨ هجريا لما حصل في المدينة والقرى اللي حواليها مجاعة شديدة فاتحبس المطر من السما ونشفت الأرض وهلكت الماشية أستمر المجاعة دي تسع شهور لدرجة إن الأرض بقت سوداء لون الرماد
ووقتها أصاب الناس من الجهد والمشقة واكلوا الجرابيع من الجوع
وانتشر فيهم الموت نتيجة سوء الأحوال
وأتسمى عام الرماد ده
لأن الريح كانت بتطير تراب أسود زي الرماد
وأشتد القحط وعزة اللقمة وجري الناس من البادية إلى المدينة عشان يقيموا فيها وعندهم أمل إنه ممكن يكون عند أمير المؤمنين حل
فكان الفاروق أكتر الناس أحساسا بالبلاء
وكان عرف إنه لأزم عليه تحمل ومسؤولياته وإيجاد حلول
وده مش هيحصل إلا لما تكون فيه إدارة كويس للأزمة دي
تعالوا شوفوا عمل أيه سيدنا عمر
كان عارف ومتأكد أن الغوث لأزم يطلبه من ربنا الأول
وبعدين ييجي بعدها العمل
فكان بيصلي بالناس العشاء وبعدين يروح لبيته
وبرضه يصلي لآخر الليل وبعدين يخرج فيطوف في نواحي المدينة
وذكر عبدالله بن عمر وأني لأسمعه ليلة في السحر وهو يقول وهو يبكي
لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي
ويقول اللهم لا تهلكنا بالسنين وأرفع عنا البلاء
كمان صلى بالناس صلاة الاستسقاء وخرج معه العباس ودعي
اللهم إنا كنا إذا قحطنا على نبينا توسلنا إليك بنبينا وأنا نتوسل إليك بعم نبينا صلى الله عليه وسلم فأسقنا
وقبل ما يسيب مكانه جالهم المطر وجه أعرابي بعد فترة ولما وجد عمر قال له يا أمير المؤمنين بينما نحن
في ساعة كذا اذ اضلتنا غمامة فسمعنا منها صوتا
أتاك الغوث أبا حفص أتاك الغوث أبا حفص
نيجي بقى لكيفية إدارته هو للازمة
طلب الإغاثة من ولاته على المدن الإسلامية يطلب منهم الأطعمة والكسوة
شكل هيئات للاغاثة
فكان فاروق بيقوم بتوزيع الطعام والزاد على كتير من القبايل في أماكنهم من خلال لجان شكلها بنفسه وقف تطبيق حد السرقة في عام الرمادة تأخير دفع الزكاة في عام الرمادة لكن لما أنتهت المجاعة وخصبت الأرض جمع الزكاة عن عام الرمادة يعني أعتبرها دين على القادرين عشان يسد العجز للأفراد المحتاجين وكمان يبقى في بيت المال بعد ما صرفه كله
إقامة معسكرات للاجئين في عام الرمادة واتكفل بأكلهم وشربهم وأمر رجاله أنهم يقوموا بالعمل ده
ولما مطرت بعت معهم رجال بيخرجوهم إلى البادية ويدوهم قوت وحملان خزين إلى بديتهم
حفر خليج أمير المؤمنين وتم حفر الخليج من نيل مصر عشان يصب في البحر
فيكون أسهل في حمل ونقل الطعام إلى المدينة ومكة من حمله على الضهر
وفعلا تم حفره في أقل من سنة وجريت فيه السفن
إما عن حال الفاروق وقت المجاعة فحلف عمر أنه ما يدوقش لحم ولا سمن ولا أي أكل طيب حتى يحيا الناس وكان عمر بيأكل الزيت بس فيقرقر بطنه فيقول جملته المشهورة خارق ما شئت
فوالله لا تأكل السمن حتى يأكله الناس
وزي ما قلنا أن عمر اتأثر في عام الرمادة حتى أتغير لونه من البياض للسواد
فكان نموذج فريد اللي حاسس مسئوليته قدام ربنا والأمة ومثال نادر للزهد والورع والتواضع والإحساس بتقله وخطورة مسئولية الحكم
وانتهى المجاعة في نفس السنة
في نفس السنة حصل الطاعون في عمواس في قرية في بيت المقدس
وبعدها أنتشر في بلاد الشام
في الوقت ده كان عمر بن الخطاب عاوز يدخل الشام وقتها فنصحه عبدالرحمن بن عوف بالحديث النبوي
إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها
وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها
فرجع عمر وأصحابه للمدينة المنورة
حول عمر بن الخطاب أبى عبيدة بن الجراح من الشام عشان ما يصابش بالطاعون فطلبه يحضر له
لكن أبو عبيدة فهم قصده وأعتذر عن الحضور عشان يبقى مع جنوده
فبكى عمر لإنه عرف أن الطاعون أنتشر بشكل كبير
بعد المعارك اللي حصلت في بلاد الشام وبالرغم من أن المسلمين كانوا بيدفنوا قتلاهم
فكانوا عشرات القتلى من البيزنطيين فضلت جسس في ميادين القتال من غير ما تدفن
وده بسبب أن جيوشهم المهزومة ما لقتش الوقت الكافي لدفن القتلى
أستمر الطاعون شهر
وده أدى لموت حوالي خمسة وعشرين ألف من المسلمين ومصادر تانية قالت تلاتين ألف
منهم مجموعة من كبار الصحابة أبرزها أبو عبيدة بن الجراح
قد دفن في عمته وهي قرية بغور بيسان ومعه بن عبدالرحمن ويزيد بن ابي سفيان وشرحبيل بن حسنة والفضل بن العباس بن عبدالمطلب وأبو جندل بن سهيل واتقال أن الطاعون وصل للبصرة واتصاب ناس كتير هناك بعد أنتهاء طاعون عمواس خرج عمر بن الخطاب من المدينة المنورة وراح بلاد الشام عن طريق ايلة
فلما وصل لها قسم الأرزاق وسمى الشواتي والصوائف وسد فروج الشام وثغورها
وأستعمل عبد الله بن قيس الحارثي على السواحل ومعاوية بن أبى سفيان على جند دمشق وخرجها
ثم قسم مواريث اللي ماتوا
في عام عشرين هجريا وفي خلال زيارة عمر لفلسطين ناقش معاه عمرو بن العاص مسألة فتح مصر
وطبعا لعوامل كتيرة وافق عمر على فتح مصر
منها معرفته أن سيطرة المسلمين على بلاد الشام مش هتكمل بوجود أسطول للروم في البحر المتوسط في مصر والتكامل الأمني بين مصر وبلاد الشام والجزيرة العربية
ده غير كمان أن سكان مصر الأصليين القبط كانوا بيعانوا من اضطهاد الروم واستنزاف أموالهم وكان ما فيش أفضل من عمرو بن العاص للمهمة دي
فتوجه فورا إلى العريش وقدر على اجتياز سيناء بسهولة عشان عدم وجود حميات للروم على الطريق
وكانت الفرمة أول منطقة محصنة وحصل فيها اشتباكات المسلمين استمرت شهر واتهزمت قوات الروم وتم فتح الفرمة وبعدها بلبيس
ومنها لأم دنين ولكن المعركة الحاسمة في فتح مصر كانت معركة حصن بابليون وفيها سقط حصن بابليون بعد حصار سبع شهور
وكان بسقوطه إعلان رسمي بفتح مصر
بنى مسجد الفسطاط بالقرب منه مساكن لجنوده
وجعل الفسطاط عاصمة لمصر
ومنها وصل عمرو بن العاص فتوحاته في بقية مناطق مصر وشمال أفريقيا
فتم فتح بارقة وطرابلس الغرب
وافتتح كمان برقى وطرابلس واذربيجان ونهونج وجرجان
واتبنت في عهد البصرة والكوفة والفسطاط
أطلق على الكوفة جمجمة العرب ورأس الإسلام
وغيرهم كتير من الفتوحات اللي هيأت للإسلام الانتشار في الأرض
طبعا ده كان لأزم يكون باستقرار سريع في البلاد المفتوحة عشان المسلمين يتحركوا لفتح غيرها
وده مستحيل يحصل إلا بسياسة عمر في المساواة والعدالة والحرية اللي بيحققوا أستقرار يسمح ببدء حرب جديدة وعشان يؤسس عمر بن الخطاب الدولة الإسلامية من جميع النواحي بعد الفتوحات الإسلامية الكتيرة اللي حصلت في عصره وبها أنتشار المسلمين في كل مكان كان لأزم يطور حضارتها ويبنيها بأفضل شكل وما يحصلش اهتماماته بالامور الدينية بس ولكن في مجالات الدنيا بالتوازي
وفعلا قام بانجازات كتيرة سواء كانت الإدارية أو الحضارية لدرجة أنها صعب حصرها
أنه بدأ بالتقويم الهجري وأول من أنشأ الدواوين في دولة المسلمين
واقتبس النظام ده من الفرس
ونظم عمر الحكم في الدولة الإسلامية فى خلفته واتبع مبادئ إسلامية عظيمة منها مجالس الشورى
والشورى في عهد عمر تضاهي الأنظمة الدستورية الحديثة
فكان يستشير مجلس الشورى وأهل الرأي البرلمان
ويستشير الخواص وأصحاب العقول الحادة ودول بمثابة المستشارين
وبيوسع الدايرة فيستشير العامة حتى وذكر عن عمر بن الخطاب قوله كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئا
فلما جاء الإسلام وذكرهن الله رأينا لهن بذلك علينا حقا
ومن أعيان مجلس الشورى عثمان وعلي وطلحة بن الزبير وعبدالرحمن بن عوف
فقام بتشكيل تلات مجالس لها
المجلس الأول هو مجلس رئيس المهاجرين والانصار وكان بيتكون من كبار الصحابة وكان بيختص بأمور الحياة اليومية فيتباحثوا فيه
وبعدين يقرر عمر إذا كان هياخد برأيهم أو يتركه
أما المجلس التاني فكان مجلس العامة وكان بيتكون من عامة المسلمين وكان بيعقده بعد صلاة الجمعة وده لأن وقتها بيكون العدد كبير
بيختص بأمور الأمة الإسلامية وقضاياها
ومثال على كده قضية توزيع أراضي الفتوحات على أفراد الجيش
المجلس التالت وده المجلس اللي كان بيشارك فيه المهاجرين بس
وكان بيعرض فيه الأخبار اليومية اللي بتوصله من الأمطار
فكان مختص بالأمور الإدارية الخاصة والمتعلقة بالفتوحات أهتم عمر بالموظفين والاداريين فنظم الإدارة فعين على كل ولاية والي يكون هو المسئول عن باقي الموظفين وعنده كاتب في دول الجيش وقاضي وشرطة وصاحب بيت المال وصاحب الخراج اللي هو جمع الضرائب وعدد كبير من الموظفين اللي بيكون الأول هو الولي
وكان بيعين مراقبين للولاة عشان ما يحصلش أي تجاوزات
ومحاسبين الأموال للمحافظة على أموال المسلمين
وكان في شروط لتعيين الوالي وهي أن يكون الأقوى والأقدر على توالي المنصب
وكمان لأزم يكون رحيم بالناس
وكمان ما يكونش من قال النبي صلى الله عليه وسلم ولا من كبار الصحابة ولا من اقرباؤه وده للمحافظة على مكانتهم في الإسلام
وبيستشير قبل توليه أي رجل المنصب
وموظفين الدولة كانوا ممنوعين عن الأعمال الخاصة عشان ما يتشغلوش عن مناصبهم
في يوم كان عمر بن الخطاب في السوق فشاف رجل مسن بينقل الحجارة فسأل عمر لم يقوم بهذا العمل الشاق
رد عليه العجوز
هذا رجل يهودي
وعجز علي دفع الجزية
فقال له عمر دفعت لنا الجزية بشبابك
والآن واجب علينا أن نتكفل بك
وصرف له راتب شهري يكفيه
ويرجع الفاروق إلى بيته ويكتب ليعتمده الجهاز التنفيذي للدولة
ويكون هو أول من قنن الجزية على أهل الذمة
فاعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال وغير القادرين على دفعها
وزود الجزية في بلاد الشام عن بلاد اليمن
عشان كانوا أغنى نسبيا وخلاها تمانية وأربعين درهم على الأغنياء وأربعة على متوسطي الحال واتنين على الفقراء
يعني كأنه اسس نظام ضريبي عادل للدولة
وبكده يكون اتشكل قانون الضمان الاجتماعي
كمان وضع نظام البريد ووضع نظام لتعيين الولاة والعمال بعد اختبارهم
وقام بتحديد مدة معينة لتعيينهم في مناصبهم
عشان ما يطولش بهم امرهم فيستغلوا مناصبهم، وكان صاحب فكرة تمصير الامصار، يعني إنشاء المدن الجديدة في البلاد
فانشأ البصرة في العراق والفسطاط في مصر
كمان سجل التاريخ لعمر إنشاء ممر مائي لعبور السفن بين البحر الأحمر والنيل
أتسمى خليج أمير المؤمنين
تعالوا كمان نشوف له مواقف كان له فيها لأن الدولة في عهده اتسعت شرقا وغربا وتشعبت أمورها وكترت ايراداتها
فكان لأزم ينظم بيت المال ويدون الدواوين
فكان أول من اتخذ دار الدقيق التموين
وأول من ضرب الدراهم وقدر وزنها
وأضاف لها عبارات عربية زي الحمد لله
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلا من النقوش الكسراوية
وفرض ضريبة العشور على التجار غير المسلمين اللي بيمروا في الأراضي الإسلامية
وهي زي الرسوم الجمركية حاليا
وأول ما اخذ زكاة من أموال الخيل والرقيق
وجعل نفقة اللقيط من بيت مال المسلمين
وفي مرة كان عمر بيتفقد أحوال الرعية ليلا فسمع طفل يصدر أنين حزين فبيقترب من الدار ويسأل عن حاله فترد أم الطفلة اني أفطم معه
حدث طبيعي أن تفطم أم طفلها وعشان كده كان يصرخ ولكن أمير المؤمنين لا يمضي إلى حال سبيله
لكن يكتشف أن الأم فطمت طفلها قبل موعد الفطام لحاجتها ١٠٠ درهم كان بيصرفها بيت مال المسلمين لكل طفل بعد الفطام
فيرجع الفاروق إلى منزله لا ينام لأن أنين الطفل ده ما سابش عقله ولا قلبه
فيصدر أمر بصرف ١٠٠ درهم للطفل منذ الولادة وليس بعد الفطام
ويبقى الموضوع ده قانون بيحفظ حقوق الأطفال ويحميهم من مخاطر الفطام المبكر
كان أول من أقرض الفائض من بيت المال للتجار
وأول من مسح الأراضي وحدد مساحتها وأوقف في الإسلام
الأوقاف
وأول من اتخذ دار للضيافة واحصى أموال عماله وقواده وولاته
وطالبهم بكشف حساب لاموالهم
من أين لك هذا? وأول من أقام المعسكرات الحربية الدائمة على الحدود في دمشق وفلسطين والأردن
وحدد مدة غياب الجنود عن زوجاتهم أربعة اشهر
واقام قوات احتياطية نظامية جمع لها تلاتين ألف فارس
وأمر قواده بموافاته بتقارير مفصلة مكتوبة بأحوال الراعية من الجيش وعمل ديوان للجند لتسجيل أسمائهم ورواتبهم
روى المؤرخون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه المعروف بشدته وقوة بأسه كان بيعد موائد الطعام للناس في المدينة
وفي يوم رأى رجل بياكل بشماله
فجاؤه من خلفه وقال له يا عبدالله كل بيمينيك
فإجابه الرجل يا عبد الله أنها مشغولة
فقرر عمر القول مرتين فاجابوا الرجل بنفس الإجابة
فقال له عمر وما شغلها? فإجابه الرجل
أصيبت يوم مؤتة
فعجزت عن الحركة
فجلس إليه عمر وبكى وهو يسأله من يوضئك؟ ومن يغسل لك ثيابك؟ ومن يغسل لك رأسك؟ ومن ومن؟ ومع كل سؤال تنزل دمعة منه ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام وهو يرجوه العفو عنه
لإنه آلمه بملاحظته على أمر ما كانش يعرف أنه ما لوش حيلة فيه
وبكده يكون صدر قانون مصابي الحروب
خصص أطباء ومترجمين وقضاة ومرشدين لمرافقة الجيش
ده إحنا بنتكلم عن تأسيس دستور
مفتاح شخصية عمر كان إيمانه بالله والاستعداد لليوم الآخر
الإيمان سبب في التوازن المدهش اللي في شخصيته
عشان كده حصل توازن وما طاغتش عزته على انصافه
وسلطانه على رحمته ولا غناه على تواضعه
وبكده بقى مستحق لتأييد الله وعونه لإنه حقق شروط كلمة التوحيد
من العلم واليقين والقبول والانقياد والإخلاص
والمحبة
لما جه خبر وفاة خالد بن الوليد لعمر بن الخطاب في المدينة حزن حزن شديد
وبالرغم من الخلاف اللي بينهم فأخذ بردته يجرها وجلس وحده يبكي ويقول ذهبوا وتركوني
بعد انتصارات المسلمين في العراق ابتدى المسلمين يحموا حدود الدولة
وده عن طريق فتح بلاد فارس عن طريق دخول بعض المدن زي الاهواز وغيرهم
وطبعا الفرس كانوا في حالة تمرد وثورة دائمة على اللي بيحصل
وعاوزين يمنعوا توسع المسلمين
لأن الدولة الإسلامية بتكبر وبتسيطر على حسابهم
وراحوا بمراسلة حاكم الفرس
واللي قرر أنه يحرك جيش من مائة و خمسين ألف مقاتل جمعهم من كل اقاليم الفرس بهدف القضاء على المسلمين
وده اللي دفع الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص يبعت رسالة للفاروق عمر في المدينة المنورة ويطلب منه الإمداد ويبصره بحقيقة الأمر اللي الفرس بيحضروه
وفعلا جمع الفاروق الصحابة واستشارهم
وبعد ما استشارهم قال لهم أنه هيرسل جيش على رأسه مقاتل هيكون أول من يتعرض للسهام والاسنة
وفعلا طلع الجيش من المدينة بقيادة النعمان بن مقرن
وانضم له مقاتلين من الكوفة والبصرة ومدن الشام
عشان يوصل في النهاية عدد المقاتلين المسلمين تلاتين ألف مقاتل قصاد مية وخمسين ألف مقاتل الفرس
يعني الفرس خمسة أضعاف المسلمين
وطبعا المعركة غير متكافئة القوة
عسكر المسلمين على بعد تسع أميال من نهاوند
كان معسكر جيش الفرس بقيادة الفرسان
واللي قرر يحوط نهاوند بمجموعة كبيرة من الخنادق
لما عرف بقرب وصول المسلمين ليهم
وانشغل في عمل عراقيل متاريس لتحصين مدينة نهاوند واللي كانت على مرتفعات جبلية ومحصنة باسوار عالية
أتقابل الجيشين في فجر يوم الأربعاء ورغم قوة الفرس وكثرة عددهم إلا أنهم لما شافوا هجوم المسلمين بقوة رغم قلة عددهم وصوت التكبيرات والاستماتة من المسلمين في تحقيق النصر للاسلام او الاستشهاد ده كان سبب في أن الخوف دب في نفوس الفرس والرعب سيطر على قلوبهم بس لمجرد طريقة الهجوم القوية
أستمر القتال في أول يوم من فجر الأربعاء لحد ما دخل الليل والمسلمين بنفس القوة والعزيمة لدرجة إن مؤرخين الفرس قالوا أن النعمان بن مقرن ما كانش بيقاتل قائد جيش كان بيقاتل بطريقة واحد بايع الدنيا وعاوز يموت
واللي وراه من جنود وفوارس كانوا بيقاتلوه بنفس الطريقة
تاني يوم الفجر ابتدت المعركة بنفس القوة والمسلمين بيقاتلوا بنفس العزيمة والسرعة
وكانهم لسه بيبتدوا في الحرب ومش دايرة بقى لها يوم والمفروض يكونوا منهكين زي ما الفرس منهكين وكان برضو التقدم لصالح المسلمين رغم أن المعركة دامت من الفجر لحد صلاة الضهر
تخيل كده تسع ساعات قتال متواصل بلا كلل ولا ضعف من المسلمين
في تالت يوم بينزل المسلمين لميدان القتال بيلاقوا الفرس مش موجودين أصلا في أرض المعركة
وده لأن القائد بتاعهم طلب منهم أنهم ينسحبوا ويروحوا ويتحاموا في حصون المدينة وما يحصلش لا أشتباك ولا تلاحم مباشر مع المسلمين
وهو بيعمل كده عشان يسيب الخيار الوحيد قدام جيش المسلمين وهو حصار نهاوندا
وبما أنها على مرتفعات وحصونها اسوارها عالية يبقى المسلمين قوتهم هيتم استهلاكها في طلوع المرتفعات
وهيكونوا منهكين والاسوار عالية فمش هيقدروا يقتحموا فيبقى سهل للرماة الفرس أنهم يقتلوا جيش المسلمين بالرماية من فوق الأسوار
وطبعا لما النعمان لقى الوضع كده أجتمع بقادة ألوية الجيش يدرس خطة بديلة للحرب مع الفرس وفعلا طلع من ضمن الجيش طليحة الأسدي وعرض فكرة نالت استحسان النعمان الديمقراطي وهي حيلة الخديعة عن طريق تكوين كتيبة صغيرة من أمهر الفرسان والرماة وكانت الكتيبة دي قوامها ألف فرد ما بين رماة وفرسان وكانت مهمتها هي الخروج لحدود نهاوند في الفجر ويبتدي الرماة يضربه بالسهام على الجنود اللي واقفة تحمي أسوار وحصون نهاوند في نفس الوقت الفرسان بيحمي ظهورهم عشان ما يتهجمش عليهم ويتقتلوا وكان بيقود الكتيبة دي راجل قال عنه ابو بكر الصديق لا يهزم جيش فيه القعقاع بن عمرو التميمي
وفعلا اتنفذت الخطة دي عشان بس يتم استدراج الفرس بجيشهم خارج الحصن
أول ما الفرس لقوا رماه المسلمين بيحصدوا في الحصن من فوق فتحوا أسوار المدينة وطلعوا باندفاع عشان يقتلوا الكتيبة الصغيرة دي لأنهم افتكروا أن المسلمين تعبوا ويأسوا من اقتحام أسوار نهاوند ولكن كان في مفاجأة في انتظارهم بعد ما القعقاع شاف الفرس وهم بيخرجوا أغلب الجيش من المدينة عشان يقتلوا الكتيبة الصغيرة اللي معاه فابتدى ينسحب بالراحة وبالترتيب عشان يحافظ على أرواح اللي معه وفعلا نجح بالخروج
وأول ما قرب للجبل كبر تلات تكبيرات ورفع سيفه لفوق وهو بيكبر
ودي كانت إشارة الهجوم من جيش المسلمين
واللي كان موجود بكامل قوته ورا الجبل
واتفاجئ الفرس بهجوم جيش المسلمين
ومع عدم وجود خطة للفرس في حالة تمت هزيمتهم على أيد المسلمين وأستشهاد البطل النعمان بن مقرن وتولى من بعده حذيفة بن اليمان
رغم أننا اشرنا في البداية إن العدد للفرس كان خمسة أضعاف المسلمين لكن النصر حليف المسلمين وطبعا سقط من صفوف الفرس ما بين تمانين ألف لمائة ألف مقاتل
يعني تلتين الجيش ضاع في حين إن المسلمين ارتقى منهم سبع آلاف شهيد
وبكده أنتهت معركة نهاوند واتحطمت أحلام الفرس واتمددت امبراطورية المسلمين عشان تظهر كاكبر قوة عظمى موجودة في الوقت ده
وده كان الفارق بين مقاتل لهدف ومقاتل بيحقق نصر أو استشهاد
وسميت بمعركة نهاوند أو فتح الفتوح
لأنها كانت من المعارك الفاصلة في الفتح الإسلامي لفارس ووقعت المعركة دي سنة واحد وعشرين للهجرة في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب على مشارف بلدة نهاوند بفارس بين جيوش المسلمين بقيادة الصحابي الجليل النعمان بن مقرن والفرس السسانيين
ونروح لقصة سارية الجبل في المدينة وقف عمر يخطب على المنبر وفجأة يقول يا سارية الجبل الجبل
من أسترعى الذئب على الغنم فقد ظلم
وبعد إنتهاء الخطبة ،وقفت الناس له وسألوه عن معنى الكلام ده ، فقال والله ما القيت له بالا شيء أتى على لساني
الجملة دي ما كانش لها أي معنى في الخطبة
ولكن واضح أن فكره كان مشغول بالقائد السارية
اللي كان بيحارب في معركة نهاوند بفارس
والغريب أنه سمع النداء وهو على البعد ده سمع الأمر
فانحاز إلى الجبل وقتل العدو من جانب واحد ففتح الله عليهم
وتعتبر القصة دي من اشهر قصص التخاطر عن بعد
النجاح الكبير اللي حققه عمر بن الخطاب كان له تمنه الباهظ
فزادت أعداد اللي لهم مصلحة في الكيد للدولة وقائدها
فما كانش منهم إلا انهم دبروا مكيدة لقتل الخليفة غدرا
كان عمر في أخر حياته يتمنى الشهادة في سبيل الله
فكان دايما يدعي اللهم أرزقني شهادة في سبيلك وموتة في بلد رسولك
وفي يوم خطب في الناس وقال لهم رؤيا شافها في منامه وكانت عبارة عن ديك نقره نقرة أو نقرتين أو تلاتة فحس عمر أنها دلالة على قرب موته وبعدها بأيام كان زي عادته كل يوم في صلاة الفجر بيساوي الصفوف وعند نيته وتكبيره للصلاة جه رجل أسمه أبو لؤلؤة المجوسي بخنجر مسموم وطعنه كذا طعنة فسقط مغمى عليه، حاول الصحابة يقبضوا على أبو لؤلؤة ولكنه قتل تسعة منهم
ولما مسكوه قام طعن نفسه بنفس الخنجر اللي قتل به عمر ومات فورا
قام الصحابة الكرام بنقل عمر لبيته وهو فاقد الوعي فترة طويلة
ولما فاق اتوا بالحليف فشربه فخرج الحليب من خاصيرته
وسألهم عن تأديتهم لصلاة الفجر
وبعدين سأل عن قاتله
فقالوا أبو لؤلؤة
ولما جه الطبيب وعرف اقتراب موت عمر فقال له أوصى يا أمير المؤمنين فإنها آخر أيامك
فنادى عمر على إبنه عبدالله وقال له ائتني بحذيفة بن اليمان
فجه حذيفة وهو الصحابي اللي أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم جدول بأسماء المنافقين
ولا يعرفهم إلا الله ورسوله وحذيفة
فقال له عمر والدماء تجري من خاصرته يا حذيفة اناشدك الله هل عد الرسول أسمى بين المنافقين? فسكت حذيفة ودمعت عيناه وقال ائتمنني رسول الله على سر لا أستطيع أقوله يا عمر
العمر بحق رسول الله عليك
قل لي هل قال رسول الله أسمى بينهم? فبكى حذيفة وقال أقول لك ولا أقولها لغيرك
والله ما ذكر إسمك عندي
فقال بقي لي من الدنيا أمر واحد
فقال له عبدالله بن عمر ما هو يا ابتاه? قال عمر أن ادفن تحت قدمي رسول الله
يا بني أذهب إلى أم المؤمنين
عائشة واقرئها السلام ولا تقل أمير المؤمنين فأني مودع الدنيا ولست الأن للمؤمنين بأمير
بل قل عمر يستأذنك أنت صاحبة البيت أن يدفن بجانب صاحبيه
فذهب لها عبدالله وقال إن أبى يحتضر ويستأذنك أن يدفن بجوار صاحبيه أو تأذنين له? فبكت وقالت والله كنت ادخره لنفسي ولكني اؤثر عمر على نفسي
فهذا فرحا وقال يا ابتاه أبشر قد اذنت لما اتأكد الصحابة أنه هيموت طلبوا منه إختيار خليفة للمسلمين من بعده فرشح لهم ستة من الصحابة وهم بقية العشرة المبشرين بالجنة عشان يختاروا من بينهم واحد بس استبعد منهم ابن عمه وسعيد بن زيد عشان يبعد شبهة الوراثة في نظام الحكم الإسلامي
وكان عمر وهو على فراش الموت يدعو الله خوفا ورهبة من عذابه
وكان يردد وايلي ان لم يغفر الله لي
وضع عمر خده على التراب
فجلس عبدالله ورفع وجه أبيه على فخده وقال له يا أبي ليه ما تمرغ وجهك في التراب? فنظر عمر إلى إبنه وقال له دعني لعل الله يراني فيرحمني
ضع خد أبيك على التراب ليمرغ به وجهه
فويل لعمر أن لم يغفر له ومات خليفة المسلمين بعدها وكان قد أوصى إبنه فقال أن حملتني وصليت علي في مسجد رسول الله فانظر إلى حذيفة فقد يكون راعني في القول فإن صلى علي حذيفة فاحملني بإتجاه بيت رسول الله ثم قف على الباب فقل يا أماه ولدك عمر ولا تقل أمير المؤمنين فقد تكون استحيت مني وأنا حي فأذنت لي
فأن لم تأذن لي فادفني في مقابر المسلمين
فحمله ونظر في المسجد فجه حذيفة وصلى عليه
فاستبشر إبن عمر وحمله إلى بيت عائشة وقال يا أمنا ولدك عمر في الباب
هل تأذنين فقالت ادخلوه
وتقدم صهيب بن سنان فصلى عليه ونزل في قبره عثمان بن عفان وعلي بن أبى طالب والزبير وعبدالرحمن بن عوف وبن عبدالله
فكان دفنه في الحجرة النبوية
فدفن سيدنا عمر بجانب صاحبيه
ويقول ابن حبان وفي روضة العقلاء جاء في وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تصحبن الفاجر فتتعلم منه فجوره وأعتزل عدوك وأحذر صديقك إلا الأمين ولا أمين إلا من خشي الله ويخشع عند القول وذل عند الطاعة وأعتصم عند المعصية وأستشر في أمرك الذين يخش الله
رحم الله الفاروق، رحم الله من أمر إبنه بوضع خده على الأرض لحظة وفاته انكسارا وهو داخل على الله
ليكون ذلك أقرب لأستجابة دعائه