أكيد سمعتوا عن القضية اللي اتنفذ فيها حكم الإعدام على الهواء
هنتكلم عن مذبحة مدينة نصر في سنة ١٩٩٧
المهندس هاني ينزل من البيت الساعة ٨ الصبح رايح على شغله ويسلم على مراته المهندسة نانيس وولاده الأتنين هديل وأنس
وبشكل عام الحياة بينهم كانت جميلة
وكان معروف عنهم أنهم ناس محترمين وعلاقاتهم بعائلاتهم كانت متوازنة جدا
المهندس هاني والمهندسة نانيس الأتنين فعلا أحسن من بعض
بعد نزول المهندس هاني على شغله كان الطبيعي أن المهندسة نانيس بتكلم والدها بتطمن عليه وبعدها بتحضر الفطار وبتلعب شوية مع أولادها
وبعدين تكمل اليوم بشكل طبيعي وتستنى المهندس هاني لما يرجع من شغله
الأستاذ أحمد فؤاد والد المهندسة نانيس في اليوم ده ما جالوش منها أي إتصال
وهو حاول يتواصل معها أكتر من مرة لكنها ما كانتش بترد على التليفون خالص
فوالدها حس بقلق لأن ده مش الطبيعي بتاع بنته فقرر أن هو يطلع لها على البيت علشان يطمن عليها بنفسه
وصل عندها البيت وقت الضهر
والوقت ده الطبيعي أن جوزها المهندس هاني بيكون في الشغل قعد يخبط كتير على الباب بس ما فيش حد بيفتح
وبعدها نده للبواب
البواب وصل أكد له أن المهندس هاني نزل الصبح لكن من ساعتها ما شافش المهندسة نانيس ولا الأولاد نزلوا أو اتحركوا من البيت
الجيران اتجمعوا على صوت والد نانيس وهو بينده عليها وعلى صوت تخبيط الباب المستمر
واقترحوا عليه أنهم يكسروا الباب هو متأكد انهم جوة البيت
وفعلا عملوا كده
وأول ما دخلوا البيت اتصدموا من اللي شافوه
يلاقوا المهندسة نانيس وبنتها هديل مرميين على الارض وغرقانين في الدم
وواضح عليهم أثار طعنات
والدها جري بسرعة علشان يدور على الطفل أنس علشان يلاقيه في أوضة النوم موجود جوه الدولاب لكن ملفوف حوالين رقبته
اشارب وميت هو كمان
الجيران كلموا الشرطة لأنه واضح أنها جريمة قتل وجريمة سرقة
لأن محتويات البيت كانت مبعثرة بشكل واضح
وناس تانية من الجيران بتحاول توصل للمهندس هاني وبتكلمه في الشغل لكن مش عارفين يوصلوا له خالص
ووالد نانيس فقد السيطرة تماما على نفسه ومش مصدق اللي حصل
الشرطة توصل ورجال المعمل الجنائي يبدأوا في شغلهم على طول
وبمجرد طرح القضية على الإعلام القضية تحولت مباشرة لقضية رأي عام مش بس كده دي كانت أكبر قضية رأي عام لأن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك كان بيتابع القضية دي بنفسه
المعاينة المبدئية أكدت أن ما فيش أي تصرف غير طبيعي موجود جوه الشقة
واضح إن اللي عمل كده المهندسة نانيس عارفاه لأن دخول البيت ما فيهوش أي حاجة غريبة
وبرغم أن والد المهندسة نانيس والجيران كسروا الباب لكن رجال المعمل الجنائي أكدوا أن دخول البيت كان بشكل طبيعي
النقطة التانية أن المهندسة نانيس لقوها مقتولة جوه المطبخ وكانت بتحضر شاي
فده معناه أنها كانت بتضايف ناس موجودة عندها
لكن لقوا أن كل الدهب اللي كانت لابساه المهندسة نانيس مش موجود خالص
وكل الفلوس اللي كانت موجودة في البيت برضه مسروقة
وكمان سرقة بعض الأجهزة الكهربائية المهمة والغالية
فواضح أن اللي عمل كده عارف البيت كويس
والمعاينة كمان أكدت أن المهندسة نانيس تعرضت للخنق وتعرضت للطعن
والطفلة هديل تعرضت للطعن والخنق
أنما الطفل أنس تعرض للخنق
جريمة صعبة جدا
ولان وده الطبيعي عند رجال الأمن أنهم بيشكوا في كل الناس حتى يثبت العكس
فكان الزوج المهندس هاني هو من أول دائرة الاتهام
لكن بعد التحقيق والتحريات تم إثبات إنه كان فعلا في الشغل وأنه كل الناس أكدوا أن علاقة المهندس هاني بمراته وولاده كانت علاقة كويسة جدا وصعب يعمل كده
فتم استبعاده مباشرة من دائرة الاتهام
فبدأت دائرة الاتهام والتحريات توسع أكتر
وده لأن عيلة المهندس هاني والمهندسة نانيس كان واضح عليهم الحالة المادية المرتفعة
غير أنها كانت بتلبس دهب بكميات كبيرة طول الوقت
فبدأ الأمن يدخل الجيران في دائرة الاتهام
واللي اثبتت التحريات بعد كده أن ما فيش حد فيهم له علاقة بالجريمة دي
وبدأت التحقيقات تتم مع أقرب الناس لهم
لحد ما في واحدة من صديقات للمهندسة نانيس قالت للأمن أن كان فيه شخص معجب بالمهندسة نانيس زمان وحاول أكتر من مرة أنه يتواصل معها
والكلام ده من كذا سنة
لكنها صدته وكلمته بطريقة وحشة جدا
فكان عندهم شك أن ممكن يكون هو اللي عمل كده
الأمن عمل تحريات عن الشخص ده واكتشفوا أنه شغال برة مصر
لكن بالصدفة أنه كان موجود في نفس توقيت الجريمة في مصر في إجازة
فبدأ الشك ودائرة الاتهام يروح اتجاه الشاب ده
وتم استدعائه واكتشفوا أنه كان حاجز طيران تاني يوم على طول وهيسافر برة مصر
الأمن منعه من السفر وتم استدعائه
واتعمل معه تحقيق كامل
واتعمل التحريات كاملة عنه
واللي اكتشف بعد كده أنه برضه ما لوش علاقة خالص بالموضوع ده
وكان الضغط الإعلامي والرأي العام واهتمام الرئيس مبارك بالقضية مخلي الأجهزة الأمنية قدام تحدي حقيقي بأنهم يحلوا في أسرع وقت قضية المهندسة نانيس
وكان رجال الأمن بيقابلوا المهندس هاني باستمرار على اعتبار أن ممكن يفتكر أي حاجة ممكن تساعدهم في حل القضية
لحد ما الزوج قال لهم أنه من حوالي ١٥ يوم كان عايز يعمل شوية تصليحات وتعديلات في البيت
وكان محتاج عمال نقاشة
العمال دول هيعدلوا بعض الدهانات في بعض الغرف داخل الشقة
والصنايعية دول جم فعلا وخلصوا شغلهم وخدوا فلوسهم ومشيوا
لكن اللي لفت انتباه رجال الأمن أن المهندس هاني قال لهم إن الصنايعية تعمدوا يسيبوا أجزاء من الشغل ما خلصتش وييجوا تاني بعد كم يوم علشان يخلصوا الأجزاء اللي ناقصة وأنهم جم فعلا قبل أسبوع من الجريمة وفتح لهم الباب ودخلوا بصوا على الأجزاء اللي ناقصة وقالوا له أنهم كانوا بيعيدوا المقاسات تاني ولقوا عندهم لخبطة فكانوا جايين يتأكدوا
وبعدها خلصوا كل شغلهم وخدوا فلوسهم ومشيوا
رجال الأمن خدوا كل بيانات ومواصفات الصنايعية دي
وفي نفس التوقيت رجال المباحث كانت بتوزع منشور كل تجار الدهب وتجار الأجهزة الكهربائية بمواصفات المسروقات اللي تم سرقتها من منزل المهندسة نانيس
وأثناء ما رجال البحث بيدور على الصنايعية دول ييجي تليفون لرجال المباحث من أحد تجار الأجهزة الكهربائية اللي بيقول لهم أن في أتنين واقفين عنده بيبيعوا أجهزة كهربائية وواضح عليهم أنهم مش فاهمين قيمتها
وأن التاجر كمان لاحظ أن الأجهزة الكهربائية دي مواصفاتها تتطابق مع مواصفات الأجهزة المسروقة في المنشور اللي رجال المباحث موزعينه
الأمن يطلب من التاجر أنه يأخر الشابين دول شوية لحد ما رجال المباحث يوصلوا خلال ربع ساعة رجال المباحث وصلوا عند التاجر وتم القبض على الأتنين دول محمد زكريا علوان وشغال نقاش وسيد زكريا علوان وبرضو شغال نقاش واكتشف الأمن أن هم دول الصنايعية اللي كانوا عند المهندس هاني والمهندسة ناميس
والأجهزة الكهربائية اللي معهم هي فعلا من المسروقات
أول ما الأمن واجههم بالمعلومات دي اعترفوا على طول
في بداية الشهر المهندس هاني كان فعلا محتاج يعمل بعض أعمال الصيانة في الدهانات وفي الشقة بتاعته
وكان طلب من البواب أن يشوف له صنايعية ونقاشين يكونوا شاطرين
والبواب ساعتها سأل حد واقترح عليه أنه يجيب له محمد خورشيد
وهو المتهم التالت وصل البيت وعاين الشقة في الشغل اللي المهندس هاني محتاج يعمله
بس لفت انتباهه أن المهندسة نانيس لابسة كمية دهب كتيرة في ايديها
ولفت انتباهه كمان أنه بعد ما المهندس هاني اتفق معه طلب من مراته أنها تجيب فلوس عربون للصنايعية دول
فواحد منهم كان يبص فشاف بعينه شنطة فلوس وأن المهندسة نانيس طلعت كمية منها وعدت الرقم اللي المهندس هاني طلبه وخرج التاني واديته لهم
فكده عرفوا مكان الفلوس وشافوا الدهب اللي لابساه المهندسة نانيس
في نفس الوقت ده محمد خورشيد قرر أنه هيسرق البيت ده وأنه لو أي حد اعترضه هيقتله وكان معه ولاد خالته الأتنين محمد زكريا علوان وسيد زكريا علوان وهما الأتنين جالهم نفس التفكير في نفس الوقت وفعلا قرروا ينفذوا العملية بعد ما جم بيومين بالظبط وصلوا البيت وخبط بس اكتشفوا ان اللي فتح لهم الباب المهندس هاني
وهم كانوا عايزين المهندسة نانيس لوحدها علشان ما يكونش فيه مقاومة
فاكتشفوا أنهم تعديل في الخطة
إن لازم يكون في حد موجود تحت البيت علشان يراقب ويتأكد أن المهندس هاني نزل ويطمن أن ما فيش أي حاجة بتحصل اثناء ما محمد خورشيد ومحمد زكريا علوان بيسرقه وبيقتله فوق
وفعلا وصلوا تاني يوم وطلعوا على الشقة وخبطوا
والمهندسة ناميس فتحت لهم الباب ورحبت بهم على اساس أنهم هيكملوا شغلهم في النقاشة
قعدوا طلبوا منها قطعة قماش علشان ينضفوا بها حاجات معينة
هي دخلت المطبخ وقالت لهم قبل ما تشتغلوا هعمل لكم الشاي
محمد خورشيد دخل وراها وكتم نفسها
المهندسة نانيس فهمت هم جايين يعملوا إيه
وطلبت منه أنهم ياخدوا كل حاجة ما حدش يلمسها ولا يلمس ولادها
لكن محمد خورشيد كأنه ما سمعش حاجة
كتم نفسها بايده ودخل عليه محمد زكريا علوان ومعه سكينة
وضربها أكتر من طعنة لحد ما اتأكدوا أنها ماتت
وبعد ما اتأكدوا أنها ماتت قلعها الايشارب
وبلو بشوية مية وفضل كاتم نفسها علشان يطمن تماما إنها ماتت
وبعدها كلمه سيد اللي كان معهم وواقف تحت علشان يطلع لهم فوق ويكمل معهم السرقة بسرعة
دخلوا على الطفلة هديل اللي كانت بتلعب في الصالون وأول حاجة عملوها خنقوها وطعنوها وبعدين خدوا الطفل أنس وحطوه في الدولاب وكملوا السرقة
وأثناء ما كانوا بيسرقوا بدأوا يسمعوا بكاء جامد جدا من الطفل أنس
فخافوا إن الجيران تسمع بكاؤه فينزلوا ويخبطوا عليهم
فقرروا إنهم يفتحوا الدولاب ويطلعوا الطفل أنس
أول ما فتحوا الدولاب الطفل من برائته نط في حضن محمد خورشيد لأنه كان خايف جدا وما كانش فاهم أن هم دول اللي عملوا فيهم كده يقوم محمد خورشيد يخنقه وبعدين يجيب ايشارب من بتاع المهندسة نانيس ويلفوا حوالين رقبته ويخنقوا طفل عنده سنتين هيعمل لهم إيه ؟و كانت اسرع محاكمة في مصر وتقريبا ما فيش حد في الفترة دي ما كانش بيتابع قضية المهندسة نانيس أو مذبحة مدينة نصر زي ما كانت معروفة إعلامنا واتحكم عليهم هم التلاتة بالإعدام وطلع امر رئاسي تنفيذ حكم الإعدام على الهواء مباشرة على القناة الأولى الرسمية في التليفزيون المصري
وتم تنفيذ حكم الإعدام عليهم هم التلاتة على الهواء مباشرة في واحدة من أغرب وأصعب القضايا اللي ممكن تسمع عنها واللي اتعرفت باسم
جريمة مدينة نصر