سنة ١٩٩٢ قوات الاحتلال بعد ما تقتله يجروا عليه ويشيلوا جثته وينقلوها على طيارة هليكوبتر
وبعد خمس أيام ترجع جثة بلال لأهله بالليل ملفوفة في كيس أسود
ولما أهله يفتحوا الكيس يكتشفوا أن كل أسنان بلال مش موجودة
والأهم جرح كبير متخيط بشكل سيء من رقبته لحد بطنه
وفي نفس الوقت تكتشف أسرة بلال أن باقي أهالي الشهداء اللي استشهدوا في أماكن مختلفة داخل فلسطين في نفس الفترة فيهم نفس الحاجة
الجثامين بتوصل بعد خمس أيام بالليل وقت إنقطاع الكهرباء
وأثناء حظر التجول
وده بيحصل في وسط حراسة عسكرية مشددة
والجثامين كلها منهوبة من الأعضاء
ومعروف أن إسرائيل هي تالت أكبر دولة في العالم متصدرة مجال الاتجار بالأعضاء البشرية
بس السؤال هنا إيه حقيقة إنتزاع الاعضاء من جثامين الشهداء? وإيه هو بنك الجلد الموجود هناك ? ده غير علامة الاستفهام الكبيرة وهي مقابر الأرقام
كل الكلام اللي هتسمعوه دلوقتي موثق من مصادر عالم طلع وصرح بده
في سنة ٢٠٠٩ في مقالة تتنشر في صحيفة سويدية بتتهم إسرائيل بسرقة الأعضاء البشرية من جثامين الشهداء الفلسطينيين
المقالة عملت جدل كبير بين الدولتين
خصوصا أنها كانت مليانة بالأدلة المنطقية
وبسبب المدى اللي وصلت له المقالة واللي أثارت شكوك كتير ظهرت واحدة أسمها نانسي هيو باحثة أمريكية كانت بتعمل أبحاث في أكتر من جامعة ومستشفى إسرائيلية وعلشان نانسي تثبت صحة المقال قررت تنشر مقابلة لها من سنة الفين عملتها مع الدكتور ياهدى هيث الرئيس السابق لمعهد ابوكابر للطب الشرعي في إسرائيل
يهودي طلع في المقابلة وصرح بنفسه أنهم بشكل غير رسمي كانوا بياخدوا الأعضاء البشرية من جثامين الفلسطينيين من غير علم ولا موافقة أهلهم
ومش بس الفلسطينيين اللي بيعملوا كده معهم
كمان نفس الموضوع بيطبق على العمال الأجانب وخصوصا الأفارقة
وغير أنهم بياخدوا الأعضاء المتعارف في سرقتها زي الكلى إلا إنهم كمان كانوا بياخدوا القرنية والعضم وصمام القلب حتى الجلد بتاع الشهداء وعلشان يخفو الآثار دي والأهالي متكشفش الموضوع كانوا بيبدلوا القرنية في الجثث بكور بلاستيك تشبه للعين أو بيتم لزق جفون الجثامين بصمغ علشان العين متتفتحش وتتفضح العملية أما بالنسبة للجلد في الغالب بياخدوه من منطقة الضهر علشان فرصة كشفه بتكون أقل
المقابلة دي اتعرضت لأول مرة على القناة التانية الإسرائيلية وانتشرت في ساعتها وده لأنها دليل قاطع على صحة المقالة السويدية
والغريب أكتر في الموضوع أن وزير الصحة إسرائيلي رد على الموضوع ده وما انكرش أي معلومة اتقالت جواه
بالعكس ده قال أن العمليات دي كانت بتحصل لكنها فترة وانتهت
وأنهم دلوقتي ما بيعملوش كده
بس سنة ٢٠١٤ تظهر ما ايرافياس دكتورة إسرائيلية
نشرت كتاب لها فيه بالتفاصيل والأدلة اللي هي كانت شاهدة عليها بنفسها
إزاي بيتم سرقة أعضاء الفلسطينيين وفصل جثامينهم تماما عن جثامين الاسرائيليين
وأنه شيء محرم في المعهد أنهم يقربوا من جثمان أي أسرائيل
أما جثامين الفلسطينيين فكان بيتم نهب أعضائها وبتروح على بنك الأعضاء البشرية
علشان يساعدوا بها المرضى هناك
أو بتتوزع على الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية الإسرائيلية علشان يدرسوا عليها
أما الجلد فبيتجه على بنك الجلد الاسرائيلي
أكبر جلد في العالم واللي بيتبع بشكل مباشر جيش الاحتلال
وعلشان تفهم يعني إيه بنك الجلد هو بنك عبارة عن نظام تخزين عينات من الجلد البشري من متبرعين بعد ما يتوفوا
علشان يتم استخدامها في عمليات ترقيع أو زراعة الجلد للمرضى
المهم أنه بعد نشر كتاب مائرا حصل تحقيق تلفزيوني وعمل جدل كبير من تاني
وده بعد ما صرحت فيه مديرة بنك الجلد الاسرائيلي أن احتياطي الدولة من الجلد البشري وصل لمية وسبعين متر مربع
وده كان عدد ضخم جدا بالنسبة لعدد الإسرائيلين المتبرعين وسنة انشاؤه
ده غير أن التحقيق كان بيتضمن كمان اعترافات من مسئولين كبار بتنص أنهم اخدوا أعضاء وجلود بشرية من جثامين الشهداء الفلسطينيين والعمال الأفارقة
نسيب دلوقتي اسرائيل ونتجه على قبرص سنة ٢٠١٨يتقبض على شخص في قبرص اسمه موشيه هارت
مواطن إسرائيلي لكن في الحقيقة هو رئيس مافيا كبيرة لتجارة الأعضاء البشرية
وطبعا ده في السوق السوداء موشيه كان مطلوب القبض عليه من سنة ٢٠١٠
وبعد القبض عليه اثبتوا أنه رصيده كان كبير جدا من ارباحه كانت من ورا بيع الأعضاء اللي بيستلمها من إسرائيل واللي هي بالتالي مصدرها جثامين الشهداء الفلسطينيين وبيروح بعدها يبيعها في أوربا وأمريكا بأسعار ضخمة جدا في السوق السوداء للمرضى الأغنياء وعلشان إسرائيل تنفي دي من عليها أنكرت معرفتها بموشيه وصرحت أن هو تاجر أعضاء بشرية ومطلوب القبض عليه
طيب إيه هي بقى مقابر الأرقام اللي اتكلمنا عليها في اول المقال? وأيه علاقتها بكل اللي قلناه? مقابر الارقام دي بمثابة سجن للشهداء
أماكن في اسرائيل بيحتفظوا بها بجثامين الضحايا والأسرى من سنة ١٩٤٨بداية الاحتلال لحد اللحظة دي
أهم حاجة بتميز المقابر دي أنهم بيمسحوا فيها أي أسم أو أي حاجة تثبت هوية الموتى
وبيبدلوها برقم بس اللي عارفين بيرمز لأيه
ودي طريقة علشان يبتزوا بها أهالي الشهداء اللي من أقل حقوقهم أنهم يدفنوا ويكرموا موتاهم
المقابر دي ما فيش حد يعرف عددها الحقيقي
ولا عدد الشهداء المدفونين فيها
وقوات الاحتلال بيبرروا وجودها أنها علشان يستخدموها كورقة للتفاوض لتبديل الأسرى من الجنود الاسرائيليين
لكن الحقيقة أن عدد كبير من المصادر اثبتت أن إسرائيل بتنهب بشكل مستمر الأعضاء البشرية للشهداء المدفونين
وأن في تجارة كاملة بقت قايمة على الموضوع ده بعدها قرروا يعملوا كده بسبب زيادة عدد الجثث
فحبوا أنهم يستفيدوا من العدد بدل ما يبقى مجرد دفن
وبقى الموضوع بالنسبة لهم عدد جثث أكتر يساوي ربح واستفادة أكتر