ولكن فجأة بدأوا الناس يصرخوا
الحق ده فيه بنت وقعت بين القطر وبين الرصيف
طبعا الناس اتخضت والدنيا هاجت وماجت
اللي يصرخ واللي يبكي ولكن فجأة وفي عز المعمعة يخرج شاب وسط الناس دي كلها يجري ويلحق البنت قبل ما جسمها ينزلق بالكامل تحت القطر
أخدها وطلع بها جري هو والناس على مستشفى أبو كبير العام
وهناك وبارادة ربنا سبحانه وتعالى وبعد التدخل الجراحي
كانت النتيجة إنه يحصل بتر في دراعها
وفي نفس الوقت تقرب من أهلها اتعرف عليها لحد ما أراد ربنا سبحانه وتعالى أنه تتم الزيجة ما بينهم
طبعا في الوقت ده ظهر الشاب قدام الناس كلها بصورة البطل
البطل اللي كان خلاص هيضحي بنفسه عشان يلحق البنت وينقذها من الموت
ولكن في نفس الوقت ما كانش فيه أي حد منهم اللي بدأوا يصفوه بالبطولة يتخيل ولو للحظة واحدة إن نفس الشاب ده هو نفسه بعينه
اللي في يوم من الأيام هيرتكب واحدة من أبشع الجرائم والمجازر في حق مصر
وكان الشاب ده هو المجرم عادل محمد إبراهيم
والشهير بعادل حبارة
والى اتولد سنة ١٩٨١ وفي قرية الاحراز بمركز أبو كبير محافظة الشرقية المكان اللي اتولد ونشأ فيه عادل محمد ابراهيم محمد الشهير بعادل حبارة اتولد عادل في اسرة فقيرة جدا جدا تكاد تكون معدمة
أسرة مكونة من أب وأم وخمسة من الأبناء
الأب واللي كان شهرته نجيب الحرازي كان بيشتغل طباخ في واحدة من المدن الجامعية
أما الأم فكانت سيدة مسكينة جدا مغلوبة على أمرها لا حول له ولا قوة
كل حياتها وعيشتها مع زوجها عبارة عن ضرب وفقر وجوع وعيشة ما يعلم بها إلا ربنا في وسط بقى حالة السواد والفقر والعيشة البؤس دي كلها يقوم جاي الأب فجأة كده مطلق الأم وسايب البيت بالخمس عيال بالبلد كلها وقام جاي وأخد بعضه ورايح على قرية تانية واتجوز واحدة تانية وفي وسط كل المعاناة دي نشأ عادل
نشأ ومفيش جواه إلا الحسرة على أمه
والحزن على صحتها اللي كانت بتتدهور والمرض بينهش فيها كل يوم
وفي نفس الوقت حزنه على حاله وعلى مستقبله المظلم
وهو مش عارف نفسه لا رايح فين ولا جاي منين
في الوقت ده كان عادل يا دوب وصل سنه ١١ سنة
وطبعا لا كان فيه حد بيصرف على البيت ولا فيه أي عائد مادي للأسرة
فكان مضطر على الرغم من طفولته أنه ينزل يشتغل عشان يقدر يصرف على نفسه وعلى أمه وعلى أخواته
في محل جزارة مرة وفول وطعمية مرة
وعلى الرغم من الشقا ده كله إلا إنه كان شقا متغمس بالإهانة
اللي يهينه واللي يعايره بابوه اللي طفش وسابهم لحد ما واحدة واحدة وبمرور الوقت بدأ يتولد جواه إحساس العنف والكراهية والحقد والسخط على الناس وعلى كل حاجة حواليه وليل ونهار ما كنش وراه غير المشاكل والخناق مع الناس
في الوقت ده عادل وصل سنه تقريبا ل١٨ سنة
وكان خلاص حصل على دبلوم المدارس الصناعية
خد بالك بقى وركز عشان البداية هتيجي من هنا
في أواخر التسعينات تحديدا سنة ١٩٩٨
كان بدأ عادل أنه يتعرف أو يتقرب من واحد أسمه الشيخ محمود أبو سطيح
عن طريق الراجل بدأ عادل أنه ينتظم في الصلاة يهتم بالحضور في المساجد
حضور الخطب الدينية في نفس المرحلة دي
عادل أتعرف على مجموعة من الشباب قالوا له أنهم بيروحوا يسمعوا خطب دينية لكبار شيوخ الخطابة في واحد من مساجد المنصورة
فكانوا كل يوم والتاني يعدوا عليه وياخدوه معهم
النهاردة رايحين نسمع خطبة للشيخ فلان
بكرة رايحين نسمع خطبة للشيخ علان
وواحدة واحدة بدأ يسمع من نفس الشباب دول بعض الكلمات أو المصطلحات اللي كانت بتدرج في قاموسه لأول مرة
زي مثلا تكفير الحاكم
الدولة الكافرة الطائفة الممتنعة في نفس الوقت التفاف الشباب دول حواليه وانضمامه بينهم أو وسطهم بدأ يدي له من جواه الشعور بالقوة أو العزوة
بعد ما كان دايما حاسس بالإهانة أو التقليل ما بين يوم وليلة اتقلب حاله
وزي ما تقول كده كان هو اللي بيتصنع وبيختلق مع أهله وجيرانه اللي كان يتكلم معه بنص كلمة ما تعجبوش يقوم جاي لامم الشلة بتاعته وطالعين على الشخص اللي عمل معها المشكلة ويمسكوه يضربوه لحد ما بدأ يظهر ما بين الناس في صورة الزعيم على الشباب اللي كانوا موجودين معه
المهم أنه في الوقت ده لما زادت مشاكله في البلد وضاق به الحال هناك راح سافر على مدينة أبو كبير
هناك قعد يدور على شغل هنا شوية وهنا شوية لحد ما استقر به الحال أنه يشتغل نقاش
وكان كل يوم يخلص شغل النقاشة من هنا ويسافر على المنصورة عشان يحضر الدروس الدينية
المشكلة مش في أنه يروح يحضر الدروس الدينية اللي بتتقال في العلن قدام الناس كلها
المشكلة أن نفس الدروس دي بدأت مع الوقت تتحول أنها تبقى في أماكن مغلقة وبعيدة عن الأنظار
والمشكلة الأكبر أنها أصبحت فيما بعد بتدور حوالين محور واحد فقط لا غير
وهو محور التكفير ومع الوقت بدأت تتكون عنده العقيدة بأن مثلا الديموقراطية ليست من الإسلام وحكام الديموقراطية هم حكام كفرة وتطور الأمر واحدة واحدة للغلو في التكفير والمشكلة الأكبر لما بدأ يستمع لدروس واحد أسمه أبو محمد المقدسي
أبو محمد اللي كان عميد الغلو في التكفير
ده غير كمان اهتمامه وتعلمه من تسجيلات واحد أسمه الشيخ فوزي السعيد
وده اللي كان دايما يتحدث عن المجادلين عن كفر الطاغوت
على من لا يكفر الطاغوت
وكان تعريف الطاغوت بالنسبة له هو كل من تجاوز الحد ولا يطبق شرع الله
الانتخابات بالنسبة له كفر
الديموقراطية
كفر
كل ما هو مؤسسة بتتعامل بالديمقراطية أو بتتعامل بالانتخابات
كل ده مؤسسات وكان توجهه أو عقيدته تقسيم مؤسسات الدولة الى ثلاثة أقسام
القسم الأول وهي الكافرة المحاربة
زي الجيش والشرطة والوزارات ورئيس مجلس الوزراء وعلى رأسهم رئيس الجمهورية
أما القسم التاني أو الطايفة التانية فهي الكافرة غير المحاربة زي مثلا النيابة والقضاء أما الطائفة التالتة أو القسم التالت دي المؤسسات اللي ما لهاش أى علاقة بالحكم فدي بقى ما كفرهاش يعني غير كافرة وكان معتقده أن مواطني مصر اللي عايشين جوه مصر من غير المسلمين أو اليهود فدول يجب بغضهم وقتلهم أما المسيحيين فاعتبرهم أنهم من ناقضي العهود
نقضوا العهد فيجب بغضهم وقتلهم
وأن القتل والقضاء على الناس دي واجب على ولي الأمر
ولو ولي الأمر ما طبقش الحد الشرعي فيهم هو نفسه يطبق فيه الحد الشرعي
ويجب على المسلمين ممن يمتلكون القوة والشوكة أنهم يطبقوا الشرع ده مكان
طبعا عقيدة ومنهج مخالف لابسط تعاليم الإسلام
ومنافي تماما لتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم
المهم أن عادل حبارة فضل على وضعه وعلى تصرفاته دي لحد ما بدأت تحركاته تترصد من مباحث أمن الدولة وهو نفسه بدأ يحس أنه متراقب وفيه حد بيتعقبه لحد ما في يوم من الأيام كان عادل رايح محطة القطار عشان يركب قطار المنصورة كالمعتاد ويروح يحضر الدروس بتاعته
و أول ما وصل المحطة بص لقى فيه أمين شرطة بيستوقفه وكان أمين الشرطة ده تابع لمباحث أمن الدولة بدأ يسأله طيب انت رايح فين? التاني رد عليه وقال له ما لكش دعوة
يا ابني رد زي الناس ما لكش فيه
كلمة من هنا على كلمة من هناك الأتنين مسكوا في خناق بعض وقامت بينهم خناقة كبيرة جدا
وعرف عادل ساعتها إنه يخرج من الموقف ويهرب من أمين الشرطة
وقتها قال بس ما دام المراقبة بقت مشددة بالشكل ده
والموقف ده كمان حصل يبقى أكيد مليون في المية هيقبضوا علي
راح هرب على ليبيا
طبعا خلال فترة هروبه بدأت المباحث تفقد أثره
لأن اللي كانوا بيراقبوه مش موجود فالضابط
جاب أخوه وأبوه وزوجته
عادل راح فين ؟ ردوا عليه وقالوا له والله احنا كل المعلومة اللي عندنا أن عادل سافر على ليبيا يدور على شغل
أكتر من كده إحنا ما نعرفش
المهم أن سؤال من هنا على اجابة من هناك وضغط عليهم شويتين تلاتة وفي الآخر روحهم بعد الموقف اللي حصل ده مين بقى اللي عرف ووصلوا لعلم؟ عادل حبارة
عرف بالموقف اللي عمله الضابط مع اخوه وأبوه وزوجته
راح جاي واخد بعضه ولامم حاجته من ليبيا ورجع على مصر
كان الكلام ده في بداية سنة ٢٠١٠
أول ما رجع وشافهم وأطمن عليهم راح جاي واخد بعضه طالع على مباحث أمن الدولة في منطقة أسمها الزقازيق بمحافظة الشرقية وأول ما وصل هناك طلب أنه يقابل الضابط اللي بيدور عليه واللي عايزه
أول ما قابله قال له أو بدأ يفهمه أن كل اللي حصل ده ما هو وشاية كاذبة من أمين الشرطة التابع لمباحث أمن الدولة فرضت عليه
فكان رد الضابط قال له يا عادل أبعد عن السكة اللي أنت ماشي فيها
المعلومة اللي عندي بتقول أنك ماشي في سكة غلط
أول حاجة أنت والمجموعة اللي معك عملتوا جمعية خيرية وهمية وسميتها مفتاح الخير
على الرغم إن الجمعية الأساسية الحقيقية موجودة في مركز أسمه مركز بلبيس بمحافظة الشرقية
الحاجة التانية الفلوس اللي لمتوها من الناس على أساس إنها رايحة لجمعية خيرية وأن أنتم هتوزعوها على الأيتام وعلى الأرامل
اخدتوا الفلوس دي ورحتوا اشتريتم بها سلاح واشتريتم السلاح من شخصين في مركزين
الشخص الأول موجود في مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية
والشخص التاني موجود بمركز طوخ بمحافظة القليوبية
عموما أديني نبهتك وعرفتك المعلومات اللي أنا عارفها
وبقول لك أنا عارف أنت بتعمل إيه
وعموما خد بعضك وامشي
عادل أول ما خرج من آمن الدولة كان عارف وواثق ومتأكد أن الموضوع ما خلصش لحد هنا
وأكيد مليون في المية هيكملوا مراقبته لحد ما يمسكوه بالغلطة الجاية
وعشان كده قرر أنه يسيب بلده كلها
خد بعضه ولمى حاجته وساب الشرقية ونزل على محافظة القاهرة
قال لك بقى ما حدش عارف حد وأنزل واسيح وأغرق في وسط الناس
وفعلا قعد يدور على شغل هناك لحد ما واحدة من الصيدليات الكبرى قبلوا أنه يشتغل معهم
ولكن أدارة الصيدليات طلبوا منه أوراقه الرسمية
يعني زي شهادة الدبلوم
الفيش الجنائي في عادل رجع مرة على بلده عشان يجيب الورق وأول ما حط رجله هناك وتحصل مشكلة ما بينه وما بين موظف في جمعية أسمها جمعية المستقبل
الأتنين مسكوا في خناق بعض وقعدوا يضربوا في بعض
مسكوه عادل
وضربه جامد كانت النتيجة إن الراجل ده راح عمل محضر ضد عادل حبارة وكانت نتيجة المحضر اتحكم عليه بالسجن لمدة سنة
وبالفعل يتم القبض على عادل الحبارة في نهاية ٢٠١٠سنة
وبعدها يتم إيداعه بسجن الوادي الجديد لتنفيذ الحكم
ولكن اللي حصل إن في هذا التوقيت وبعد كام أسبوع من سجنه وتحصل ثورة يناير ويهرب عادل مع اللي هربوا من السجن يوم ٢٨ يناير سنة ٢٠١١
وكان في الوقت ده حصل شبه انهيار في الجهاز الأمني جوه مصر
سادت بعدها الفوضى وزادت الأزمات وكل اللي كان نفسه في حاجة أو اللي عايز يعمل أي مشكلة كان بيعملها
المهم عادل لما هرب من السجن لا راح يمين ولا راح شمال
ورجع على بلده مرة تانية
وأول ما رجع بدأ أنه يتلم تاني على الشباب اللي كان موجود معهم
واللي فكرهم مشبع بالفكر التكفيري
المشكلة أن بعد ما كانت مقابلاتهم كلها بتم في الخفاء أو بشكل سري أصبحت دلوقتي بتم بشكل علني قدام الناس كلها ووصل بهم الأمر لتكفير الناس وتهديدهم وإصدار الحكم عليهم عيانا بيانا ما هو مفيش حساب لأي حد ولا لأي شيء لدرجة أنهم اصدروا فتوى فيما بينهم يعني وهم قاعدين كده بيفتوا مع نفسهم بناءاً طبعا على الأفكار اللي موجودة في دماغهم
افتوا فتوى بتكفير أتنين من بلدهم
وكانوا الأتنين دول اخين
واحد أسمه محمد مصطفى سالم
والتاني أسمه حسن مصطفى سالم
كفروهم لمجرد أن الإثنين بييشتغلوا مع فرقة موسيقية
اصدروا عليهم الحكم بالتكفير والقتل
وفعلا أنهوا حياتهم
المهم أنه في الوقت ده بدأ عادل حبارة يشعر أنه بيتم رصده ومراقبة تحركاته مرة تانية
لكن المرة دي بقى بيتم مراقبته عن طريق واحد من المخبرين السريين واسمه ربيع عبدالله
فما كان من عادل حبارة إلا إنه في يوم من الأيام هو اللي ترصد للمخبر وما أن ظفر به حتى أطلق عليه النار وقتله وهرب
وكان الكلام ده في شهر مارس سنة ٢٠١٢
طبعا بعد ما هرب اتحالت الدعوة للمحكمة الجنائية وصدر عليه الحكم غيابيا بالاعدام
كل الكلام ده بموجب القضية رقم ٩٦٠٧لسنة ٢٠١٢
المهم إن عادل المرة دي لما قرر انه يسافر على سينا مباشرة
أول ما وصل هناك تواصل مع واحد من زمايله اللي كان يعرفهم أو اللي كانوا منضمين معه وموجود في المطرية
وطلب منه يشوف له طريقة توصله بجماعة أنصار بيت المقدس
وفعلا قدر أنه يتواصل مع واحد أسمه أبو عبدالله المقدسي وده بقى يا سيدي يبقى مؤسس تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء
أبو عبدالله المقدسي استقبله في العريش
وبعدها راح واخده على مكان أو على قرية أسمها قرية الجورة تابعة للشيخ زويل
ومنها بدأ يلف به على المناطق اللي موجود فيها التكفيريين
وطلب منه أبو عبدالله المقدسي أنه يبايعه ويشتغل معه تحت رايته أو تحت لواءه المعروف بإسم تنظيم أنصار بيت المقدس
ولكن حبارة رفض رفض تام
وقال له إنه يسيبه يشتغل براحته وهو اللي هيلم مجموعته بنفسه
وفعلا بدأ عادل حبارة أنه يكون أو يشكل مجموعته التكفيرية
لحد ما بالفعل كون مجموعة أطلق عليها إسم مجموعة المهاجرين والانصار وشوية شوية ومع الوقت بدأوا أنهم ينتشروا ويفرضوا نفوذهم وسيطرتهم على المناطق اللي كانوا موجودين فيها زي رفح الشيخ زويد والعريش وكان الهدف من السطو هو جمع الأموال وكانوا عايزين الأموال عشان منها يشتروا السلاح
وبناءا على شراء السلاح ينفذوا عملياتهم الاجرامية
وبعد أن تعدي الأيام وكل ما يوم يعدي كل ما كانت قوته وشراسته ونفوذه يزيدوا أكتر وأكتر
فضل بقى على الوضع ده لحد ما جه اليوم اللي نفذ فيه واحدة من أبشع الجرايم اللي احزنت الشعب المصري كله
وهي الجريمة اللي اتعرفت بإسم مذبحة رفح التانية
واللي حصلت يوم ١٩ أغسطس سنة ٢٠١٣
طيب إيه اللي حصل في الجريمة دي وتمت إزاي?
أن يوم ١٨ اغسطس سنة ٢٠١٣ يعني قبل الحادثة بيوم فيه مجموعة من عساكر الشرطة المجندين اللي هم عساكر الأمن المركزي مجموعة العساكر دول اتجمعوا في موقف سيارات أسمه موقف المرج بالقاهرة والمفترض أنهم هيسافروا من المرج رايحين على مكان أسمه قطاع الأمن المركزي بمنطقة الاحراش والاحراش دي منطقة تابع لرفح بشمال سينا
والمفترض إن كلهم كان اليوم ده أخر يوم خدمة عسكرية بالنسبة لهم
يعني كلهم رايحين لقطاع الأمن المركزي عشان يسلموا المخل أو المهمات بتاعتهم وبعدها يستلموا شهادات تأدية الخدمة العسكرية ويروحوا على بيوتهم
وكل واحد فيهم كان له قصة وحكاية اللى فرحان عشان هيخلص الخدمة ويتجوز واللي فرحان عشان هيخلص ورقه ويسافر
واللي مبسوط أنه خلاص هيخلص ويرجع تاني لشغله وأرضه أحلام وامنيات حلموها واتمنوها هم واهاليهم
ولكن اللي مجاش بخيالهم ولا حتى بخيال آبائهم وامهاتهم بإن فيه مجرم خسيس متربص بهم
متربص بهم عشان يتحين الفرصة أنه يقضي على فرحتهم
ومش بس فرحتهم ده كمان يقضي على حياتهم
اللي حصل اليوم ده اللي هو يوم ١٨
مجموعة العساكر اللي وصل عددهم ٢٨ عسكري
ركبوا سيارتين واتحركوا من موقف المرج وفضلوا ماشيين في طريقهم لمكان إسمه القنطرة بمحافظة الإسماعيلية أول ما وصلوا للقنطرة نزلوا من العربيات وركبوا عربيات تانية لأنهم هيبدلوا الخط والمفترض ان الخط التاني ده هيمشي بهم بقى من القنطرة مرورا بالعريش لحد ما يوصلهم لرفح
المهم وهم ماشيين وصلوا أو دخلوا العريش الساعة٦ مساء
أول ما وصلوا العريش فجوا الإثنين سواقين قال لهم يا رجالة إحنا هنقف هنا وهنبات هنا لإن من الآخر إحنا مش هينفع ندخل رفح بالليل
دخول رفح بالليل مش أمان
وبالفعل العساكر وافقوا على الكلام وباتوا اليوم ده في العريش
طيب خد بالك بقى المفترض إن التمانية وعشرين عسكري دول لما هيباتوا في العريش طبعا مش هيفضلوا قاعدين هناك على لحم بطنهم
اللي نزل راح ياكل واللي راح يشرب واللي جاب لنفسه كوباية شاي واللي فرش في الأرض عشان ينام وكانوا كلهم ملمومين حوالين بعض
عمالين يحكوا ويضحكوا ويهزروا ويحكوا على الأيام اللي قضوها في الخدمة والأيام ان شاء الله أو أحلامهم اللي جاية بعد الخدمة فكانت كل المعالم والملامح ومظهرهم كمان بيدلل على إن دول مجموعة من العساكر وكمان كلامهم اللي كانوا عمالين يقولوه أو يرددوه وضح واظهر أنهم مجموعة من عساكر الأمن المركزي اللي رايحين قطاع الأمن في رفح
وللأسف الشديد كان واضح جدا أن في حد موجود جوه الموقف رصد الموقف اللي بيحصل
وهو ده نفسه اللي وصل المعلومة لعادل حبارة
وده اللي رصد أو اللي أكُتشف فيما بعد
أن فيه مكالمة تليفونية راحت لعادل حبارة وعرفته أو عرف من خلال المكالمة دي بأن فيه تمانية وعشرين عسكري موجودين جوه موقف العريش
والمفترض أنهم هيتحركوا صباحا في طريقهم لرفح
وفعلا أول ما المعلومة وصلت لعادل حبارة بدأ انه يجهز نفسه ويجهز سلاحه ويعد العدة ويجهز كمان المجموعة اللي معه وراحوا جايين واخدين بعضهم وطالعين على منطقة أسمها ملف السدود
حتة كده عند دوران إسمه دوران السدود
هناك بدأوا كل واحد فيهم يستخبى في مكان وكان المكان ده تحديدا مزرعة موجودة على الطريق
وفضلوا بقى متربصين لحد ما بدأوا يشوفوا الميكروباصين جايين في الطريق
أول ما شافوهم قاموا من أماكنهم بدأوا يشهروا سلاحهم وبدأوا في إطلاق الاعيرة النارية في الهوا
اتنين منهم ضربوا النار أو صوبوا النار ناحية السواقين عشان يجبروهم على التوقف في نفس اللحظة اللي توقفت فيها العربيتين طلعوا بقى المجرمين وطلبوا من العساكر اللي موجودين في العربيات إنهم ينزلوا
ساعتها عادل حبارة طلب منهم كلهم أنهم ينبطحوا على الأرض ووجوههم للأرض
وبدأوا بعدها في ضرب العساكر
اللي يضرب بايديه واللي يضرب برجليه
لحد ما في النهاية جالهم الأمر من
كبيرهم عادل حبارة
أمرهم بإطلاق الرصاص
وفعلا بدأ الرصاص ينزل على العساكر زي المطر
وكانت النتيجة استشهاد خمسة وعشرين جندي
خمسة وعشرين شهيد وعريس في الجنة بازن رب العالمين
كانت إرادة ربنا سبحانه أنه يكتب النجاة لتلاتة منهم
وهم مينا ممدوح منير ومحمد حمدي عبدالعزيز وعبدالله احمد الصيفي في نفس اليوم
وبعد ما تمت الجريمة بدأ عادل حبارة انه يروج ويسوق لنفسه جريمته ما بين المجرمين اللي زيه لحد ما الجريمة أو المعلومة وصلت لكبيرهم أبو بكر البغدادي
وقتها جاله تليفون من واحد أسمه عمرو الدمياطي وعمرو الدمياطي ده كان عضو مجلس شورى تنظيم الدولة في العراق وفي الشام
بلغوا في المكالمة أنه بيوصل له السلام من الشيخ أبو بكر البغدادي والشيخ عمر الشيشاني
وبيهنوه على العملية اللي هو نفذها وبيطلبوا منه البيعة وأنه يبايع أبو بكر البغدادي
ويبايع تنظيم الدولة في العراق وفي الشام
ووعده كمان خلال المكالمة أنه بعد ما تتم المبايعة هيبعت له مبلغ عشر دولار في نفس الوقت ده بقى وهو عمال يدبر الاتفاقيات ما بينه وما بين تنظيم الدولة في العراق والشام على جانب أخر وتحديدا في مكتب رئيس مباحث شمال سيناء العميد هشام درويش وصلته معلومة أن هشام حبارة بعد ما هيستلم الفلوس هينزل على العريش عشان هيستلمه أو هيشتري من هناك قنابل يدوية وفعلا تربصوا به واحكموا الكمين حواليه لحد ما فعلا وصل العريش وتم القبض عليه اتقبض عليه وكان معه تلاتة من معاونيه
واحد أسمه أحمد مصبح والتاني علي مصبح والتالت مصبح أبو حراز
كان الكلام ده يوم ٣١اغسطس سنة ٢٠١٣
طبعا بعد ما تم القبض عليهم والتحقيق معهم
وسندوا اعترافاتهم الكاملة
تم احالتهم لمحكمة جنايات القاهرة يوم ٣ نوفمبر سنة ٢٠١٣
وبدأت بعدها تتداول الجلسات إلى أن تم صدور الحكم على عادل وخمسة معه بالإعدام وتراوحت باقي الأحكام ما بين الأشغال الشاقة المؤبدة والحكم المشدد ١٥ سنة والسجن عشر سنوات وتلات سنوات وفيه تلاتة من المتهمين حصلوا على البراءة ولك إن تتخيل إن من اجرامه وهو موجود داخل قاعة المحكمة في جلسة المحاكمة شاور بايديه لرئيس نيابة أمن الدولة شاور بايديه بعلامة كده على رقبته بتعني الدبح
يعني هخرج من هنا وهدبحك
من اجرامه كان بيكفر القاضي بيكفر وكلاء النيابة وأعضاء النيابة
هددهم بالقتل بعد ما يخرج من السجن
وبكدا حكيت لحضرتك التفاصيل تقريبا شبه كامل