تظهر مفاجآت
أغرب مسرح جريمة ومليان تفاصيل غريبة
وكل تفصيلة فيه أهم من التانية وأكتر عملية بحث جنائي كلها أبداع
صحيح المجرم كان زكي جدا بس رجال الأمن كانوا أزكى منه بكتير
الصحفي والجريمة الغامضة
في سنة ٢٠٠٣ في مدينة نصر وتحديدا في واحدة من العماير السكنية على الشارع الرئيسي في واحدة من أرقى المناطق اللي هناك
السكان شامين ريحة وحشة جدا بقى لهم فترة طويلة
والريحة دي جاية من الشقة اللي لسة متأجرة من شهر
وتحديدا من تلات اسابيع
ولما سألوا حارس العقار قال لهم أن الأستاذ كمال اللي مأجر الشقة دي ظهر أول كام يوم من ساعة ما أجرها وبعد كده اختفى
والكام مرة اللي ظهر فيهم كان بييجي معه حد بالليل ويقعدوا شوية قليلة وبعدين ينزلوا
بس بقى له فترة مش ظاهر
الجيران يحاولوا يخبطوا على شقة الأستاذ كمال
وكل ما كانوا بيقربوا أكتر كانت الريحة الوحشة دي بتزيد أكتر بكتير
ويلاحظوا ان ما فيش ولا صوت ولا حركة جوه الشقة
فيقرر السكان أنهم يكلموا رجال الأمن
وأول ما يوصل رجال الأمن يفتحوا باب الشقة علشان يطمنوا على الأستاذ كمان
بس يكتشفوا أن الريحة أصعب بكتير
وأن فيه شخص قاعد على الكنبة في الصالة والشخص ده واضح أنه متوفي من فترة كبيرة
الجثة متحللة وشكلها صعب جدا
وواضح أن فيه آثار دبح في منطقة الرقبة
وشكل الدم اللي موجود على الكنبة وعلى السجادة بيوضح لرجال الأمن أن الجريمة دي بقى لها فترة كبيرة والشقة بشكل عام مرتبة ومنظمة جدا
وكل الأبواب والشبابيك مقفولين بطريقة طبيعية
يوصل فريق البحث الجنائي علشان يلاقوا نفسهم قدام مسرح جريمة مليان بالتفاصيل
الجثة بكامل ملابسها وقاعدة على الكنبة
وأثار دبح واضحة في منطقة الرقبة وقدام الجثة على الترابيزة طفاية سجاير فيها سجارتين وواضح أن الأتنين مشروبين للأخر والسيجارتين دول من نفس النوع وعلبة السجاير نفسها مش موجودة ويلاقوا كمان قدامه صينية فيها كوبايتين شاي واضح أن كوباية فيهم اتشربت للأخر والكوباية التانية كان ناقص فيها كمية كبيرة من الشاي
وده واضح من كمية تبخر الماية وواضح من التعفن اللي باين في بقايا الشاي اللي في قاع الكوباية
أدلة بالنسبة لرجال البحث الجنائي مهمة جدا
يتم رفع البصمات من على ومن على الطفاية ومن على السجاير
وكمان يكملوا رفع البصمات من كل الأماكن اللي في الشقة
الحمام والمطبخ واوضة النوم
واللي يلاقي رجال الأمن أن فيه عدد بصمات كتيرة ومتنوعة لعدد أفراد كتير
وده بيقول إن فيه ناس كتير دخلوا دي
وده تفسيره أن الشقة دي بتتأجر مفروش لفترات قليلة
يعني ممكن الشخص يأجرها لمدة يوم وممكن أسبوع وممكن شهر
ويلاقوا كمان في غرفة النوم الرئيسية مجموعة كبيرة من وصولات الأمانة والعقود اللي مش مكتوب فيها اي تفاصيل
فواضح جدا أن الحاجات دي كانت بتجهز علشان يتعمل بها حاجة
ويبدأ رجال الأمن في سؤال الجيران وحارس العقار
اللي يأكد أن الأستاذ كمال أجر الشقة دي من تلات أسابيع بالظبط
وأنه قابل صاحب الشقة ومضى معه عقد وادا له الفلوس وادا له قيمة التأمين بتاعة الإيجار
الجثة اللي كانت موجودة على الكنبة كمان كان في ايديها دبلة فضة
ولما رجال الأمن خلعوا الدبلة دي وقروا فيها إيه ؟ لقوا فيها اسمين مكتوبين
هاني وأسم بنت كمان
والتاريخ المكتوب على الدبلة دي سنة الفين وواحد
رجال الأمن تطلب من حارس العقار أنه يدخل معهم الشقة علشان يحاول يتعرف على الجثة
هل دي بتاعة الأستاذ كمال ولا لأ ؟ وده بسبب الإسم اللي لقوه على الدبلة
وحارس العقار أول ما يدخل يقول لرجال الأمن ان الجثة دي مش بتاعة الأستاذ كمال
الأستاذ كمال كان أطول من كده بكتير
وكان وزنه مليان شوية وكمان كان عنده شنب
أنما اللي قاعد ده وبرغم تغير شكل الجثة صعب جدا يكون الأستاذ كمال
في نفس الوقت ده رجال البحث الجنائي يلاقوا السكينة اللي غالبا تم أرتكاب الجريمة بها
محطوطة في كيس ومتخبية جوه المطبخ
وواضح عليها آثار الدم
صاحب الشقة يوصل ومعه عقد الإيجار اللي مكتوب بأسم الأستاذ كمال لطفي
الصحفي في واحدة من أهم المؤسسات الصحفية القومية في مصر وكل بياناته مكتوبة في عقد الإيجار وكمان صورة لبطاقته الشخصية
ياخد رجال الأمن أوصاف الأستاذ كمال مرة تانية من صاحب الشقة واللي برضو يأكد لهم ان الجثة اللي موجودة جوه الشقة دي مش بتاعة الأستاذ كمال لطفي
ولأن رجال الأمن من الأول كانوا لقوا الدبلة مكتوب عليها هاني بس كان لأزم يتأكدوا فعلا من صاحب الشقة ومن حارس العقار أن الجثة دي مش بتاعة الأستاذ كمال
فبقى هنا السؤال المهم الجثة دي بتاعة مين? وفين الأستاذ كمال لطفي? تحديدا ان الجثة دي ما فيش معها أي أوراق رسمية تثبت أي حاجة تدل عن شخصيتها
وبعد ما تخلص معاينة مسرح الجريمة بالكامل يتم نقل الجثة على الطب الشرعي علشان يحددوا زمن وسبب الوفاة
ويطلع تقرير الأدلة الجنائية
اللي بيأكد أن البصمات اللي موجودة على كوبايات الشاي وعلى السجاير هي نفس البصمات لشخصين أتنين
وإن البصمات اللي موجودة على السكينة اللي لقوها تطابق بصمة واحدة منهم هم الأتنين
وفيه كمان بيقول أن اللي ارتكب الجريمة دي بعدها دخل على الحمام غسل إيده وغسل السكينة في حوض الحمام وده باين من أثر الدم اللي في الحوض واللي على الحنفية وبعدها الشخص ده خرج من الشقة وقفل الباب وراه وقفله بالمفتاح من الخارج وبكده يبقى غالبا اللي ارتكب الجريمة دي هو الأستاذ كمال لطفي
يتم إرسال فريق من البحث الجنائي على مقر الجريدة القومية الكبيرة علشان يسألوا على الأستاذ كمان
واللي اتأكد المؤسسة أن ما عندهاش أي صحفي متعين أسمه كمال لطفي
أو حتى بياناته تطابق اللي موجودة في صورة البطاقة فيتم مخاطبة نقابة الصحفيين اللي اتأكد برضو أن ما فيش أي شخص مقيد في النقابة عنده نفس البيانات اللي في البطاقة دي وأن أسمه كمال لطفي وشغال صحفي وبكده تبقى البطاقة دي غالبا مزورة وان كمال الصحفي الكبير ما لوش أصلا أي وجود
وبكده يبقى مش معروف الجثة دي بتاعة مين ولا معروف اللي أجر الشقة دي يطلع مين؟
بس يلفت انتباه رجال الأمن أن البيانات اللي مكتوبة في صورة بطاقة الرقم القومي بتاعة الشخص اللي أجر الشقة دي مكتوب أن العنوان في محافظة الشرقية وواضح كمان أن الشخص ده تعمد إخفاء بعض الأرقام من الرقم القومي
وبرغم كل ده تعامل رجال الامن مع المعلومات دي أنها مهمة جدا
ويبدأ رجال الأمن بفحص كل بلاغات التغيب اللي موجودة من فترة طويلة
وده علشان حاولوا يعرفوا الجثة اللي موجودة في الشقة دي بتاعة مين ؟ وفي نفس الوقت يتعامل رجال الأمن أن العنوان والبيانات اللي موجودة في صورة البطاقة ممكن توصلهم لأي دليل فيتم مخاطبة رجال الأمن في محافظة الشرقية ويدوهم كل مواصفات كمان لطفي الشخص اللي أجر الشقة دي وفي نفس التوقيت يبعتوا لهم صورة البطاقة
يمكن يوصلوا لأي معلومة ويطلع تقرير الطب الشرعي اللي بيأكد أن الوفاة حصلت بسبب دبح في منطقة الرقبة
وطبعا نزيف حاد أدى إلى الموت
بس قبل الدبح ده كان فيه طعنة قوية في منطقة الرقبة
الوفاة بشكل عام تمت في نفس المكان اللي رجال الأمن لقوا الجثة فيه
وأن الشخص المتوفي ده في أخر العشرينات من عمره
وبعد ما يمر يوم كامل توصل إشارة أمنية من محافظة الإسكندرية إن في شخص متغيب بقى له أسبوعين
الشخص ده أسمه هاني وهو سواق في واحد من أهم معارض بيع السيارات في إسكندرية
والمعرض ده عنده فروع في محافظات كتير
أوصاف الملابس والدبلة اللي في البلاغ تتطابق بشكل كبير مع الجثة اللي لقوها في شقة مدينة نصر
ده غير طبعا تطابق إلاسم اللي مكتوب على الدبل والاسم اللي في بلاغ التغيب
يسافر رجال الأمن على محافظة الإسكندرية ويراجعوا أوراق هاني كويس جدا
هاني كان شغال في معرض عربيات زي ما قلت لكم
وكان مسئول عن نقل العربيات
وأحيانا نقل بعض الأموال البسيطة من إسكندرية للقاهرة أو لمحافظات كتير
ده لأن المعرض عنده فروع كتير زي ما قلنا
فدايما هاني لما بيكون مسافر غالبا بيكون معه ف
وآخر مرة مراته شافت هاني قال لها أنه هيسافر على القاهرة ويقعد هناك يوم واحد بس وبعدها هيعدي على صديق له في منطقة امبابة وبعدها يرجع تاني على إسكندرية
ولما عرضوا صورة الملابس وشكل الدبلة عليها اتعرفت عليه على طول واكدت أن الجثة دي بتاعة هاني
عايزين بس نقف شوية ونركز في التفاصيل اللي فاتت
الشقة في مدينة نصر والمجني عليه من إسكندرية وصديقه اللي كان هيقابله من امبابة وصاحب البطاقة المزورة اللي أجر بها شقة مدينة نصر من الشرقية وكمان لطفي الصحفي ما لوش وجود
تمام كده? نكمل بقى يبدأ رجال الأمن في تتبع تحركات هاني من ساعة ما نزل القاهرة ويحاولوا يعرفوا مين هو صديقه اللي قابله في منطقة إمبابة
واللي للأسف مراته ما تعرفش عنه أي معلومة
وأهم معلومة توصل لرجال الأمن أن صاحب المعرض يأكد لرجال الأمن أن اليوم ده هاني لما سافر القاهرة ما كانش معه أي مبلغ مالي، فايه اللي يخلي حد يقتل هاني
يمر كم يوم وتوصل اشارة أمنية من محافظة الشرقية
اللي بتأكد أن العنوان والرقم القومي ما لهمش أي وجود هناك
لكن يلفت انتباه رجال الأمن أن الصورة اللي موجودة في بطاقة الرقم القومي والمواصفات اللي عرفوها عن الشخص اللي أسمه كمال لطفي تتطابق تماما مع شخص نصاب في الشرقية أسمه محمود
ومحمود ده سايب المنطقة بتاعته من سبع سنين نصب على عدد كبير من الأهالي في مبالغ مالية ضخمة ومرفوعة عليه أكتر من وهو هربان من أحكام لأزم ينفذها
تاني خيط في القضية بدأ يتحل
مواصفات محمود النصاب طويل ومليان شوية ووقور ولبق جدا وبيعرف يتكلم
والصفات دي اللي كانت بتخليه يعرف ينصب كويس على الناس
ولما يجيبوا صورة محمود النصاب ده يلاقوها بالظبط هي صورة كمال لطفي
ويعرض رجال الأمن صور محمود النصاب على صاحب الشقة وعلى حارس العقار
واللي يتعرفوا عليه ويأكدوا أن هو ده الأستاذ كمال لطفي
فتبدأ رحلة البحث عن محمود النصاب
وأيه علاقته بهاني اللي شغال سواق في اسكندرية
وينزل رجال الأمن على منطقة إمبابة
علشان يحاولوا يوصلوا لأي معلومة تخص الشخص اللي قابل هاني هناك
وفي نفس الوقت يدوروا على محمود النصاب أو كمال لطفي
وبعد بحث لفترة طويلة يوصلوا لصاحب قهوة يأكد لهم أن الصورة دي بتاعة الأستاذ كمال لطفي اللي بيقعد عندهم كتير واللي شغال صحفي وعلاقاته قوية وأنه بيخدم ناس كتير
ويبدأ رجال الأمن في جمع كل المعلومات عنه لحد ما يقدروا يحددوا مكانه ويعملوا له كمين أمني ويتم القبض عليه
وطبعا محمود ما كانش مصدق خالص أن رجال الآمن قدروا يوصلوا له
ويبدأ يحكي لهم إيه اللي حصل بالظبط
محمود بيعتمد بشكل أساسي على مظهره الخارجي
وعلى طريقته في الكلام واسلوبه الحلو
وده بيساعده كتير في النصب على الناس اللي دايما بيعتمد على جزئية الطمع
أتعرف على هاني بالصدفة وهو جاي مرة لفرع معرض العربيات في المهندسين وعرف من هاني أنه شغال سواق وأنه بينقل عربيات وبينقل مبالغ مالية كبيرة
والمبلغ اللي كان موجود مع هاني وقتها كان عشرين ألف جنيه
والرقم ده سنة الفين وتلاتة يعتبر مبلغ كبير جدا
محمود يفكر إزاي يعرف يسرق منه الفلوس دي
وازاي يقدر ينصب عليه ويخلي هاني يطمن له تماما
فطبعا أتعرف عليه على اعتبار أنه كمان لطفي الصحفي
وأنه يقدر يجيب له فرصة شغل أحسن بكتير وأنه يكسب مبالغ مالية أكبر بكتير
وطبعا هاني وزي أي شاب نفسه يزود دخله
محمود قعد يراقب هاني كتير جدا
بس لاحظ إن شخص حريص جدا وأنه صعب يعرف ينصب عليه أو يسرق منه الفلوس
فكان لأزم يحط خطة يخرج نفسه من أي مسئولية جنائية وفي نفس الوقت يعرف يأخد منه الفلوس
وحاول أكتر من مرة أنه يأخد منه شنطة الفلوس لكن دايما كان هاني حريص ومركز كويس
لحد ما محمود يقرر أنه يعمل الخطة الجديدة أنه يروح يأجر شقة مفروشة في مدينة نصر
والشقة دي تبقى شيك جدا وفي مكان كويس جدا
على اعتبار أنه هيعوض أي مبلغ هيدفعوا في الشقة دي لما يسرق من هاني العشرين الف جنيه
وقعد يراقب هاني ويعرف مواعيده كويس
واتفق معه أنهم يتقابلوا أول الشهر
وده المعاد اللي غالبا هاني بيكون معه فيه فلوس
وقال له أن يعدي عليه في إمبابة وإنه هيرجع يسافر معه على إسكندرية
ولما وصل هاني وكان فعلا معه الشنطة طلب منه أنهم يطلعوا على شقة مدينة نصر علشان يجهز شنطة هدومه
فهاني يطلع معه وأول ما يوصل ينبهر بمكان الشقة وينبهر بالفرش اللي موجود
وأول ما يدخلوا الشقة محمود يقول له أن هيدخل يعمل كوبايتين شاي
وفعلا عمل كده ويشربوا مع بعض سيجارة
وأول ما محمود خلص كوباية الشاي بتاعته دخل المطبخ وجاب السكينة وطعنه الأول في رقبته وبعد كده دبحه
وسابه ينزف عادي بس أهم حاجة خد الشنطة علشان ما يجيش عليها دم
وبعد ما خلص دخل غسل السكينة في الحمام وبعد كده خبأها في المطبخ وبعدها قفل الباب وساب الراجل جوه ميت
المشكلة أن محمود بعد ما خد الشنطة ونزل بها أكتشف إن كل المبلغ اللي كان جواها هم ٦٠٠ جنيه
وكاست عربية قديم ما لوش أي لأزمة
بس ما كانش خلاص فارق معه هو كده كده خلص وقتل هاني ونزل من الشقة وهو متأكد أن ما فيش ولا حد هيعرف يقبض عليه
وبعد الإعتراف الكامل وكل المحاكمات ما تخلص يتحكم عليه بالاعدام
مجهود صعب جدا لرجال الأمن في ربط أحداث القضية دي ببعض
وأهم درس لنا كلنا القضية دي بلاش ننخدع بالمظاهر
بلاش الطمع يكون هو الهدف في الحياة
بلاش الثقة في ناس ما نعرفش عنهم أي حاجة
ربنا يرحم هاني ويصبر اهله