فيه ناس ما عندهاش أي هدف من أرتكاب الجريمة إلا إنهم شخصيات زبالة
وقصة وليد ده هي أكبر مثال على كده
الجريمة دي حصلت سنة٢٠٠٩
لكن هنرجع أكتر من عشر سنين لورا علشان نعرف قصة لوليد أو تعبان فيصل
سنة ٢٠٠٩ الساعة أربعة الفجر في منطقة الوراق وداخل واحد من أقسام الشرطة هناك وتحديدا داخل الحجز
وكل اللي موجودين جوه مسجونين على ذمة التحقيقات
ووليد اللي عنده ٢٦سنة قاعد وسط ١٢متهم
وكل واحد فيهم بيحكي هو محبوس على ذمة قضية أيه
واحد بيقول سرقة والتاني بيقول سرقة بالإكراه والتالت بيقول مشاجرة وهكزا
أنما وليد قاعد وسط المتهمين دول مش عارف يقول هو محبوس ليه
وده لأنه عارف أنه مهما كان نوع وحجم الجرايم اللي عملوها عمرها ما هتوصل لبشاعة جريمة بتاعة وليد
أنا بس بفكركم أن المشهد ده كان سنة ٢٠٠٩
وتحديدا في أخر السنة
وليد اللي عايش مع عيلته المكونة من أب وأم وسبع أخوات في واحدة من القرى في القليوبية
ووليد وقتها كان عنده ١٦ سنة
أخوات وليد اللي أكبر منه واللي أصغر منه حياتهم ماشية بشكل طبيعي
إلا وليد
كل ما يحاول يبدأ في حاجة يفشل ومش عارف يكملها
وبرغم أن سن صغير على التفكير ده لكن وليد كان عنده مشكلة أنه على طول باصص على عيشة غيره
وده مش بهدف الغيرة أو المنافسة لأ كان بسبب الحقد اشمعنا فلان عنده ووليد ما عندوش
فيه كم شخص عامل زي وليد ده عايشين حوالينا في كل مكان هتلاقيهم كتير جدا
وكلهم ما بيحبوش الخير لحد
المهم وليد عمره ما سمع كلام أبوه وأمه
ومهما نصحوه مش شايف غير الفلوس
عنده إستعداد يعمل علشانها أي حاجة
لحد ما يقرر أنه ينزل ويشتغل في القاهرة
اكيد هيلاقي فرص شغل هناك وأكيد هيكسب فلوس أكتر
أم وليد رفضت أنه يسافر وطلبت منه أنه يقعد ويجرب تاني في البلد بتاعته
لكن وليد طمنها أنه هيكون على اتصال بخالته اللي ساكنة في القاهرة وللعلم خالة وليد دي هي الوحيدة اللي في العيلة كلها اللي عايشة في القاهرة ومتجوزة هناك
وده من سنة ١٩٩٣
متجوزة من راجل محترم جدا وغني
شغال في التجارة وراجل ناجح جدا في شغله
وكل ما كانت بتيجي لبلد زيارة لأهلها
وليد كان بيلاحظ أن حالتها المادية كويسة
سواء من الفلوس اللي معها أو من الدهب اللي لابساه
وهو ده اللي كان لافت انتباه وليد أنما خالته وحشاه والكلام ده كان خارج حساباته خالص
وسمع منها أكتر من مرة أن جوزها راجل تاجر فسهل جدا ممكن يلاقي له شغل
وهو ده اللي كان باصص عليه وليد من ساعة ما قرر ينزل القاهرة
بنفكر بعض بس انه في الوقت ده كان عنده ١٦سنة
المهم وليد يرسم خطة غريبة جدا
هتخليه لما يتعامل مع جوز خالته يبقى التعامل في شغل كبير
وطبعا بفلوس كتيرة
أنما فكرة أنه يشتغل عامل والكلام البسيط ده هتكون صعبة لان طموح وليد أكبر من كده بكتير
وعلشان كده لازم يظهر قدام جوز خالته أنه راجل فاهم في التجارة
وممكن يساعده أو يشاركه في أي تجارة بعد كده
ووليد عارف أنه كده كده طول ما هو في القاهرة هيروح لخالته كتير
وبالشكل ده هيقابل جوز خالته كتير
ولما يسأله على شغله يرد إنه شغال كويس
لحد ما الخطة تكمل ويعرف يقعد مع الراجل ويستفيد منه أكبر استفادة
وفعلا يبدأ وليد الطريق
وينزل القاهرة ويستقر في منطقة فيصل
وقعد لمدة سنتين يشتغل عامل باليومية وكان بيبيع غزل البنات في الشارع
ومكسب اليوم ما بين خمسة جنيه وعشرة جنيه
المهم إنه يقدر يوفر مصاريف يومه
وطبعا إيجار الاوضة اللي واخدها في شقة مع مجموعة من الشباب
وخلال السنتين دول وليد كان بيدرس المنطقة كويس علشان يقدر يحدد نوع التجارة اللي ينفع يفتحه فيها
ولقى أن احسن تجارة هي أنه يفتح محل عصير
يبيع عصاير طبيعية وشوية اختراعات من المشروبات
واللي خلاه يفكر في كده أن في واحد من الشباب اللي كان شغال في محل عصير قال له على مكسب باليوم للمحل الواحد وهنا يقرر وليد أنه يشتغل في محل عصير ويفهم كل حاجة كويس جدا في التجارة دي وازاي يكسب منها أكتر حتى لو بالغش ومع بداية سنة ٢٠٠٠ يعمل كده ويشتغل عامل في واحد من محلات العصير على شارع فيصل الرئيسي
وطبعا أجره كان أحسن من بيع غزل البنات
وصاحب المحل كان فاكر أن وليد ده أمين في شغله ومجتهد جدا
ما كانش عارف أنه بيجهز نفسه علشان ينافسه ويفتح محل عصير هو كمان
بس لأزم يفهم كل حاجة كويس
وفعلا قعد في المحل ده لمدة خمس سنين
فهم كل حاجة في التجارة دي بتمشي ازاي
ويفضل يتطور طول السنين دي في المحل من أول أنه يشتغل بياع لحد أنه يبقى مدير محل
ويبقى مسؤول عن البضاعة والتسعير والبيع والشراء
كل حاجة تقريبا كانت في ايده وساعتها خلاص يقدر يقعد مع جوز خالته ويقترح عليه المشروع ده ويبقى المعلم وليد اللي عنده محل عصير كبير وبرضه أختار منطقة فيصل بسبب الزحمة اللي هناك
وطبعا عارف كويس يقدر ينافس إزاي ويكسب والأهم عرف أزاي يقدر يغش ويسرق أكتر
المهم في أول زيارة له لخالته واللي كان بدأ يظهر عليه أن حالته المادية بقت أحسن بكتير يقعد معها ويشرح لها فكرة المشروع وازاي هو محضر لكل حاجة كويس
والفكرة عجبت خالته تحديدا أن وليد كان فاهم في التجارة دي كويس
وكمان بقى عنده علاقات كتيرة
وأول ما وصل جوز خالته على البيت خالته هي اللي طلبت منه يسمع وليد كويس
وطبعا وليد استحضر روح الإيمان والأمانة والوضوح
وبرغم خبرة جوز خالته في التجارة لكن ما كانش بيفهم في النوع ده من التجارة
وكلام وليد طبعا كان مقنع جدا وباين أنه فاهم في تفاصيل التجارة دي كويس جدا
واتفقوا أنهم هيشاركوا بعض في المحل ده بنسبة خمسين في المية لكل واحد فيهم
جوز خالته بالفلوس وهو الإدارة واتفقوا على خطوات التنفيذ
والكلام ده كان سنة ٢٠٠٦ووليد وقتها كان عنده ٢٣ سنة
تاني يوم على طول من الأتفاق ينزل وليد شارع فيصل ويختار المحل المناسب
وبلغ جوز خالته واداله فلوس إيجار المحل والتوضيب والبضاعة واتفقوا أن العائد بتاع المحل ده يتقسم عليهم كل شهر بالنص
وخلال أقل من شهرين يفتح وليد محل العصير بتاعه واللي كان موجود في واحد من المناطق الحيوية
وفعلا وليد يتحول لصاحب محل عصير
ومن أول يوم كل اساليب الغش وليد عملها
من أول الغش في البضاعة لحد الغش في الحسابات المالية
وجوز خالته وخالته كانوا واثقين فيه جدا
ووليد برضه كان زكي جدا
يجيب مبلغ كويس كربح صافي لجوز خالته
والحقيقة ده كان نسبة مثلا تقدر بعشر في المية من المكسب الحقيقي
بس صعب جدا حد يكتشف كده لأن كل حاجة كانت تحت أيد وليد
وتمر سنة ونص كاملين ونوصل لنص سنة٢٠٠٧
صابرة اللي هي خالة وليد تتصل به في المحل أخر اليوم وتبلغه أن جوزها تعبان وأنهم طلعوا على المستشفى
وليد أتحرك بسرعة من فيصل لمنطقة الوراق ويروح على واحدة من المستشفيات اللي هناك
ويلاقي جوز خالته فعلا حالته الصحية صعبة جدا
وخالته قاعدة برة غرفة العناية المركزة
كل اللي بتفكر فيه حالة جوزها الصحية ووليد قاعد جمبها كل اللي بيفكر فيه لو الراجل ده مات مين هيكون الورثة ومين وقتها هيشاركه في المحل بتاعه ولو حد ظهر بيفهم شوية أو جاله مجرد شك في تصرفات وليد هيكشف كل حاجة عملها وعلشان وليد في الوقت ده كان بيفكر يتصرف أزاي
وبعد ساعتين يتم نقل جوز خالته على غرفة عادية ويخرج من العناية المركزة
وهنا وليد يقرر أن الخطوات لأزم تكون أسرع
فبمجرد ما لقى خالته هديت شوية بعد ما جوزها حالته استقرت أتكلم معها في خطورة اللي حصل أن لو كان الراجل ده مات هي كده هتخسر كل حاجة
وقعد يتكلم معها ويقنعها أنها لأزم تعدل عقد الشراكة تحديدا بتاع محل العصير
ويكون العقد بن وليد وبن خالته
والحقيقة أن خالته اللي أسمها صابرة كان فيها من نفس جينات وليد في وقاحة الشخصية
بس الفرق أنه ما كانش باين عليها
صابرة كانت بتعمل علاقات غير شرعية مع رجالة كتير
وكانت بتستفيد من جوزها في كل حاجة
وكانت عارفة أزاي تعمل كل حاجة في هدوء
بس اللي تعرفه أن وليد كان فاهم وعارف كده كويس
بس ساكت لأن عنده مصلحة
وهنا لمح وليد لخالته أنه يعرف عنها حاجات ما ينفعش حد يعرفها
تحديدا من العيلة
ويتفق مع خالته أنهم يعدلوا العقد في أسرع وقت
وفعلا بعد يومين وبمجرد ما جوزها يخرج من المستشفى تطلب منه على طول أنه يعدل عقد الشراكة في محل العصير
وجوزها فعلا يعمل كده
الراجل اللي عنده ٧٦سنة ومش فارق معه أي حاجة
ده غير أنه كان شايف أن صابرة مراته ست أصيلة ومحترمة وتستحق أي حاجة وخلال يومين بالظبط يتم تعديل عقد الشراكة في محل العصير
وبعد اسبوع بالظبط يتوفى جوزها وفاة طبيعية
وكل اللي حسبه وليد لقاه
طبعا الورثة ظهروا بس هو كان عامل حساب كل حاجة
وبعد ما العزا بكام يوم، العيلة في البلد يكلموا صابرا بنتهم اللي عندها في الوقت ده ٤٣ سنة
ويطلبوا منها أنها ترجع البلد وتقعد وسط عيلتها
وطبعا تتحجج أن عندها تجارة موجودة في فيصل وأنها لأزم تكون موجودة علشان تشرف عليها وطبعا كانت مرتبة كل حاجة مع وليد
وكان كل ما أهل وليد يكلموه علشان يطمنوا عليه يطمنهم على خالته جدا
وأنها عايشة كويس وهو مخلي باله منها
وتمر سنة ونوصل لسنة٢٠٠٩
وليد مستمر في كل حاجة في السرقة وفي المكسب وخالته كل شهر تعدي عليه في المحل تأخد نصيبها من المكسب
والعلاقة بينهم مرضية للطرفين
كل واحد بيعمل اللي هو عايزه
ومن كتر السرقة وعدم الرضا اللي عايش فيهم وليد قرر حاجة غريبة جدا
خالته تعرف رجالة وبتعمل معهم علاقة
يعني هو مش مالي عينيها ولا ايه? الفكرة هنا مش أن وليد عايز خالته توقف العلاقات دي
لأ وليد يقرر أنه يعمل مع خالته علاقة هو كمان
وفي اليوم ده قعد سهران طول الليل بيفكر كده وفعلا يتحرك الساعة ١١ الصبح ويوصل لبيت خالته في الوراق
يخبط عليها الباب وتفتح له بكل ترحيب
ويقعد شوية وعمال يبص عليها بنظرات غريبة
المهم دخل المطبخ يعمل شاي وفي اللحظة دي وخالته بتتحرك قدامه
يمسك عصاية خشب كانت موجودة في المطبخ ويضربها على راسها
وخالته مش فاهمة هو بيعمل كده ليه
فيتخانق معها بسبب الرجالة اللي تعرفهم
ويطلب منها تدخل معه أوضة النوم
وكان باين على ملامح وشه أن فيه شيطان هو اللي بيتكلم وهو اللي بيتصرف
المهم وليد يعمل علاقة مع خالته وبعدها يخرجوا برة في الصالة يقعدوا شوية
وبعد عشر دقايق يطلب منها أنهم يدخلوا الأوضة تاني علشان يعملوا علاقة للمرة التانية
وخالته توافق
بس الحقيقة في اعترافات وليد قال إن كانت خايفة منه جدا
لأنه كان باين عليه الغدر وأنه في حالة مش طبيعية خالص
المهم لما يعمل علاقة للمرة التانية وليد يفوق من اللي عمله
وكل اللي جه على باله أن خالته هتكلم أمه وتقول لها على كل حاجة وليد عملها
فيقر أنه لازم يخلص منها
فقام جاب حبل من البلكونة وربط ايديها
ووقتها خالته عمالة تقول له يأخد كل حاجة بس يسيبها
ووليد في اللحظة دي ما كانش شايف هو بيتصرف أزاي
دخل المطبخ وجاب سكينة وقعد يضرب فيها كتير
لدرجة إنه الشرعي بعد كده اثبت أن عدد الطعنات كانت٢٦ طعنة لحد ما ماتت قدامه ودخل أوضة النوم أخد الفلوس والدهب اللي موجودين وجاب ازازة فيها بنزين كانت موجودة في المطبخ ورمى عليها البنزين وولع في الشقة ونزل
وهو نازل من البيت
كل اللي بيفكر فيه هو عقد الشراكة اللي بينه وبينها في محل العصير هيكون مصيره إيه
ولا كان شاغل باله أنه عمل علاقة مرتين مع خالته ولا شاغل باله أنه قتلها وأنه ولع فيها
المهم يرتب نفسه كويس ويطلع على السكن بتاعه في فيصل يغير هدومه وينزل على محل العصير كأن ما فيش حاجة حصلت
في الوقت ده جيران خالته شافوا الحريقة اللي في الشقة وبلغوا رجال الأمن علشان يوصلوا بسرعة ويسيطروا على الحريق
ويلاقوا جثة لارملة أسمها صابرة وعندها ٤٥سنة وتبدأ التحريات تحديدا بعد ما رجال المعمل الجنائي أكدوا أنه حريق متعمد وأن صبرة مقتولة بعدد كبير جدا من الطعنات وبعدها يتم نقل الجثة للطب الشرعي وكل التحريات الأمنية أكدت أن في أكتر من شاهد شاف وليد إبن أختها وهو نازل من عندها الصبح
فرجال الأمن تعمل تحريات أمنية عن وليد
ويعرفوا أن شخص سمعته مش حلوة
بس معقولة يقتل خالته وفي نفس الوقت يطلع التقرير المبدئي للطب الشرعي
اللي أكد أنها ماتت بالخنق وبعدها اطعنت بسكينة ستة وعشرين مرة بس الأهم أنه اثبت كمان أن تم الاعتداء عليها جنسيا قبل الوفاة
وهنا رجال الأمن تقول أن صعب وليد يكون هو اللي عمل كده
المهم تتحرك قوة أمنية على مكان سكن وليد بالليل
وأول ما شاف رجال الأمن قال لهم أنه هيعترف بكل حاجة
واعترافاته كانت صدمة لرجال الأمن
ووقتها تم التحفظ عليه في قسم الشرطة التابع لمنطقة الوراق
ولما أهل وليد عرفوا اللي حصل ما حدش مصدق أنه يطلع منه كده
والأهم واللي كان شاغل دماغ وليد في الوقت ده أنه لما هيتنفذ فيه حكم الإعدام كان متأكد أن أهله هيرفضوا إستلام جسمانه
وفعلا بعد ما التحقيقات ما تخلص يتحكم عليه بالإعدام
حقيقي طبيعة شخصية وليد من البداية بتقول ان نهايته هتكون صعبة بس مش للدرجة دي
إنسان عنده إستعداد يعمل أي حاجة علشان مصلحته الشخصية
ومعظم التصرفات اللي عملها مش بهدف السرقة والاعتداء بس
أنما الحقيقة هو إنسان زبالة فعلا
وده اقل وصف ينفع عليه