اتخطف لمدة أربع شهور
ولما عرف مين اللي خطفه كانت صدمته أكبر من فكرة الخطف
أتعامل مع عصابة بمعنى الكلمة
وقصته فعلا ولا في الأفلام
في سنة ٢٠١٤في اسكندرية
أحمد عايش وسط عيلته حياة هادية وجميلة وبسيطة
وعيلته ناس كويسة جدا وظروفهم المادية كويسة
وأحمد كان طفل محبوب بين كل الناس والجيران
صحيح ولد صغير في السن لكن تصرفاته كلها كانت بتقول أنه راجل وقد المسئولية
ووالده ووالدته كانوا بيثقوا فيه جدا
وكانوا عارفين أن التصرفاته كبيرة وأكبر بكتير من سنه
أحمد كان بينزل كل يوم الساعة سبعة الصبح علشان يركب الأتوبيس بتاع المدرسة
كان بينزل لوحده ويتمشى خطوتين لأول الشارع علشان يركب الاتوبيس
وفي يوم واحد نازل الصبح يلاحظ أن فيه واحد شكله غريب واقف بيراقبه من بعيد
وبرغم أنه كان مخبي نفسه إلا أن أحمد لفت انتباهه طريقة وقفة الراجل ده
لكن أحمد يلاقي الأتوبيس قدامه فيركب الاتوبيس ويطلع على المدرسة بس طول ما هو راكب عمال يفكر في الراجل ده وطريقة نظراته له
ويمر تلات أيام على الموقف ده
وأحمد وهو نازل الصبح على المدرسة يلاقي الراجل ده تاني واقف ومستخبي
بس أحمد يلاحظ أن الراجل بيقرب منه زيادة عن اللزوم
فاحمد يحاول يسرع خطواته علشان يجري على الأتوبيس
لكن الراجل كان أسرع منه
في الوقت ده كانت والدة أحمد بتبص من الشباك علشان تطمن عليه أنه ركب الأتوبيس ولا لأ
وفجأة تلاقي عربية لونها رصاصي وشكلها غريب بتقرب بطريقة مخيفة من أحمد
الراجل اللي كان أحمد ملاحظه وواخد باله منه يلاقيه أنه يقرب منه ويزقه جوه العربية ويقفل الباب ويتحركوا بسرعة
والدة احمد تقعد تصرخ بصوت عالي لأنها شايفة إبنها بيتخطف قدامها
وكان نفسها أي حد من اللي موجودين في الشارع يلحقه لكن للأسف كانت بدري جدا وما كانش فيه ناس كتير في الشارع
وكل اللي الناس لاحظته في الوقت ده أن العربية لونها رصاصي وما فيهاش نمر وأن الراجل اللي زق أحمد ده لابس كاب بس ما فيش ولا حد في المنطقة يعرفه
الأهالي في منطقة الفلكي ودي المنطقة عايش فيها أحمد مع عيلته يحاولوا يلحقوا العربية بكل الطرق
بس واضح أن الناس اللي خطفت احمد مرتبين كل حاجة كويس جدا
واختاروا التوقيت ده تحديدا علشان يعرفوا يهربوا بسهولة لأن الشوارع فعليا كانت فاضية
وفي نفس الوقت أحمد أول ما يركب العربية يحاول يصرخ علشان الناس تلحقه لكن الناس اللي جوه العربية يشغلوا الكاسيت بصوت عالي علشان ولا حد يسمع صوت صريخ أحمد واحمد يلاحظ أن في حد في العربية هو يعرفه كويس لكن الشخص ده كان مخبي وشه بس أحمد متأكد أنه يعرفه
وبعدها الناس اللي في العربية يجبروا أحمد إنه يشرب عصير علشان بعد عشر دقايق بالظبط يفقد الوعي تماما
والد ووالدة احمد يطلعوا بسرعة على قسم الشرطة علشان يعملوا بلاغ باختطاف أبنهم
وفي نفس التوقيت مجموعة من الأهالي راحو معاهم ويشهدوا ويقولوا لرجال الأمن كل اللي شافوه ورجال الامن تتحرك بسرعة على المنطقة اللي اتخطف منها أحمد
ويبدأوا في تفريغ كاميرات المراقبة
علشان يلاقوا في الكاميرات نفس الكلام اللي الأهالي بيقولوه
عربية لونها رصاصي ما عليهاش نمر وشخص غريب عن المنطقة و لابس كاب ويزق احمد جوه العربية وبعدها يتحركوا بسرعة
ويبدأ فريق بحث من رجال الأمن يتتبع خط سير العربية
وفريق تاني يبدأ يسأل الأب والأم والاهالي عن أي معلومات ممكن تفيدهم
والد ووالدة أحمد يأكدوا رجال الأمن أن ما عندهمش خلافات مع أي حد وأنهم مش شاكين في أي شخص ممكن يكون هو اللي عمل كده
وبعد التحريات رجال الأمن يتأكدوا أن فعلا والد أحمد ما عندوش اي خلافات مع أي شخص
وأن والدته كمان نفس الفكرة في الوقت ده أحمد يفوق من المخدر اللي كان شاربه بيكتشف أنه موجود جوه بيت شكله غريب جدا ويلاقي حواليه ناس غريبة وبتقول له أنه اتخطف ودي أوامر الشيوخ وانه لأزم يسمع كلامهم كويس جدا يا أما هيموت
أحمد في الأخر مجرد طفل وما عندوش أي استيعاب للي حصل
وكان مضطر أنه يعمل أي حاجة الناس دي تطلبها منه لحد ما يتصدم أنه يسمع صوت هو عارفه كويس
وبعد ما يمر أربع أيام على خطف أحمد ييجي تليفون الساعة تلاتة الفجر لوالد ووالدة أحمد
يلاقوا صوت بيقول لهم أن ابنهم موجود معه ولسه عايش
وأنه محتاج مليون جنيه يا أما هيضطر يبيع أعضاء من جسمه
وأنهم عصابة من أكبر عصابات تجارة الأعضاء البشرية
طبعا والد ووالدة أحمد يتصدموا جدا
بس قبل ما يردوا عليهم المعلومة دي أن لو رجال الامن عرفوا اي حاجة عن المكالمة دي يعتبروا أن أحمد أبنهم مش موجود
والد أحمد مش معه المبلغ ده
لكن أكيد هيتصرف بأي طريقة ويحاول يوفر المبلغ ده علشان يلحق أبنه
بس في نفس الوقت يقرر أنه هيبلغ رجال الأمن، ورجال الأمن تأخد منه رقم التليفون ويبدأوا في تتبع الخط ده
ويكتشفوا أن المكان اللي اتعملت منه المكالمة هي في كفر الدوار
يعني الناس اللي خطفت أحمد سافرت به على طول
وبعد ما المكالمة دي تتقفل
أحمد يتصدم من اللي يشوفه
أن الصوت الغريب اللي كان سامعه طول الوقت يطلع صوت عمته
اخت أبوه
ويطلع الراجل الغريب اللي كان شاكك أنه يعرفه ومخبي وشه جوه العربية جوز عمته
ودي كانت أخر حاجة ممكن أي يتوقعها
والأصعب أن عمته كانت بتعامله معاملة وحشة جدا
وكانت بتجيب له أكل بايظ طول الوقت
وكانت بتخليه ينام على الأرض
كمية جحود مش طبيعية
الولد نفسه ما كانش مستوعب في بداية الموضوع أن اللي شايفها قدامه دي هي فعلا عمته وتتقطع الإتصالات خالص مع والد ووالدة أحمد
وده لمدة أسبوع
وبعد شوية أحمد يلاقي عمته وجوز عمته داخلين عليه وبيقولوا له يلا علشان ننزل ونروحك على البيت
وأحمد يفرح وينزل معهم ويركب العربية
بس في الطريق أحمد يتأكد أنه مش مروح على البيت
أحمد يلاقي نفسه رايح على الزقازيق ويدخل بيت تاني أصعب بكتير من الأولاني اللي كان عايش فيه
ويفهم ساعتها أنه مخطوف في مكان جديد
كل ده بيحصل والد ووالدة أحمد مش عارفين يعملوا إيه
الناس اللي خاطفين أبنهم ما حدش فيهم أتصل بهم تاني
وهم مش عارفين أبنهم عايش ولا لأ
كل ده وابوه ما يعرفش أن اللي عاملة كده تبقى أخته
وبعد ما يمر تلات أسابيع آحمد يلاقي واحد صاحب جوز عمته ياخده وينزل به
ويركبه العربية ويطلعوا على طريق سفر ويقف في نص الطريق ويخلي أحمد يكلم أبوه ويقول له أن ظروفه وحشة جدا وأنه بيتعذب وأن لأزم أبوه يدفع الفلوس بسرعة يا أما هيعملوا له العملية بكرة ويبيعوا الكلية بتاعته وأنه خلال ساعات لو والد أحمد ما دفعش الفلوس هم هيعملوا كده في نفس الوقت ده رجال الأمن كانت بتتبع خط التليفون اللي عمال يكلم العيلة فيكتشف أن العصابة في وقت قليل سافرت محافظتين وده معناه أن العصابة دي فاهمة كويس هي بتعمل أيه ويمر شهر ونص على اختطاف أحمد وخلال الوقت ده عمة أحمد كانت بتكلم والده علشان تطمن عليه وتعرف منه أخباره وهل في أي جديد ولا لأ? صعب جدا أن دي تبقى أخته في نفس الوقت رجال الأمن يوصلوا لمعلومة مهمة جدا ان الشخص اللي لابس كاب وظاهر في كاميرات المراقبة يشبه لشخص يبقى صاحب جوز عمة أحمد
والشخص ده متعود أنه يلبس كاب طول الوقت
وأنه كمان معروف عنه أنه راجل مش مظبوط في تصرفاته
فرجال الأمن تعمل استدعاء لوالد أحمد ويسألوه عن الراجل ده
وهل ممكن تشك فيه ولا لأ? بس والد أحمد يأكد لهم أنه صعب جدا أن عمته أو جوز عمته يكون لهم أي علاقة بقصة الخطف دي
فيطلب رجال الأمن منه أنهم يستمروا في التعامل بشكل طبيعي مع العصابة دي لحد ما يحاولوا يقبضوا عليهم
وبعد مرور شهرين كاملين على اختطاف أحمد ييجي والدته تليفون كمان بيطلبوا منهم لما يحضروا المبلغ يروحوا علشان يقابلوهم في بورسعيد
وطبعا اختيار المحافظة دي علشان يشتتوا تفكير رجال الأمن
ويكلموهم بعدها بيوم ويقولوا لهم أنهم غيروا مكان التسليم وهيكون في سينا
أول ما يوصلوا يسلموا الناس الفلوس ويستلموا أحمد منهم
والد أحمد يقول لهم أن المتوفر دلوقتي معه مبلغ متين ألف جنيه
وأنه ما قدرش يكون المليون جنيه
في أول ما يسمعوا منه كده يبلغوه أنهم هيخلصوا على احمد
وبعدها يصوروا فيديو لأحمد وهو قاعد عمال يعيط بيطلب من والده ووالدته أنهم يتصرفوا في المبلغ بسرعة
وورا الكاميرا كان واقف عمته وجوز عمته
وخلال الوقت ده وبعد مرور تلات شهور من اختطاف أحمد رجال البحث الجنائي يروحوا لأكتر من تلات محافظات
وكل ما يوصلوا لمكان مشتبه أن أحمد موجود يكتشفوا أن العصابة لسه سايبة المكان ده من وقت قريب
وبعد ما رجال الأمن يجمعوا أكبر قدر من المعلومات يتأكدوا أن اللي خطف أحمد هي عمته وجوز عمته
فيتصلوا بوالده ويجيبوه ويأكدوا له المعلومة دي
لكن والده يرفض تماما أنه يصدق الفكرة بيقول لهم أنه من المستحيل أنها تعمل كده
فيسيبوه من غير أي ضغط عليه ويكملوا البحث بتاعهم
بس والده وهو نازل من قسم الشرطة بيأكد لهم ان اللي خطف أبنه هي عصابة لتجارة الأعضاء البشرية
جوز عمته اللي أسمه شحتة كان مدمن للمخدرات
وكان طول الوقت ده بيشرب مخدرات بشكل عادي جدا قدام أحمد وقدام ولاده
وكانت عمته خلال الأربع شهور دول بتعاملوا أسوأ معاملة
وأحمد مش مصدق أن كل ده بيحصل قدامه
وفي نفس الوقت مش لاقي أي طريقة يقدر يكلم فيها والده أو والدته ويقول أنه موجود عند عمته وبعد ما يمر أربع شهور واسبوع بالظبط توصل معلومة لرجال الأمن أن شحتة وجوز عمة أحمد شغال في محل كشري في منطقة المرج
يعني المحافظة رقم ستة فتروح قوة من رجال الأمن علشان تقبض على شحتة في محل الكشري يلاقوه قاعد بشكل طبيعي جوه المحل ولا كأنه عامل حاجة
فيقبضوا عليه ويطلبوا منه أنه يتحرك دلوقتي ويوريهم أحمد موجود فين
ويكتشف أحمد بعد مرور اربع شهور واتنين وعشرين يوم أن رجال الأمن بتقتحم البيت وبتقبض على عمته وبتمسك أحمد تطمنه وتعرفه أنهم راجعين به على إسكندرية
يبلغه والده ووالدته أنهم خلاص لقوا أحمد
ويأكدوا لوالده أن اللي كانت خاطفاه فعلا تبقى أخته
وبعد ما يقبضوا عليهم ويحققوا معهم ويواجهوهم بشغل العصابات اللي هم عملوه والتنقل بين ست محافظات والاختفاء بطريقة صعبة جدا يقولوا أن كل ده عملوه علشان خاطر الورث
وفي الأخر الأخت تعرف أن كل اللي كانت حطاه في دماغها وله علاقة بالورث كله مش مظبوط
وأن كل الحاجات موجودة وتحت أمرها
وأنها لو كانت فكرت تتكلم مع أخوها بشكل طبيعي كانت كل حاجة هتتحل لكن للأسف هي مشيت ورا دماغ واحد مدمن
ووالد احمد بعد كل ده مش قادر يصدق أن أخته اللي عملت كده
وفي نفس التوقيت مش قادر يقتنع أن هو هيرفع عليها قضية وأنها كده كده هتتحاكم لأنها ارتكبت جريمة فعلا
وتشوفه وهو بيتكلم وعنده حسرة على أخته وعلى اللي عملته وتشوف أخته بتتكلم إزاي بمنتهى البجاحة ان اللي هي عملته ده كان غصب عنها وأنها كانت بس عايزة تدافع عن ورثها تخطف أبنه وتقعده أربع شهور واتنين وعشرين يوم في حياة سيئة جدا وتقول علشان خاطر الورث وتقبل أن جوزها المدمن ده يعمل فيه كده
وطبعا الأتنين يتحبسوا ومعهم شريك جوزها
والتلاتة يتقدموا للمحاكمة
صحيح ممكن تحصل خلافات بين الأخ واخته أو بين الأخوات بشكل عام
لكن الخلافات توصل للمرحلة دي أعتقد صعب جدا
لأزم يكون إنسان أصله وحش ومن جواه شيطان علشان يوافق ويقتنع أن ممكن يعمل كده