٢٠١٤سنة في المنصورة يتخرج دكتور محمود مجدي من كلية طب الأسنان وكل تقديراته امتياز
عايش في المنصورة مع أهله اللي عندهم فخر كبير بأبنهم
وعيلته مرتاحين ماديا كويس جدا
وقدروا يصرفوا على أبنهم لحد ما بقى دكتور أسنان شاطر
وبعد ما يتخرج يشتغل معيد في كلية طب أسنان في واحدة من الجامعات الخاصة وفي نفس التوقيت بيكمل دراساته علشان يبقى عنده درجات علمية أكبر لأنه بيحب التعليم جدا
والعيلة كانت شايفة أنه طالما دكتور محمود خلص دراسته خلاص وبقى دكتور أسنان يبقى لازم يتجوز
وبرغم أن محمود كان رافض أصلا فكرة الجواز الا أنه كان عارف من جواه أنه ما ينفعش يقول لهم لأ
وده لأن العيلة متحكمين فيه بشكل كامل
بس اللي يعرف محمود بشكل سطحي عمره ما يتخيل أن عيلته هي اللي بتتحكم فيه
لأنه اللي ظاهر قدام الناس أنه شخصية قوية ومجتهد في التعليم جدا ومتميز ودي معظم الأوصاف اللي الناس القريبين منه كانوا بيقولوها عليه
لكن طالما العيلة قالت يجوز يبقى لازم يتجوز
ونوصل لسنة ٢٠١٦
ووقتها دكتور محمود يشوف دكتورة ياسمين اللي بتدرس برضو في كلية طب الأسنان ولكن أصغر منه بتلات سنين وهي كمان تبقى جارتهم ويعرفوا عائلات بعض بس من بعيد
اعجب بها وسأل عليها وعرف أنها من عيلة محترمة جدا
وأنها البنت الوحيدة وأخواتها دكاترة برضه وعيلتها ناس محترمين وسمعتهم كويسة جدا وظروفهم المادية كويسة جدا زي عيلة محمود بالظبط
إختيار ما فيش أحسن من كده
محمود يبلغ أهله والأهل يفرحوا جدا لأنهم عارفين العيلة بتاعتها
فيقرروا أنهم يروحوا لهم زيارة علشان يطلبوا أيد دكتورة ياسمين لأبنهم دكتور محمود
وفي أول زيارة لهم ظهروا قدام بعض بأحسن صورة
بس الحقيقة أن عيلة ياسمين كانت واضحة جدا في كل حاجة من البداية
أنما عيلة محمود كانت بتمثل إنها واضحة
المهم أن الزيارة دي نجحت وخلت العيلتين يتعرفوا على بعض ويرتاحوا لبعض
وبكده يوافقوا على جواز بنتهم من دكتور محمود
الشكل العام والوضع لايقين على بعض جدا
ودكتور محمود بلغ عيلة ياسمين أنه عنده شقته في بيت العيلة جوه المنصورة
وأن عنده طموح أنه يكبر جدا ويعمل عيادته الخاصة في أقرب وقت
وعيلة دكتورة ياسمين حسوا أن محمود ده مناسب جدا
مستواه الثقافي والأجتماعي متقارب ده غير أن عنده طموح أن يبقى بني أدم مختلف وكويس وناجح في شغله
ولان ياسمين دي بنتهم الوحيدة فالعيلة كان نفسها تعمل لها أي حاجة هي نفسها فيها
وبرغم أنها جوازة صالونات إلا إن دكتورة ياسمين أعجبت بدكتور محمود
وده بسبب طريقته وأسلوبه ونجاحه وتميزه
فوافقت هي كمان على الجوازة دي ويتفق العيلتين أنه خلال سنة تتم كل مراحل الجواز
لكن قبل الفرح بمدة قليلة دكتور محمود ييجي يقعد مع عيلة دكتورة ياسمين
ويبلغهم أنه صرف فلوس كتيرة جدا علشان يحضر للجواز
وأنه مش معه أي مبلغ يقدر يصرف منه على الفرح
وهنا عيلة دكتورة ياسمين تقرر إن هي اللي هتتكفل بكل مصاريف الفرح ودكتور محمود وافق وفرح جدا
ما فيش حد وقتها حس إن تصرف دكتور محمود ده غريب جدا
كل اللي جه في بال العيلة إن ظروفه المادية فعلا بقت صعبة بسبب المصاريف بتاعة الجواز
ما كانوش عارفين أن دي علامة كبيرة لحياة هتكون موجودة بعد كده
ويعملوا الفرح ودكتورة ياسمين تروح تعيش في شقة جوزها في بيت العيلة مع دكتور محمود
وبعد أسبوع واحد بس من الجواز دكتورة ياسمين تاخد بالها إن أسرته بتدخل في كل حاجة وأن هو ما لوش أي رأي ولا يقدر يعترض أو يقول رأيه في أي حاجة
وبعد فترة حاولت تتكيف مع الوضع ده وكان كل اللي بيدور في دماغها إنها ممكن بعد شوية وقت تأثر على تفكير دكتور محمود وتعدل من الطريقة اللي مش عجبها وما تعجبش أي حد وتمر سنة على الجواز
وخلال السنة دي ربنا يرزقهم بأول مولود
وخلال نفس السنة بتحصل خلافات ومشاكل كتيرة بين دكتورة ياسمين وبين دكتور محمود
لكن الفكرة أن المشاكل دي ما كانتش المشاكل العادية اللي بتحصل في أول سنة جواز
محمود كان عنيف جدا وعصبي جدا عكس ما كان بيبين للناس
وبقت مشكلات ياسمين معه مش بس تدخل العيلة في حياتهم
كمان بسبب العصبية والعنف الزيادة اللي كان بيطلع معها ومع مولودهم الجديد
وتدخل العيلة بقى زيادة عن الأول وياسمين خلاص ما بقتش طايقة الحياة دي
ومع دخول السنة التانية من الجواز ياسمين تطلب من محمود إنهم ينقلوا لمكان بعيد يعيشوا فيه هم الأتنين مع بعض بعيد عن عيلته
ومحمود ما ادلهاش أي رأي أو رد فعل في لحظة الكلام
وقرر أنه ياخد وقت علشان يفكر بس ؛بس الحقيقة ان محمود ما كانش بيفكر
محمود قعد مع أهله وقال لهم اللي ياسمين طلبته منه
وطبعا أهله رفضوا اللي ياسمين قالته وسمعوه كلام زي أن ياسمين هي اللي هتمشي كلامها عليه
طب العيلة الطبيعية في وضع زي ده? لما تلاقي مشكلة بين أبنهم وبين مراته بتحاول تصلح الموضوع المشكلات اللي بينهم
أنما العيلة دي ما فكرتش أصلا تعمل كده
برغم أن ياسمين فعلآ كانت كويسة جدا معه وست محترمة وأم متميزة
لكن مش فارق معهم أي حاجة من الأوصاف دي
المهم يعملوا اللي هم عايزينه
ودكتورة ياسمين بدأت تحكي لوالدتها عن المشكلات اللي بينها وبين دكتور محمود وعن كمان تدخل العيلة في حياتها
بس المشكلات اللي كانت بتحكيها في البداية كانت عبارة عن الخناقات والعنف اللي ممكن يحصل ما بينهم
لكن ما حكتش لوالدتها في البداية عن المشكلة الأكثر اللي ظهرت واللي حستها ياسمين في إن الدكتور محمود بخيل جدا عليها وعلى أولاده وما كانتش عارفة تتكلم معه في الموضوع ده لأنه من وجهة نظرها ومن وجهة نظر ناس كتير أنه موضوع محرج جدا
ولان عيلة دكتورة ياسمين ناس محترمة بجد فوالدتها طلبت منها أنها تهدا وأنه طبيعي أن ممكن يحصل مشاكل بين الزوج والزوجة تحديدا أن انتم لسة في بداية الجواز
وتمر سنة جديدة وربنا يرزقهم بطفل كمان
لكن الطفل ده كان عنده مشكلة صحية وبسبب المشكلة دي كان ضروري أن الطفل يفضل موجود جوه حضانة علشان الدكاترة تابع حالته ويحاولوا يعالجوه من المشكلة اللي هو فيها
والحضانة دي كانت بتتكلف مبالغ مالية كبيرة
ومحمود اللي هو أبوه وشغال دكتور كان رافض أنه يدفع أي فلوس بحجة أنه مزنوق ماديا
في عيلة ياسمين برضو هي اللي تكفلت بدفع فلوس ومصاريف الحضانة بتاعة أبنهم الجديد لكن بعد ما الفلوس خلصت محمود يقرر أنه يخرج أبنه من الحضانة برغم أنه ما كانش لسه خلص العلاج بتاعه
وده بحجة الظروف المادية
برغم أن اللي بنتكلم عليه ده دكتور وعنده عيادة خاصة وعنده بيت وعيلته مرتاحين مادية
لكن فعلا هو كان بخيل جدا حتى على أبنه وبسبب الحركة اللي عملها الدكتور محمود أنه خرج أبنه بدري من الحضانة أبنه بقى عنده إعاقة
المهم ان الحياة تستمر بينهم ويتعاملوا مع أي وضع موجود أن ده النصيب بتاع ربنا
وفي نفس الوقت المشكلات بتاعة دكتور محمود مع دكتورة ياسمين عمالة تزيد لدرجة أنها وصلت للضرب
ففي مرة ضربها وعمل لها جرح كبير جدا في بقها
ومن كتر ما كان الجرح ده كبير دكتور محمود بنفسه هو اللي خيط لها الجرح لأنه أصلا دكتور أسنان
ولما والدة دكتورة ياسمين عرفت اللي حصل ده? قالت أنها لازم تتطلق
طالما جوزك فكر أنه يمد إيده للدرجة دي فلازم تتطلقي
صحيح دكتورة ياسمين طلبت الطلاق في الوقت ده
لكنها حست بعد شوية ان الطلاق ده هيعمل مشكلة كبيرة لولادهم التلاتة
تحديدا أنها في الوقت ده كان ربنا رزقهم المولود التالت فقررت أنها تكمل حياتها معه علشان ولادهم ما يدفعوش التمن
ودكتورة ياسمين لما كانت بتحكي لوالدتها عن المشكلات اللي بينهم من عنف أو بخل أو غيره ما كنتش بتحكي بكل التفاصيل
وده لأنها واحدة متربية على أن أسرار بيتها ما تطلعش لبرة
وفي نفس التوقيت قررت إنها توهب حياتها بشكل كامل لولادها
سواء من تربية ورعاية وحتى مصاريف
لأن فعليا محمود كان بخيل جدا عليهم
وهي اللي كانت بتتكفل بكل حاجة تخص اولادها
ومن كتر التفكير اللي كان بيدور دايما في دماغها قررت إنها تعبر عن اللي جواها عن طريق إنها تدون كل التفاصيل اللي في حياتها وفي يومها جوه أجندة خاصة بها بتفضفض بها شوية مع نفسها وبتكتب في الأجندة دي كل يومها وتفاصيله مشيت إزاي وبتحكي فيها كل الحاجات اللي مش قادرة تقولها أو محرجة تواجه جوزها بها
فبدأت تكتب عن مشكلاتها مع جوزها محمود وتدخل عيلته زيادة عن اللزوم ده غير موضوع البخل اللي كان عنده بزيادة
الموضوع بالنسبة لها كان مجرد فضفضة بينها وبين نفسها
بتكتب يومها جوة الأجندة وبعد ما بتخلص بتشيل الأجندة دي في مكان خاص بها
لحد ما نوصل لسنة٢٠٢١
وتحديدا تالت يوم من عيد الاضحى
دكتورة ياسمين تقعد في البيت وتكتب يومياتها جوة الأجندة
وبعد ما خلصت خدت ولادها ونزلوا يشتروا حاجات
وقتها دكتور محمود رجع على البيت
ولما فتح وما لقهاش موجودة ولا الولاد موجودين أتصل بها وعمل خناقة كبيرة
إزاي تفكر تنزل من البيت من غير ما تأخد إذن بس دكتورة ياسمين قعدت تقول له إنها إتصلت به أكتر من مرة وتليفونه مقفول فما كنتش عارفة توصل له
ولما هو أتأكد وشاف الرسايل إنها حاولت تتصل به كتير سكت بس كانه كان بيتلكك على أي حاجة
المهم إن بعد ما محمود قفل معها التليفون لفت انتباهه الأجندة بتاعتها اللي نسيتها اليوم ده وبالصدفة على السفرة وأدى لنفسه الحق أنه يفتح الأجندة الخاصة بها وبدأ يقرا كل حاجة دكتورة ياسمين كاتباها عن عيلته وعن بخله وعن العنف اللي معها ومع ولاده ولما توصل دكتورة ياسمين لبيته ومعها ولادها دكتور محمود واقف لها ومع الأجندة في إيده وبيواجهها بها وانها إزاي كاتبة فيها كده
فتقعد دكتورة ياسمين تحاول تفهمه إنها بتفضفض بينها وبين نفسها
وأنها مجرد يوميات هي بتكتب فيها حاجات تخصها
وأن ما حدش خالص يعرف كل التفاصيل اللي مكتوبة في الأجندة دي
لكن من نوعية الرجالة اللي بيحبوا الجدال فترة طويلة
ومن كتر طول الجدال ده والخناقة اللي قعدت ساعتين
ياسمين انفجرت وخرجت عن شعورها وقالت له كل الكلام اللي كانت محرجة تقوله له قالته له في وشه وبشكل مباشر
وصوتهم يعلى جدا وأهله سامعين الخناقة ولا حد فيهم فكر أنه يهدي الدنيا بينهم
لحد ما نوصل للساعة أتنين ونص بالليل
ياسمين تكلم والدتها وتقول لها أنها خايفة جدا من محمود
وأن العنف اللي وصل له والخناقة بطريقة مش طبيعية جدا
بس والدتها تهديها وتقول لها أنهم في العيد
وأنه طبيعي ممكن تحصل مشكلة بينهم بسيطة وأنها ما تخافش وأن محمود ده في الآخر جوزها وإبن الناس
وبعد ما تقفل مع والدتها دكتور محمود يتضايق أكثر ويحس أنه ما خدش حقه فيدخل المطبخ ويجيب سكينة وولاده قاعدين ويدخل على مراته ويضربها أكثر من حداشر طعنة في البداية وبعدها هيكمل تاني لحد ما يوصلوا لسبعتاشر طعنة قدام ولاده
ولا فارق معه
وأهله كانوا سامعين الصريخ والصوت العالي بس كانوا فاكرين أنها خناقة زي كل خناقة بتحصل بينهم
وكان ده الطبيعي اللي المفروض يحصل في البيوت
وبعد ما دكتورة ياسمين تموت قدام ولادها دكتور محمود يفتح باب الشقة وينزل ويهرب
ومن كتر الصريخ والصوت العالي بتاع الأطفال أهله يطلعوا على فوق فيلاقوا دكتورة ياسمين مرمية على الأرض وغرقانة في دمها
طب كلموا الإسعاف وحاولوا اعملوا أي حاجة الحقوها لكن لأ قعدوا ينضفوا الدم اللي موجود في الشقة
وبعد ساعتين يعني الساعة خمسة الفجر ينقلوها على المستشفى
وطبعا منظر الجروح اللي من السكينة باينة جدا
والدكاترة أول ما يشوفوا كده ويلاقوها متوفية يكلموا رجال الأمن على طول لأنهم جريمة قتل وبعد ما يوصل رجال الأمن ويلاقوا دكتورة ياسمين فعلا مقتولة يكلموا عيلتها ويحاولوا يوصلوا لهم الخبر بطريقة بسيطة بس مش عارفين يقولوا لهم إيه
جوزها اللي شغال دكتور قتلها بسبعتاشر طعنة قدام ولادهم
ولادهم اللي شافوا كل حاجة بالتفصيل
وطبعا الدكتور المحترم كان هربان وخلال أيام قدرت رجال الأمن تقبض عليه في إسكندرية في شقة سكنية مخصصة للمصيفين
ويتم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة في واحدة من أكبر قضايا الرأي العام وقتها
وبعد تحقيقات النيابة العامة وجمع كل الأدلة يتحكم عليه بالإعدام ٢٠٢١سنة
لكن سنة٢٠٢٤ يتخفف الحكم عليه للمؤبد
وده نتيجة النقض في الحكم وتقديم معلومات جديدة
وطبعا رجال القانون هم اللي يقدروا يفيدونا بتعديل الحكم ده بيحصل ليه وازاي ؟ بس أعتقد أن حكم الاعدام لواحد زي ده هيكون أرحم بكتير من حكم المؤبد
ده واحد هيعيش حياته كلها في حالة عذاب
خسر نفسه وخسر ولاده وخسر مراته وجاب لأهله مصيبة
صحيح أن الشكل الخارجي كتير بيخدع
ده ومعيد ومن عيلة كويسة بس فعلا ولا التعليم ولا الفلوس بيفرقوا في حاجة
المهم الدين والتربية
ومتأكد إن اللي زي محمود ده ولا يعرف حاجة عن الدين ولا التربية
والحمد لله ان عياله اترحموا من واحد زي ده
لانهم حاليا عايشين مع عيلة ياسمين اللي أكيد هيطلعوهم محترمين جدا زي والدتهم بالزبط
ربنا يرحم دكتورة ياسمين