٢٠٠٦ وتحديدا يوم الأربعاء ٢ /أغسطس
كوثر اللي عندها ١٩ سنة ومتجوزة بقى لها خمس شهور بس من التاريخ ده عايشة مع جوزها محمود حتى علاقاتها بالجيران في البرج السكني اللي قاعدين فيه كانت علاقات محدودة جدا ويمكن تكون ما بتتكلمش مع حد كتير
لكن مشكلتها أنها لما بتثق في حد زيادة عن اللزوم بتحكي له تفاصيل كاملة عن حياتها
وفي يوم الأربعاء ده اللي هو ٢/٨ نزلت تجيب لها الحاجات اللي ناقصاها ولكن بعد ما ترجع من السوق تكتشف انها نسيت بعض الحاجات فتقول لحارس العمارة يجيبها لها ويطلعهم عندها في شقتها اللي في الدور السابع
وفعلا الحارس يروح وكوثر تركب الأسانسير وتطلع على الدور السابع
وبعد نص ساعة الحارس يرجع ومعه الحاجات
ويطلع الدور السابع ويقعد يخبط على الشقة بتاعة كوثر أكتر من مرة
لكن ما تفتحش ولا يطلع لها أي صوت
فيستنى خمس دقايق وبعدها يقرر أنه يسيب الحاجات عند باب الشقة وينزل علشان عنده شغل تاني
ومحمود جوزها يرجع من شغله في ميعاده الطبيعي الساعة خمسة مساء
وأول ما يفتح باب الاسانسير في الدور السابع يلاقي الشنطه اللي جابها الحارس لسة موجودة برة باب الشقة
فيأخد الحاجات وهو متضايق جدا من مراته أنها سايبة الحاجات دي برة الشقة
ولما يدخل يقعد يدور على كوثر في كل مكان ما لهاش أي وجود
وبعدها ينزل للحارس بتاع البرج علشان يسأله على كوثر مراته
فالراجل يقول له على انه راح يجيب لها الطلبات الناقصة فاستغربه اكتر من اللى قاله الحارس
لأن الحارس أكد له أن شاف كوثر لما دخلت البرج
لكن هو مش متأكد هي نزلت بعد كده ولا لأ
لأنه بعد ما نزل من عندها راح أكتر من مشوار
فمش متأكد هل كوثر نزلت من البرج ولا لأ? وفضل محمود جوزها يسأل الى في البرج عن حد شافها وده خلا
عدد كبير من الجيران اللي ينزلوا وهم مستغربين جدا من اللي حصل
وعلى الساعة عشرة بالليل بعد ما يفقدوا الأمل أنهم يلاقوا كوثر يطلع محمود وعيلتها على قسم الشرطة علشان يعملوا بلاغ بالتغيب
وطبعا يدوا لرجال الأمن أوصافها وصورها ومحمود يأكد لهم ان ما فيش أي اختلاط بينهم وبين الجيران وما فيش أي مشاكل بينهم وبين أي حد
ده غير أن محمود جوزها ما وجهش الأتهام لأي شخص يكون هو السبب في تغيب مراته
ومن ضمن المعلومات اللي وصل لها رجال الأمن أن كوثر كانت على علاقة قوية بجارة واحدة بس وهي ساكنة معها في نفس الدور في الدور السابع
أسمها أم زينب وجوزها الأستاذ رضا اللي شغال حلاق
وأم زينب في الوقت ده كانت مسافرة وقاعدة عند أهلها علشان حامل وهتولد كمان شهر
و هي أصلا مش موجودة في البرج
ويمر اليوم الخامس والكوثر لسه مختفية
وفي نفس الوقت يوصل بلاغ لنجدة بوجود اشلاء
جسم أنسان
فيبلغوا رجال الأمن علشان يتحركوا ومعهم فريق من البحث الجنائي على مسرح الجريمة فورا والمكان اللي لقوا فيه أشلاء الجثة
ويتم جمع الأشلاء علشان واضح عليها أنها جثة مش مكتملة بس يلاقوا انها اشلاء أنثي
فكان فيه أحتمال بنسبة كبيرة أن أشلاء الجثة دي تكون بتاعة كوثر
وبعد مطابقة البصمة اللي خدوها من أشلاء الجثة يتأكدوا أنها جثة كوثر
فيتم استدعاء محمود وبيأكد على نفس المعلومات اللي قالها قبل كده أن ما فيش أي خلافات مع حد
وانه ما بيتهمش أي حد
وبدأ رجال الامن يجمعوا كل المعلومات عن الجيران
وده لأن المعلومة المؤكدة أن كوثر ضىوضودخلت البرج وما خرجتش منه خالص
وبعد التحقيق والكشف وعمل كافة التحريات تم القبض على رضا زوج أم زينب جارة كوثر والتي تسكن في نفس الدور وصاحبتها الوحيدة من جيران البرج
وفي اللحظة دي ينهار رضا ويعترف لرجال الأمن أن هو اللي عمل كده في كوثر وقال لهم عن باقي أجزاء الجثة اللي اتخلص منها في تلات أماكن مختلفة
ده غير اللي أتخلص منه في الحمام عن طريق التواليت
كان بيرمي فيه قطعة قطعة وبعدها يشد السيفون وبدأ يشرح لرجال الأمن هو عمل أيه بالتفصيل علشان نسمع أكتر قصة مرعبة ممكن تسمع عنها في حياتك ونرجع تاني ليوم الأربعاء ٨/٢ اغسطس كوثر نزلت فعلا على السوق علشان تشتري حاجات ولما رجعت قابلت حارس العمارة وطلبت منه أنه يجيب لها الحاجات اللي نسيتها
وأنها فعلا دخلت البرج وركبت الأسانسير وطلعت الدور السابع
بس لحد هنا نبدأ نحكي القصة واللي حصل بالظبط
رضا كان عارف أن كوثر على علاقة كويسة بمراته
وعارف أن كوثر عارفة أن مراته مش موجودة أصلا في البيت وأنها مسافرة عند أهلها علشان الست حامل وتعبانة
وفي نفس التوقيت رضا عارف كل حاجة عن كوثر
بتلبس أيه دهب ومعها أيه فلوس
ده غير أنه كان بيراقبها كويس وعارف مواعيدها بالظبط
واليوم ده لما كوثر طلعت الدور السابع وفتحت باب الأسانسير
نده عليها رضا وقال إن مراته تعبانة وعيزاها تخش عندها عشان تطلب منها حاجة ولما دخلت شاور لها على
أوضة النوم ولما دخلت أكتشفت إن أم زينب مش موجودة أصلا في الشقة
وفجأة تلاقي رضا بيهجم عليها مسكها من رقبتها وقعد يخنق فيها وكوثر عمالة تدافع عن نفسها بس طبعا مش قادرة عليه
لحد ما موتها ووقعت على الأرض
ويقعد عشر دقايق بكل هدوء ويجيب تلات أكياس ملح كبار ويدوبهم في الماية في البانيو ويحطوا الجثة فيهم علشان الريحة ما تطلعش
وبعدها يدخل علشان ينام
بس الساعة سبعة الصبح يقوم على كابوس انه يلاقي كوثر كأنها واقفة قدامه
فيقوم بسرعة ويطمن أن الجثة موجودة
زي ماهي فيقلعها
دهب من اللي كانت لابساهم يروح يبعهم ويسد الديون اللي عليه من إيجار الشقة وإيجار المحل
وبعدها يطلع على البيت ويخرج الجثة من البانيو تاني ويكمل التقطيع فيها
وكل جزء بعد ما يفصله من الجسم ويعرف يقطعه لقطع صغيرة يرميه في التواليت زي ما كان بيعمل أنما الأجزاء الكبيرة بدأ يجمعها في خمس أكياس بلاستيك كبيرة ويفكر هيتخلص منها إزاي
فيكلم واحد صاحبه معه عربية ويقول له أن مراته لما سافرت اللحمة اللي في التلاجة باظت وبدأت تعمل ريحة وحشة في البيت
وطلب منه أنه يساعده علشان
يتخلص منها
وبعد ما تخلص من الأكياس راح واخد بعضه ويسافر
البلد ويطمن على بنته الوحيدة ويبيع الدهب وقبل ما يسافر يدي لمراته الفلوس
ويقوللها
أن واحد صاحبه كان مديون له بفلوس وأنه رجع له الفلوس دي
وأن سد كل اللي عليه
وخلال اليومين وهو مسافر المعلومات كانت بدأت تتجمع واتجمعت كافة الأدلة التي تداينه
وأول ما ينزل يتقبض عليه ويتفتش شقته زي ما حكينا
واللي يضايق أكتر أنه كان هادي جدا وهو بيعترف بكل حاجة عملها حتى وهو بيعيد تمثيل الجريمة
وبعد التحقيقات والمحاكمات يتحكم عليه بالاعدام
وأعتقد ان ده أقل حكم ممكن ياخده
ما عندوش اي نوع من انواع الانسانية
ايه زنب واحدة متجوزة بقى لها خمس شهور يحصل فيها كده? ايه ذنب واحدة تدفع تمن واحد فاشل ومش قادر يسد اللي عليه أو يشتغل وينجح في أنها اللي تدفع تمن فشله
ده درس لنا كلنا أننا ما نعرفش حد
إحنا معنا أيه أو نمتلك أيه أو بنفكر في أيه
الله اعلم بنفوس الناس