في يوم من الأيام شتاء سنة١٩٩١
وتحديدا صباح يوم ١٥ يناير اليوم ده وأثناء ماكان اللواء النوري بوشعالة موجود في مكتبه
مسؤول أمن رئيس الجمهورية التونسية
ده بالإضافة أنه مسئول عن حماية القيادات الفلسطين داخل تونس
المهم أن هو قاعد في مكتبه بص لقى جرس التليفون رن
رفع سماعة التليفون
لقى على الخط التاني واحد اسمه رياض الحنتولي
ورياض الحنتولي يبقى مسؤول الحرس الخاص بواحد من القيادات الفلسطينية أسمه هايل عبدالحميد
واللي كان شهير بإسم أبو الهول طيب خير إيه اللي حصل يا سيد رياض؟
رد عليه وقال له الحق ده فيه مصيبة وكارثة حصلت فيه ضرب نار في البناية الخاصة بالقيادي الفلسطيني هايل عبدالحميد الراجل أول ما سمع الكلمتين حس بالظبط وكأن في شريط ذكريات أسود مرت قدام عينيه لأن تقريبا نفس الحادثة حصلت برضو على الأراضي التونسية وضد وأحد من القيادات الفلسطينية ويدوب من سنتين
ولاكتر من كده كمان واللي سبب حالة من القلق الشديد جدا عنده هو أن مقر إقامة السيد أبو الهول أو الشهيد هايل عبدالحميد
كان على مقربة من مسافة قريبة جدا من قصر الرئاسة التونسي بسيد رياض في إصابات أو في حد مات قال له إصابات في تقريبا في مجزرة في بركة دم كل اللي في البيت ماتوا والقاتل محتجز نساء البيت ورافض أنه يتعامل مع أي حد إلا واحد من قيادات الشرطة التونسية فيا ريت تلحقوا الموقف بسرعة قبل ما يتهور ويخلص على اللى فى الباب
وفعلا اللواء النوري أتحرك بقواته وبمنتهى السرعة ووصل على المكان
وأول ما وصل هناك لاحظ أن كل الحرس والمرافقين اللي موجودين كلهم واضح عليهم علامات الذهول الشديد جدا جدا ومش مصدقين اللي حصل
وخاصة بعد ما عرف مين اللي نفذ العملية وبدأ بعدها يسمع صوت صراخ وهياج شديد جدا جدا
وبدأ القاتل يردد كلمة أنا عايز عاطف أبو بكر
هاتوا لي عاطف أبو بكر
لولاه ما كانتش الجريمة دي كلها حصلت من الأساس
وفي الآخر بدأ يقول أبو نضال كان على حق من اللحظة دي وبعد ما قال الجملة دي تحديدا بدأ يتكشف للكل مين اللي ورا تنفيذ العملية وهنا ييجي السؤال يطلع مين القاتل
ومين هو أبو نضال
وإيه اللي خلاه يحرض القاتل أنه يقتل واحد من أهم وأبرز القيادات الفلسطينية في الوقت ده طيب شوف يا سيدي أبو نضال ده إسم الشهرة لواحد اسمه صبري خليل البنا
والراجل ده ولحد فترة معينة كان واحد من الأعضاء البارزين جدا في حركة فتح أو منظمة التحرير الفلسطينية
لحد ما جه الوقت وتحديدا سنة ١٩٦٩
واتعين ياسر عرفات أنه يبقى الرئيس منظمة التحرير الفلسطينية وقتها راح جاي معين اللي هو أبو نضال يبقى ممثل حركة فتح في الخرطوم أول ما تمت التهدئة فتح نار التصريحات على ياسر عرفات اتهمه بالجبن والتخاذل وأزاي أنه يوافق على وقف إطلاق النار أزاي أصلا أنهم ما وصلوش لحد قصر الملك حسين
ولاكتر من كده كمان أنه بقى يطلع على أذاعة صوت فلسطين
ويهاجم ويحرض على ياسر عرفات والملك حسين بشكل علني وصريح
وجه بعدها على طول أعلن أنه منشق عن منظمة التحرير الفلسطينية
وراح جاي واخد بعضه ومسافر على العراق وواحدة واحدة وبمرور معظم اللي كانوا بيختلفوا مع ياسر عرفات ياخدوا بعضهم وينضموا لجماعة ابو نضال
وكان من أشهر الأسماء اللي انشقت عن منظمة التحرير الفلسطينية وانضمت لجماعة أبو نضال السياسي الفلسطيني المعروف عاطف ابو بكر
الإسم اللي لسه قايله لك من شوية
المهم أن الحركة أو التنظيم اللي كونه أبو نضال أطلق عليه إسم المجلس السوري وطبعا كان عايز التنظيم يكبر
فبدأ مع الوقت انه يبدأ في تجنيد صغار الطلبة أو صغار الشباب اللي موجودين في المخيمات
وكان أهم شرط بيشترطوا عليهم وقت التجنيد أن اللي بينضم له ما بيطلعش منه ولك أن تتخيل أن الشاب اللي كان بيقوم بتجنيده كان بيخليه يكتب بيانات كل أفراد أهله وأسرته
وكان كمان بيخليه يمضي على إقرار بأنه موافق على إعدامه
أو إعدام أي فرد من أفراد أسرته في حالة أنه فكر بس أنه يخون أو أنه ينشق عن التنظيم
وكانت أولى تعليماته وأهم مبادئه هي الطاعة العمياء
تنفذ بدون أي نقاش أو تفكير
يتقال لك تاكل أو ما تاكلش تقول حاضر
تتجوز تقول حاضر
ما تخلفش
تقول حاضر
اقتل
يبقى الإجابة بتاعتك السمع والطاعة وعمل لنفسه كل حاجة تخليهم قوة لا يستهان بهم
زي التسليح ... التدريبات
عمل لنفسه مجموعة مخابرات خاصة به
مكاتب تحقيق .. محاكم لإصدار الأحكام
حتى أحكام الإعدام كان هو اللي بينفذها بنفسه
وكل اللي قلته لك ده كوم وأساليب تعذيبه للمساجين كانت كوم تاني لك إن تتخيل أن المسجون من دول كان بيتم تعليقه من ملابسه عاري تماما بعدها يضرب ويتعذب ويجلد لحد ما يغيب عن الوعي نهائي ويبدأ يفوق لما يتم القاء الملح ومسحوق الفلفل الحار فوق الجروح وأول ما الألم بس يخف شويتين يجيبوا البلاستيك ويتم تسييحه والقائه فوق الجرح
وكل أساليب التعذيب دي مش لأنه كان بيعذب واحد خاين ولا جاسوس أو راح اتعامل مع الصهاينة
ده لمجرد بس فكر أنه ينشق عن التنظيم
المهم يا سيدي أن شوكة أبو النضال لما قويت وبقت مدعومة وبقوة
بدأ هو ومجموعته ينفذوا عملياتهم
العمليات دي سواء كانت لمصلحتهم أو حتى لمصلحة الغير
وكانت أول عملية ينفذوها يوم ٥ سبتمبر سنة ١٩٧٣
لما خمسة منهم هجموا على السفارة السعودية في باريس
واخدوا ١١ رهينة من داخل السفارة
طيب أسباب العملية قال لك والله إحنا عايزين نفرج عن سجين مسجون في الأردن اسمه محمد داوود عودا والشهير بابو داوود
وكان مسجون هناك بتهمة محاولة إغتيال الملك حسين
المهم أن بعد المشكلة ما خلاص خلصت والسعودية حلتها بالمفاوضات والكويت دفع ١٢ مليون دولار للملك حسين عشان يفرج عن محمد عودة
طبعا الموضوع ده سبب غضب شديد جدا جدا لياسر عرفات ومنظمة التحرير
عشان كده وجه الكلام للعالم كله سواء للدول العربية أو غير العربية
وقال لهم أن أبو نضال منشق عن المنظمة وكل اللي بيحصل منه ده إحنا ما لناش أي علاقة به
طيب أبو نضال يسكت ويلم الدور أبدا
ده ييجي بعدها على طول
وتحديدا في شهر ديسمبر سنة تلاتة وسبعين١٩٧٣ وينفذ العملية التانية
ولكن المرة دي خطف طيارة طيب وأسبابك إيه المرة دي?
قال لك والله المرة دي درس و رسالة لأبو عمار ولحركة فتح عشان لا يحضروا ولا يقعدوا في مؤتمر السلام اللي هينعقد في جنيف
وعشان كده ولما فاضل كيل والموضوع زاد عن الحد
فجاءه
أبو عمار وأصدر قراره بفصل أبو نضال من حركة فتح في شهر مارس سنة الف ١٩٧٤
ويا دوب بعدها بست شهور وتحديدا في شهر سبتمبر سنة ١٩٧٤ وتصدر محكمة فتح حكمها الغيابي ضد أبو نضال بالإعدام
وده عن تهمة محاولة إغتيال محمود عباس أبو مازن بعد كل اللي حصل والحكم كمان اللي صدر ضده وصلت الخلافات ما بين أبو نضال ومنظمة التحرير وحركة فتح لأقصى درجة ممكن تتخيلها وبدأ يوجه لهم ضرباته الموجعة في أي مكان يتواجدوا فيه
وكل ضربة كانت أشد من اللي قبلها
المشكلة أن كانت كل ما قوة أبو نضال ونفوذه بيزيدوا كل ما كان مرض جنون العزمة بيزيد جواه
لدرجة أنه كان بيقول على نفسه أنا روح الشر أنا الكوابيس التي تطاردهم في جنح الظلام وكان كل ما جنون العظمة يزيد كل ما كان القلق جواه يزيد
ومع زيادة القلق كان يزيد جواه إحساسه بالتخوين والتشكيك في اللي حواليه
لدرجة أنه في ليلة من ليالي نوفمبر سنة ١٩٧٨قتل سبع عضو من اعضاء التنظيم ودفنهم كلهم في مقبرة جماعية في معسكر أو في مخيم اسمه مخيم البداوي في لبنان
المهم أن خلال الفترة دي والحالة اللي وصل لها أبو النضال بدأ جهاز أمن الثورة أو جهاز المخابرات التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية
واللي كان بقيادة صلاح الشهير بأبو إياد أنه يستغل الأوضاع دي كلها عشان يفكك التنظيم وينهي وجوده تماما
وفعلا أشتغل أبو إياد على الموضوع ده وبدأ يوجه ضرباته القاصمة لتنظيم أبو نضال لحد ما بدأ يسحب الأعضاء من أبو النضال واحد ورا التاني لحد ما الضربة طالت عضو موجود في جماعة أبو نضال
كان العضو ده اسمه عاطف أبو بكر
الإسم اللي لسة قايل لك عليه من شوية
عاطف أبو بكر في الأساس كان عضو في منظمة التحرير الفلسطينية
ولكن فيما بعد انشق عن منظمة التحرير وانضم لأبو نضال
بمرور الوقت بدأ أبو إياد انه يرجع عاطف أبو بكر مرة تانية وياخده من أبو نضال ويرجعه لمنظمة التحرير
المهم أن أبو نضال ساعتها وصل به الغضب مداه
كان خلاص على وشك أنه يتجنن ويشد في شعره
والموضوع بالنسبة له ما كانش محتاج أي تفكير في القرار
لأن قراره كان إغتيال أبو إياد ومن اللحظة دي بدأ هو ومساعديه أنهم يدوروا على أنسب شخص يزرعوه حوالين أبو إياد اياد وهو اللي ينفذ عملية الاغتيال
وفعلا وبعد بحث وتقصي وقع أختيارهم أو تقدر تقول أنه دفع إليهم بشاب فلسطيني وهو
الغادر حمزة محمود أبو زيد
وحالا دلوقتي هافهم حضرتك أنا ليه قلت كلمة تم الدفع به إليهم طيب
يطلع مين بقى الشخص ده?
وليه اختاروه هو تحديدا?
حمزة أبو زيد شاب فلسطيني أتولد في معسكر اسمه معسكر الوحدات سنة ١٩٦٣
أهله كانوا من العائلات اللي تم تهجيرهم من بيوتهم و أراضيهم
بعد المواجهات اللي حصلت سنة ١٩٨٢
فالعيلة بعد ما تم تهجيرهم خدوا بعضهم وطلعوا على الحدود الأردنية
ومن هناك دخلوا الحدود السورية
طبعا وهم هناك ما كانتش معهم أي أوراق
فتم القبض عليهم
سؤال من هنا على سؤال من هناك لقوهم تمام ما فيش أي مشكلة عليه
فعدوا العيلة كلها وقبضوا على حمزة
راحوا جايين ماسكينه ومسلمينه لحركة فتح
حمزة كانت ملامحه تبان عليها القوة
طويل القامة
مفتول العضلات
وعشان كده المسئولين في حركة فتح قال لك اللي زي ده ما ينفعش يبقى مجرد شاب ينضم للحركة وخلاص
وللسبب ده راحوا جايين باعتينه على معسكر تدريب في قعد هناك عشر أسابيع اتدرب بقى خلالهم على جميع فنون القتال وحمل السلاح والتدريبات على الحراسة الشخصية ويدوب خلص تدريباته في غوسلافيا راحوا جايين باعتينه على باكستان وهناك اخد تدريبات بشكل مكثف وأعنف وكانت كل التدريبات دي
عشان يهيئوه ويجهزوه أنه يبقى واحد من طاقم حراسات الشخصيات الهامة
وعلى الرغم من كل التدريبات والأهتمام الغير عادي اللي شافه هناك إلا أنه كان شاب غير ملتزم على الإطلاق
ما فيش أي حاجة كانوا يطلبوها منه إلا ويخالفها
وعشان كده آخر ما زهقوا وحطوا صوابعهم في الشق منه راحوا باعتينه على تونس
لما رجع مرة تانية على تونس وطبعا كان معه التقارير اللي بتقول أنه إنسان غير ملتزم أطلاقا
ده بالإضافة أنه كان مشاغب
فكان في تونس هناك واحد اسمه زكي بعلوشة
الراجل ده كان مسئول امن السفارات الفلسطينية على مستوى العالم
فزي ما تقول كده ما حبش أنه يستغنى عنه أو استخسره في أنه يرفده
راح جاي واخده وباعته على هنجريا
وقال له أشتغل هناك بقى في الأمن والحراسة
حمزة ابو زيد واول ما وصل على هنجريا قعد اسبوع واحد وضرب خناقة مع مدير المكتب
عشان كده راح جاي مرجعه مرة تالتة على تونس
المرة دي بقى لما رجع على تونس
مين اللي شافه? شافه القائد الشهيد الفلسطيني هايل عبدالحميد واللي كان شهير باسم ابو الهول
أول ما شافه قال له يا عم أنت بتاع مشاغبة تروح هنا مشاكل وهناك مشاكل لا تتحرك يمين ولا شمال
أنا هاخدك أشغلك معي ضمن طاقم أفراد الحراسة الشخصية بتوعي
وفي اللحظة دي ومن الوقت ده تحديدا كان أول لقاء ما بينه وما بين الشهيد هايل عبدالحميد
وفعلا أشتغل معه ضمن طاقم أفراد الحراسة
طيب يركز كده ويحافظ على الثقة والإحترام اللي ما بينه وما بين الراجل أبدا
فييجي حمزة شيطانه يوسوس له عن طريق واحد اسمه حسني عبيد
وسوس له أنه يسيب هايل عبدالحميد ويهرب منه ويروح ينضم لجماعة تانية اسمهم جماعةهواري كانو موجودين في بغداد في العراق وفعلا بدون لا استئذان ولا سلام ولا كلام هرب من
تونس وطلع على بغداد وهناك إنضم فعليا لجماعة هواري
شويتين كده ولا كام شهر والجماعة اتعرضت لمشاكل داخل العراق واضطروا أنهم يسيبوا العراق ويسافروا للخارج
وكان الكلام ده في سنة ١٩٨٨
طيب ركز بقى في السطر اللي جاي ده عشان فيه جاسوس مهم وخطير جدا جدا هيظهر هنا في التفاصيل
الجاسوس ده لم تكتشفه السلطات الفلسطينية إلا سنة الف تسعمية تلاتة وتسعين يعني بعد الحادث اللي حصل بسنتين كاملين
الجاسوس ده بقى يا سيدي العزيز كان اسمه عدنان ياسين
أن عدنان ياسين ده واللي كان شخصية مهمة جدا جدا في منظمة التحرير
كان إبن خالة القاتل حمزة ابو زيد
وفي هذا التوقيت يا سيدي العزيز كان عدنان ياسين جاسوس أصيل مأصل للموساد الإسرائيلي
فبطريقة ما الجاسوس عدنان ياسين دفع بأبن خالته اللي هو حمزة أبو زيد بأنه يتعرف على
واحد أسمه ناصر الراشد
ناصر الراشد ده كان احد أذرع تنظيم أبو نضال
أبو نضال اللي لسه حاكي لك قصة التنظيم بتاعه
شفت بقى حضرتك اللفة حصلت ازاي?
طيب كده حضرتك عرفت مين هو تنظيم أبو النضال? وعرفت مين هو حمزة ابو زيد وعرفت كمان صلة القرابة اللي ما بين الجاسوس الاسرائيلي عدنان ياسين وحمزة ابو زيد
وعرفت كمان ازاي أن الجاسوس عدنان نجح في أنه يكون هو همزة الوصل ما بين حمزة ابو زيد وما بين أبو نضال
يعني وصل الإتنين ببعض
عرفت عظيم جدا وقف لي هنا بقى عشان هنخش في النقطة اللي بعدها
من دقايق شرحت لحضرتك حالة العداء القاتل اللي كان بيضمرها أبو نضال لأبو إياد
وازاي أنه كان بيتحين أي فرصة عشان يخلص عليه
وعشان أصور لحضرتك حجم العداء ده وصل لحد فين?
لك تتخيل أن أبو نضال خطط ودبر ونفذ ست محاولات إغتيال ضد أبو إياد
خمسة منهم فشلوا وواحدة نجحت
المهم ا٦نه في هذا التوقيت وتزامنا مع هذه الحالة العدائية
أبو إياد كان بالظبط عامل زي الشوكة واقفة في حلق الصهاينة لأنه كان شخصية قوية جدا جدا
وكان بيطلق عليه أنه لو قال بينفذ وخاصة أنه كان مسؤول جهاز الرصد السوري ومسئول عن قسم العمليات الخارجية بشكل كامل ومسؤول عن جهاز الأمن الموحد
والاكتر من كده أنه كان له الكلمة القوية جدا جدا للدرجة اللي كانت ممكن تعدي كلمة أبو عمار شخصيا
وعشان كده كانوا دايما مرعوبين من دماغه وحاطينه على صدارة قايمة الاغتيالات
اذا في الوقت ده التقت وتوافقت رغبة الموساد مع رغبة أبو النضال
الإتنين عايزين رقبة أبو إياد
لكن الإتنين لا تقابلوا مع بعض ولا تعاونوا مع بعض
طيب الموضوع ده بقى حصل ازاي?
هنا نرجع للنقطة اللي لسة قايلها لك من شوية وهي عملية الاغتيال الغير مباشر
طيب مثال بسيط عشان الصورة تبقى أوضح
هنفترض أن حضرتك عايز تضرب فلان
وأنا عايز أضرب نفس الشخص
وإحنا الإتنين أنا وأنت ما اتفقناش على أي شيء
وفي نفس الوقت أنا مش عايز أظهر في الصورة تماما
فبعمل إيه? فبهيأ لك كل الظروف
وأوفر لك كمان السلاح اللي هتتخانق به بشكل غير مباشر وممكن كمان أساعدك وادفع إليك بالشخص اللي هيساعدك ويقف جنبك وبرضو بشكل غير مباشر
وبالتالي تبص تلاقي حضرتك كل الظروف مهيأة حواليك أنك تروح تتخانق وتعجن اللي أنت عايز تضربه
وفعلا تروح وتنفذ
تنفذ وأنا شخصيا اللي عايز أعمل كل ده ما ظهرتش في الصورة تماما
مع أن كله من تدبيري وتخطيطي
وأنا ما كان علي بس غير أني وفرت لك الأدوات وأنت اللي نفذت
وهو ده بالظبط
وحرفيا اللي حصل
الموساد عايز يخلص على أبو إياد
وأبو نضال عايز رقبة أبو إياد
قام الموساد مجهز ومهيأ كل شيء لأبو نضال عشان ينفذ
ودفع إليه كمان بحمزة أبو زيد
وفضل الموساد واقف بعيد وكأنه ما عملش أي شيء
وهنا حضرتك هتسألني سؤال مهم جدا
هتقول لي برضو لسه ما عرفتش اختاروا حمزة أبو زيد إشمعنى الشخص ده تحديدا؟
أرد على حضرتك وأقول لك بمنتهى البساطة لسة قايل لك إن حمزة أبو زيد كان من ضمن الحراس الشخصيين والمرافقين لهايل عبدالحميد أو أبو الهول
هايل عبدالحميد كان من ضمن الأشخاص القريبين جدا والملاصقين جدا لأبو إياد اياد
الإتنين كانوا شغالين مع بعض في نفس المكتب في تونس
فكان الشيء الطبيعي والمنطقي العادي جدا أن ما دام وصلت لهايل عبدالحميد فأنت بنسبة مليون في المية وصلت لأبو إياد
فاختاروه هو تحديدا عشان عن طريق الحيلة هيرجعوه تاني عبدالحميد ويبقى من ضمن حراسته الشخصية
وبالتالي يسهل عليه استهداف أبو إياد
المهم يا سيدي نرجع مرجوعنا بقى لحمزة لما إنضم لجماعة أبو النضال
بعد ما إنضم اليهم وعرفوا موضوعه وأنه كان حارس شخصي لهايل عبدالحميد
راحوا جايين واخدينه
وبدأوا يدربوه وكثفه من تدريباته لمدة سنتين كاملين
لحد سنة الف تسعمية وتسعين
لحد الوقت اللي قرروا فيه انهم هينفذوا العملية
المهم أنهم بعد ما خلاص خلصوا تدريباته ساعدوه في تأليف سيناريو درامي عشان يدخل به ويلعب به على مشاعر عبد الحميد
خلص الخطة بتاعتهم وجهزوا السيناريو بتاعهم
وبقى كل شيء جاهز
ومتحينين الفرصة عشان يبدأوا ينفذوا العملية
وفعلا جات لهم الفرصة
في شهر ابريل سنة الف تسعمية وتسعين
الفرصة دي كانت بتتمثل في أن أبو الهول اللي هو هايل عبدالحميد وأبو عمار ياسر عرفات
كانوا هيوصلوا على ليبيا عشان هيحضروا إحتفالية هناك
إحتفالية اسمها القرطابية
وبعدها هيحيوا ذكرى استشهاد خليل الوزير
المعروف بإسم أبو جهاد وكانت هي دي أنسب فرصة بالنسبة لهم عشان حمزة يقدر يقابل أبو الهول وهو موجود هناك في ليبيا
المهم أن القاتل حمزة أبو زيد وصل على الفندق اللي نازل فيه هايل عبدالحميد في طرابلس
أول ما وصل هناك طلب من الحرس أنه عاوز يقابل أبو الهول بشكل عاجل وضروري
ولأنه طبعا كان معروف للحرس
فيا دوب دقايق وراحوا جايين واخدينه عشان يقابل هايل عبدالحميد
أول ما دخل عليه قعد يبوس في دماغه ويبوس في ايديه ونزل على ركبه وحقك علي وما تزعلش مني وأعمل في اللي أنت عايزه
هواري فلسنا وجوعنا وورانا ايام اسود من السواد
ابوس على ايدك ورجلك رجعني اشتغل معك مرة تانية
عبدالحميد وبسبب عاطفته واللي عرفوا يستغلوها كويس جدا جدا قال له لا فين ولا منين
كل اللي عمله نده على واحد أسمه أحمد سعيد
والتاني كان أسمه وائل سكيت
وفورا وفي الحال لا عمل تحريات عنه
ولا عن القصة اللي قالها له
ولا حتى عن الفجوة الزمنية اللي حصلت ما بين هروبه وما بين عودته
ما اتعملش عنه أي تحريات
وهنا كانت الثغرة الأمنية
المهم أنه طلب من أحمد سعيد ووائل سكيك أنهم يحجزوا له تذكرة طيران وقال لهم عشان هيحصلني على تونس وهرجعه الشغل معي مرة تانية
حمزة ابو زيد وبعد ما أطمئن خلاص أنه راجع للشغل مرة تانية مع هايل عبدالحميد
قبل ما يسافر على تونس مباشرة قعد الجلسة الأخيرة مع أبو نضال
أبو نضال قال له شوف بقى
أنت في شغلك عادي جدا جدا مع هايل عبدالحميد
مع أول فرصة تجي لك أنك تنفذ ضد أبو إياد نفذ فورا
بعدها هتسافر بجواز السفر ده
و سلمه جواز سفر مزور أردني
وكان جواز السفر ده عليه إسم غسان جابر المهدي
قال له عشان بعد ما تنفذ عمليتك وتهرب من تونس ما فيش أي حد يعرف أي حاجة عن حمزة أبو زيد
ولاسوء الظروف ولو اتقبض عليك عايزك تطمن أن عندي كل الأساليب اللي أقدر أضغط بها عليهم عشان يفرجوا عنك
وأعمل حسابك أن صدقت ونفذت هتعيش في نعيم أنت وأهلك العمر كله
لكن أن كدبت وخنت حكمت على نفسك أنت وأهلك بالموت
وفعلا سافر حمزة على تونس يوم ١٤ مايو سنة الف تسعمية وتسعين
وأول ما وصل هناك أستلم شغله بشكل عادي جدا
وكانت برضه الثقة زي ما هي ما بينه وما بين هايل عبدالحميد
المهم أن طول فترة شغله وهو منتظر وبيتحين الفرصة لحد ما يوصل لأبو إياد
عدى بقى على الموضوع ده شهر واتنين وتلاتة وما فيش لا حس ولا خبر
وأبو إياد كأنه بالظبط أختفى
وعلى الحال ده لحد يوم ١٤ يناير سنة الف تسعمية واحد وتسعين
يعني ما يقرب من سبع شهور كاملين وهو متربص
اللي حصل أن اليوم ده أن عرفات أبو عمار إتصل على أبو إياد وبلغه إنه هيجي لهم على تونس والطيارة هتوصل عندهم هناك الساعة واحدة ونص بعد منتصف الليل فالطبيعي والمعتاد اللي كان بيحصل في الأمور اللي زي كده أبو عمار لما كان بيتصل ويقول إنه جاي فكان أبو إياد مع أبو الهول ومعهم واحد تالت أسمه أبو محمد العمري
كانوا التلاتة يلموا بعضهم وياخدوا طقم الحراسات معهم ويطلعوا على المطار
ينتظر أبو عمار ويجيبوه ويأمنوه ويحرسوه طول الطريق لحد ما يوصلوه لمكان سكنه أو الإستراحة اللي هيقعد فيها
لكن اللي حصل بقى اليوم ده أن أبو إياد كلم أبو الهول وبلغه أن أبو عمار جاي
وقال له أعمل حسابك أننا هنتقابل على الساعة١١ ونص بالليل
ونتقابل في الطريق نروح نجيب أبو عمار من المطار
فرد عليه أبو الهول قال له طيب ما بدل ما نتقابل الساعة ١١ونص
تعال لي على البيت بدري العشاء نصلي العشاء مع بعض ونقعد الساعتين تلاتة
وبعد كده يا سيدي نتحرك من البيت ونطلع على المطار
فأبو إياد رد على أبو الهول قال له تمام
وفعلا على الساعة تمانية مساء وصل لبيت هايل عبدالحميد
وكان معه أبو محمد العمري
قضاء ربنا سبحانه وتعالى أن حمزة ابو زيد في اليوم ده تكون نبطشية الحراسة بتاعته ليلية
المهم أن حمزة أول ما وصل لاحظ أن فيه في الجنينة بتاعة البيت عربية سودا مصفحة وكانت غريبة وبيشوفها لأول مرة في البيت
فعشان ما يلفتش الأنظار وما يثيرش أي شكوك حواليه
وبدل ما يسأل مين هنا راح واخد بعضه وداخل على غرفة المرافقين مباشرة
غرفة المرافقين دي بالمناسبة كانت العادة أن أبو الهول لما كان بيجي له حد من القادة الفلسطينيين طبعا أي حد بيجي معه الحرس أو المرافقين بتوعه
فكانوا القادة يخشوا يقعدوا مع نفسهم جوة في البيت والمرافقين أو الحرس بيقف جزء منهم بيحرس وجزء موجود داخل الغرفة بيستريح
المهم أنه أول ما دخل غرفة المرافقين وبصنعة لطافة كده عرف أن اللي موجودين دول حرس أبو إياد
قال بس فرصتي وجت لي لحد عندي وساعتها وفورا قرر التنفيذ
فخد بعضه وسحب نفسه كده واحدة واحدة من غرفة المرافقين وراح جاي طالع برة البيت وراح عند السيارة الشخصية بتاعته وقام جاي مدور العربية واتحرك بها كم خطوة للأمام لحد ما وداها المكان هيبقى قريب جدا منه بعد التنفيذ عشان بعد ما ينفذ يقدر يهرب بدون أي عطلة وأطمن وقتها أن سلاحه تمام
العربية تمام
جواز السفر المزور موجود معه وتمام
وكده مش باقي إلا التنفيذ ويخلص
بعد كده راح جاي واخد بعضه وراجع مرة تانية على البيت وواقف في وسط المرافقين
فضل بقى على الحال ده ساعة واتنين وتلاتة ما حدش خرج
وقتها غلبوا الظن أنهم ممكن يفضلوا قاعدين لحد ما النهار يطلع عليهم
لأنه طبعا ما كانش عارف إن أبو عمار جاي
لان الحاجات دي بتبقى أسرار جدا جدا ما بين القادة
وما فيش أي حد حتى من الحرس بيعرف فيها إلا وقت التنفيذ
في الوقت ده سبحان الله العظيم وقضاء ربنا سبحانه وتعالى أن المطر ينزل بشكل غزير جدا جدا بشكل غير عادي
فبسبب المطر الغزير والبرد الشديد جدا
كل الحرس والمرافقين اللي كانوا واقفين برة في الجنينة كلهم دخلوا على غرفة المرافقين
فأصبحت الجنينة فاضية وقدام باب البيت فاضي تماما
ففي لحظة ما وبسبب الأمطار الغزيرة اللي عمالة تنزل
اللمبة اللي كانت موجودة قدام باب بيت القادة اللي هو مجتمعين فيه
بدأت اللمبة دي زي ما تقول يحصل فيها ماس كهربائي
الشرر أو تنور وتطفي زي ما احنا عارفين
في اللحظة دي حمزة وقتها استغل الفرصة
راح جاي ساحب نفسه من بين الحرس ورايح على باب البيت ضرب الجرس فتحت الشغالة الفلبينية أول ما فتحت سألها وقال لها هو مفتاح اللمبة اللي برة دي فين? لسه يا دوب الشغالة هتشاور له على المفتاح الداخلي راح جاي داخل وقافل الباب بسرعة وراه
طبعا الباب اللي اتقفل ده باب مصفح
وكان تجهيز البيت بالكامل أن ما دام الباب المصفح ده اتقفل ما فيش أي حد من الخارج يعرف يدخل لجوه
المهم أنه أول ما دخل البيت وقفل الباب بسرعة وراه طلع سلاحه اللي هو الكلاشنكوف وشد اجزاؤه ودخل على الغرفة اللي كانوا التلاتة مجتمعين فيها
أول حد وجه رصاصه له كان أبو إياد
وأصابه بتلات رصاصات واستشهد في الحال
بعدها وجه النار لأبو محمد العمري وأصابه بحداشر رصاصة واستشهد في اما التالت فكان هايل عبدالحميد
اللي شغله معه
واللي قيل عنه فيما بعد أن هايل هو من جلب قاتله بيده
المهم أنه بدأ يوجه سلاحه ورصاصاته لهايل عبدالحميد وأصابه بتلات رصاصات
ولكن حتى بعد ما أصيب بالتلات رصاصات لسة فيه الروح ورمى نفسه بجسده على حمزة أبو زيد
عشان يحاول يمنعه أنه يكمل القتل
ولكن للأسف خارت قواه وسقط على الارض
بعدها حمزة طبعا خلاص نفذ مهمته
عايز بقى يروح عند باب البيت عشان يخرج ويهرب
أول ما وصل عند الباب وقبل ما يفتحه كان الحرس والمرافقين اللي موجودين في الخارج سمعوا صوت إطلاق ضرب النار
هم في الأول