سنة ميلادية١٨٤٥ خرجت بعثة مكونة من سفينتين في رحلة للارخبيل الكندي المتجمد وكان الهدف منها أنهم يلاقوا ممر يكون طريق مختصر يربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادي عن طريق القطب الشمالي الكندي لكن بعد بداية الرحلة بفترة قليلة خمسة من افراد الطاقم أصيبوا بالمرض وأضطرت البعثة أنها تسيبهم على الجزيرة في جرين لاند واتحركت بعدها البعثة مكونة من ١٢٩ انسان ما حدش هيشوفهم تاني بعد كده ولأكتر من قرن من زمان ما حدش كان يعرف مصير السفن إيه لكن في العقود الأخيرة بدأنا نعرف اللي حصل واللي حصل لهم طلع مرعب أكتر من ما كان أي حد ممكن يتخيل
اهلا بكم وتعالوا احكي لكم النهاردة عن بعثة فرنكلين المفقودة
بداية القرن ١٩ ونهاية الحروب النابليونية باب الأستكشاف اتفتح على مصراعيه وخصوصا مع ظهور المحركات البخارية ولأول مرة في تاريخ البشرية خريطة العالم كانت قربت تكمل خلاص فى ١٨٤٥ سنة المستكشفين كانوا غطوا كل زوايا الأرض تقريبا ما عدا حتة صغيرة لسه ماتمش أكتشفها شريط ساحل بطول ١٦٠٠ كيلو متر تقريبا في القطب الشمالي الكندي مكان مستكشفين كتير سخروا حياتهم كلها علشان يكتشفوه الممر الشمالي الغربي بس الأكتشاف ده مش هييجي بالساهل وهيكون مقبرة لعدد كبير من البحارة البريطانيين
الفترة دي انجلترا والقوى العظمى التانية كانوا بيحاولوا يوسعوا نفوذهم
في كل حتة في العالم وطبعا التوسع ده كان عن طريق البحر لكن كانت دايما مقابلاهم مشكلة الأمريكيتين كانوا عاملين حاجز بحري طبيعي وبما أن قناة بنما ماكانتش لسه موجودة فده معناه أن السفن كان لازم تاخد الطريق الطويل حوالين الجنوبية وبعدين ترجع تاني فوق في المحيط الهادي أو تمشي من الناحية التانية خالص من العالم وفي الحالتين الطريق الطويل بكل المقاييس فلو لقينا طريق مختصر الرحلة من إنجلترا للصين هتبقى أقصر بكتير وده معناه تجارة أكتر وأرباح أعلى بكتير وده خلاه أكتشاف طريق مختصر هدف في غاية الأهمية للبحرية الملكية وعلشان كده
في أوائل القرن ١٩ البحرية اطلقت مجموعة كبيرة من البعثات في محاولة لرسم الطريق ده لكن ولا بعثة منهم وصلت للي هم بيدوروا عليه
في منتصف القرن ١٩ الملكة قررت أنها تعمل محاولة أخيرة بعثت بعثة تتجه للغرب ناحية مضيق لانكستر وبعديها تتجه ناحية الجنوب لمسافة حوالي ١٦٧٠الف كيلو متر رحلة صعبة جدا بس اللي هينجح فيها هينال الشهرة والمجد بس يا ترى لمين هيروح الشرف ده؟ البحرية ما كنتش قادرة تاخد قرار
السير جون بارو مسئول كبير في البحرية والمكلف بتجهيز البعثة كان وصل لسن اتنين وتمانين سنة وكان نفسه ينهي المشوار بتاعه بإنجاز كبير زي ده بس مين اللي ممكن يقود بعثة بالصعوبة دي؟
أول وأحد فكر فيه كان مستكشف القطب المشهور السير وليام ادوارد بيري
اتولد الكابتن بيري في ويلز سنة ١٧٩٠ميلادية وكان صاحب الرقم القياسي سنة ١٨٢٧ لأبعد نقطة وصلها مستكشف في الشمال وعلى مدار خدمته في البحرية قاد أربع بعثات مختلفة للقطب الشمالي لكن لما السيرفارو عرض عليه يقود البعثة رفض العرض وكان رده أنه تعب من القطب الشمالي خلاص
تاني اختيار
كان في بال السيرفارو كان السير جيمس كلار كروس اتولد الكابتن روس سنة ١٨٠٠ ميلادية وبرضو كان مستكشف قطبي زي الكابتن بيري وعلى مدار خمسين سنة خدمة في البحرية الملكية قاد ست بعثات للقطب وواحدة للقطب الجنوبي لكن برضو لما السير بارو عرض عليه قيادة البعثة رفض العرض وكان رده انه لسة متجوز ووعد مراته أنه مش هيطلع تاني في أي بعثات خطيرة للقطب الشمالي
الإختبار التالت
كان قائد شاب اسمه جيمس فيديز جيمس وللوهلة الاولى كان يبدو انه اختيار غريب شوية اتولد جيمس سنة الف تمنمية وتلتاشر ميلادية يعني كان عنده واحد وتلاتين سنة بس لما السر بارو قرر يختاره لقيادة البعثة أي نعم جيمس كان ضابط بحرية متميز وانضم للبحرية وهو عنده ١٢ سنة بس واترقى في الرتب بسرعة بسبب ذكاؤه وجرأته إلا أن ان بعض الناس بيقولوا أن مش ده سبب ترقياته السريعة أثناء مكان جيمس في سنغافورة قابل جورج بارو إبن السربارو الكبير ومش معروف بالظبط إيه اللي حصل هناك بس اللي حصل أن جيمس دفع لناس فلوس علشان يداروا على حاجة عملها جورج حاجة لو كانت اتعرفت كانت هتحرج أبوه السير وعلشان كده السير شالها له جميلة وساعده أنه يترقى بسرعة لمناصب مرموقة في البحرية لدرجة أنه وصل لرتبة قائد سفينة وهو عنده ٢٩ سنة بس وبالرغم من الوساطة الواضحة من السيرفارو لجيمس إلا ا٦ن البحرية رفضت أنه يكون هو قائد البعثة وكانت حجتهم أنه ما عندوش الخبرة الكافية
الإختبار الرابع
اللي بعد كده كان الكابتن فرانسس كروجر اتولد كروجر لأسرة بسيطة في إيرلندا سنة الف سبعمية ستة وتسعين ١٧٩٦وكان صديق مقرب للكابتن روس والكابتن كروجر زي اللي قبله كان مستكشف للقطب الشمالي وعلى مدار تمانية وتلاتين سنة خدمة في البحرية قلد ست بعثات للقطب الشمالي والجنوبي كروجر كان مناسب جدا لقيادة البعثة دي بس كان فيه عقبة واحدة خلت البحرية ترفض الإختبار كروجر كان ايرلاندي وكان من أسرة بسيطة مش من الطبقة الأرستقراطية والبريطانيين ما كانوش عايزين الراجل اللي هيرسم آخر نقطة في خريطة العالم أهم ممر بحري وينال الشرف ده يكون إيرلندا وعلشان كده قرروا يخلوه مساعد القائد بس كده مين هيبقى القائد؟
الاختيار الخامس
كان السير جون فرانكلين
الكابتن فرانكلين ساعتها كان عنده تسعة وخمسين سنة وكان بيخدم في البحرية بقى له خمسة واربعين سنة كاملين اتولد سنة ١٧٨٦ لعيلة ميسورة الحال وهو الوحيد من اخواته اللي قدم في البحرية وفضل يترقى في الرتب سنة بعد سنة أثناء مشاركته في معارك كتير اشهرهم مثلا حرب الثورة الفرنسية والحرب النابليونية وحرب الف ١٨١٢ بل إنه كمان شارك في أتنين من القطبية الكبيرة قبل كده لكن للأسف أكتر حاجة كان مشهور بها هي بعثة اكتشاف منجم من نحاس سنة ١٨١٩ واللي فشلت فشل زريع ونتج عنها موت ١١ من اصل ٢٠ واحد من رجالته أغلب اللي ماتوا
ماتوا من الجوع واللي نجوا عاشوا لأنهم كلوا جلد الجزم بتاعتهم وعلشان كده أتشهر فرانكلين بإسم الراجل اللي أكل جزمته لكن بالرغم من كده فرانكلين كان معروف بين رجالته بأنه راجل متدين وطيب وبيهتم بهم والبعثة دي كانت فرصة ذهبية لفرانكلين علشان يصلح أخطاء الماضي وبناء عليه وافق على العرض انتهت رحلة البحث عن قائد البعثة واستقرت البحرية الملكية أخيرا على السير جون فرانكلين كقائد للبعثة
وفرانس سكروجر هيبقى القائد التاني وهو اللي هيقود أتش أم اس ترور وأخيرا
جيمس فيتس جيمس هيبقى القائد التالت وهو اللي هيقود اتش السفن اللي اختاروها للبعثة كانت أفضل سفن للمهمة السفينة الرئيسية اتش ام اس أراباس كانت سفينة قتالية من فئة هتلر تم تعديلها مخصوص لبعثات القطب الشمالي اتبنت سنة ١٨٢٦وطولها اتنين وتلاتين متر وعرضها تسع أمتار والطاقم بتاعها عبارة عن سبعة وستين بحار واما
السفينة التانية كانت أقدم منها شوية اتبنت سنة١٨١٩ كسفينة قتالية من فئة وكان حجمها وتسليحها مشابه جدا للسفينة أراباس تم إختيار السفينتين دول بالذات لأن السفن القتالية بتكون مجهزة أنها تطلق مدافع هاون تقيلة وعلشان كده هيكلها بيكون مدعم بشكل أقوى من السفن العادية
وده بيسمح لها أنها تتحمل الإبحار في وسط الجليد اللي في القطب الشمالي بشكل أفضل وبالإضافة لكده السفن كانت مجهزة بأحدث التكنولوجيا الموجودة في الوقت ده كانوا أول سفن في البحرية الملكية كلها يشتغلوا بالمحركات البخارية كانوا مجهزين بمحرك بخاري قوته خمسة وعشرين حصان بيقدر أنه يدفع السفينة بسرعة أربعة عقدة او تمانية كيلو متر في الساعة وبالإضافة لكده المراوح النحاس المتوصلة بالمحرك كانت متصممة بحيث أنها ينفع تتفك وتتسحب داخل هيكل السفينة وبكده يقدروا يحموا المروحة من الجليد لو لزم الأمر واما مواسير البخار اللي كانت متوصلة بالمحرك فكانت متوزعة على أنحاء السفينة علشان يتم إستخدامها في نفس الوقت كنظام للتدفئة المركزية والمحركات دي كانت بتحتاج حوالي طن من المياه العذبة في الساعة وبناء عليه بقينا محتاجين لمعدة تانية تكون موجودة على السفينة وهي معدات تحلية مياه البحر منها نوفر ميه عذبة للمحرك البخاري ومنها نوفر ماية عذبة يشرب منها طاقم السفينة زي ما هم عايزين واما جسم السفينة نفسه فكان مقوى بالواح من الحديد اتركب على المقدمة وفي الوسط وسمك هيكل السفينة نفسه الضعف تقدر تقول كده أن السفن كانت كأنها مكوك فضاء بالنسبة للعصر
ده كان فيهم أحدث وأفضل التكنولوجيا الموجودة وقتها
في ١٩ مايو سنة ١٩٤٥
انطلقت في رحلتها الطويلة وعلى متنها مية أربعة وتلاتين إنسان معهم مؤن تكفي كل أفراد الرحلة لمدة تلت سنين كاملين أتنين طن من التبغ سبع تلاف وخمسميت لتر من المشروبات الكحولية ومكتبة فيها الف ومتين كتاب واهم حاجة قدمتها لهم التكنولوجيا الحديثة كانت المعلبات ستاشر الف علبة من الأكل المحفوظ ولأول مرة كل الأكل اللي هيكون مع البحارة عبارة عن معلبات والمؤن دي هتكفيهم تلات سنين كاملين وممكن تكفيهم خمس سنين كمان لو قللوا الحصص بتاعة كل واحد
اتحركت البعثة
من لندن ناحية الشمال لحد اسكتلندا وبعدها عبرت المحيط الاطلسي لحد جزر صيد الحيتان على الساحل الغربي لجريندنت لكن قبل ما البعثة توصل جرين لاند خمس أفراد من الطاقم اصيبوا بالمرض ومش هيقدروا يكملوا الرحلة وبناء عليه تم تسريحهم والخمسة دول هم اللي فلتوا فعليا في الأيام القليلة اللي قعدوها على الجزيرة
أفراد الطاقم كتبوا آخر رسايل لاهاليهم في انجلترا
وفي المجمل الطاقم كله كان متحمس كانوا على وشك البدء في أهم رحلة عملوها في حياتهم رحلة هتخلد أسمهم في التاريخ والحق هي فعلا خلدت أسمهم في التاريخ بس مش للسبب اللي كانوا فاكرينه
وفي ١٢ يوليو الف١٨٤٥
انطلقت البعثة وعلى متنها مية تسعة وعشرين إنسان وبعدها بإسبوعين شافهم مجموعة من صيادين الحيتان في خليج بافن ودي كانت آخر مرة حد يشوف السفن البعثة أو الرجالة اللي عليها الإبحار في القطب الشمالي ابطأ من أي مكان تاني في العالم حتى في فصل الصيف القنوات والممرات المائية بتبقى مليانة تلج والسفن بتحتاج أنها تفضل تزق كتل عملاقة من الجليد من طريقها طول ما هي ماشية والكلام ده لازم يحصل ببطء جدا السفينة لو أتحركت بسرعة وهي بتعمل كده سهل جدا الكتل دي تكسر مقدمة السفينة وتغرق السفينة كلها مع الوقت وبسبب البطء ده البعثة في السنة الاولى قطعت حوالي ٨٠٠ كيلو متر فقط لفوا حوالين جزيرة كورن ووليس لكن ما لقوش الممر في المكان ده وفي النهاية رجعوا لجزيرة بيتشي مع دخول فصل الشتاء يعني على بعد حوالي ٣٥٠ كيلو متر بس من خليج بافن النقطة اللي بدأوا منها في الأساس لكنهم مع ذلك أعتبروا أن أول سنة إنجاز كويس كده عرفنا أن المنطقة اللي فوق ما فيهاش ممرات ولأن الشتا في القطب الشمالي بيجمد مية البحر كلها احتموا في خليج صغير بين جزيرة بيتشي وجزيرة دفن ولما الماية اتجمدت طاقم السفينة نزلوا الأشرعة وغطوا السفينة كلها من فوق بغطا من القماش وحوطوا جوانب السفينة بالتلج علشان يعزلوها وبكده قدروا أنهم يعملوا جو شوية يقضوا فيه فصل الشتا على ما الصيف ييجي والتلج يسيح
ويكملوا رحلتهم المعنويات كانت مرتفعة جدا
خلال ده قطعوا شوط كويس قبل ما الماية تتجمد وكان معهم أكل وشرب كتير ومش شايلين هم حاجة وفي الشتاء الأول من ١٨٥٤الى ١٨٤٦
تلاتة من أفراد الطاقم ماتوا واتدفنوا على جزيرة بيتشي وتم العثور على جثثهم في التمانينيات وكانت محفوظة بشكل مذهل لاكتر من قرن بسبب الجليد ولما تم فحص الجثث أتضح أن سبب الوفاة كان إصابتهم بمرض السل أو الدرن بس مش هو ده السبب
في سبب كمان مهم هنعرفه كمان شوية والخمس رجالة اللي تعبوا وسبناهم فاكرينهم؟ أتضح أن هم كمان مصابين بالسل يعني السل كان متفشي أصلا بين أفراد البعثة من البداية والسل أو الدرن في المرحلة دي كان مرض مميت لأنه ما كانش لسه تم إكتشاف اللقاحات اللي ظهرت حاليا
مع ذوبان الجليد في فصل الربيع
السفن اتحررت من التلج وبدأت البعثة تكمل رحلتها للجنوب ناحية الجزيرة اللي كانت معروفة وقتها بإسم أرض الملك ويليام كانت مساحة من الأرض على حافة المناطق المكتشفة وقتها وما كانوش يعرفوا ساعتها أنها جزيرة فلما وصلوا لمفترق الطرق اللي عند مضيق
ويليام فرانكلين كان قدامه أختيارين يتجه ناحية الجنوب على أمل أنها تكون فعلا جزيرة ويبقى في مكان من تحت يعدوا منه أو يتجهوا ناحية الغرب على أمل انهم يعدوا المضيق قبل الشتا ولأن فرانكلين ما كانش عايز يخاطر أنهم ينزلوا لحد الجنوب فيلاقوا الطريق مسدود فيضطروا يطلعوا تاني للشمال وبعديها يبدأوا طريقهم للغرب فقرر أنه يتجه للغرب على طول
ودي كانت أكبر غلطة عملها
المنطقة اللي دخلوها غرب جزيرة الملك ويليام كانت أخطر ماية في المنطقة كلها مساحة من الماية كذا قناة بيفضوا فيها في نفس الوقت والتلج بيتجمع فيها بكميات مهولة وقبل ما يلحقوا يعدلوا خط السير بتاعهم ويخرجوا من الورطة دي اتزنقوا بسبب الجليد الكتير واتجمدت السفن جنب الساحل الغربي لجزيرة الملك ويليام وهناك هيقضوا الشتاء التاني من الف تمنمية ستة واربعين لسبع واللي ما كانوش يعرفوه أن الشتا ده هيكون بداية المأساة الحقيقية من سوء حظهم شتاء الف تمنمية ستة واربعين والسنين اللي بعده كانوا من أبرد السنين اللي عدت على القطب الشمالي والصدمة أن الجليد حوالين جزيرة الملك هوليام ما دابش في فصل الصيف في الوقت ده في يناير سنة الف تمنمية سبعة واربعين
الليدي فرانكلين مرات فرانكلين
كانت بدأت تقلق جامد البعثة كان متوقع أنها تبقى سنة واحدة وإحنا كده بقى لنا سنتين كاملين فراحت للبحرية وبدأت تطالبهم أنهم يطلعوا حملة بحث وانقاذ علشان يدوروا على البحث بس البحرية كانوا شايفين أن ما فيش مشكلة عادي أن بعثة مدتها المتوقعة سنة تقعد سنتين والدليل أن البعثة أصلا متجهزة بمؤن تلات سنين لكن الليدي فرانكلين ما اقتنعتش بالكلام ده وعملت حملة إعلامية واسعة أستعانت فيها بكل معارفها علشان تضغط على البحرية وبالرغم من أن البحرية ما كانتش في الوقت ده مقتنعة بأن البعثة كانت فعلا محتاجة إنقاذ
السبب التاني اللي قلنا هنتكلم عنه كمان شوية هو الأكل الأكل المعلب اللي كان معهم في الرحلة ما كانش متعبي كويس الشركة اللي كانت مسئولة عن التعبئة كانت ماضية عقد أنها تعبي١٦٠٠٠ علبة في ٧أسابيع فقط والتكنولوجيا وقتها ما كانتش تسمح بده
ده غير أنهم كسبوا المناقصة بسبب أنهم قدموا سعر قليل للمعلبات وقدروا يقدموا السعر ده لأن المعلبات كانت جودتها قليلة واللحام الرصاص اللي مستخدم في قفل العلب اتسرب للأكل ولوث الأكل كله بالرصاص ده غير أن بعض المعلبات أساسا ما كانتش مطبوخة كويس وبالرغم من أن الطاقم في المرحلة دي ما كانش يعرف إلا أن الأكل كان اتسبب في تسمم غذائي لكتير من أفراد الطاقة والحظ السيء ما وقفش لحد هنا الأنابيب المستخدمة في نظام تحلية المية كانت هي كمان مبطنة بالرصاص والرصاص ده لما أتعرض لمية بدأ يتآكل ويترسب في الماية اللي هم بيشربوا منها واللي زود الطينة بلة أن البحارة لمئات السنين كانوا بيستخدموا ازايز عصير اللمون علشان يحاربوا مرض الأسكربوت وهو مرض كان مشهور جدا بين البحارة بسبب نقص فيتامين سي لأنهم كانوا بيعيشوا في البحر بالشهور أحيانا بالسنين بعيد عن الفواكه والخضروات بس المرة دي وبسبب التكنولوجيا اللي ودتهم في داهية ما خدوش معهم ازايز عصير الليمون كالمعتاد خدوا معهم خضروات وفواكه معلبة وقالوا كده مش هنحتاج عصير لمون ومع سوء التعبئة الخضار والفاكهة فقدوا الفاعلية بتاعتهم مع الوقت
جايز البحارة ما حسوش بده في أول سنة أو يمكن تاني سنة كمان بس إحنا خلاص دخلنا تالت
فى يوم ٢٠ مايو سنة ١٨٤٧
قامت البعثة بارسال فريق بالزلاجات للشط على جزيرة الملك ويليام وهناك سابوا رسالتين في كومتين من الحجر علشان الناس اللي تيجي منهم يلاقوا الرسايل
الرسايل كانت بسيطة ومباشرة كان مكتوب فيها خط سيرهم لحد دلوقتي وموقع السفن وأن الكابتن فرانكلين ما زال القائد وأن كل حاجة تمام لكن بعد الرسايل دي بشوية ما فيش حاجة هتبقى تمام من الواضح كده أنهم فاكرين أن التلج خلاص هيدوب وهيبدأوا في إستكمال الرحلة بتاعتهم
لكن سنة الف تمنمية سبعة واربعين والف تمنمية تمانية واربعين
التلج ما دابش ولا في يونيو ولا يوليو ولا حتى أغسطس والسفن فضلت محبوسة طول الفترة دي وفي الشتاء الطويل اللي ما بيخلصش ده التيرر بدأت تغرز في التلج جامد وأغلب الطاقم بتاعها أنتقلوا للسفينة اراباس مع باقي زمايلهم علشان يدفوا بعض ويرشدوا أستهلاك الأكل اللي فاضل معهم واما السفينة تيرر بدأوا يستخدموها تلاجة للمعدات الزيادة اللي معهم وللجثث اللي بدأت تزيد يوم بعد
يوم وفي ١١ يونيو سنة ١٨٤٧ مات الكابتن جون فرانكلين
في ١٨٤٨ بدأت الليدي أنها تتحرك الحملة الإعلامية كانت شغالة بقى لها سنة بتتهم البحرية بالتباطئ وعلشان كده كان لازم يعملوا حاجة وفي بداية ١٨٤٨ انطلقت حملة البحث والإنقاذ ودخلوا المنطقة من الناحيتين من ناحية المحيط الأطلسي ومن ناحية المحيط الهادي وخرج في حملة البحث دي جيمس روس واحد من المرشحين اللي رفضوا قيادة البعثة عشان كان لسه عريس بس المرة دي خرج في حملة البحث في محاولة لإنقاذ فرانسس كروجر صديقه المقرب
يوم ٢٢ابريل سنة ١٨٤٨ وبعد ١٨شهر كاملين
محبوسين في مكانهم مش قادرين يتحركوا قرر الكابتن كروجر واللي تولى القيادة بعد وفاة الكابتن فرانكلين أنه يتخلى عن السفن ويجرب حظه على البر بدل ما يفضلوا قاعدين في السفينة بيموتوا واحد ورا التاني ومية وأربعة فرد من أفراد الطاقم حطوا قوارب صغيرة على الزلاجات وحطوا عليها كل احتياجاتهم وبدأوا رحلتهم للجنوب على جزيرة الملك ويليام كانت الخطة يوصلوا لنهر باك على بعد متين واربعين كيلو متر ولما يوصلوا هناك يركبوا القوارب اللي معهم ويروحوا على أقرب محطة تجارية
ويوم ٢٥ ابريل
وصلوا للأكوام الحجرية اللي كانوا سايبين فيها الرسايل وعدلوا الرسايل وبقت كالتالي كتبوا فيها السفينة تيرور والسفينة اراباس تم التخلي عنهم يوم ٢٢ أبريل على بعد تلاتين كيلو متر شمال غرب النقطة دي بعد ما تم حصارهم من الجديد من ١٢ سبتمبر ١٨٤٨ ولحد دلوقتي والطاقم دلوقتي مكون من مية وخمسة فرد تحت قيادة الكابتن واجمالي الوفيات حتى الآن الكابتن فرانكلين و٩ ظباط و١٥ فرد امضاء جيمس فيتس جيمس كابتن الايرباس
بدأت الرحلة البرية
وبدأ الرجالة يجروا زلاجات وزنها أكتر من تلاتة طن شوية على الجديد وشوية على الصخور في درجة حرارة متجمدة الوضع كان أسوأ ما يمكن الرجالة كلهم مصابين بالضعف العام بسبب سوء التغذية وتسمم الرصاص وكتير منهم كان بيموت بالبطيء بسبب الأسكاربوت وعلى طول الرحلة اللي كانوا مخططين لها كل شوية كان واحد بيموت في الأول لما كان حد بيموت كانوا بيحطوه على المركب اللي على الزلاجات لكن ده كان بيزود العبء على الباقيين تصوروا كده ناس عندها تسمم غذائي وتسمم رصاص ومصابين بالاسكاربوت ده غير اللي مصابين منهم بالسل ومجبرين أنهم يمشوا متين واربعين كيلو متر في عز التلج ومش بس كده مطلوب منهم يجروا قوارب وزنها أكتر من تلاتة طن وما تقوليش يسيبوها ما يقدروش يتخلوا عنها لأنهم هيحتاجوها لو نجحوا في الوصول للنهر وواحد ورا التاني الرجالة قرروا ان اللي هيتعب ومش هيقدر يكمل هيسيبوه في خيمة ويسيبوا معه شوية أكل ووعد يائس أنهم في يوم من الأيام هيرجعوا له ده أن في مجموعات صغيرة أنفصلت عن المجموعة الكبيرة ما نعرفش انفصلوا قاصدين ولا المجموعة الكبيرة أتخلت عنهم ولا تاهوا من بعض بسبب الجو الجليدي اللي نعرفه أن اكتر من عشرين جثة تم العثور عليها على طول ساحل جزيرة الملك ويليام وجثث تم العثور عليها في أكتر من ١٢ مكان مختلف
وسنة الف ١٨٥٠ جماعة من الانويت اللي هم شعب الاسكيمو لقوا سفينة مهجورة تم التأكد بعد كده أنها اما ايارابس أو تيرار
ولما دخلوها لقوا فيها مجموعة ميتين في السراير بتاعتهم والخبر ده خلى الباحثين يعتقدوا أن مجموعة من اللي انفصلوا السفينة مرة تانية وقرروا أنهم يموتوا فيها أحسن لهم من أنهم يموتوا في وسط التلج لما تم سؤال اللي هم شعب الاسكيمو عن البعثة قالوا
شهادات في غاية الغرابة
قالوا أنهم شافوا مجموعة من الرجالة بيأكلوا لحوم البشر كانوا بياكلوا اللي بيموت من زمايلهم وأنهم لقوا
مقبرة جماعية فيها أكتر من ٣٠جثة الجثث كلها عليها آثار تقطيع بتدل على أن زمايلهم كلوهم بعد ما ماتوا وطبعا لما البحرية البريطانية سمعت بكده رفضت الفكرة تماما وقالوا شعب الانويت دول كدابين وهمج
وأن البريطانيين المتحضرين مستحيل يعملوا كدا
في أغسطس سنة١٨٥٠ فرقة البحث هتلاقي قبور التلاتة اللي اتدفنوا على جزيرة بيتشي في أول الرحلة وساعتها اتأكدوا أن فعلا في حاجة حصلت للبعثة وبعد الأكتشاف ده
حملة البحث والإنقاذ بقت أهم من إكتشاف الممر نفسه وأكتر من عشر صف خرجت في عملية بحث وانقاذ عن بعثة فرانكلين المفقودة كذا واحدة من سفن الإنقاذ هتتعرض لحوادث مشابهة على مدار السنين
والمذهل أن واحدة من السفن دي السفينة تحت قيادة الكابتن روبرت ماكلور هتلاقي الممر الشمالي الغربي
وهم بيدوروا على البعثة بس هي كمان هتتحبس في التلج والطاقم بتاعها هيتخلى عنها بعد سنتين وسنة ١٨٥٣ الطاقم بتاعها هيتقابل مع طاقم سفينة تانية اتحبست برضو في التلج ومع بعض هيوصلوا لبر الأمان على مدار السنة
وفي ٣١ مارس١٨٥٤ البحرية البريطانية اعلنت كل اعضاء البعثة أنهم ماتوا أثناء أداء الخدمة سنة ١٩٧٣بعد ١٤٥ سنة من بدايةالبحث حصلت الصدمة الكبرى تم العثور على آخر معسكر رجالة بعثة عملوها على الجزيرة ولما الباحثين فحصوه تم تأكيد موضوع أكل لحوم البشر اللي الأنوي قالوا عليه
لقوا بقايا عظام بني آدمين فيها علامات قطع بتبين أن حد حاول يستخرج النخاع من جواها
أخيرا بقى سنة ٢٠١٤
تم إكتشاف السفينة اتش ام اس ارابس لكن حالة السفينة كانت مدهورة خالص بس بعدها بسنتين تم العثور على السفينة اتش ام اس ترورية كمان والمفارقة العجيبة أنه تم العثور عليها في خليج تيرورش الخليج اللي اتسمى شرفيا على أسمها من غير ما حد يعرف أنها غرقانة فيه بس الأهم بقى أن السفينة دي كانت حالتها ممتازة والغطسات الأولية طلعت بمجموعة ضخمة من الأثار لكن
في سنه ٢٠٢٠
الموضوع كله اتعطل بسبب كورونا
وفي مايو٢٠٢٢
رجع فريق البحث يكمل شغل وجايز في السنين اللي جاية تتكشف لنا تفاصيل جديدة عن اللي حصل لبعثة فرانكلين المنحوسة وبكده يبقى وصلنا لنهاية القصة
#بعثة#بعثة فرانكلين المفقودة #انقاذ#بحث#اخبارعالمية#اسرار#البحرية الملكية