لما بتيجي سيرة اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني مبارك أمام أي مواطن عربي هتلاقيه بيفتكر دائما لحظة إعلان وبيان التنحي اللي بيقول فيه قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وبيبدأ يسترجع هيئته ، كلامه، ونظراته والكاريزما الغامضة اللي كانت بتحيط به اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية لمدة عشرين سنة تقريبا والبروفيسور في مجال العلوم السياسية من جامعة القاهرة وعين شمس
اللواء اللي لقبه الغرب بالداهية وأجهزة المخابرات أطلقت عليه لقب ومنهم اللي وصفه بالعقرب فكانت نهايته مليئة بالملابسات والتفاصيل الغامضة وجعلت كل السياسيين حول العالم يحتاروا فيها بعضهم قال أن تم اغتياله في سوريا والبعض ما زال مصدق الرواية الرسمية اللي إعلنتها الحكومة وهي أن وفاته كانت طبيعية أثناء أجراء عملية جراحية في مستشفي فى أمريكا
تعلب المخابرات اللي قدم للولايات المتحدة دليل مزيف يمكنها من غزو العراق بشكل قانوني بعد ما نزع الاعترافات من ابن الشيخ الليبي بشكل غير مشروع كانت حفلة تعذيب أشرف عليها اللواء بنفسه وجعلت المتهم يعترف بمعلومات غير حقيقية عشان يرتاح من الألم لكن لو حابب تعرف اكتر عن أذكى رئيس مخابرات في العالم وأكثرهم غموضا وهيبة وتتأكد من حقيقة وفاته بنفسك يبقى لازم تتابع معنا مقال النهاردة للنهاية
اسمه بالكامل عمر محمود سليمان
اتولد بمركز قفط بمحافظة قنا في اتنين يوليو ١٩٣٦ والحقيقة أنه كرجل مخابرات محترف وغامض فأنت يستحيل تلاقي أي معلومات عن طفولته وفترة مراهقته وشبابه حتى بعد البحث عنه في جميع الصحف والمواقع العالمية باكتر من لغة للأسف الحقبة دي من حياته مجهولة تماما لكن المؤكد أنه إنتقل إلى القاهرة في فترة المراهقة عشان يلتحق بالكلية الحربية في عام ١٩٥٤ وبعدها بدأ يتدرج في المناصب والرتب داخل المؤسسة العسكرية لغاية ما شهد حرب اليمن عام١٩٦٢ وشارك في نكسة ١٩٦٧ وكان أحد أبطال حرب أكتوبر عام ١٩٧٣ لكن للاسف دوره ومهمته في كل الحروب دي مجهول تماما ويستحيل تلاقي أي معلومة عن خدمته في القوات المسلحة أثناء الفترة دي نهائي مهما بحثت
في أواخر السبعينيات سافر لروسيا عشان يتلقى تدريبات عسكرية مكثفة في الاتحاد السوفيتي من خلال اكاديمية ام في فرونز
الأكاديمية دي أكاديمية عسكرية في موسكو وكانت أكاديمية مخصصة لتدريب ضباط الجيش الأحمر يعني بمعنى أصح كانت كلية أركان عليا تابعة للإتحاد السوفيتي
وحسب ما تم نشره في الوثائق الخارجية فالسيد عمر سليمان نجح في لفت انتباه القادة هناك لدرجة ان بعضهم بدأوا يلقبوه بالداهية
ولما عاد لمصر بعد انتهاءه من البعثة العسكرية عشان يحصل منها على شهادة البكالوريوس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وبعدها قام بتحضير رسالة ماجستير في نفس التخصص بدرجة إمتياز ولما أنتهى من رسالته الأولى قام بتحضير رسالة ماجستير تانية في العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان وساعتها تحول من مجرد ضابط جيش محترف إلى سياسي ودبلوماسي مشهود له بالخبرة والحنكة في مجال العلوم السياسية خاصة أنه كان بيتحدث أكتر من لغة بطلاقة ومنهم الإنجليزية والروسية وساعتها تم نقله فورا لجهاز المخابرات العامة المصرية المعروف عالميا باسم اي جي اي اس وخلال فترة
قصيرة جدا لا تزيد على خمس سنوات تقريبا نجح في الوصول إلى منصب نائب رئيس جهاز المخابرات وتحديدا كان في عام ١٩٨٦ وبعدها بعامين أصبح هو مديرها
وفي عام ١٩٩٣ أسند إليه الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك منصب رئيس المخابرات العامة المصرية ونظرا لحنكته وخبرته فأحب أقول لك إن هو اللي قدر ينقذ الرئيس حسني مبارك من محاولة إغتيال في مدينة اديس ابابا اثناء زيارته لاثيوبيا عام ١٩٩٥
وده لأنه نجح في إقناعه بركوب سيارة مصفحة بدل سيارة الرئاسة العادية وكمان أشترط يكون له حماية خاصة من عناصر المخابرات المصرية بالإضافة لحماية مضاعفة من جانب الحكومة الإثيوبية وبالرغم من أن حسني مبارك كان رافض تماما كل اجراءات الحماية المعقدة دي إلا أنه أضطر يوافق في النهاية بعد إلحاح اللواء عمر سليمان على الإلتزام بالإجراءات الاحترازية دي فلما حاول أحد الإرهابيين يطلق الرصاص على سيارة الرئيس كانت النتيجة أن جميع الرصاصات فشلت في إصابته وعاد الرئيس حسني مبارك الى مصر بسلام
الحقيقة أن ذكر أو تداول إسم رئيس جهاز المخابرات للعامة هو أمر غير مقبول تماما وفي الأغلب كان الشعب المصري يجهل إسم رئيس الجهاز ده دايما وده لانها معلومة شديدة الأهمية والسرية ولا يمكن الإفصاح عنها إلا لكبار المسئولين في الدولة وبالرغم من كده إلا أن مع بداية الالفينات كان إسم اللواء عمر سليمان معروف لجميع المصريين والشعب كله أصبح على دراية باسم رئيس جهاز المخابرات وده لان اللواء بدأ يفصح عن حقيقته للإعلام والصحافة وبدأ كمان يطلق تصريحات بصفة رسمية باعتباره رئيس أهم جهاز أمني في الدولة والأغرب من كده أن الشعب أعجب بشخصيته وكاريزمته لدرجة أن الجميع توقع أنه هيكون الرئيس الجديد وده لأن معلومة أو إشاعة توريث الحكم للسيد جمال مبارك نجل الرئيس كانت متداولة بكثرة وهنا بدأ الصراع بين الطرفين بشكل خفي
خاصة أن صحيفة ديلي تليجراف الإنجليزية وصفت سيادة اللواء بأنه أحد أقوى رؤساء التجسس في العالم كله اما مجلة فورين بوليسي الأمريكية فاكدت في تصريحاتها أنه أقوى رئيس استخبارات في الشرق الاوسط
وصرحت كمان أنه متقدم ومتفوق بشكل رهيب على رئيس الموساد في الوقت ده اللي اسمه اللواء مائر دغان
وأحب أقول لك إن الرئيس الموساد ده ما كانش لواء عادي بل شخص داهية شديد الذكاء والعنف لدرجة أن أريال شارون كان منبهر به جدا واسند اليه إنشاء وحدة مخابراتية خاصة عالية الكفاءة أسمها سيريت ريمون
وبالرغم من أن الرئيس الموساد نجح في مهمته بشكل مبهر لدرجة أن اريال شارون قال عليه أنه متخصص في فصل أي عربي عن رأسه إلا أن سيادة اللوا عمر سليمان كان أنجح منه بشكل ملحوظ
وجميع صحف العالم بدأت تطلق عليه ألقاب مشرفة اعترافا منها بذكاؤه وحنكته زي العقرب او ثعلب المخابرات او الجوكر وغيرها كتير من الالقاب
في عام ٢٠٠٥ التقى اللواء عمر سليمان بقادة جهاز المخابرات الامريكية ووعدهم بأنه هيمنع منظمة حماس من السيطرة على الإنتخابات الفلسطينية اللي هيتم اجراءها عام ٢٠٠٦
وبحسب برقية دبلوماسية أمريكية تواصل اللواء عموس جلعاد ورئيس المكتب الدبلوماسي الأمني بوزارة الدفاع الاسرائيلية مع المخابرات الامريكية وأعرب عن مخاوفه لو تمكنت منظمة حماس من الفوز في إنتخابات الرئاسة الفلسطينية لكن سيادة اللواء عمر سليمان دخل على الخط بسرعة وأكد بشكل حاسم أنه لن تكون وبالرغم من ان الجميع ضغط عليه بكل الطرق عشان يعرفوا منه هيعمل ده أزاي إلا أنه صمم على الأحتفاظ بسرية المهمة وتكتم على الأمر نهائيا ساعتها
صرحت السفارة الاسرائيلية أن هدف سيادة اللواء عمر سليمان من عدم تمكين المنظمة دي من الوصول للحكم فلسطين يعود إلى أسباب أمنية خاصة بسياساته واستراتيجياته في حماية مصر وده لانه شايف أن المنظمة لها علاقة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر اللي بتشكل أغلب المعارضة لنظام الرئيس حسني مبارك ومعنى أنها توصل للحكم في فلسطين فده هيترتب عليه وجود عائق مزعج لجهاز العامة المصرية
سيادة اللواء عمر سليمان
كان رئيس جهاز مخابرات عنيف وشرس لأقصى درجة وكان معروف عنه أنه ما يعرفش الرحمة زي العقرب وبالرغم من توقيعه على إتفاقية مع الولايات المتحدة عام ١٩٩٥ المعروفة باسم برنامج الترحيل السري لوكالة المخابرات المركزيةإلا أنه كان غير مهتم تماما بتنفيذ بنود البرنامج ده لدرجة أن عناصر المخابرات الأمريكية صرحوا أن رجال المخابرات المصرية بتتعامل مع بنود الإتفاقية دي على أنها دلو من البصاق الدافئ وخليني بسرعة اشرح لك فكرة البرنامج ده ايه....
الولايات المتحدة ملتزمة بقوانين بتضمن لأي متهم أثناء التحقيق مهما كانت جريمته حتى لو كان إرهابي ممارسة العنف ضده يعني ممنوع تماما أن المحقق يمارس أي وسائل تعذيب أو إرهاب نفسي على المتهم للحصول على أعترافات أو معلومات عنه وعشان الولايات المتحدة تتخلص من الأزمة دي أبرمت إتفاقيات مع دول خاضعة لسياستها ولكن مسموح لها أنها تضغط على المتهم أكتر لكن من غير تعذيب ومصر كانت من الدول دى
في عام ٢٠٠١ نجحت فرق المارينز الامريكية في غزو افغانستان وتمكنت من اسقاط حكومة طالبان الافغانية المتهمة بالارهاب الدولي لانضمامها الى تنظيم القاعدة
وساعتها تم أسر عدد كبير من الإرهابيين المشتبه فيهم بأنهم تابعين لزعيم التنظيم أسامة بن لادن وكان من ضمن الأسرى السيد علي محمد عبدالعزيز الفاخري المعروف باسم ابن الشيخ الليبي وبعد تحقيقات مكثفة معه فشلت المخابرات الأمريكية في أحد اعترافات جادة وصريحة منه فأرسلته لجهاز المخابرات العامة المصرية لأستجوابه بشكل أكثر عنفا وجدية لكن بدون تعذيب زي ما قلنا
الحقيقة أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جورج دبليو بوش كانت بتتحايل للوصول إلى طريقة قانونية تمكنها من غزو العراق فتدخل سيادة اللواء عمر سليمان عشان يقدم له طلبه على طبق من فضة وده لأنه نجح في أخذ الأعترافات من ابن الشيخ الليبي بطريقته الخاصة وهي أنه قام بتعذيبه في السجون المصرية أثناء استجوابه بأبشع الطرق والحقيقة أن الإدارة الأمريكية كانت عارفة ومتأكدة وفقا للتقارير السرية الصادرة من وكالة المخابرات المركزية أن كل الأعترافات دي مزورة لأنها ناتجة عن التعذيب البدني الرهيب اللي تلقاه إبن الشيخ الليبي في السجون المصرية ومع ذلك إستخدامها الإدارة الأمريكية كدليل قاطع يثبت أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على علاقة بتنظيم القاعدة وأنه بيمتلك أسلحة كيماوية تندرج تحت بند أسلحة الدمار الشامل وبناء عليه قررت أنها تغزو العراق بحجة أنها بتحارب الإرهاب وده على الرغم من أنها متأكدة أن كل الاعترافات اللي أدلى بها ابن الشيخ الليبي هي اعترافات مضللة وغير حقيقية صادرة من متهم شهد أسوأ أنواع التعذيب داخل السجون المصرية والأغرب من كده أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لما فشلت في العثور على أسلحة الدمار الشامل داخل العراق رجعت استجوبت ابن الشيخ الليبي بنفسها مرة تانية وساعتها أعلن الحقيقة وأكد أنه تم تعذيبه على يد اللواء عمر سليمان شخصيا وساعتها قرر أنه يقاضي الحكومة المصرية بسبب الإعتداء الوحشي اللي مارسه اللواء عمر سليمان ضده
والأغرب من كده أن اللواء تم اتهامه في قضايا تعذيب كتير لمتهمين تم تسليمهم من الولايات المتحدة لمصر وفقا لبرنامج الترحيل السري لوكالة المخابرات المركزية زي مثلا اللقاء التلفزيوني اللي تم عرضه على قناة الجزيرة القطرية وفي اللقاء عرضت البروفيسورة ليزا حجار استاذة علم الإجتماع بجامعة كاليفورنيا معاناة الشاب المولود في أستراليا ممدوح حبيب الشاب تمت تبرئته من أي اتهامات لها علاقة بالارهاب إلا أنه كان مصمم على حكي قصته مع جهاز المخابرات المصرية وكشف عن بشاعة وسائل التعذيب اللي تلقاها على يد اللواء عمر سليمان شخصيا وأنه علقه من اقدامه عن طريق خطافات معدنية وحطم له جميع أصابعه وتفنن في صعقه بالكهرباء وأقسم على أن أحد رجال المخابرات قام بقتل أحد المتهمين أمامه عشان بس يرهبه نفسيا وأعلن كمان أنه أثناء التحقيقات أستمر ضربه وصفعه على وجهه وتسديد اللكمات لغاية ما وقعت العصابة من على عينيه وشاف اللواء بنفسه وهو بيضربه بمنتهى القسوة والشاب بيحاول دلوقتي أنه يطالب بحقوقه اللي تم انتهاكها على يد المخابرات المصرية
اللواء عمر سليمان كان رجل عسكري لكن رفض الانضمام لصفوف الحزب الوطني وكان بيفضل دايما ارتداء الملابس المدنية والبدلات الأنيقة بدل الزي العسكري والحقيقة أن رغم المخاوف اللي أنتابت الرئيس حسني مبارك من ان اللواء عمر سليمان ممكن ينقلب عليه أو يرفض فكرة توريث الحكم لأبنه جمال مبارك إلا أنهم كانوا أصدقاء جدا والرئيس كان شديد الحرص على التحرك في أي مؤتمر أو لقاء بصحبته وده لأنه كانت جميع أفكارهم متشابهة وكانت على توافق بشكل رهيب
وحتى تعاملاتهم مع القضايا الدولية زي العلاقات المصرية الإسرائيلية والتعامل مع الولايات المتحدة ومعاملة جماعة الإخوان المسلمين
واستمر سيادة اللواء في منصبه كرئيس لجهاز المخابرات العامة المصرية من عام ١٩٩٣لعام ٢٠١١
وبالرغم انه كان مراوغ لأقصى درجة وجميع الصحف العالمية ووكالات المخابرات لأي دولة كانوا بيشهدوا بخبرته وذكاؤه أنه تعلب المخابرات لكن في خمسة وعشرين يناير أنتفض الشعب المصري ضد النظام عشان يسقط شرعية الرئيس حسني مبارك ووجود أغلب فئات الشعب في الميادين والشوارع المصرية ومنهم اللي كان بيطلق مسيرات بتنادي بضرورة تعيين اللواء عمر سليمان كرئيس للجمهورية باعتباره غير محسوب على المؤسسة العسكرية نوعا ما ومش عضو في الحزب الوطني لكن بعد مرور خمس أيام فقط من المظاهرات الحاشدة قرر الرئيس المخلوع حسني مبارك أنه يقوم بتعيين سيادة اللواء عمر سليمان نائب له واسند إليه مهمة دعوة المتظاهرين إلى إجراء حوار وطني مع رموز الثورة
وأحب أقول لك إن منصب نائب الرئيس ده كان شاغر لحوالي تلاتين سنة وتحديدا من لحظة تولي الرئيس مبارك الحكم في عام ١٩٨١ وبالرغم من أن الاضطرابات كانت بدأت تهدى في الشوارع نوعا ما وفقا لتقارير منشورة في أهم الصحف العالمية إلا أن كتير من صفوف المعارضة المصرية رفضوا تأييد ومباركة قرار تعيين اللواء عمر سليمان كنائب للرئيس
فتعرض اللواء إلى محاولة اغتيال في يوم تلاتين يناير ٢٠١١ الساعة الحادية عشرة ونصف صباحا والحقيقة أن الحدث ده آثار لغط كبير لحظة حدوثه وخرجت ساعتها جهات رسمية تؤكده وجهات تانية بتنفيه لكن الحقيقة هي أن سيادة اللواء خرج من مقر المخابرات العامة الكائن في منطقة حدايق القبة عشان يتجه إلى قصر الرئاسة بعد ما إتصل به الرئيس حسني مبارك وبلغه إنه محتاجه ضروري سيادة اللواء كان مقرر ليه أنه يركب سيارة بي ام دبليو من طراز اكس فايف برفقة طاقم الحراسة في سيارة مرسيدس آي 305 على سبيل التمويه لكن بعض المصادر بتؤكد أنه ركب بالخطأ السيارة المرسيدس للسيارة التانية ومصادر تانية بتؤكد أنه ركبها عن عمد لكن حسب ما أجمعت عليه كل الصحف والمجلات العالمية بالإضافة لوكالات المخابرات أنه ترك سيارته المرسيدس للواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات من بعده وقرر اللواء عمر سليمان أنه يركب السيارة التانية عشان يتجه بها إلى قصر الرئاسي لكن أثناء مغادرته لمبنى المخابرات كان شارد الذهن فركب سيارته المرسيدس بالخطأ وبعد ابتعاد السيارتين لمسافة قصيرة وتحديدا عند المجمع الطبي للقوات المسلحة الموجودة عند كوبري الفنجري تعرض الجميع لنيران كثيفة من داخل سيارة إسعاف مسروقة وبعد مناوشات وتدخل سريع من الجيش تم التخلص من الإرهابيين بعد استشهاد أغلب ركاب السيارة البي ام دبليو وأصبحت العناية الالهية هي اللي أنقذت سيارة اللواء لأنه ركب سيارته بالخطأ رغم أنه كان المفروض يتركها لزميله اللواء مراد موافي بعد الواقعة دي تعامل اللواء عمر سليمان بشكل طبيعي قرر أنه يفتح تحقيق رسمي من غير ما يشغل باله بحقيقة الجهات اللي وراء محاولة اغتياله البعض حذره من أعوان الرئيس مبارك في الحكومة واعتقدوا أن هم اللي نفذوا عملية الاغتيال دي باعتباره صندوق أسود بيحوي أسرار الجميع ومن الطبيعي أنهم يكونوا رافضين تماما توليه منصب رئيس الجمهورية بعد فترة حكم الرئيس والبعض الآخر كان بيحذره من جماعة الإخوان المسلمين وأكدوا له أن اللي ورا محاولة اغتياله هم عناصر تابعة للجماعة لكن اللواء رفض أنه يهتم بالموضوع ده وأعتبره كأن لم يكن واستمر في تنفيذ مهام وظيفته لأن البلد ساعتها كانت بتحترق
بعد الواقعة دي بأيام انتشر الخبر في الصحف والقنوات العربية وقيل ان اللواء اتعرض لمحاولة اغتيال لكن وفقا لبيان حكومي صادر في خمسة فبراير ونقلته وكالة السوشييتيد بريس أن محاولة الاغتيال كانت مجرد حادث عشوائي ومحدش كان مستهدف نائب رئيس الجمهورية تحديدا
وبعد فترة وتحديدا يوم /٢٤/٢/ ٢٠١١ ظهر وزير خارجية مبارك الأسبق السيد أحمد أبو الغيط واكد على محاولة الاغتيال لأنه كان في قصر الرئاسة ساعتها وكمان نشر الواقعة دي في كتابه بعنوان شهادتي واستمرت
الاضطرابات في الشارع المصري إلى يوم
١٠ /٢٠١١/٢ وده على الرغم من ظهور اللواء أكتر من مرة في التليفزيون عشان يحذر من متابعة القنوات العربية اللي بتحرض الشباب المصري على التظاهر ضد النظام وأكد في بيان صحفي له قال فيه في الواقع بعض الدول الصديقة التي لديها قنوات تلفزيونية فهي ليست صديقة على الإطلاق والتي حرضت الشباب ضد الأمة والدولة لقد ملأوا اذهان الشباب بالمخالفات والمزاعم الخاطئة وهذا أمر غير مقبول ما كان ينبغي عليهم أن يفعلوا ذلك أبدا
صدقا ما كان عليهم ابدا نشر روح العداوة والبغضاء بهذا الشكل طبعا اللواء ما ذكرش ا٥سماء قنوات بعينها إلا أن الشعب المصري كان مدرك كويس جدا أنه بيتكلم عن قناة الجزيرة بالإضافة طبعا لقناة الحدث والعربية وغيرها كتير من القنوات لكن للأسف تحذيراته وتصريحاته فشلت في أحتواء المصريين
وساعتها تنازل الرئيس حسني مبارك عن جميع صلاحياته إلى نائبه سيادة اللواء عمر سليمان وفي اليوم اللي بعده خرج اللوا عشان يعلن خبر تنحي الرئيس وتسليم جميع امور الدولة الى المجلس العسكري بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي
( بسم الله الرحمن الرحيم ايها المواطنون في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بادارة شئون البلاد والله الموفق والمستعان)
والغريبة ان اللواء عمر سليمان ما كانش عضو في المجلس الاعلى للقوات المسلحة فانتهت مسيرته بتنحي الرئيس مبارك رسميا
وهنا بدأت معركته مع الإنتخابات الرئاسية وده لأن بعض فئات الشعب المصري شافت فيه المخلص ومنهم كتير ما يعرفوش حاجة عن أتهامات التعذيب الموجهة له فضغطوا عليه عشان يرشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية وبالفعل وبعد إلحاح غريب من بعض فئات الشعب أضطر اللواء عمر سليمان أنه يقدم أوراق ترشحه وفي اللحظات الأخيرة وتحديدا في تمانية ابريل قبل إغلاق باب الترشح بحوالي عشرين دقيقة بس وده بعد ما أصدر بيان بيقول فيه إن النداء الذي وجهتموه لي أمر وأنا جندي لم أعصي أمرا طوال حياتي فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبي هذا النداء وأشارك في الترشح رغم ما اوضحته لكم في بياني السابق من معوقات وصعوبات وأن ندائكم لي وتوسمكم في قدراتي هو تكليف وتشريف ووسام على صدري وأعدكم أن أغير موقفي إذا ما أستكملت التوكيلات المطلوبة يوم السبت مع وعد مني أن أبذل كل ما أستطيع من جهد معتمدا على الله وعلى دعمكم لننجز التغيير المنشود وأستكمال أهداف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصري في الأمن والأستقرار والرخاء إلا أن اللجنة العليا للإنتخابات قررت في يوم ١٤ ابريل استبعاده بعد رفضها لعدد من نماذج التأييد اللي قدمها وبعدها أختفى عمر سليمان جزئيا عن الساحة السياسية المعلنة
وتوفي في ١٩ يوليو من نفس العام والحقيقة أن خبر وفاته آثار لغط هائل في الشارع المصري وكتير من رموز السياسة أعتقد أنه تم اغتياله والتخلص منه وده على الرغم من الرواية الرسمية اللي بتفيد بأنه تعرض لأزمة قلبية وأضطر على إثرها أنه يسافر إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج بعد فقدانه لصحته بسبب الأحداث السياسية الأخيرة ده غير خسارته لأكتر من تلاتين كيلو من وزنه خلال شهور قليلة وفي الولايات المتحدة تلقى العلاج داخل مستشفى كليفلاند
توفي بشكل مفاجئ اثناء خضوعه لعملية جراحية بالقلب إلا أن عدد كبير من السياسيين أكدوا أن الحقيقة غير كده وادعوا أنه مات في التفجير اللي حصل في مقر الأمن القومي بحي الروضة في العاصمة السورية دمشق اثناء إجتماع كان بيحضره عدد من كبار القادة الأمنيين السوريين وكان الإجتماع عبارة عن تكليف من حاكم إمارة دبي الإماراتية محمد بن راشد آل مكتوم لإيجاد حل لملف امتلاك سوريا أسلحة كيميائية بالإضافة لوضع خطة محكمة لتصحيح الأوضاع في جميع الدول العربية
وأول من فجر الخبر ده هو المعارض السوري هيثم المالح رئيس مجلس امناء الائتلاف الوطني السوري وأكد أن اللواء كان حاضر الإجتماع وتم تفجير المبنى للتخلص منه لأن الغرب شايف أن دوره أنتهى ومن بعده خرج
اللواء محمود زاهر أحد رجال المخابرات السابقين وأكد في لقاء تليفزيوني من برنامج بالميزان المذاع على قناة ال تي سي أن اللواء عمر سليمان تم اغتياله واستشهد في سوريا ولم تكن ولأسباب صحية وبعدها خرج اللواء حمدي بخيت عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب وأكد أنه تم اغتياله في سوريا وبالرغم من إصرار الحكومة المصرية على عرض الرواية الرسمية اللي بتفيد بأنه مات أثناء عملية جراحية في إحدى المستشفيات الأمريكية
إلا أن في عام ٢٠١٥ كشف الدكتور فخر رئيس مصلحة الطب الشرعي السابق وكبير الاطباء الشرعيين مفاجآت تؤكد ان اللواء عمر سليمان تم اغتياله لكن لم يفصح الدكتور عن الدلائل اللي معه وقال في مؤتمر صحفي هناك شبهات ودلائل تؤكد مقتل اللواء عمر سليمان فالرجل بما يملكه من ملفات ومعلوم كان يشكل خطرا حقيقيا على العديد من رجال السياسة القدامى وعلى جماعة الإخوان التي كانت تسعى وبقوة للسيطرة على مقاليد الأمور في البلاد هؤلاء كانت لديهم مخاوف كبيرة من وصوله الى سدة الحكم ومن ثم اقصاؤهم تماما من المشهد السياسي وربما محاكمتهم فقرروا التخلص منه ودفن أسرارهم معه إلى الأبد
بالإضافة إلى وجود شبهات تثير الشكوك حول تورط اسرائيل واجهزة مخابرات دولية في اغتيال الجنرال بعد أن رأت أن دوره يجب أن ينتهي عند هذا الحد
الحقيقة أن وفاة اللواء عمر سليمان بتعتبر لغز معقد حتى الآن ولا يقل صعوبة عن لغز وفاة جوزيف ستالين وانتحار الفهر للنازي ادولف هتلر اللي الروايات الرسمية الصادرة من الإتحاد السوفيتي بشأنه كانت متضاربة لأقصى درجة ومليئة بالعوار وعشان كده ما حدش حتى الآن نجح في حل اللغز ده بشكل مؤكد
ماحدش قدر يثبت الحقيقة بالدليل القاطع عشان نعرف إذا كانت وفاته طبيعية ولا عن طريق إغتيال
لكن المؤكد وبلا شك أنه كان أحد أقوى رؤساء أجهزة المخابرات في العالم والجميع كان بيعمل له الف حساب لأنهم عارفين أنه بيمتلك ذكاء الثعالب وسم العقارب
ولكن بعد مرور سنين وربط الأحداث و كل الاشاعات التي أطلقت فى وقتها وان من كان وراء الإجتماع الذي حصل فى سوريا وهم الإماراتيين نتاكد من كان وراء محاولة أغتياله فى المرة الأولى وعندما فشلت تم تخطيط للمرة الثانية وليه كان لازم يموت ويدفن اسرار معرفته بكل الأمور التى مع الوقت انكشفت لنا
#عمر سليمان #مخابرات#أغتيال#السيسي#
#الامارات#انفجار سوريا#سوريا