أعلان نتنياهو
في١٠/٢١/ ٢٠١٥
بيعلن نتنياهو خلال مؤتمر عالمي في مدينة القدس المحتلة ان مفتي القدس السابق الحاج امين الحسيني واللي اقنع هتلر بتنفيذ محرقة اليهود في اوروبا وأن هتلر كان عاوز يطرد اليهود من أوروبا إلى فلسطين ولكن أمين الحسيني هو اللي أقنعه بتنفيذمعركة اليهود يا ترى مين هو المفتي امين الحسيني؟
وما هي علاقته بهتلر وليه هتلر وعده بتحرير فلسطين من اليهود ومنح الاستقلال جميع الدول العربية لو أنتصر في الحرب وهل بالفعل المفتي امين الحسيني هو اللي أقنع هتلر بتنفيذ معركة اليهود في أوروبا والنهارده وفى المقال ده
هنتكلم عن علاقة هتلر بالمفتي امين الحسيني
تلقى امين الحسيني تعليمه في مدارس القدس وأتم حفظ القرآن في السنة التاسعة من العمر وفي الرابعة عشر من عمره أرسله والده إلى مصر ليكمل تعليمه في الأزهر الشريف وبمجرد أن قامت الحرب العالمية الأولى بيقرر آمين الحسيني السفر إلى اسطنبول ليلتحق بالمدرسة العسكرية للضباط الأحتياط وبمجرد تخرجه بيتم تعيينه ضابطا في الجيش العثماني في منطقة ازمير والبحر الأسود وهذه المنطقة تحديدا كان يسكنها الكثير من اليهود فاكتشف أن اليهود بيتحدثوا كثيرا عن إقامة دولة في فلسطين وبالفعل قبل أنتهاء الحرب العالمية الأولى صدر في سنة ١٩١٧ بيان عن الحكومة البريطانية يعلن دعم بريطانيا لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين اللي كانت في الوقت ده جزء من الإمبراطورية العثمانية وده هو البيان اللي عرف تاريخيا باسم وعد بلفور نسبة الى وزير الخارجية البريطاني
وهنا بيقرر امين الحسيني العودة فورا الى فلسطين وبيبدأ في توعية الشعب الفلسطيني من خطورة هذا البيان على فلسطين وسارع في انشاء الجمعيات العلمية والثقافية زي إنشاؤه للنادي العربي سنة ١٩١٨ اللي كان هدفه التوعية السياسية والقومية وتدريب الشباب على القتال لدرجة
أن الزعيم الصهيوني وايزمان حذر من خطورة نشاط النادي العربي على اليهود فقد ذكر وايزمان أن أعضاء النادي العربي بيذهبوا لقرى لإثارة الفلاحين العرب ضد اليهود ويحاول هؤلاء الأعضاء أيضا تكوين تنظيمات إرهابية
لكي تقوم فيما بعد بشن حرب عصابات على اليهود
وفي سنة ١٩٢١بيتوفى مفتي القدس الشيخ كمال الحسيني الاخ الاكبر لامين وكما جرت العادة بيتولى شخص من أسرة الحسيني منصب المفتي بيتم إختيار أمين الحسيني مفتيا لمدينة القدس وفي العام التالي سنة ١٩٢٢ بيتم انتخابه رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى لإدارة شئون الأوقاف والمحاكم الشرعية
وفي توليه المنصب أستمر الحسيني في التصدي لمؤامرات الإحتلال البريطاني واليهود
وفي سنة ١٩٢٨ بتبدأ أعداد ضخمة من اليهود في إقامة الطقوس الدينية عند حائط البراق وده كان أمر عادي بالنسبة للمسلمين ولكن اللي ماكانش عادي ان اليهود المرة دي كانوا معهم ستائر ومقاعد بهدف السيطرة على المكان بالكامل وهنا اشتعل غضب المسلمين وأرسل المفتي امين الحسيني رسالة الى الحاكم البريطاني ويحذره فيها من طمع اليهود التي ستبدأ بحائط البراق وتنتهي بالمسجد الأقصى ولكن كالعادة لا حياة لمن تنادي
واستمر اليهود في محاولة السيطرة على حائط البراق والأمر ده أدى لوقوع مواجهات عنيفة في العام التالي مباشرة وتدخلت القوات البريطانية للوقوف بجوار اليهود وقبضت على العشرات من العرب وفرضت عليهم أحكام قاسية ومش كده وبس بدأت بريطانيا تشجع اليهود على الهجرة إلى فلسطين بشكل مكثف ولكن الشيخ امين الحسيني أستمر في الدعوة السلمية للمطالبة بحق الفلسطينيين في الأرض لأنه كان مدرك أن الفلسطينيين هم الطرف الأضعف في القضية بسبب حجم التسليح الكبير لكلا من العصابات والجيش البريطانيولكن في سنة ١٩٣٥ بيتم قتل الشيخ عز الدين القسام على ايدي القوات البريطانية فازداد غضب العرب مع إستمرار طرد الفلاحين الفلسطينيين بالقوة الجبرية من الأراضي وهنا أدرك الشيخ أمين الحسيني أنه لا يوجد بديلا من إستخدام القوة للدفاع عن فلسطين
وبالفعل بدأت الثورة المسلحة سنة١٩٣٦
وانتشر الإضراب العام في جميع أنحاء البلاد وهنا حاول الشيخ امين الحسيني التواصل مع القنصل الألماني في القدس لأن في هذا الوقت كان هتلر وصل لحكم ألمانيا وبدأ إعلان رسميا عن كرهه لليهود فأعتقد الشيخ الحسيني أن عدو عدوي صديقي وبالتالي طلب من القنصل الألماني أن المانيا تتخذ موقفا حاسما لمنع هجرة اليهود إلى فلسطين ولكن ألمانيا لم تبدي أي رد على الشيخ الحسيني لأن المانيا مستفيدة من هجرة اليهود من أوروبا إلى فلسطين وأيضا هتلر ماكانش عاوز يستفز بريطانيا وفرنسا ويتدخل في شئون مستعمراتهم لأنه لم يكن مستعدا بعد للدخول إلى الحرب
وأثناء الثورة العربية في فلسطين بتعلن بريطانيا قرار تقسيم فلسطين والأمر ده أدى إلى أشتعال الغضب أكثر ونجح الثوار العرب في قتل الحاكم البريطاني اللي كان بيأخذ الأراضي الفلسطينية بالقوة ويسلمها إلى اليهود وهنا قررت بريطانيا حل المجلس الأعلى الإسلامي وإيقاف زعيمه الشيخ امين الحسيني اللي نجح في الهروب إلى لبنان قبل ما يصل إليه البريطانيين
ولكن في سنة١٩٣٩ مع اندلاع الحرب العالمية التانية
بتضغط بريطانيا على فرنسا اللي كانت مسيطرة على لبنان في هذا الوقت من أجل القبض على الشيخ الحسيني ولكن بينجح في الهروب إلى العراق وكانت العراق في هذا الوقت دولة مستقلة أسرة ملكة موالية للبريطانيين وكانت بتستقبل المئات من القادة القوميين المنفيين من بلادهم وكان في عدد كبير من وزراء الحكومة العراقية عندهم أفكار موالية الألمان وسرعان ما وجد الحسيني نفسه مع مجموعة من ضباط الجيش العراقي بيخططوا لانقلاب عسكري على الحكم في العراق وهذه المجموعة كان يقودها رشيد علي الكيلاني
إستعداد لهذا الإنقلاب أرسل الحسيني سكرتيره الخاص إلى برلين في يناير ١٩٤١محملا برسالة إلى هتلر
الحسيني اكد في الرسالة على أن العراق تحولت إلى دولة موالية لألمانيا ده هيبقى حدث مهم جدا لأنه....
أولا هيقطع طرق العديد من المصالح البريطانية في المنطقة
وثانيا وهو الأهم هتوفر العراق كمية ضخمة من النفط اللي محتاجاها ألمانيا
وهتلر في الوقت ده كان بالفعل أرسل فيلق لأفريقيا بقيادة جنرال روميل ثعلب الصحراء عشان يسيطر على شمال افريقيا ويعبر إلى مصر ويقطع قناة السويس ومنها إلى الشام ثم العراق وهنا بيعجب هتلر بمحتوى الرسالة وبيرد على رسالة الحسيني أنه هيعترف بالأستقلال العربي وهيدعمه
في اوائل ابريل سنة ١٩٤١ وده هو نفس الوقت اللي كان هتلر بيستعد فيه لغزو الإتحاد السوفيتي وبالتالي الدعم العسكري الألماني للعراق لم يكن أكثر من عينة رمزية من الطائرات الحربية وبعض شاحنات الذخيرة وهنا هتنجح القوات البريطانية في السيطرة على الانقلاب العسكري في العراق وبمجرد دخول البريطانيين إلى بغداد
بيفر الحسيني الى تركيا ثم الى ايطاليا حتى وصل الى برلين وفي يوم ١١/٢٨/ ١٩٤١ يلتقي هتلر بالحسيني في لقاء أستمر لأكثر من ساعة ونصف بيتفق الطرفين على اعتراف دول المحور باستقلال الدول العربية وطرد اليهود من فلسطين مقابل أن يدعو الحسيني إلى تطوع المسلمين في الجيش الالماني من الأسر القادمين من الجزائر وتونس والمغرب وبجانبهم باقي الدول العربية بالإضافة إلى مسلمين البلقان
ولكن هتلر رفض الاعلان رسميا عن الإتفاق لأعتبارات سياسية وعسكرية والخوف من أشتعال غضب الفرنسيين لأن معظم القوات الألمانية كانت موجودة في الشرق ولكن الحسيني كان بيشعر بالقلق من مقابلة هتلر فذكر في مذكراته أن المقابلة مع هتلر استمرت لاكثر من ونصف وكان يساورني القلق بسبب رفض هتلر إصدار إعلان رسمي عن شروط الإتفاق ورأيت أن سبب عذره غير مقنع ولكنني كنت مطمئنا من خطته الأساسية للقضاء على اليهود في النهاية
وهنا لازم تعرف يا عزيزي القارئ ان هتلر لم يكن يلتزم بالعهود والدليل على هذا الكلام لما تعهد لبريطانيا وفرنسا أنه لو ضمت شيكو سلوفاكيا لن يقوم بأي توسع وبرضو عمل إتفاقية عدم إعتداء مع ستارين وخذل الإتحاد السوفيتي في النهاية
وفي سنة١٩٤٥ أدرك الشيخ الحسيني أن ألمانيا عمليا خسرت الحرب والهروب إلى سويسرا ولكن فرنسا نجحت في القبض عليه ووضعته تحت الإقامة الجبرية وبعدين أطلقت سراحه في سنة ١٩٤٧ عشان يصل الى القاهرة وفي سنة ١٩٦١بيقرر الانتقال الى بيروت
وبيتوفى في سنة ١٩٧٤
وهنا هنرد على اتهامات نتنياهو الباطلة على الشيخ الحسيني
والرد كان من اليهود نفسهم اللي استنكروا تبريء نتنياهو لهتلر من محرقة اليهود وقالوا إن هتلر ذكر من أول لحظة قبل وصوله للحكم أنه عاوز يقضي على اليهود في العالم وأن بالفعل الشيخ الحسيني كان عاوز يقضي على اليهود ولكن هتلر الذي كان لا يسمع رأي القادة الألمان سيستمع إلى رأي العربي الزي لم يقابله غير ساعة ونصف والسؤال هنا هل هتلر فعلا كان صادق في وعده للشيخ الحسيني؟ ام كان يكذب عليه من اجل استغلاله؟