سونيا فانوف تسعتاشر سنة واللي كانت عايشة مع أهلها في إحدى مدن ولاية ألاسكا الأمريكية
وسونيا كانت من السكان الأصليين سونيا كانت بتحلم أنها تتنقل لهاواي علشان تدخل الجامعة وعلشان برضه هي زهقت من جو ألاسكا الكئيب اللي كله تلج وبرد وليله زي نهاره ده بس علشان تدخل الجامعة كان لازم تشتغل وتحوش فلوس وفي صيف الفين وتلاتة اتنقلت هي وصديقتها تيموري لمدينة نوم علشان يشتغلوا هناك وكانوا عايشين في شقة مشتركة مع بعض سونيا اشتغلت موظفة إستقبال في مستشفى اما تيموري فاشتغلت موظفة استقبال في فندق
أسلوب حياة البنتين كان شوية متحرر ما كانش عندهم عربية فكانوا بيحبوا أنهم يخرجوا ويتمشوا وياكلوا في مطاعم المدينة ويسهروا برة في الشوارع،
وعاوز أقول أن الدنيا هناك كانت المفروض أنها أمان لان أصلا ألاسكا الشمس بتغرب فيها في نص الليل تقريبا فكان النوم برة البيت لحد نص الليل فده كان عادي بالنسبة لهم لان الجو لسه نهار بس أهلها حذروها لان السكان الأصليين بيبقوا مضطهدين شوية معظمهم بيختفوا في ظروف غامضة بس سونيا كانت متفائلة وما جاش في بالها في يوم أنها تعيش اخر لحظات حياتها في كابوس مرعب،
فى يوم الأحد عشر أغسطس ألفين وتلاتة سونيا وتيموري كانوا سهرانين في بيت واحدة من صديقاتهم وعلى الساعة واحدة بالليل قررت سونيا خلاص هتنهي السهرة هنا وترجع البيت وفي الطريق كانت هتعدي على صديقة لها تسلم عليها وتيموري كانت هتبات في بيت صديقتهم لانها كانت شاربة كتير ومش قادرة ترجع لشقتهم الجو كان لسه نهار زي ما قلنا والدنيا كانت بتمطر في الوقت ده فاسونيا عجبها جدا الغروب مع المطر فقررت انها تتمشى للبيت على رجليها وتستمتع كده بالمطر والغروب وهي ماشية وكده كده بكرة يوم اجازتها من الشغل فبراحتها بقى على الساعة خمسة الصبح تيموري رجعت لشقتهم علشان تجهز وتروح شغلها بس أخدت بالها أن سونيا مش موجودة في البيت وواضح أصلا أنها ما رجعتش من إمبارح لكنها ما قلقتش قوي لان ده كان كده كده يوم أجازة سونيا فقالت جايز تكون باتت عند صديقتها ونزلت راحت للشغل ولما رجعت من الشغل على آخر اليوم لقت ان سونيا برضو ما رجعتش للبيت لسه فاتصلت بأربع أصدقاء مشتركين بينهم تسألهم عن سونيا وكمان اتصلت بأهلها بس ما كانش فيه أي حد فيهم يعرف أي حاجة عن سونيا ولان طبعا ما كانش لسه الموبايلات شائعة الإستخدام وقتها فهي ما كنتش عارفة تتصل بسونيا لأن ما كانش معها موبايل ورغم قلقها الشديد عليها إلا أنها نامت ليلتها عادي على أمل أن سونيا تظهر بكرة علشان تجهز وتروح شغلها لكن تاني يوم سونيا مظهرتش برضو فعلى الساعة خمسة مساء بعد ما خلصت تيموري شغلها راحت لقسم شرطة المدينة وهي منهارة وبتبكي وبلغت باختفاء سونيا اللي قابلها ظابط اسمه ستان وعاوزكم تركزوا جدا في أسماء الظباط والمحققين في الحلقة دي الظابط بسكويا بدأ ياخد منها شوية معلومات عن سونيا وكان واضح عليه جدا أن هو مش مهتم قوي لما عرف أن سونيا من السكان الأصليين فاللي هو يعني كان بيعمل لها البلاغ تقضية واجب بس مش أكتر لما مدير سونيا في الشغل برضه ما عرفش يوصل لها وكانت غايبة عن الشغل بلغ الشرطة باختفائها وهنا بدأوا ياخدوا الموضوع جد شوية ولما زوج اخت سونيا وصل لمدينة علشان يساعد في البحث عن سونيا وكان عارف انها لها صديق اسمه كونك و كان اسمه الحقيقي دانيال وكونك ده اسم الشهرة بتاعه المهم أن كونك قال لهم أن هو ما يعرفش عنها حاجة وما شفهاش أصلا
المحقق ريتبورن وده المحقق اللي ماسك القضية راح لشقة سونيا وتيموري علشان يفحصها وعرف من تيموري أن محفظة سونيا مش موجودة ولا حتى هدومها اللي كانت لبساها آخر مرة وده معناه أنها أصلا ما رجعتش للشقة من ليلة ما مشيت لوحدها في الشارع ومن خلال فحص المحقق ريتبورد لألبوم صور سونيا لاحظ أن شفي واحدة من الصور كدمة كبيرة على دراعها فتيمور قالت له ان صديقها كونك هو اللي عامل لها الكدمة دي لما كانوا في مرة بيتفرجوا على التليفزيون وبيضربوا بعض بهزار كده لكن كونك كان شوية عصبي فاضايق وخد الموضوع بجد وضرب سونيا أو عضها حاجة كده يعني عملت لها الكدمة دي كونك أصلا كان بيحب سونيا بس حب من طرف واحد يعني سونيا ما كانتش بتبادله نفس المشاعر لأن أصلا كان عنده صديقة تانية ، فهي كانت شايفة أن هو يعني ما ينفعش تدخل بينهم،
فبدأ المحقق يشك في أنه كونك ممكن يكون أتخلص من سونيا عقابا لها لأنها رفضته وصدته
وهنا بدأ قسم الشرطة بمساعدة مركز الإطفاء البحث عن سونيا في كل مكان في البحر والأنهار وكمان راح فريق من المتطوعين للبحث عنها في منطقة المناجم المهجورة
و بدأت كمان تيموري البحث عن سونيا وعلى الساعة تسعة مساء راحت تسأل عنها في المستشفى اللي هي شغالة فيها لكن حد من المستشفى قال لها تروح بسرعة لقسم الشرطة دلوقتي لأن فيه أخبار جديدة هناك وأول ما وصلت هناك لقت تجمع من الناس قدام قسم الشرطة قالت بس أكيد لقوا سونيا فدخلت بين الناس علشان تعرف اللي حصل فعرفت أنهم فعلا لقوا سونيا ولكن سونيا ميتة اللي حصل أنه على الساعة تمانية ونص مساء وبعد ساعات تقريبا من البحث واحد من رجال الإطفاء كان بيبحث عنها في منطقة المناجم لما شاف هناك آثار إطارات سيارات على الطريق ولما مشي ورا الأثار دي شوية لقى أنها دخلت في وسط مجموعة أعشاب أو شجيرات كده على جنب الطريق ولما دخل يبحث جوة لقى جثة عارية تماما مش لابسة أي حاجة إلا شراب وأحد بس في رجليها الشمال فعلى طول رجع بسرعة لقسم الشرطة أحد أتنين محققين ورجع بهم لمكان الجثة وهم طبعا كانوا جايبين معهم كاميرا وأكياس بلاستيك من بتاعة حفظ الأدلة دي وعاملين حسابهم وهم في الأول ما كانوش عارفين هي سونيا ولا لأ ، لأنها كانت راقدة على جنبها ونص وشها كان في الارض والنص التاني كان شعرها جاي عليه فملامحها ما كانتش باينة اوي ، وطبعا هم ما ينفعش يلمسوها علشان الأدلة ما تبوظش
سونيا كانت غرقانة في بركة من الدم حواليها بس مش واضح بالزبط هي ميتة أزاي أو الجرح اللي بتنزف منه فين ؟ وكان فيه في ضهرها أوراق شجر لازقة فيه، واضح يعني أنها من حالة الجثة كده أنها ميتة بقى لها اكتر من أربعة وعشرين ساعة ،
المحقق ريتبورن لما وصل أتعرف عليها وأكد أنها فعلا سونيا وخمن المحقق ريدبورن من هيئة سونيا أن الجريمة كانت بغرض الإعتداء بما أنها عارية وكان المفروض يبدأ التحقيق في وفاتها على طول ولكن قسم شرطة المدينة كان صغير ومحدود الإمكانيات ما كانش فيه إلا سبع ظباط بس ورئيسهم يعني نقدر نقول تمن ظباط وطبعا مدينة صغيرة أصلا ما فيهاش جرايم وأول مرة تقابلهم حالة أو جريمة قتل زي دي
فما كانوش عارفين يتصرفوا أزاي وعلشان كده اتصلوا بشرطة الولاية علشان تيجي تساعدهم في التحقيق ولكن لظروف جو ألاسكا والتلج اللي في كل مكان فشرطة الولاية ما كانش هينفع تيجي إلا تاني يوم الصبح فمحققين المدينة بدأوا ياخدوا أكبر قدر ممكن من الصور للجثة ولمسرح الجريمة وسابوا الجثة مكانها زي ما هي وغطوا المكان كله بمشمعات بلاستيك علشان الأمطار والظروف الجوية ما تبوظش الأدلة لحين وصول شرطة الولاية بكرة
ويتناوبوا على حراسة جثة سونيا طول الليل علشان الحيوانات البرية ما تسحبهاش للغابة أو ياكلوها أو يعملوا فيها حاجة فالشرطة كمان بلغت عيلة سونيا أنهم لقوها ميتة وتاني يوم وصل فريق من الطب الشرعي والمحققين لمكان الحادث وبدأوا فحص مشهد عرفوا أن سونيا اتقتلت برصاصة في مؤخرة رأسها بس مسرح الجريمة كان نضيف جدا ما فيهوش أي أدلة ولا حتى ملابس سونيا موجودة في محيط مسرح الجريمة أبدا سونيا نفسها جسمها كان لا عليه بصمة ولا عليه حمض نووي واضح كده بيتعاملوا مع مجرم محترف عارف هو بيعمل إيه كويس جدا وعارف أزاي ما يسبش ادلة وراه على بعد كم خطوة من جثة سونيا على الطريق.. الطبيبة الشرعية لحظت زي بقع كده طينية مدهوسة باطارات سيارات لما فحصتها بمادة معينة لقت أنها دم مختلط بالطين فخمنت أن ده المكان اللي اتضربت فيه سونيا بالرصاص والمجرم سحبها حطها بين الشجيرات علشان يخفيها
جسم سونيا ما كانش عليه أي خدوش أو جروح دفاعية فلو كان المجرم حاول يعتدي عليها وهي عايشة اكيد كانت هتقاومه وهيبقى فيه جروح على جسمها لكن عدم وجود الجروح أكد أن المجرم خلع لها ملابسها بعد ما ماتت ويمكن كمان هو ما اعتداش عليها
بس الفيصل هيكون في نتيجة التشريح وكان الدليل الأهم اللي لقوه في المكان هو اثار إطارات السيارة بتاعة المجرم واللي كان واضح أنها مميزة جدا لأن الإطارات ما كانتش شبه بعضها كان فيه تلات اطارات نفس الطبعة وإطار تاني طبيعته مختلفة عنهم نفس اللي حصل في قضية منتزه لو فاكرين طبعا ده كان دليل مهم لأن أكيد يعني مش كل العربيات اللي في المدينة هتكون اطاراتها بنفس الشكل ده ده غير أنه على أحد فروع شجيرات لقوا طلاء لونه أزرق
على طول خمنوا أن ده من سيارة المجرم وأكيد هو بيلف بالعربية بتاعته علشان يخرج من المكان فرع الشجرة ده خدش العربية وكمان من إرتفاع الفرع اللي عليه لون الطلاء عن الأرض خمنوا أن العربية نوعها يا إما دفع رباع يا إما شاحنة
فبكده المحققين عرفوا أن عربية المجرم لونها ازرق وفي إطار من الأربع إطارات بتوعها مش متطابق مع التلات إطارات التانيين وغالبا العربية شاحنة أو دفع رباعي
وأول حد المحققين شكوا فيه من بين أصدقاء سونيا كان كونك وعلشان استدعوه للاستجواب فقال لهم أن هم فعلا أصدقاء لكنه عمره ما فكر أن هو يأذيها فسألوه عن حجة غيابه ليلة أختفاء سونيا فقال لهم أن هو كان بيصطاد مع مجموعة من اصدقاءه على بعد سبعين ميل من المدينة المحققين أخدوا منه أسماء أصدقاءه اللي كانوا معه دول ولما استجوبوهم قالوا لهم أنهم فعلا ليلة الحد كانوا بيصطادوا وما رجعوش إلا بعد ضهر يوم الإتنين لأنهم ليلتها خيموا في موقع الصيد في مقطورات أو كباين كده كانت هناك وأن كونك كان واخد مقطورة كاملة لوحده وده كان سبب كافي للمحققين أنهم يعتقدوا أن كونك استناهم لما ناموا بالليل وخرج من مقطورته رجع للمدينة ارتكب الجريمة ورجع تاني بسرعة للمخيم قبل ما يصحوا وعلشان كده طلعوا مذكرة تفتيش علشان يفتشوا بيته وعربيته
و اللي لقوه في بيته كان يشيب الراس في غرفة النوم لقوا حذاء رياضي ملطخ بالدم اما في الجراج فلقوا عربيته ولا كانت لونها أزرق نفس لون الطلاء اللي كان على فرع الشجيرة وخمنوا إيه كمان? لقوا أن فيه تلات إطارات شبه بعض في العربية بتاعته وواحد مختلف وكمان لقوا بقع دم فى عربيته ولقوا كمان مشمع عليه دم ولقوا تلات بنادق محطوطين ورا مقعد السائق وكان فيه دم على مؤخرة واحدة من البنادق دي
حطوه على كل البقع اللي في العربية مادة كيميائية مشعة شبه اللومينول اسمها فلورين بس دي لما بتتفاعل مع الدم بتحول لونه لاخضر مش أزرق
وبالفعل لقوا أن كل البقع اللي في العربية اتحولت للون الأخضر وأتضح أنها دم
المحققين رغم كل الأدلة دي لكنهم ما رضيوش يقولوا له أنهم لقوا أدلة ضده لحد ما نتيجة الفحص تطلع علشان طبعا ما يتنبهش لاي دليل يخفيه أو يتخلص منه ولما يبقوا يتأكدوا من مطابقة العينات هيبقوا يقبضوا عليه فورا
أخدوا الشاحنة بتاعته لاقسم الشرطة واخدوا كونك كمان علشان يستجوبوه تاني وفي الاستجواب ده قال لهم أن هو ما كلمش سونيا من أسبوعين لكن آخر مرة شافها كانت يوم الجمعة في إستراحة الغدا بتاعتهم
لكنه برضه ما كلمهاش وفضل مصر على أن هو غادر المدينة يوم الحد الساعة تلاتة ورجع في وقت متأخر بعد ضهر يوم الإتنين المحققين أخدوا للمستشفى علشان ياخدوا منه بصمات وعينات من حمضه النووي وكمان يفحصوا جسمه بالمرة ويشوفوا اذا كان فيه أي خدوش ولا لأ
وبالفعل لقوا على ضهره خدش لكنه فضل مصر أن ده مش من سونيا وإنما من صديقة تانية هي اللي عملته له أثناء شجار دار بينهم
كونك هنا سأل المحققين وقال لهم طيب عرفوني هو انتم مشتبهين فيا ليه أصلا? المحقق قال له إطارات سيارتك شبه الإطارات لقيناها في مسرح الجريمة فقال لهم يعني بس هو ده اللي مخليكم تشكوا في
رد المحقق وقال له لأ لون الطلاء بتاع سيارتك موجود في مسرح الجريمة ده غير طبعا الدم اللي كان موجود في سيارتك وعلى الكوتشي بتاعك كل الأدلة دي بتأكد أنك متورط في مقتل سونيا فقال لهم لأ انتم فاهمين الموضوع غلط خالص كل الحكاية أني خبطت ارنب بري وأنا ماشي بالعربية فنزلت دوست عليه برجلي علشان يموت وما يتعذبش وبالتالي الدم جه على الكوتشي بتاعي اما الدم اللي كان على البندقية والقماش وفي العربية ده لأن بالفعل كنت في رحلة صيد والدم ده لأني أصطدت حيوان هو قال اسمه ميص تقريبا ما اعرفش بصراحة أنا أول مرة أسمع اسمع بس هو حيوان شبه القنفد كده
المحققين ما كانوش مقتنعين بكلامه ولكن برضو ما يقدروش يقبضوا عليه إلا لما تطلع نتيجة الأختبارات وبالتالي سابوه الأسبوع ده كانت بتيجي لهم نصايح ومكالمات ومعلومات من الناس وكان فيه كذا حد أكد أن هو شاف سونيا وهي ماشية على الطريق ليلة اختفائها من ضمن الناس دول كانت واحدة أسمها فلورنس شافت سونيا وهي ماشية على الطريق بالليل فلورنس كانت واقفة في بلكونة بيتها هي وأختها على الساعة واحدة بالليل بيشربوا سجاير لما شافوا السونيا وهي ماشية وهم أصلا كانوا عارفينها لأنها كانت نجمة كرة سلة في المدينة فشاوروا لبعض وسلموا على بعض بالكلام كده وهي ماشية ولكن لما سونيا بعدت بشوية كده على بعد كم خطوة
فلورنس لقت عربية شرطة جاية من وراها ووقفت جنبها وكان واضح أن سونيا بتكلم الظابط أو الشخص اللي سايق العربية وبعد كده ركبت معه ودي كانت آخر مرة اتشافت فيها سونيا
فلورنس من ساعة ما عرفت اللي حصل مع سونيا وطريقة موتها كانت عاوزة تبلغ عن اللي هي شافته بس كانت خايفة أن الظابط اللي ركب سونيا معه في العربية يكون هو اللي قتلها وبالتالي لو اتصلت بالقسم علشان تقول المعلومة دي ممكن هو بذاته اللي يرد على المكالمة ولما يعرف ان فيه شاهدة عليه أكيد هيتخلص منها هي كمان علشان ما تفضحهوش فضلت فلورنس محتارة تعمل ايه لحد ما واحدة صاحبتها نصحتها أنها لازم تجمد قلبها وتتصل وخلاص يعني ان شاء الله مش هيحصل حاجة لأنها لو ما اتصلتش فده هيكون الأسوأ لأن المجرم بكده ممكن يفلت من العقاب وبالفعل جمدت قلبها واتصلت وبلغت واللي رد عليها كان رئيس قسم الشرطة أحد منها المعلومات وشكرها وقفل معها وعدت تلات أسابيع على مكالمتها دي من غير أي جديد لا في حد اتواصل معها ولا ظهرت معلومات في الصحافة بخصوص المعلومة بتاعتها وهي كانت هتموت من الرعب ومنتظرة أن يحصل لها نفس المصير اللي حصل لسونيا
خلينا نسيب فلورنس شوية ونرجع بالزمن تاني لتلات أسابيع اللي إحنا نطناهم دول
توم زوج اخت سونيا لما لقى الشرطة متكاسلة في التحقيق أحد المنشور اللي كان فيه أن سونيا مفقودة وراح لقسم الشرطة خبطه لهم على الجدار هناك ولزقه لزقه قدام الظباط علشان يفكرهم أن في ضحية حقها ما رجعش لسه ولازم يقبضوا على المجرم بأسرع وقت لكن واحد من ظباط القسم واللي اسمه ماسيو اوينز شال الورقة من على الجدار وزعق لتومه وقال له انت كده بتبوظ الدهان بتاع الجدار وطرده من قسم الشرطة لكن توم ما سكتش وكان بيروح لهم القسم كل يوم علشان يطلب معلومات جديدة ويضغط عليهم ولكن لأن التحقيق كان لسه مفتوح فالمحققين ما كانش ينفع يطلعوا معلومات لأي حد مهما كان مين بعد أسبوعين خرجت نتائج التشريح واللي قالت أن سونيا اتقتلت برصاصة من عيار أتنين وعشرين ملي في رأسها بأسلوب الإعدام والرصاصة دي كمان كانت لنوع سلاح نادر إستخدامه مش موجود منه كتير وكان فيه بعض الكدمات على منطقة الصدر والرقبة وده بيأكد أن سونيا أكيد دخلت في صراع مع المجرم وحاولت أنها تفلت منه أو تقاومه لكن ما لحقتش بس اللي صدم الطبيب الشرعي انه ما لقاش أي حمض نووي للمجرم على جسمها لا تعرضت لاعتداء ولا في جلد تحت ضوافرها ولا في شعر ولا ألياف ولا بصمات ولا حتى ملابسها لقوها لحد دلوقتي فبالنسبة للطبيب الشرعي القاتل كان عنده وعي كامل بالأدلة اللي ممكن تدينه وعلشان كده كان عامل حسابه كويس جدا أن هو ما يسبش أي دليل وراه
عيلة سونيا في الوقت ده استلموها ودفنوها وفي الوقت ده كمان طلعت نتائج إختبارات الطب الشرعي واللي كانت مفاجأة للكل إطارات سيارات كونك مش مطابقة بالظبط مع الإطارات اللي كانت في مسرح الجريمة في بعض الاختلافات وكمان طلاء العربية ما كانش متطابق مع الطلاء اللي كان على فرع الشجيرة لأن العربية كان لونها أزرق غامق اما اللون اللي كان على فرع الشجيرة كان لونه أزرق فاتح وكمان الدم ما كانش دم سونيا وكان فعلا دم حيوان بري ومش بس كده ده كونك كمان اخد المحققين للموقع اللي كان بيصطاد فيه حيوان الميص واتضح أن هو صادق فعلا والخدش على ضهره أتضح برضو أن هو فعلا ما كانش من سونيا انتم متخيلين أن كل الأدلة دي كانت بتدينه وفجأة نفس الأدلة اتحولت لدليل برائته المحققين في الوقت ده رجعوا تاني لنقطة الصفر خلاص المشتبه فيه اللي كان عندهم طلع بريء وعدا حوالي شهر على الجريمة وما فيش أي جديد محققين الولاية سابوا القضية ومشيوا ورجعوا وما تبقاش غير اتنين محققين ماسكين القضية بس من قسم الشرطة المحقق ريتبورن في النوبة الصباحية واللي كان مسؤول عن تلقي المعلومات أو الاستجوابات والمحقق اوفانا مسؤول النوبة الليلية واللي كان بيروح يعمل مقابلات مع الناس في الحانات ويكتب تقارير وفي نفس الوقت كانوا الإتنين بيدوروا في المدينة عن أي عربية مطابقة لاوصاف العربية اللي كانت في مسرح الجريمة بس للأسف ما كانوش قادرين يوصلوا لأي حاجة فبدأوا يفكروا هل معقول يكون المجرم من خارج المدينة مثلا وعلشان كده مش عارفين يوصلوله
على نص سبتمبر كده المحقق ريدبورن قام عملية بحث في مكب النفايات للبحث عن ملابس سونيا وساعده في البحث عدد كبير من المتطوعين لكنهم ملاقوش حاجة في الوقت ده المحققين دول بدأوا يخبطوا في بعض اوفانا بيتهم ريدبورن ان هو بيخبي عنه معلومات مهمة في التحقيق وريد بورن بيبرر ده بانه اوفانا ما يستحقش يعرف المعلومات دي لانه مش كفء كفاية أصلا أن هو يمسك القضية دي فطبعا كان واضح أن ما فيش روح جماعة بينهم ما ينفعش خالص يكونوا فريق عمل مع بعض وده اللي بيفسر أنهم لحد دلوقتي مش قادرين يوصلوا لأي جديد في القضية
اوفانا اخد الموضوع تحدي وقرر أن هو يراجع القضية كلها من الأول وكأنه ما يعرفش أي حاجة وانغمس لساعات متتالية في ملف القضية لحد وصل لملاحظة فلورنس لو فاكرينها اللي قالت انها شافت سونيا بتركب عربية الشرطة فلما سأل مين يا جماعة اللي تلقى المعلومة دي وما قلش عنها؟ رئيس القسم قال له انا بس أنا ما عرفتش اتواصل مع فلورنس دي تاني لأني كتبت رقم تليفونها غلط بل ده صغيرة وانت رئيس قسم الشرطة بنفسه مش عارف توصل لفلورنس ؟ لا يا شيخ يعني هو هيبقى فيه كم فلورنس في المدينة مثلا ؟ طالما المعلومة مهمة كده في التحقيق يا سيدي طب ما تعمل مؤتمر صحفي وقول يا جماعة انا عاوز اوصل اللي اتصلت وقالت المعلومة الفلانية واكيد هتتواصل معكم تاني ده أضعف الايمان يعني بس واضح ان كل ظباط قسم الشرطة دول قالوا لك يا عم الجو برد بلا شغل بلا منهدة خلينا قاعدين كده زي ما إحنا متدفيين وخلاص
المحقق اوفانا قدر يوصل لفلورنس واتصل بيها ومكنتش مصدقة انو اخيرا حد كلمها بدأت تحكي له كل اللي شافته بالتفصيل من تاني ، وقالت له أنها متأكدة أن سونيا ركبت عربية شرطة وكانت ساعتها الساعة واحدة ونص إلا خمسة بالليل المحقق اوفانا ما كانش مصدق فلورنس قوي لان كل الظباط في القسم ده واللي عددهم تمانية بيثقوا في بعض فيعني مش معقول حد منهم هيكون مركب سونيا معه ليلة الجريمة وخبى المعلومة دي وكمان ممكن تكون فلورنس غلطانة لأن الدنيا كانت ضلمة ويمكن شبه لها أنها عربية شرطة مش أكتر لأن الطلاء اللي كان موجود على الشجرة كان لونه أزرق والقسم ما فيهوش إلا تلات عربيات بس ولونهم أبيض وكمان الإطارات بتاعتهم مش شبه الإطارات اللي كانت في مسرح الجريمة
اوفانا مسك فلورنس عاصرها في الاسئلة لأن الإتهام مش سهل أبدا دي بتتهم واحد من المحققين نفسهم في القضية أن هو المجرم دي فضيحة قسم الشرطة لو ثبت أن كلامها فعلا صح رئيس قسم الشرطة خاف فتواصل مع شرطة الولاية علشان يحققوا في الموضوع وبلغهم بكلام فلورنس لأن مش هينفع يحققوا بنفسهم في القضية وهم أصلا مشتبه فيهم اللي تلقى منه الاتصال او المعلومة دي كان الظابط راندي ماكفيرن واللي أصلا كان عرف معلومة فلورنس دي خلاص لأن فلورنس ما استسلمتش لما قسم الشرطة المحلي ما تواصلش معها وسجلت شريط بشهادتها وبعتته لشرطة الولاية المهم المحقق راح لفلورنس بيتها وطلب منها تمثل له اللي حصل بالظبط أن سونيا ما كانتش سكرانة وركبت عربية الشرطة بارادتها المحققين برضه كانوا عاوزين يستبعدوا نظرية أن سائق العربية يكون من الشرطة وقالوا إن ممكن يكون حد سرقها علشان يرتكب بها الجريمة وخصوصا أن العربيات بتبقى واقفة قدام قسم الشرطة جاهزة لتشغيل تحسبا لاي حالة طوارئ وكمان بيبقى فيه بندقية محطوطة في صندوق داخل صندوق العربية والمفتاح بتاع الصندوق ده بيبقى في العربية من جوة يعني اللي هيوصل للعربية ويفتحها هيعرف يفتح صندوق السلاح بس فيه حاجة بقى ابواب العربيات دي كانت بتفتح بقفل الكتروني برقم سري والرقم ده ما يعرفهوش الا الظباط اللي في القسم يعني ما حدش هيعرف يسرق العربية إلا لو يعرف الرقم السري ده وده معناه أن اللي كان سايق العربية ليلتها كان واحد من ظباط قسم الشرطة وعلشان ما ما يعملوش بلبلة كتير قرروا يحققوا في الأول مع الظابطين المناوبين في ليلة اختفاء سونيا واللي كانوا الظابط ماسيو اونز والظابط ستانبسكويا والاتنين أصلا كانوا المفروض من انزه ظباط الشرطة ومعروف عنهم انهم شرفاء بس ندقق شوية في الإتنين دول هنلاقي أن حواليهم علامات استفهام كتير الظابط ماسيو اوينز كان الظابط اللي طرد توم زوج اخت سونيا لما راح لزق صورتها في القسم والظابط بسكويا كان الظابط اللي تعامل مع البلاغ باستهتار في أول القضية اذا بين الإتنين دول من الجاني ما هو ما فيش غيرهم اللي كانوا سايقين عربيات الدوريات ليلة اختفاء سونيا وعلشان كده اتحدد لهم معاد بتذكرة طيران يوم اربعة وعشرين سبتمبر علشان يروحوا لمدينة انقريش يتم استجوابهم هناك ويتعمل لهم إختبار كشف الكذب ولكن كالعادة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن الساعة واحدة إلا ربع صباحا يوم أربعة وعشرين سبتمبر اللي هو قبل ميعاد الطيارة بكام ساعة بس في الليلة دي الظباط المناوبة كانوا الظابط ريدبورن اللي كان ماسك القضية في الأول والظابط التاني ماسيو الساعة واحدة إلا ربع اونز إتصل لاسلكيا بريدبورن وقال له الحق دي عربية الشرطة رقم تلتمية واحد وعشرين مفقودة واضح أن في شخص ما سرقها من موقف سيارات القسم الموضوع كان غريب وما كانوش فاهمين ازاي قدر حد يفتح العربية ويسرقها من غير ما يعرف الرمز الالكتروني السري فبدأت عملية بحث كبيرة عن العربية بمساعدة جنود الولاية ورئيس القسم ومعاهم اونز اما ريدبورن ففضل موجود في القسم علشان ما ينفعش يبقى القسم فاضي وبعد ساعتين من البحث وتحديدا على الساعة تلاتة إلا عشرة اونز ات اتصل بريدبورن وقال له انه لقى العربية وكانت موجودة على بعد ميل واحد بس من المكان اللي كانت فيه جثة سونيا
وبعدها بدقايق اتصل اونزا تاني على الراديو وهو بيصرخ وبيقول ان هو محتاج دعم حالا لأنه أتعرض لإطلاق نار من المجرم اللي سرق على طول راحلو ريدبورن ورئيس القسم ولقوا أن اونز مستنيهم وواقف في نص الطريق لكنو مش مصاب بالرصاص بس واضح عليه أن هو مهزوز جامد وخايف من بعد تعرضو لاطلاق النار قالهم أن هو شاف السيارة بالصدفة وهو ماشي لما لقى ان أضواء فرامل منورة ولما قرب من العربية أتعرض لإطلاق نار مرتين وبعد كده المجرم هرب بسرعة وما لحقش يشوفه وما عرفش حتى يشوف هو جري من انهي إتجاه
العربية اخدوها للقسم علشان يفحصوها واتضح ان بندقية العربية اللي في صندوق مفقودة يعني المجرم سرقها هي كمان قبل ما يهرب وفي مكان الحادث ما لقوش أي أغلفة قذايف ودي كانت حاجة غريبة ازاي ما فيش أغلفة قذايف وأنت أصلا اتضرب عليك رصاصتين وقلت أن المجرم هرب على طول وده معناه أن هو ما لحقش يدور على الاغلفة في وسط الضلمة دي وياخدهم ويهرب ولما أعادوا تمثيل اللي حصل كان واضح أن كلام اونز مش منطقي تماما
أنت اصلا المفروض ظابط خبير في الأسلحة ومدرب على التعامل مع مواقف إطلاق النار أزاي لا شفت المهاجم ولا حتى شفت وصفه العام وازاي مهزوز كده من موقف بسيط زي ده
زجاج العربية كان مكسور بطريقة ما يا إما المجرم كان قاصد يبين أنه قدر يكسر زجاج العربية وعرف يفتح العربية مثلا بس الأهم أن تحت كسر الزجاج ده لقوه ظرف أتضح أن الظرف ده من الشخص سرق العربية الظرف كان فيه بطاقة هوية سونيا وكمان فيه جواب مكتوب فيه رسالة للشرطة بعنوان خنازير بيقول لهم فيه انا بكره رجال الشرطة بكره كل واحد فيهم سونيا كانت مجرد شخص خطأ في المكان الخطأ وانا أصلا ما كنتش أعرف وزي ما انتم شايفين كان سهل علي أني اخد مفتاح سيارة الخنزير بتاعتكم وسونيا ما كانش خطأها أنها اعتقدت أن أنا خنزير من الخنازير ويجب على الجميع أنهم يكونوا اكثر حذرا لأن أنا باراقب كل خطوة بتقوموا بها سيبوني في حالي وهاسيبكم في حالكم وإلا هضرب النار على رأسكم لو قربتم مني الظرف والجواب اتعمل له فحص بس ما كانش عليه لا بصمات ولا حمض نووي وبما أن الشخص ده كان حاطط بطاقة الهوية بتاعة سونيا في الظرف فده بيأكد أن الشخص ده هو نفسه المجرم اللي قتل
محلل من مكتب التحقيقات الفيدرالي لما بص للحادث كده من نظرة اوسع قال إنه ممكن تكون دي محاولة مدبرة من شخص ما لأبعاد الأنظار عن الظابطين المشتبه فيهم لأن اشمعنا اللي حصل ده حصل قبل كام ساعة بس من ميعاد الطيارة واشمعنا أنت يا اوينز اللي انت واحد من المشتبه فيهم اللي تلاقي العربية وكمان كان واضح أن غرض المجرم من كل ده أنه يقول للشرطة أنه شخص عادي من الناس مش ظابط ولا حاجة وقدر يوصل لعربية الشرطة عادي بدون ما يعرف رمز السيارة فهل ممكن دي تكون مؤامرة مدبرة من واحد من الظابطين المشتبه فيهم علشان يبعدوا الشبهات عنهم المحلل كمان قال أن سونيا أكيد ركبت العربية وهي عارفة السائق أن هو واحد من ظباط شرطة القسم لأن هم عددهم قليل والمدينة أصلا صغيرة فكل الناس أكيد كانوا يعرفوا الظباط بتوع القسم ويمكن عرض عليها توصيلها مثلا فركبت معه لأنه لو كان شخص غريب أو مجرم سرق عربية الشرطة هي أكيد ما كانتش هتركب معه
المهم يوم أربعة وعشرين سبتمبر الصبح اوينز قال لرئيسه أن هو مش قادر يروح يعمل الإختبار وهيحتاج أن هو يقعد في البيت كده كم يوم يتعافى من اللي حصل له فرئيسه وافق بشرط أنهم يحددوا له ميعاد تاني للاختبار وسافر الظابط التاني بسكويا لوحده علشان يعمل الإختبار بسكويا قال لهم على الجدول الزمني بتاعه ليلة الجريمة ووافق يعمل اختبار كشف الكذب ونجح فيه اما اونز فتم استجواب باقي ظباط القسم بخصوصه وقالوا إن هو بيتصرف بغير عقلانية