قصة《 أذية الآخرين والعفو عند المقدرة》
⚘⚘قصة فيها عظة وعبرة
كان يا مكان في قديم الزمان ، كان هناك رجلا صالحا ويحب عمل الخير ، وكان هذا الرجل غنيا جدا ولديه الكثير من الأموال وكان ينفقها في سبيل الله ، فقام الرجل بحفر بئر للناس في القرية ، حتى يشربون منه لأن البئر الوحيد الذي يوجد بالقرية كان بعيد جدا عن الناس ، فكان الناس يسيرون لمسافات طويلة جدا ، ولكن في اليوم التالي ، وجد الناس أن البئر تلوث بالكثير من الاوساخ والقاذورات ، فذهبوا مسرعين الي الرجل الطيب ، واخبروه بما حدث وقالوا له لقد تلوث البئر ولا نستطيع الشرب منه ، فقال الرجل خذوا تلك الاموال ونظقوا البئر من تلك القاذورات ، حتى يصير نظيف وصالح للشرب لكم ولحيواناتكم ونباتكم .فعلوا ما طلبه الرجل ولكن في اليوم التالي ، وجدوا نفس الشيء فلقد تلوث البئر مجددا ، وقام احدهم من جديد بالقاء القاذورات فيه ، ولم يستطيعون الشرب منه مرة أخرى ، ولم يعرفوا أن يسقوا حيواناتهم ونباتاتهم ، وكانوا لا يعرفون من الذي يلوث تلك الصدقة الجارية للناس ، فذهبوا الى الرجل الطيب ومن جديد أخبروه بما حدث ، فقال لهم الرجل لا يحزنوا وقال لهم خذوا ونظفوا البئر واختبئوا في الليل، وأعرفوا من الذي يفعل ذلك ليلا ، ولكن اكتموا الأمر ، ولا تخبروا أحد بما عرفتم ، لنعرف من الذي يفعل ذلك ، اختبأ الناس ليعرفوا من الذي يلوث البئر ، وكان الغريب في الأمر أن من كان يفعل ذلك كان أبن عم الرجل الطيب ، كان هو من يفعل ذلك
فذهب الناس إلى الرجل الطيب وأخبروه أن من يصنع ذلك هو ابن عمه ، فقال الرجل يا ويلي هل من كان يفعل ذلك هو ابن عمي ، فطلب منهم ألا يخبروا أحد وأن ينظفوا البئر من جديد من فضلكم وفعلا فعل الناس ما طلب منهم ، ونظفوا البئر من جديد حتى أصبح صالح للشرب ، وفي الليل ذهب الرجل الى بيت ابن عمه ، وكان ابن عمه يبيع الحليب للناس من بقرة وحيدة يمتلكها ، وكان معه كيس من اللحم ، وكيس من القمح والأرز وكيس أخر من السكر ، وأخذ معه كيس من النقود و بعض الهدايا له ولزوجته واولاده ، والعديد من الأشياء ثم قال له أنا ابن عمك افتح الباب .
فتح الرجل الباب ، فوجد ابن عمه فقال الرجل الطيب معتذرا لقد قصرت في حقك ، ولما أزورك منذ مدة طويلة ، أو أسأل عنك أرجو أن تسامحني ، وتفضل مني تلك الأشياء هدايا مني ، وأخذ يتحدث معه عن طفولتهم وعندما كانا يلعبان معا ، ولم يذكر قصه تلويث البئر ، ولكنه اكرمه واعطاه الاكياس والنقود والهدايا وانصرف.
.ثم اجتمع بالعمال وامرهم بتنظيف البئر بسرعة، حتى يستطيع الناس الشرب ، وفي اليوم التالي جاء ابن عمه ودعى له مثل باقي الناس بالخير ، لأنه نظف البئر ولقد عرف بأنه كان مخطئ ، فكان ابن عمه محتاج للنقود وفقير ، ولم يعطه ولم يسأل فيه ولكنه بني البئر للناس الغرباء ، ولكن عندما فعل الخير و ذهب لابن عمه واخبره بأنه يحبه ، وأعطاه النقود فأزال الكراهيه والحقد من نفسه لأنه دفع بالتي هي أحسن .
فما كان رد الرجل الغني عليه الا انه اعتذر لابن عمه وقال له انه هو المخطئ في حقه حيث انه نسي امر الله بان الاقربون اولي بالمعروف واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قَالَ:" يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَالَّذِى بَعَثَنِى بِالْحَقِّ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَدَقَةً مِنْ رَجُلٍ، وَلَهُ قَرَابَةٌ مُحْتَاجُونَ إِلَى صِلَتِهِ وَيَصْرِفُهَا إِلَى غَيْرِهِمْ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"وهذا من أدب الإسلام مع الأقارب من حيث برهم ومواساتهم والإحسان إليهم ومسح دموعهم ومواساة جراحاتهم وتفريج كرباتهم وإدخال السعادة عليهم، قال تعالى "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ .."، وعَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:" إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَإِنَّ صَنَائِعَ الْمَعْرُوفِ تَقِى مَصَارِعَ السُّوءِ، وَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِى الْعُمْرِ وَتَنْفِى الْفَقْرَ،وَأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ،فَإِنَّهُ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ دَاءً أَدْنَاهَا الْهَمُّ،".
ولقد بين سبحانه وتعالى أن الإعراض عند ذوى الأرحام إنما هو من إساءة الأدب معهم وهو قرين الفاسدين فى الأرض إذ يقول سبحانه: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ"، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ لَيُعَمِّرُ بِالْقَوْمِ الدِّيَارَ، وَيُثْمِرُ لَهُمُ الْأَمْوَالَ، وَمَا نَظَرَ إِلَيْهِمْ مُنْذُ خَلَقَهُمْ بُغْضًا لَهُمْ"، قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:"بِصِلَتِهِمْ أَرْحَامَهُمْ"، وهى من الأسباب التى ترد عمل صاحبها حين يعرض عمله على الله كل خميس وليلة الجمعة، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أن رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم، قال: تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ عَشِيَّةَ كُلِّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلَا يُرْفَعُ فِيهَا قَاطِعُ رَحِمٍ
وهذة هي الحكمة من القصة :
قال الله عزوجل في كتابه الكريم {قل ما انفقتم من خير فللوالدين والأقربين }صدق الله العظيم
وقال صلي الله عليه وسلم [الصدقة علي المسكين صدقة وعلي ذي القربة اثنتان صدقة وصلة ]
فعليكم بصلة الارحام ولا تنسوا ارحامكم