علي محارمه الآتي هنَّ أمه وأخته وابنته وزوجته ظل السؤال يتردد في عقلي من وقت إلى الآخر؟ وأفكِّر في عقاب اللَّه له يا لها من عقوبة ألَّا ينظر اللهِ ليه! ! ما أشد هذه العقوبة! ! وكبرت وكان من وقت لآخر أسمع كلمة ديوث تطلق علي رجل هنا أو هناك وأعود أفكِّر في الكلمة- من جديد- حتى جاء يوم وبحكم عمليّ وجب علي أن أذهب لتغطية افتتاح عمل
فنيّ في المسرح وحضرت العرض وأثناء الأستراحة بين الفصل والآخر ذهبت لعمل لقاء مع أبطال العرض وشد انتباهي زوج بطلة العرض الذي كان يتعامل بعصبيَّة مع المعجبين ولا يريد أحد منهم الاقتراب منها فأعجبني موقفه وقلت في نفسيّ إنه غيور عليها شيء طيب ولكن قبل أن يصل إعجابي به مداه إذ فؤجيت بزميل لها قادم نحوها مسرورًا فاتحًا ذراعيه يحتضن الفنانة ويقبلها ويهنئها بالعرض وفي حركة غير تلقائيَّة ذهب نظري سريعًا إلى زوج الفنانة أنتظر رد فعله
فرأيته مبتسمًا ابتسامةً واسعةً فاستغربته! ! ! ولحظات وجاء زميل آخر وفعل نفس الشيء والزوج بنفس الابتسامة! ! وأثناء هذا جاء معجب يريد أن يأخذ صورةً معها واقترب فرأيته تجهَّم وعبس في وجهه وقال له بغلظة لا تقترب أكثر من هذا فشعرت
فجاءة بأني أريد أن أضحك سخريةً وقلت في نفسي أكيد هذا جزءًا من العرض المسرحيِّ المضحك بل أكثر المشاهد المضحكة بالنِّسبة لي وذهب المعجب وإذا الزميل يضع يده على كتفها
لالتقاط صورة تذكاذية وزوجها مبتسم وفخور وكأن زميلها هذا مباح له لمسها والمعجب غريب عنها فلا يحقُّ له الاقتراب فأين ذهبت غيرته؟ فضحكت بصوت عالي فأنا لم أستطع أن أكتم ضحكتي فنظروا إلى واستغربوا فتركتهم فضحكي منعني من طرح أسئلة عليها وذهبت لمكانيّ في انتظار تكملة العرض وأثناء العرض كانت جميع ملابس الفنانة لافتةً للنظر من شدة العري وإظهار مفاتنها بشكل فج وأنا أشاهد العرض كنت ألقي نظرة على الفنَّانة والأخرى على الزَّوج ووجدت بداخلي شيءً عجيب جدًّا. رأيت نفسي أردد كلمة يا ديُّوث كيف تجلس هكذا ببرود بل وتفتخر بزوجتك وتتركني وكل هولاء الرِّجال ننظر إلى مفاتن زوجتك دون غيره أو استحياء. وتقبل أن يقبلها الرجال ويضعون أيديهم على جسدها باسم الفنِّ
والزمالة وشعرت بالاشمئزازِ منه وكنت كاره النظر إليه وتذكرت قول أبي في عقوبة الديوث أنَ اللهَ لا ينظرُ إليه يا سبحان الله أنا أيضا الآن كارهٍ النظرِ إليهِ وظل يتردد بداخلي كلمة يا ديوث كلما نظرتْ إليه وبعد انتهاء العرض وحان موعد لقاءات الصحفيينَ معَ الفنانةِ والفنانينَ الآخرينَ ورأيتُ الفنانةَ تستعرضُ نفسها ومفاتنها بفستان عاري وزوجها بجانبها فخورٍ بها فتذكرت قول الرسولِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ صنفان منْ أهل النار منهما نساءً كاسياتٍ عارياتٍ مميلاتٍ مائلاً ت رؤوسهن كأسنمة البختِ المائلةِ لا يدخلن الجنةُ ولا يجدنَ ريحها وإنَ ريحها لتوجدَ منْ مسيرةِ كذا وكذا » فقلت في نفسي يا سبحانَ الله الكاسيات العاريات من سيتزوجها غير الديوث! ! !
الديوث كما أخبرنا رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم هو الذي لا يغار علي محارمه ولا يهتم إذا نظر إليهم أحد بل ولا يغير عليهن إذا وجد أنهم يمارسون الفاحشةُ ولا يهتم بالملابس التي يرتديها محارمهُ فهذا هو الديوثُ من يرى أن زوجتهُ تتعاملُ مع الرجال بكل حرية وخارج نطاق العمل ولا يغارُ من أن يرى زوجته تكلم أصدقائها الرجال ولا يهتم بل ويشجعها على ذلك ولذلك يستحق عقوبةَ الديوث التي قال عنها الرسولُ قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: لا يدخل الجنة ديوث وتعجبت جدا من هذا التوافق العجيب بينهما إذا هي من الكاسيات العاريات وهو ديوثٌ فتزوج الديوث من الكاسيات العاريات ومن غير الديوث يرضي أن يتزوجها؟ وجاءت الفنانةُ العارية تتمخطر هي وزوجها الديوث
على السجادة الحمراء تستعرض فستانها العاري وزوجها الديوث يبتسم إبتسامة الفخور بالدياثة وكأنه بلسان حاله يقول نعم أنا الديوث وهذه العارية زوجتي هيا أيها المصورين اتلقطوا الصور التي تثبت لكم أني أكبر ديوث بكل فخر! ! فكنت انظر إليهم ساخرًا فقلت في نفسي الآن علمت جيدًا معنى كلمة الديوث
وجاء دوري في سؤال الفنانة فسألتها عزيزتي هل المسرحية وعملك في الفن يستحق منك كل هذه التضحية فنظرت إلى مستفهمة مني معنى السؤال فقلت لها : هل تحبي لهذه الدرجة جمهورك أكثر من نفسك لدرجة أنكَ تتضحي هذه التضحية العظيمة من أجل إسعادهمْ بتقديمِ فن كما تعتقدي أنه رسالة وكل هذا الكلام الفارغِ ! ! ! فسالتْ ماذا تقصد بالتضحية ؟ قلت إن تتضحي برضا الله عليكي وأن تكوني ممن قال عنك أنك وأمثالك من أهل النار! ! تتنازلي عن الجنة من أجل أن تسعدي جمهورك هل سمعتي بقول الرسول صلى اللهُ عليه وسلم صنفان من أهل النار منهما نساء كاسياتٍ عارياتٍ مميلاتٍ مائلاً ت رؤوسهنَ كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا » . أم أنك من جعل المال فقط تتعرين وتقدمين ما يفسد المجتمع والناس ؟
ألم تسمعي قول اللَّه إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الَّذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة واللَّه يعلم وأنتم لا تعلمون * أنك تخدعين نفسك وتخدعين الناس بوهم أن الفن رسالة هادفة وسامية وكل هذا الكذب والخداع ما هي الرسالة في التعري والخلاعة؟ غير إفساد المجتمع ونشر الفساد والضلال. أنتم أعوان الشياطين فغضب زوجها وقال ماذا تقول ومن سلطتك عليها لتفسد عليها فرحتها بعملها الجديد فقلت ممكن أسألك سؤال هل سمعت من قبل كلمة ديوث وما هو عقابه أنصحك أن تعرف أكثر عن عقوبته لعلك تتوب قبل فوات الأوان فاشتدت غضبه وكاد يمسك في رقبتي ويقول ماذا تقصد بكلامك تقصد أني ديوث فقلت نعم أقصد أنَّك ديوث تزوج من كاسيات عاريات وكلاهما من أهل النَّار فأرجو من اللَّه أن يتوب اللَّه عليكم ويجعلكم من التوابين مازال باب التَّوبة مفتوح لكم والله غفور رحيم نصحته وتركتهم وذهبت اللهم اهدنا واهدهم وأصلح حالهم وحال النساء والرجال اللهم آمين