فى المطار
في صباح يوم التلات ١٣ ديسمبر سنة١٩٨٨ وتحديدا من صالة الوصول داخل مطار القاهرة وفي تمام الساعة اتنين صباحا وصلت الطيارة اللي جاية من الولايات المتحدة الأمريكية فواحد من ضباط المطار وهو بيراجع الأوراق والجوازات لفت انتباهه أن في شاب مصري من الركاب الشاب ده كان
يادوب لسه مسافر أو مهاجر لأمريكا وما عداش على سفره أكتر من ست شهور فالظابط طبعا أستغرب لان في المعتاد أن اللي بيهاجر بيقعد سنين على ما يفكر أنه يرجع فالضابط وبشكل عادي وروتني جدا سأله وقال له أنا شايف قدامي أنت مسافر للهجرة من شهور إيه السبب اللي خلاك ترجع بالسرعة دي ؟ فبشيء من التردد أو التلعثم أو المفاجأة من السؤال رد عليه الراكب وقال له والله أنا عرفت أن خطيبتي اتعرضت لحادث ونزلت أشوفها فالضابط بشيء من الهزار أو الدعابة أو بطريقة من طرق ضباط الشرطة رد عليه وقال يعني يا راجل تنزل من أمريكا لأصغر وتضحي بسفريتك والمصاريف دي كلها لمجرد بس أنك تشوفها طيب ما كنت أطمنت عليها فى التليفون المهم أن وقتها حس بشيء من الريبة أو الشك ناحية الراكب لكن طبعا لأن ما فيش أي شيء قانوني ضده فختم له الجواز والراكب فعلا عدى لكن الموقف نفسه هو اللي ما عداش لأن اللي حصل بعدها الضابط راح جاي رافع تقرير للأمن القومي بلغهم فيه بكل اللي حصل وقال لهم أنه عنده شيء من الشك والريبة في تصرفات الراكب
المراقبة والرصد
وفعلا رجال الأمن بمجرد ما استلموا التقرير وحطوا عينيهم عليه وبدأوا على طول في رصد كل تحركاته مع أول لحظة وأول يوم مراقبة توالت المفاجآت واكتشفوا أول كدبة اكتشفوا أن خطيبته واللي ادعى انها عملت حادث ونازل مخصوص عشان يشوفها كانت أول الناس في أستقباله فقالوا مش مشكلة يمكن الراجل له أسبابه الخاصة أو اتوتر واتفاجأ من السؤال وعشان كده قال أي كلام لكن الشيء الغريب فعلا لما لاحظوا أن كل يوم والتاني يقوم جاي واخد بعضه ونازل على محلات وسط البلد ويقعد يلف على المحلات اللي بتبيع الأدوات المنزلية لكن الشيء الأغرب أن كل محل يدخله ما كانش بيسأل أو يشتري إلا حاجة واحدة فقط وهي الترامس ،الترامس اللي بيحفظوا فيها الماية السخنة الله!
هو الراجل ده ايه حكايته؟
وليه بيشتري الترامس دي كلها؟
وما بيشتريش غير الترامس والعدد ده كله يبقى اكيد في حاجة غلط الحاجة التالتة بقى واللي أكدت لهم أن فعلا في حاجة غلط بتحصل أن الشقة اللي نزل وقعد فيها أول ما رجع من أمريكا الشقة دي لما رجعوا خلفيتها اكتشفوا أن آخر حد كان موجود فيها واحد من أعضاء السفارة الأمريكية ومن بعد ما خرج منها ما فيش أي حد دخلها إطلاقا فكل اللي بيحصل ده كان عبارة عن تركيبة غير منطقية تماما وكلها مش راكبة على بعض وعشان كده تأكدوا أن فيه حاجة غلط بتحصل وفعلا كل توقعاتهم وشكوكهم كانت في محلها ومن هنا نبدأ نعرف مين هو المهاجر ده وايه قصته.
مولد الجاسوس سامي فانوس
البداية كانت من محافظة سوهاج سنة الف تسعمية تمانية وخمسين المكان والزمان اللي اتولد فيه الجاسوس سامي يوسف فانوس إبراهيم اتولد سامي في أسرة عادية وبسيطة جدا زيها زي أي بيت مصري والده ووالدته زي أب وأم مصريين كان كل همهم وحلم حياتهم يعلموا ولادهم ويكبروهم لحد ما يشوفوهم دكاترة ومشهورين في البلد كلها وفعلا الولد أجتهد وما كسرش بخاطرهم ولا خايب ظنونهم تفوق في تعليمه لحد ما التحق بكلية الطب جامعة القاهرة وتعدي الأيام على كده لحد ما في يوم من االأيام يتعرف على واحدة زميلته في الجامعة وكانت زميلته دي أسمها فيفيان زكي غطاس ومع الوقت أتحولت المعرفة لصداقة واتطور
الأمر ما بينهم أنهم اتفقوا على الإرتباط والزواج بعد ما يخلصوا
دراستهم
سامي ومن لحظة ما اتعرف على البنت دي وهو متعلق بها بشكل
غير طبيعي وكان شرطها الوحيد عليه عشان توافق على الارتباط به
قالت له ما فيش أي عيشة لنا في مصر يعني بمجرد ما نخلص دراستنا ندور بقى على أي طريقة ونهاجر بها وفعلا فضلوا على أتفاقهم لحد ما اتخرج سامي من كلية الطب بعد ما اتخرج وبسبب مشكلة في عينيه لأنه كان بيلبس نضارة سميكة أخد إعفاء من الخدمة العسكرية ويدوب أخد الإعفاء من هنا وأول حاجة عملها أنه بدأ يسأل على الأوراق والإجراءات اللي هيعملها عشان موضوع الهجرة لأمريكا
رحلته فى طلب الهجرة
وفعلا اخد كل أوراقه وطلع على السفارة الأمريكية وقدم أوراق الهجرة وتلات سنين كاملين كل ما يجهز ورقه ويروح يقدمه للهجرة يترفض لحد ما كان خلاص قرب ييأس ويفقد الأمل في الموضوع ولحد ما في يوم جا له واحد من صحابه قال له طب بدل ما بتروح تقدم ورقك وكل مرة ورقك يترفض طيب ما تجرب تشوف واحد من مكاتب الهجرة المتخصصين في الموضوع ده وهو على الأقل هيساعدوك أو هيجهزوا لك الورق ويعرفوك الدنيا هناك ماشية أزاي ،
سامي ومكتب الهجرة
وفعلا سامي ما كدبش خبر خد بعضه وطلع على مكتب من مكاتب الهجرة كان المكتب ده في شارع سوريا بالمهندسين كان أسمه مكتب سي بي ايه وكان صاحب المكتب ده واحد أسمه طارق رائف الملكي وشهرته ويليام الراجل ده واللي أتعرف عنه فيما بعد أنه كان مصري ومعه الجنسية الأمريكية وفاتح مكتب للهجرة لكن في حقيقة الأمر أن المكتب ده ما كانش للهجرة فقط وده اللي هنعرفه دلوقتي المهم أن صاحبنا أول ما وصل المكتب بدأ يسألهم عن الأوراق والإجراءات أو الطلبات اللي هم عايزينها خد بالك بقى وركز كويس سامي وهم بيسألوه الأسئلة الروتينية أو الاسئلة الاعتيادية في المواقف اللي زي دي كانت كل أجاباته على كل أسئلتهم بتوحي للي قدامه بحاجة واحدة بس هو أنه عنده إستعداد يبيع حتى رقبته في مقابل أنه يسيب البلد ودي طبعا نقطة تعتبر في حد ذاتها أول ثغرة وأول نقطة ضعف ممكن أي حد يستغلها وده اللي حصل فعلا سامي كان كل مرة يروح المكتب بيتعمدوا أنهم يخلوه ييجي مرة واتنين وتلاتة وفي كل مرة كانوا بيسألوه اسئلة غير اللي قبلها على الرغم ان الموضوع ده مش دورهم أساسا ده دور السفارة وفضل على كده لحد ما في يوم من الأيام اتصلوا عليه من مكتب الهجرة وحددوا له ميعاد وطلبوا منه انه لازم يجي للأهمية،
سامي وظابط المخابرات الأمريكي
وفعلا في الميعاد المحدد وصل سامي على المكتب هناك تفاجأ بأن المدير بيعرفه على واحد تاني وقال له إن اسمه توني وبلغه أنه بيشتغل مندوب للسفارة الأمريكية في القاهرة طبعا ده كان الكلام اللي قاله له لكن اللي أكتشف واتضح فيما بعد أن توني اسمه الحقيقي نيكولاس ادوارد رينولد وبيشتغل ضابط في المخابرات المركزية الأمريكية والضابط الأمريكي ده كان دخل مصر بهوية مهندس بمسمى توني وكان على أساس إنه بيشتغل مهندس في شركة أسمها أي بي أي وكان مقرها عبارة عن شقة مفروشة في شارع اسمه شارع يحيى باشا إبراهيم المهم أن توني أو نيكولاس قعد مع سامي وسأله تقريبا كل الأسئلة التقليدية وكل ما يسأله سؤال التاني يجاوب عليه لحد ما سأله قال له طيب وبالنسبة بقى لجنسيتك المصرية هل هتتنازل عنها؟
ولا هتحتفظ بها؟ فرد عليه وقال له أكيد طبعا هحتفظ بها قال له
طيب دلوقتي يا عم سامي انت راجل مواطن مصري وجاي لنا
عشان تاخد الهجرة وبعد كده هتبقى مواطن أمريكي على فرض أننا
وافقنا وأنت فعلا هاجرت إيه اللي يضمن لنا بعد كده ولائك؟
فرد عليه طيب وثبت ولائي ده ازاي ؟ فرد عليه توني نيكولاس
ادوارد قال له على العموم إحنا مش محتاجين منك حاجة دلوقتي
إحنا بعد كده هنشوف إيه اللي مطلوب وهنبلغك به خرج بعدها سامي من المكتب ودماغه عمالة تودي وتجيب وتضرب أخماس في
أسداس وعدى أسبوع وراه التاني ووراه تلات شهور ما فيش حد
عبره لحد ما في يوم من الأيام جاله أتصال تليفوني وطلبوا منه
يروح للمكتب في أسرع وقت
القاء الثاني مع ظابط المخابرات والتكليف بمهمة
أول ما وصل المكتب لقى نفس
الشخص اللي هو نيكولاس إدوارد موجود في انتظاره قال له شوف
بقى يا عم سامي بقى أنت عارف أن لنا جريدة موجودة هنا في
القاهرة أسمها جريدة كايرو تودي الجريدة دي بتصدر باللغة
الإنجليزية والمقر الرئيسي بتاعها موجود في واشنطن والجريدة
دي حاليا بتجهز تقارير عن الأحداث اللي بتحصل في مصر وطبعا
أنت سمعت عن المشاكل وعن الصدامات اللي بتحصل دلوقتي ما
بين الحكومة المصرية وما بين الجامعات الإسلامية والحقيقة إحنا
عندنا ان الأحداث دي ممكن تشتعل أكتر وعندنا تخوف أنها ممكن
تأثر على المصالح الأمريكية في مصر وعشان كده إحنا عايزينك
تساعدنا في البحوث والتحليلات السياسية اللي بنعملها عن اللي
بيحصل فأنت كل اللي مطلوب منك أنك هتتعاون مع الجريدة يعني
هتنقل لنا نبض الشارع رأي طلبة الجامعات ..الناس بيقولوا ايه?
بيعملوا ايه؟
رأيهم في قرارات الحكومة وعايزين كمان بصورة عامة نعرف
شعبية الإخوان المسلمين تأثيرهم على الناس علاقتهم بالمسيحيين
في مصر..واوعى تنسى انك بتثبت ولاءك يعني على قدر اجتهادك
وقدر المعلومات اللي أنت هتجيبها هو ده اللي هيحدد موقفك
هنوافق على سفرك ولا لأ ؟
وبعد ما خلص كلامه واتفاقه معه راح جاي مسلمه في أيده أول
متين دولار وكان الكلام ده في مطلع شهر يوليو سنة الف تسعمية اربعة وتمانين
تنفيذ أول مهمة مطلوبة
المهم أن سامي وعشان يتفرغ بقى للمهمة اللي طلبوها منه راح
جاي مقدم طلب اجازة في المستشفى اللي شغال فيها وبعدها ما
سابش جامعة ولا محافظة من محافظات الصعيد الا ونزلها وزارها
وجمع كل المعلومات اللي مطلوبة منه واستمر على الحال ده لمدة
تقريبا ست شهور من يوليو الف تسعمية اربعة وتمانين لحد مطلع
شهر فبراير سنة الف تسعمية خمسة وتمانين وكان كل ما بيقدم
تقارير أكتر كل ما كان المبلغ بيزيد أكتر وأكتر بدأ بمتين دولار بعدها
بتلتمية لحد ما وصل لربعمية دولار وطبعا حالته و أموره المادية لما
اتبدلت بالشكل ده واتغيرت بدأت الأسرة أنها تلاحظ التغيير
تجنيد أخوه لعمل معه
كان من ضمن اللي لاحظوا التغيير اخوه الأصغر منه وأسمه سمير
يوسف إبراهيم الطالب في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة المهم أن
أخوه لما لاحظ عليه التغيير ده قعد يزن فوق دماغه ويلح عليه لحد
ما خلاه في الآخر حكى له على كل حاجة والاكتر من كده انه بعد ما
حكى لاخوه طلب منه أنه يساعده في كتابة تقارير ووعده بأنه
هيخلي الجريدة تعمل له مرتب زيه بالظبط وبدأ فعلا سمير يشتغل
مع أخوه وبقوا هم الإتنين شغالين لحساب المخابرات الأمريكية
والاتنين ما يعرفوش حاجة وفضلوا على الحال ده لحد سنة الف
تسعمية ستة وتمانين خلال الفترة دي كانت حصلت أحداث كده في
تجسس سامي على مراكز الأمن المركزي
مصر اتعرفت باسم أحداث الأمن المركزي واللي ما أعرفش من
حضراتكم بالأحداث دي حصلت أو بدأت مساء يوم التلات خمسة
وعشرين فبراير سنة ستة وتمانين اللي حصل أنه انتشرت إشاعة
في الوقت ده ما بين جنود الأمن المركزي بأن وزارة الداخلية عندها
النية في أنهم يزود مدة التجنيد الإجباري ويرفعوها من تلات
سنوات لأربع سنوات ولاكتر من كده كمان أنهم هيخفضوا الرواتب
وفجأة كده وفي لمح البصر أكتر من تمان تلاف جندي امن مركزي
خرجوا من المعسكرات اللي موجودة ما بين طريق القاهرة والفيوم
ونزلوا تكسير وتخريب في كل عربيات واتوبيسات الفنادق أي حاجة
يقابلوها يكسروها واستمرت حالة الانفلات دي لمدة أسبوع كامل
بعدها نزل الجيش وفرض حصار كامل لحد ما فعلا قدر أنه يلم
الموضوع ولعلم حضرتك كان وزير الداخلية في التوقيت ده اللواء
أحمد رشد رحمة الله عليه وكان كان وزير الدفاع المشير ابو غزالة
رحمة الله علي
المهم أنه اثناء اشتغال الأحداث بالشكل ده طلب
ادوارد أنه يقابل سامي في شقة موجودة في شارع قصر النيل جنب
مطعم اسمه مطعم بابا شارو وخلال المقابلة طلب من سامي أنه
عاوز تقرير كامل ومفصل وبالصور عن الأحداث اللي بتحصل في
البلد وخاصة في منطقة الصعيد وطلب منه أنه يركز جهوده اكتر
في محافظة أسيوط لان أحداث العنف اللي كانت بتحصل هناك
تقريبا كانت أضعاف اللي بتحصل في القاهرة وانتشرت كمان
الإشاعات وقتها بأن قوات الأمن المركزي على وشك أنهم يسيطروا
على المديرية وكانت أكتر مخاوفهم أن الجماعات المتطرفة يبدأوا
يشتبكوا وساعتها لو كانوا سيطروا على أقسام الشرطة كانت هتبقى
الكارثة الفعلية وعشان كده اضطر ساعتها اللواء زكي بدر اللي كان
وقتها مدير أمن أسيوط واللي أصبح فيما بعد وزير داخلية مصر
أضطر وقتها أنه يفتح حاجة اسمها الهويس والهويس ده عبارة عن
كوبري الناس بتعدي من عليه واضطر أنه يفتحه عشان حرفيا يقسم
البلد نصين وما فيش أي حد من الجانب ده يقدر يعبر للجانب ده
لقاء سامي وأدوارد والطلب الغريب
المفاجأة بقى اللي حصلت بالنسبة لسامي اليوم ده لما طلب منه
ادوارد انه مش بس يرصد الشائعات اللي موجودة ده طلب منه كمان التأكيد عليها وزيادتها أن أمكن ودي كانت المرة الأولى اللي
بيطلب فيها من سامي أن أي معلومة أو أي صورة يتحصل عليها
لازم يتم تسليمها له هو شخصيا وفي منتهى السرية بعد ما أفهمه
كل حاجة وأتفق معه على كل التفاصيل راح جاي اداه سبع تلاف
جنيه مصري ومعهم مفتاح سيارة خاصة وأتفق معه أن السيارة دي
زي ما هتكون هي وسيلة مواصلاته هتكون هي نفسها وسيلة توصيل المعلومات ازاي؟
كانت التعليمات أو الإتفاق ما بينهم أن سامي وفي ميعاد محدد
وبعد ما خلاص يخلص مهمته هيقوم جايب السيارة وراكنها في
مكان معين ومتفق برضو عليه مسبقا جنب فندق موجود في
القاهرة اسمه فندق الماريو ويعمل حسابه انه هيكون داسس كل
المعلومات والصور او أي ورق معه في مكان سري جوة السيارة
وبعد كده يقفلها ويسيبها ويمشي بعد كده ييجي ادوارد معه نسخة
تانية من مفتاح السيارة يفتح الباب ياخد منها الورق وبعد كده
يقفلها وياخد بعضه ويمشي المهم أن سامي وبعد ما خلاص نفذ
المهمة زي ما اتطلبت بالحرف بدأت دماغه اخيرا أنها تشتغل ومع
أول مقابلة بادوارد سأله في كل الاسئلة اللي بتدور في دماغه عن
الشائعات اللي إشترك فيها وعن موضوع الطريقة الغريبة والسرية
اللي بيسلم بها المعلومات فرد عليه بمنتهى البرود وقال له هي دي
مصالح امريكا بصفتنا كمواطنين امريكان وانت كمان كمواطن
امريكي قادم لازم نخاف على مصالحها وللأسف المخابرات المصرية
مش هتتفهم الكلام ده وكانت المفاجأة والصدمة بالنسبة لسامي لما
عرف لأول مرة أنه بيشتغل لصالح المخابرات الأمريكية بقى له
سنتين وبدون ما يشعر ومش هو لوحده ده هو واخوه كمان معه
وكل الخدمات والمعلومات اللي قدمها كان معتقد نفسه أن مجرد
جامع للمعلومات وبيسلمها للجريدة وبياخد عليها أجر وللأسف
الشديد لم يعمل عقله في الموقف ده على الإطلاق ونجحوا فعلا
أنهم يقنعوه بأن خلاص الفأس وقعت في الرأس يعني هتشتغل معنا
زي ما انت وزي ما إحنا عايزين يا إما هنسيبك بقى وانت ومصيرك
وفي نفس اللحظة تحول موقفه من موقف المفاجئ او المصدوم
لموقف المساوم بلغ ادوارد وقال له انا معكم ومستعد أنفذ كل اللي
أنتم عايزينه لكن لي شرط الهجرة أو السفر مش هيكون لي لوحدي
هيكون ليا ولأخويا ولأمي ولخطيبتي ولكن نيكولاس ادوارد اللي هو
ضابط المخابرات الامريكية رفض رد عليه وقال له إحنا لسة لنا
شغل هنا في مصر موافقين أنك تسفر والدتك وأخوك وييجوا عندنا
لكن خطيبتك هتفضل معك ولا انت بقى هتسفرهم كلهم تقعد هنا لوحدك لازم يكون موجود معك حد هنا عشان يبرر وجودك
المهم وقتها تأكد ان الموضوع بالنسبة لهم مجرد مساومة يعني
وافقوا على والدته واخوه عشان يسافروا هناك ويكونوا تحت
أيديهم وهو يضمنه أنه يكون موجود في مصر وينفذ كل اوامرهم
وبالفعل وخلال فترة قصيرة جدا كانت الأوراق اتقدمت للسفارة
والتأشيرات اتاخدت والتذاكر طلعت وسافروا هم التلاتة على
الولايات المتحدة الامريكية سامي يوسف واخوه سمير يوسف
ووالدتهم شامية فرج حنين وكان الكلام ده في مطلع سنة الف تسعمية تمانية وتمانين وهناك وأول ما وصلوا استلمتهم المخابرات الامريكية وبعد طبعا ما اخضعوهم للاختبارات اللازمة بدأوا يدربوهم على كل وسائل واجهزة التجسس ودربوهم هم الاتنين على واحدة من اغرب الطرق اللي هيقدروا يوصلوا بها المعلومة ويخفوها في نفس الوقت طيب طريقة دي بقى كانت عبارة عن ايه ؟ الطريقة دي كانت عبارة عن مجموعة من الورق مصنوع من حاجة اسمها الياف السليلوز الالياف دي بيروحوا جايين خلطينها مع نسبة معينة من الماية ونسبة من مادة صمغية بعد كده الخليط ده اول ما يتماسك يبدأوا ان هم يفردوه على مسطح وبعد كده يقطعوا منه شرايح تتحول لورق السليلوز طيب الورق ده بقى بيختلف عن اي ورق تاني في ايه? الورق ده بمجرد انه بيتعرض لأي مية سخنة فجأة تبص تلاقي الورق ده اتفكك من بعضه الاكتر كده أن نفس الورق ده لو أتعرض لمحلول الفضة مع المية السخنة مع الهواء العادي يعني أتعرض للتركيبة دي كلها تبص تلاقي الورق ده بغض النظر عن أن كله بيتفكك من بعضه بيحصل له حاجة زي نظام الاكسدة يعني الورق ده بيسود بالكامل وبالتالي اي كلام مكتوب عليه كأنه لم يكن وعشان المعادلة دي تتم بشكل صحيح وزي ما هم عايزين فكانت الطريقة الوحيدة الانسب والمثلى ان ورق السليلوز ده أو شرايح السليلوز يتم وضعها في ترمس الماية السخنة بمعنى انه بعد ما يجيب الشريحة او الورقة السليلوزية دي وبعد ما يكتب عليها كل المعلومات اللي هو عايزها سواء بقى معلومة خريطة ايا كان يجيب ترمس الماية السخنة ويبدأ انه يفكه وبعد كده يدس او يزرع الورقة دي ما بين او الزجاجة اللي معمولة من الفضة داخل او من المحلول الفضة اللي داخل الترمس وما بين القطعة البلاستيكية طبعا حضرتك عارف كويس جدا انا اقصد ايه كلنا تقريبا عندنا ترامس الماية السخنة وعارفين القطعة الزجاجية اللي هي من الفضة او من مغلفة بمحلول فضة دخلت ترمس هم بقى بيجيبوا القطعة السليلوزية دي ويدسوها ما بين القطعة الزجاجية وما بين القطعة البلاستيكية ويقفل عليها وهيبقى كل المطلوب منه ساعتها انه في حالة تم ضبطه في اي وقت كل اللي هيعمله انه هيمسك الترمس بس ويسقطه منه في الارض ساعتها هيختلط الماء الساخن مع الورق السليلوزي مع المحلول الفضي او مع الزجاج اللي هو مطلي بمحلول الفضة مع الهواء الخارجي كل ده هيخلي قطعة السلوز تتفكك من بعضها وتتحول بالزبط كأنها لوحة سودا والطريقة دي من التجسس او توصيل المعلومات كانت هي السبب اللي خلته اول ما يوصل على مصر ينزل ويشتري الكمية دي من الترامس المهم انه بعد ما خلاص تم تدريبهم هناك كان في حدث حصل هنا في مصر في الوقت ده وكان تحديدا سنة الف تسعمية سبعة وتمانين والحدث ده سبب استياء شديد جدا جدا ما بين المصريين والفلطسيين وتحديدا بسبب ان الحكومة او الإدارة المصرية وقتها اصدرت بيان واعلنت بغلق جميع مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة ساعتها كلفوا الجاسوس ده انه يرجع مرة تانية على مصر على الرغم انه كان يدوب ما عداش على هجرته اكتر من ست شهور وطلبوا منه انه يختلط ما بين الفلسطينيين اللي موجودين ومقيمين في القاهرة وطلبوا منه كمان نشر واثارة الفتن والشائعات بين المصريين والفلسطينيين اللي موجودين في مصر ولكن اللي حصل انه أول ما وصل على مصر وحط رجله في مطار القاهرة يحصل الموقف حكيته لك في البداية وبعد ما ضابط الجوازات رفع تقريره الأمن القومي وبعد ما تم رصده ومراقبته اكتشفوا اثناء عملية المتابعة والرصد رصدوا مقابلاته اكتر من مرة مع واحد من اعضاء السفارة الامريكية ولاحظوا أن المقابلات دي بتتكرر هي هي خلال معادين المعاد الاولاني كان بيتم الساعة حداشر في أول جمعة من أول كل شهر جنب المكتبة الامريكية المصرية في وسط البلد اما الميعاد التاني فكان دايما يتم الساعة تمانية في الجمعة التالتة من الشهر اللي بعده في مطعم اسمه اكستريون في شارع قصر النيل ولاحظوا كمان ان في كل مرة بيروح يقابل فيها عضو السفارة الامريكية بيكون معه ترمس الماية بعد ما يقعد و يخلصوا قعدتهم و كلامهم يسيب الترمس على الترابيزة وياخد بعضه ويمشي استمروا في مراقبته لحد ما تم القبض عليه متلبس داخل شقته اللي كان مستأجرها في شارع اسمه شارع امريكا اللاتينية وقت ما اتقبض عليه اعترف بكل التفاصيل وضبط معه كل الاحبار والأوراق وترامس اللي كان بيستخدمها في أعمال التجسس ومن لحظة ما اتقبض عليه وقامت الدنيا ما قعدتش والدته واخوه زي ما قلت لك انهم كانوا موجودين هناك في الولايات المتحدة الامريكية على طول بدأت تبعت في عشرات الرسايل للحكومة الامريكية على راسهم طبعا كان جورج بوش رئيس امريكا في الوقت وجيمس بيكر وزير الخارجية وراحت جاية كمان مقدمة شكوى لمستر بروند فيلد المختص بالرعاية الأجانب في الكونجرس الأمريكي وكتبت له كده في نهاية الشكوى أنها عايزاه يسلمها يدا بيد للرئيس المصري محمد حسني مبارك وطبعا الصحف الأمريكية ما صدقت وكانها بالظبط مستنية مصيبة عشان وكالات الانباء على الصحف زي الام بي سي والايه بي سي واليو اس ايه كلهم بدأوا يهاجموا مصر في صحفهم وعناوينهم واتهموا و هاجموا الادارة المصرية بانه بيتم القبض على الرعاية الأمريكان بشكل عشوائي وبدون آي سسب
هل وقفت على كده وبس ؟ ابدا طبعا موضوع زي ده ما يفوتش على الكيان .. هناك بعض الشركات التابعة للكيان قال لك يلا بقى نزيد في الزيطة راحوا جايين منزلين رجالتهم رفعوا اللافتات في الشوارع قدام السفارة المصرية وكانت اللافتات كلها مكتوب عليها عن سامي وكل اللي حصل هناك كوم واللي حصل عندنا هنا في القاهرة كوم تاني اول ما اتقبض عليه قام جاي لك القنصل الامريكي وكان اسمه دريشار خد بعضه وطالع جري على نيابة امن الدولة العليا وصمم انه يفضل موجود هناك عشان يعرف ايه اللي حصل ويتابعه بنفسه على مدار كل أيام وساعات التحقيق والجلسات كان فيه مندوب من السفارة الامريكية موجود معه عشان يتابعه لحظة بلحظة دي وصلت لدرجة الوساطة من الإدارة الامريكية وعلى الرغم من كل الضغوط اللي حصلت إلا أن الإدارة المصرية رفضت بشكل قاطع واصرت على استكمال التحقيقات لحد ما تمت احالة القضية للمحاكمة الجنائية ووجهت له الاتهامات أولا التخابر مع دولة أجنبية
ثانيا تصوير اماكن عسكرية لانه اتصور معسكرات الامن المركزي
ثالثا نشر الإشاعات والفتن والفوضى
رابعا محاولة أحداث بلبلة في البلاد
خامسا تجنيد مواطن مصري اخر والمقصود طبعا بتجنيد مواطن مصري اللي هو اخوه سمير يوسف ابراهيم وبناء عليه صدرت الاحكام من المحكمة اولا بالسجن عشر سنوات لسامي يوسف ابراهيم عشر سنوات لاخوه سمير يوسف ابراهيم السجن خمس سنوات للضابط الامريكي اللي هو نيكولاس ادوارد السجن خمس سنوات لزوجته اللي هي فيفيان ماهر لكن فيما بعد المحكمة برأت ساحتها وافترضت فيها حسن النية وقالت في ان الزوجة تصرفت مع زوجها بشكل حسن النية وبشكل طبيعي وعشان كده رجعوا وحكموا لها بالبراءة