في يوم ١٣/١٠/١٩٧٢فريق من فرق الراجبي
كانوا في رحلة طيران فريق المسيحيين القدامى للركبي من دولة الاوروجواي كان عندهم ماتش هيلاعبوا فيه فريق منافس من دولة تشيلي فرئيس النادي دانيال خوان قرر أنه يحجز لهم طيارة خاصة يروحوا بها وفي اليوم الموعود اتحركت الطيارة وعلى متنها خمسة واربعين إنسان منهم خمس أفراد الطاقم ١٩ فرد اللي هم أعضاء الفريق نفسه والباقي أهلهم وأصحابهم وقائد الرحلة كان الطيار المخضرم _خوليو في رادس _صاحب ٥١٢٧ ساعة وتحت منه مساعد الطيار دانتي لاجورارا واللي للأسف هيكون السبب في الكارثة اللي هتحصل زي ما هنعرف في بداية الرحلة الوضع كان هادي ولطيف ومفيش أي مشاكل في وسط أجواء من الفرحة والحماس استعدادا للمباراة
لكن أثناء الرحلة وصلت لطيار التعليمات أن في عاصفة قوية فوق جبال الانديز
فقرر أنه ينزل في مطار ميندوزة في الأرجنتين لحد الجو ما يتعدل شوية لكن المشكلة أن القوانين في الأرجنتين في الوقت ده كانت بتنص على أن مفيش طيارة أجنبية تفضل على أرض البلاد أكتر من أربعة وعشرين ساعة فما كانش قدام الطيار والمساعد بتاعه غير أختيارين يلفوا ويرجعوا تاني على الاورجواي والماتش يتلغي والتاني أنهم يكملوا رحلتهم على أمل أن الجو يتحسن وهم ماشيين مساعدة طيار لاجورارا كان شايف أن الجو بدأ يتحسن فليه نرجع ونأجل الماتش؟ وفعلا أستقروا على أنهم يكملوا الرحلة وخرجت الطيارة من ميندوزا متجهة لوجهتها في تشيلي الطيار _ في رادس_ ما كانش أول مرة يطير فوق جبال الانديز بل إنه طلع الرحلة دي ٢٩ مرة قبل كده يعني تقدروا تقولوا أنه كان متعود على المشوار لكن ما كانش ده الحال مع مساعد الطيار واللي كان دوره في الرحلة دي أنه يتابع الأجهزة
بعد ما الطيارة اقلعت من المطار الجو كان الضباب كان مغطي كل حاجة حوالين الطيارة ومن هنا هتبدأ المشاكل
الحالات اللي زي كده واللي الرؤية فيها برة الطيارة بتكون شبه معلومة الطيارين بيلجأوا لحاجة أسمها أي اي أم سي واللي معناها الطيران بمساعدة أجهزة قراءة الطقس وفعلا لاجرارا أستعان بها زي ما البروتوكول بينص بس الواضح كده أنه ما كانش مساعد طيار كفء مساعد الطيار اخطأ في قراية الأرقام اللي قدامه على الشاشات والساعة ٣:١٢ عصرا تواصل مع مركز المراقبة وطلب منهم الأذن أنه يهبط في مطار كونيكو بعد دقيقة لكن المشكلة بقى أن الطيارة كان بينها وبين كاوريكو ١١ دقيقة كاملين بس الضباب كان حوالين الطيارة من كل مكان فمش شايفين حاجة بعينيهم ومساعد الطيار قرأ الأرقام غلط وفعلا رد عليهم مركز المراقبة واداهم الأذن وبدأت الطيارة في الهبوط بس المشكلة أنها كانت لسه فوق جبال الانديز الطيارة أثناء الهبوط بدأت تهتز بعنف بسبب المطبات الجوية وفجأة وبدون مقدمات لقوا في وشهم قمة من قمم الجبل طالعة من وسط السحاب وفورا أطلق الطيار صفارة الإنذار جوة الطيارة وكل الركاب دخلوا في حالة من الرعب والطيار والمساعد حاولوا أنهم يطلعوا بالطيارة مرة تانية قبل ما تخبط في الجبل وفعلا نجحوا في أن مقدمة الطيارة ما تخبطش في الجبل لكن للأسف اللي حصل كان أسرع من
أنهم يتفادوا بالكلية ديل
الطيارة أصطدم بعنف في القمة الجبلية وخلى الطيارة تميل على جنبها ولما مالت أصطدم الجناح هو كمان بقمة جبلية تانية وانفصل بالكلية عن جسم الطيارة
والخبطة دي خلت الديل اللي يا دوب ماسك في جسم الطيارة ينفصل هو كمان عنها ومع أنفصال الديل عن الجسم انفصل الجزء الخلفي كله من الطيارة واتخلع معه أكتر من الصفوف اللي موجودة في أخر الطيارة ودي كانت اللحظة اللي بدأ فيها عداد الضحايا يعد تلاتة من الركاب واتنين من الطاقم طاروا مع الجزء الخلفي لما اتخلع واختفوا في وسط الجليد ويا دوب لسه الناس اللي على الطيارة ما فاقوش من الصدمة الأولى الجناح الشمال أصطدم هو كمان بقمة جبلية وهو كمان انفصل عن جسم الطيارة والصدمة دي خلت أتنين كمان من الركاب يقعوا من الفتحة اللي في آخر الطيارة وبكده الطيارة ما بقاش فاضل فيها غير جسم وبس وفضل جسم الطيارة يزحف على الجليد لمسافة ٧٠٠ متر كاملين قبل ما يقف في النهاية الأصطدام العنيف اللي حصل لما الطيارة وقفت في المكان النهائي خلى الكراسي تتفك من الأرضية وتصطدم بعنف في الحيطة بتاعة كابينة الطيار والاصطدام العنيف ده أدى لوفاة الطيار فورا
وأما المساعد واللي كان السبب في القصة
دي كلها فاتصاب باصابات شديدة فضل محبوس جوة الكابينة وجسمه مزنوق ما بين الكراسي والمعدات بتاعة الطيارة وتاني يوم على طول مات مساعد الطيار هو كمان متأثر بجراحه ومن إجمالي٤٥ فرد اللي كانوا على متن الطيارة اتفضل ٣٣ واحد بس ما بين سليم ومصاب إصابات طفيفة ومصاب إصابات خطيرة في الوقت ده وحدة البحث والانقاذ الاتشيلية كان وصلها خبر فقدان الطائرة المنكوبة وبناء عليه خرجت أربع طيارات انقاذ على أخر مكان معلوم كانت فيه الطيارة قبل الإتصالات معها ما تتقطع لكن الحملة الأولى ما قدرتش توصل لمكان الحادث فرجع المسئولين لآخر تسجيلات كانت بين الطيارة وفريق المراقبة على أمل أنهم يقدروا يحددوا ولو بالتقريب المكان اللي ممكن الطيارة تكون فيه وفعلا نجحوا في تحديد المكان بس للأسف
اكتشفوا أن الطيارة وقعت في أكتر مكان معزول في جبال الانديز
مكان بعيد جدا عن خطوط سير القوافل أو أماكن تواجد القبائل بعد ما أستقروا على المكان اللي هيدوروا فيه تاني يوم على طول خرجت حملة مشتركة شارك فيها تلات دول الأرجنتين وتشيلي والارجواي والحملة كانت مكونة من ١١ بيدوروا على الناس اللي ضاعوا والمرة دي فعلا وصلوا للمكان اللي فيه الحطام بس للأسف ما شافوش الطيارة
الطيارة كان لونها أبيض ووقعت وسط تلج ناصع البياض ده غير أن الاصطدام العنيف اللي حصل خلى الطيارة تغرس في التلج والتلج يغطي أجزاء من فوقها كمان الناجين لما سمعوا أصوات الطيارات أفتكروا أن المأساة إنتهت خلاص لكن صدمة عمرهم لما اكتشفوا أن طيارات الانقاذ ماكنتش شايفاهم ساعتها فكروا بسرعة وقرروا أنهم يجمعوا كل أحمر الشفايف اللي موجود معهم ويحاولوا يكتبوا على سطح الطيارة أس أو اس واللي هي كلمة بتعبر عن معنى انقذونا
لكن للأسف أحمر الشفايف اللي جمعوه كله ماكانش يسمح أنهم يكتبوا الحروف بخط كبير يبان من السما وهنا جات لهم فكرة تانية ياخدوا كل الشنط اللي معهم على الطيارة ويجمعوها على التلج علشان تتشاف لكن للأسف مجهودهم راح على الأرض محدش شاف رسالة الأستغاثة
معنويات المجموعة كانت عمالة تتدهور مع الوقت الطيارات اللي المفروض بتدور عليهم عمالة تعدي من فوقيهم ومش شايفاهم في نفس الوقت تلات مرات منفصلين الطيارات تعدي من فوق الحطام من غير ما تشوفه وهم يتنططوا ويعملوا هيصة وينادوا بأعلى صوتهم لكن لا حياة لمن تنادي وبعد ٨ أيام من البحث المستمر
قرر المسئولين أنهم يلغوا عملية البحث والإنقاذ
واعتبروا أن الطيارة ضاعت بلا رجعة وخرج بعض المسؤولين وقالوا هنرجع ندور على الطيارة في ديسمبر لما يكون التلج بدأ يفك يمكن نلاقيها بعد أول ليلة من الحادث مات خمسة كمان متأثرين بجراحهم واتبقى من المجموعة كلها ٢٨ إنسان أول حاجة كانوا محتاجين يعملوها أنهم يحموا نفسهم من البرد القارص اللي على قمة جبال الانديز وفعلا بدأوا يظبطوا في جسم الطيارة بحيث أنهم يعملوه مخبأ فيه خدوا الكراسي والشنط والحاجات اللي متكسرة من الطيارة وبدأوا يسدوا بها كل الفتحات وطلعوا حشو الكراسي علشان يتدفوا به زيادة على الهدوم اللي هم لابسينها واللي أكيد ماكانتش كفاية أنها تحميهم في درجات حرارة بتوصل لتلاتين درجة مئوية تحت الصفر وفي النهاية نجح أنهم يعملوا فعلا المخبأ لكن مساحته كانت ضيقة جدا عليهم بس مش هي دي المشكلة الوحيدة فيه مشكلة تانية في غاية الخطورة وهي الأكلالركاب ما كانوش عاملين حسابهم أن ممكن كارثة زي كده تحصل لهم بل أن الطيارة نفسها ماكانتش مجهزة لكارثة زي دي فبعد ما رتبوا أوضاعهم في المكان بدأوا يعملوا جرد لكل الحاجات اللي معهم اللي ممكن تتاكل أو تتشرب وكانت المحصلة ٨ قطع من الشوكولاتة و٣ برطمانات مربى وعلبة لوز وشوية بلح وشوية برقوق مجفف وشوية حلويات وكم ازازة نبيذ كمية قليلة جدا من الأكل المفروض يكفوا ٢٧ فرد اللي لسة عايشين لأن فيه بنت ماتت هي كمان بعد كم يوم من الحادث في الايام الأولى كانوا بيحاولوا
يفتشوا الطيارة على أمل أنهم يلاقوا أي حاجة ممكن تساعدهم وبالفعل لقوا جهاز أرسال صغير بين الحضان ولحسن الحظ كان فيه واحد من المجموعة بيفهم في الإلكترونيات ده لو نقدر يعني نسمي جزء من المحنة الشديدة دي حسن حظ وبعد شوية محاولات مع الجهاز قدروا أنهم يستقبلوا عليه إشارة ضعيفة بس للأسف ماكانش ينفع يستعملوه في الإرسال كان بيستقبل بس ويا ريتهم ما استقبلو منه حاجة كانت من الجمل اللي سمعوها كانت نشرة أخبار بتتكلم عنهم وعن الكارثة اللي حصلت لهم وفي النشرة سمعوا أن حملة الإنقاذ خلاص توقفت سمعوا بودانهم أن خلاص كده ما حدش تاني هيدور عليهم وأن مصيرهم بقى محتوما
اتقطعت بالمجموعة السبل
الراجل اللي بيفهم في الإلكترونيات كان بيحاول أنه يشغل الجهاز أرسال مش استقباله بس لكن للأسف البطارية خلصت وهو شغال وحتى الاستقبال ما بقاش شغال والأكل اللي معهم خلاص بيخلص وده بالرغم من أنهم كانوا حريصين جدا على أن الأكل يعمر معهم لدرجة أن واحد منهم كل حتة على تلات أيام لكن مع ذلك الأكل كفاهم ٨ أيام بالعافية بس يا ترى بعد ٨ ايام ما يخلصوا هيعملوا إيه من غير اكل ؟وهنا الأحداث خدت منعطف في غاية الكأبة وخدوا أصعب قرار ممكن ياخده إنسان الناجين اتفقوا مع بعض أن اللي يموت الأول جثته تبقى مباحة للباقيين
الباقيين يقدروا يأكلوا من جسمه علشان يفضلوا على قيد الحياة في قرار يستحيل على أي إنسان طبيعي أنه ياخده وما تنسوش الناس دول كانوا أهلهم وأصحابهم من بين الركاب كان في أتنين طلبة في كلية الطب ومن اول الحادث والاتنين كانوا بيحاولوا يسعفوا أي حد مصاب وبسبب خلفيتهم في الطب كان اول واحد تجي له الجرأة وياخد خطوة في الإتفاق اللي اتفقوا عليه فخد حتة ازاز مكسورة عملها سكينة وبدأ يعمل اللي كان مستحيل حد أنه يعمله في يوم من الأيام بدأوا ياكلوا جثث أصحابهم وطبعا مش كلهم وافقوا يعملوا كده بس الجوع قاتل ومع الوقت الناس اللي كانوا رافضين بدأوا يستسلموا واحد ورا التاني
وللأسف دي ماكانتش آخر المآسي في يوم ٢٩ أكتوبروبعد يوم من الحادث الأليم الناجين كانوا قاعدين لازقين في بعض بالليل علشان يدفوا بعض في برد الانديز القارس وكانوا بيحاولوا يفكروا في فكرة تنجيهم من مصيرهم المحتوم
مساعد الطيار قبل ما يموت كان قال لهم أن حدود شيلي قربت خلاص بما أنه كان فاكر ان بينه وبين شيلي دقيقة واحدة بس مش ١١ فجت لهم فكرة أن فريق منهم يخرج ويمشي ناحية الغرب على أمل أنه يوصل لأي مكان عامر ويبعت ناس تنقذ الباقيين لكن فجأة وبدون أي مقدمات سمعوا صوت هدير مرعب جاي من كل حتة حواليهم والأرض بدأت تهتز من تحتهم
وفجأة انهيار جليدي يدفنهم وهم نايمين في لحظات معدودة اطنان من التلج تقع عليهم من فوق
وبتدخل عليهم المخبأ ويموت منهم ٨ افراد في لمح البصر وفضلوا محبوسين جوة الحطام لحد صباح ٣١على ما قدروا أنهم يحفروا ممر في قلب التلج علشان يخرجوا من وسط الحطام لكن المأساة لسة ما خلصتش وتتوالى المصايب واحدة ورا التانية أول ما طلعوا من تحت الأنقاض اتفاجئوا بعاصفة تلجية في وشهم خلتهم بعد ما يا دوب هربوا من تحت الانقاض يرجعوا يستخبوأ فيها مرة تانية ورجعوا يحتموا في الجزء البسيط اللي لسة فاضل من الطيارة وجنب منهم جثث أصحابهم وبعد ٣ ايام بدأت العاصفة تهدا وبدأ التلج كمان يسيح الناجين في المرحلة دي كانوا عارفين إن الإنتظار معناه الموت لا محالة ولو فيه أمل بسيط أنهم بعد اللي مروا به بالأمل ده مستحيل يحصل وهم قاعدين محلك سر
وهنا قرروا ينفذوا الفكرة اللي كانوا بيفكروا فيها قبل الأنهيار
بس المشكلة اللي عليها الدور أن المعلومات اللي قالها لهم مساعد الطيار كانت معلومات غلط أقرب مكان لموقع الطيارة كان فيه البشر كان بيبعد تسعين كيلو متر كاملين تسعين كيلو محتاجين يمشوهم على الأقدام في التلج والبرد القارس بعد أسبوعين بدون أكل تقريبا ونوم في درجة حرارة تحت الصفر ونفسية متحطمة المهم أتفق المجموعة أنهم يتحدوا الصعاب ويعملوا الرحلة والفريق اللي هيقوم بالرحلة مكون من تلات افراد كنيسة طالب الطب ومعه أتنين كمان من اللي صحتهم لسه معقولة علشان يتحملوا مشقة المشوار
المشوار اللي هيطلع اصعب بكتير من مكانهم
واثناء التحضير للخروج وبدأوا يأكلوا لحمة أكتر من الأول علشان يجمعوا أكبر قدر من الطاقة ويقوموا بالرحلة دي وفعلا بدأت الرحلة لكن مشيوا في إتجاه الشرق بدل الغرب إتجاه الغرب كان مسدود بكتل عملاقة صعب جدا انهم يتسلقوها فكانت الخطة انهم هيمشوا شوية للشرق لحد ما يتفادوا الجبل وبعد كده ينعطفوا ناحية الغرب لكن بعد حوالي كيلو ونص من بداية الرحلة لقوا اجزاء من حطام الطيارة وبعدها بشوية كمان لقوا الديل نفسه مرمي في وسط التلج وكانت المفاجأة السعيدة الأولى من أول ما بدأوا الرحلة البؤس دي لقوا جنب الديل شوية شنط وفيهم لقوا صندوق شيكولاتة وشوية لحمة وازازة خمرة وسجاير وهدوم واهم من ده كله لقوا بطاريات في جسم الطيارة واللي ممكن يستخدموها في تشغيل الراديو اللي صاحبهم كان بيحاول يعدله علشان يشغلوا أرسال ويبعتوا به رسالة
استغاثة للمرة الأولى من بداية المأساة رجع لهم الأمل مرة تانية
فقرر الفريق أنهم يقطعوا الرحلة ويرجعوا للمجموعة مرة تانية يبلغوهم باللي حصل ويقولوا لهم أنهم هينفذوا خطة الراديو الأول بس المشكلة أن البطاريات اللي في الطيارة كانت أتقل من أنهم يشيلوها معهم وبناء عليه اتفقوا أنهم هيجيبوا الراديو ويحاولوا عند الذيل وفعلا رجعوا جابوا الراديو والراجل اللي بيفهم في الالكترونيات وبدأوا في محاولة تشغيله لكن للأسف بعد أكتر من يوم من التجارب أتضح أن البطاريات مش متوافقة مع الراديو تماما الصدمة خلت اغلبهم يفقد شوية الأمل اللي كانوا فاضلين استكمالا للمآسي هبت عليهم عاصفة تلجية مات بسببها تلاتة كمان بعد ما اتأكدوا ان خطة الراديو خلاص فشلت رجعوا مرة تانية للخطة الأصلية الرحلة التسعين كيلو اللي هم ما يعرفوش أنها تسعين كيلو وبدأت الرحلة للمرة التانية بس قرروا أنهم هيتسلقوا الجبل اللي على الغرب بدل ما يلفوا من حواليه
الرحلة كانت في غاية الصعوبة
الوقت بيعدي وهم بيتسلقوا مرتفعات صعبة حتى على أصحاب الخبرة في التسلق فما بالكم بناس ما عندهمش أي خبرة في التسلق نهائي
واحد من التلاتة شاف أنه مش هيقدر يكمل الرحلة دي وقال لهم أنا هرجع للمجموعة أستنى معهم وهسيب لكم نصيبي من الأكل وفعلا رجع والأتنين التانيين كملوا تسلق لحد ما وصلوا لقمة الجبل واخيرا يبصوا من على القمة ورا الجبل وكانت الصدمة جبال متغطية بالتلج حواليهم كل اتجاه، وما فيش أي عمار على مد البصر، وكل اللي وقع في قلبهم إحنا خلاص ميتين بعد ما الصدمة خفت شوية واستجمعوا شوية عزيمة قرروا أنهم ينزلوا ناحية الوادي اللي كان باين كده أن ما فيهوش تلج وبدأ الاتنين رحلة نزول من على قمة الجبل أستغرقت سبع أيام كاملين ولما وصلوا للوادي لقوا نفسهم عند منبع نهر سان خوسيه فقرر الإتنين أنهم يمشوا على امتداد النهر على أمل أنهم يقابلوا أي حاجة طالما في نهر يبقى أكيد فيه حياة وفعلا مع الوقت بدأوا يلاقوا اثار حياة وأخيرا بعد ٩ ايام كاملين قابلوا أول كائن حي يشوفوه بعد ٧٠ يوم من العزلة الكاملة
شافوا مجموعة من الأبقار ساعتها الأمل ملى قلبهم
وزاد الحماس أنهم يكملوا وبعدها بيوم واحد بس شافوا تلات رجالة راكبين خيول على الضفة التانية من النهر أول ما شافوهم طاروا من الفرح وفضلوا يشاوروا لهم وينادوا عليهم لحد ما واحد من التلاتة شافهم وشاور لهم أنه هيرجع لهم تاني يوم
وعليه فضل الاتنين مستنيين في مكانهم والراجل فعلا وفى بوعده تاني يوم الراجل رجع وفضل يسألهم وانتم مين وبتعملوا إيه هنا فشرحوا له هم مين وأن لسه فيه مجموعة تانية محتجزة فوق الجبل فالراجل داهم شوية خبز كانوا معه ووعدهم انه هيجيب مساعدة وفعلا الرجالة اللي كانوا مع الراجل انقذوهم من على ضفة النهر وخدوهم عندهم اكلوهم وشربوهم ودفوهم وخرج رجل منهم علشان يبلغ بالأخبار لقسم الشرطة
أنتشار خبر نجاة بعض الركاب من الطيارة المحطمة
مع إنتشار الخبر
محطات الأخبار كلها عرفت الموضوع والعالم كله وصل له خبر نجاة بعض الأشخاص اللي كانوا على الطائرة المنكوبة وطلعت القوات التشيلية تلات طيارات هليكوبتر ناحية الباقيين علشان ينقذوهم بناء على إرشادات الإتنين اللي نجوا وفعلا نجحوا في انهم يوصلوا للحطام وللناس اللي لسه محبوسة هناك لكن كان صعب أنهم ياخدوهم كلهم مرة واحدة على الطيارتين فخدوا نصهم وفضل تمانية من رجال الإنقاذ مع النص اللي باقي علشان يطمنهم في آخر ليلة لهم في قلب الجبل وانتهت المحنة في ١٢/٢٣ بعد ٧٣ يوم في واحدة من أبرد البقاع على وجه الارض أنتهت المأساة بنجاة ١٦ من أصل ٤٥ كانوا على متن الطيارة ومن المفارقات العجيبة أن ما فيش ولا واحد منهم قال على اللي عملوه في جثث أصحابهم لما سألوهم ازاي عايشين لحد دلوقتي؟
مؤتمر صحفي يكشف الحقيقة
قالوا لهم كلنا بواقي الأكل اللي كانوا على الطيارة وكلنا حشائش من على الجبل لكن واحد من الصحفيين نشر صورة لرجل واحد من الضحايا أجزاء منها متاكلة وطلعت ساعتها الصورة على الصفحة الاولى للجرايد والخبر أتعرف في كل مكان والموضوع أنتهى بأنهم عملوا مؤتمر صحفي حكوا فيه على الأهوال اللي شافوها في ٧٣ يوم على أمل أن الناس تقدر اللي مروا به ودلوقتي موقع الحطام بقى مزار سياحي بيجي له السياح بالمئات من كل أنحاء العالم كل سنة وبكده يبقى وصلنا لنهاية القصة مستني رأيكم
#أخبار_
#أخبار_عالمية
#طائرة
#أنديز#
طائرة571
#بحث #انقاذ#ضحايا
571#